أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - سنة محمد وسيلة انقلابية.















المزيد.....

سنة محمد وسيلة انقلابية.


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 2734 - 2009 / 8 / 10 - 10:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لو كان الاسلام الذي اتى به محمد مثل اسلام اليوم لما اتبع محمدا احد حتى لو ان محمد اؤتي بمعجزة كبرى مادية مرئية وليس معجرة كلامية وتحد لفظي فقط. لم يكن الاسلام بمثل هذا التعقيد وليس بمثل هذا العسف والقسوة، لقد جاء مجاريا لانماط الحياة انذاك منسجما غير متناقض معها ولا مع احكامها ولا مع قوانينها، كان تغيير بسيطا، انقلاب وليس ثورة بمعنى التغيير الشامل الكامل، ،انقلاب جاء بوجوه وازاح وجوه، جاء بمحمد ورجاله وازاح بالملأ من قريش وسادتها سلطويا، تغيرت وجوه المتسلطين ولم تتغير افعالهم ولم يقل جبروتهم، فالسيف بقى رمزا للقوة، والقسوة وسيلة للارغام، والتعذيب وسيلة لانتزاع الاعترافات، والتصنيف الطبقي والاجتماعي امرا الهيا، لم يتحرر العبيد انما تغير مالكوهم. ولم يختر الله له بيتا جديدا، لقد عاد الى بيته في مكة بعد ان طردته قريش الى يثرب. حتى اتجاه السجود اعاده محمد الى قبلة قريش بعد ان غيره الى قبلة لو استمرت لما ساندته قريش ابدا ولتنكرت له للابد ، محمد من قريش اولا وهو لا يرغب في احداث تغير كبير يهز مركزه ان ضعفت قريش وانتهى امتيازها الديني ثانيا.
اما من ناحية السيطرة فان الاسلام اعطى قريش القوة والسلطة والسيطرة على بقية العرب، قريش القبيلة وليس قريش الزعماء. وان عادت السلطة او الملك ايضا بعد ذلك الى بني امية سادة قريش وزعمائها.
ومن حيث الدين فلم يكن الا مجرد تغيير هامشي ابقى على شكليات العبادة وعلى طقوسها وا ن تغيًر المعبود، الا ان السجود والركوع هما نفسهما، جوهرهما واحد، اكان لاله او لصنم او لحاكم، هما علامات خضوع وخنوع.
ومثلما كان زعماء قريش يبدون رضاهما وغبطتهما وهم يرون العرب تدور حول الكعبة وتسجد للاصنام وتبدي خضوعها بشكل غير مباشر لمن يملكها، كذلك كان محمد واصحابه غبطون سعداء وهم يرون الجميع، قريشا وغيرها من قبائل العرب يسجدون رغما عن انوفهم لمن يملك الله او يدعي تمثيله.
الله ليس هو هو المطاع، فليس من اتصال ولا من رابطة بينه وبين من يعبده، الله غير محسوس ولا ملموس، محمد هو المطاع، وان سجد الناس الى الله فهم بالحقيقة يسجدون لمحمد، ينفذون امره، هو من يعاقب وهو من يغفر وهو من ينهي وهو من يأمر، وهو من يضع شروط دخول الجنة او دخول النار، فمن رضى عنه محمد رضى الله عنه، ومن غضب محمد عليه، غضب الله عليه والعكس ليس صحيح.
الله هو صناعة محمد، اما اله بقية الاديان فهم مثل الاساطير والخرافات لا يعرف لها واضع، كل مؤلف يضيف عليهم ما يعجبه وما يلائم ذوقه . يعطونه ملامح وصفات نابعة من بيئتهم، فليس الاله الا انعاكسا واسقاطا نفسيا لرغبة قوم او مجموعة تعطي امكانية تلبية ما تتمناه ان يحصل او ان يكون وتخصه بصفات هي بالحقيقة صفات ابطالها. اله اليهود مثلا يحب رائحة الشواء ويفضل الرعاة على المزارعين، واله الهندوس رام يحب شرب الحليب ويمشي مترنحا من السكر وكانه شرب بحيرة خمر، واله محمد يحب محمد جاهزا دائما لتلبية رغباته خاصة الجنسية منها وقد لمحت لذلك زوجته الصبية عائشة اذ قالت:
والله ما أرى إلا أن إلهك يوافقك في كل هواك.
لقد ادرك المسلمون انذاك ملكية محمد لله، لذلك وفي معركة احد، عندما اشيع ان محمد قد قتل انقلب المسلمون على محمد وعلى اله محمد، وتمنوا لو ان عبد الله بن سلول ياخذ لهم امانا من ابي سفيان كما يقول انس بن مالك، وقد عبر القرآن عن ذلك بقوله
وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل، فان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم.
عفى محمد عن المنهزمين وعن المرتدين من جيشه قبل ان يعف الله عنهم، لم يعاقب احدا مع انه يعرف المتسببين بالهزيمة حتى المسؤولين عن حمايته وقد ولوا الادبار لم يعاقب منهم احد.
كذلك لم يعتب المسلمون على اله محمد، بانه لم ينصرهم على اعدائه، مع ان النبي محمد يقول ما النصر الا من الله، فهم يعرفون ان اله محمد ليس الا محمد نفسه.
لقد كان الله – محمد يعيش بين الناس يعرف ما يحبون وما يرغبون وما يتمنون، فوعد المسلمين بحور العين والشاذين منهم بغلمان مخلدين والفقراء المحرومين بفواكه ولحوم ضأن والسكيرين بانهار خمر والمعدمين بالقصور.
وعندما مات محمد بقى الله على شكل صورة نبي ميت، لا يخافه احد وان ادعى ذلك، اُهمل مثل ما اهملت جنازة النبي، لم يدفنه ولم يصل عليه الا قرابته، انقطعت علاقة الله مع الانسان، فلم تعد ملائكته تهبط الى الارض ولم يعد يلوح بانتقامه بين مدة واخرى ولم يوف بوعوده ولا عهوده ولم تقم الساعة التي تصور المرعوبين انها ستقوم اليوم او غد.
في سقيفة بني ساعدة لم يتخاصم الصحابة على الله ولا من هو اكثر مخافة منه ولا اكثر طاعة له او اكثر التزاما بعبادته او افقه الناس بالدين. تحاججوا بـ من هو الاقرب الى محمد، فكان ابو بكر ابو زوجته الصبية المدللة عائشة واول من صدق بحكاية الاسراء والمعراج، حتى ان علي بن ابي طالب وعند رفضه مبايعة ابو بكر قال:
لا أبايعكم! أنا أحق بهذا الأمر منكم وأنت( مخاطبا عمر بن الخطاب) أولى بالبيعة لي ، أخذتم هذا الأمر من الأنصار واحتججتم عليهم بالقرابة من رسول الله فأعطوكم المقادة وسلموا إليكم الإمارة ، وأنا أحتج عليكم بمثل ما احتججتم به على الأنصار.
الانصار والمهاجرون، الصحابة والقرابة تخاصموا على الملك، تعاركوا وتحاججوا وغدر بعضهم بالبعض الاخر حتى وصل الامر الى احراق بيت فاطمة بنت محمد.
لقد اتسعت رقعة الملك وتعقدت الحياة واصبحت وعود الله قديمة عتيقة، لا تتحقق ولم يرها احد محققة، آمن المسلمون بمثل قائل عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة فكانوا اتباعا لمن يوفر لهم فرص العيش لا من يعدهم بالجنة.
لم يعد الصراع مقتصرا بين المسلمين وغير المسلمين، انما دار ولا زال دائرا بين المسلمين انفسهم، انقسموا الى جماعات واحزاب وملل وشيع وطوائف يكره بعضها البعض ويتأمر بعضها على البعض الاخر لنيل السيطرة والسطوة والتمكن من الملك. لقد اصبحت سنة محمد وسيلة انقلابية تستخدم لازاحة الخصم من الطريق او لانتقام من منافس سياسي او خصم ديني او عدو مذهبي.

. لم يقتل كبارهم ووجهائهم وخلافائهم مشرك او رجل من دين اخر، ولم تُنهى فترات ملكهم وخلافتهم قوة خارجية غير مسلمة، لقد كان المسلمون هم من يقتل احدهم الاخر وهم من يضع نهاية لملك الاخر وهم من يتهم احدهم الاخر بالكفر والضلالة والنفاق والزندقة، حتى ان الشتيمة اصبحت لازمة تسبق خطب الجمعة في زمن الامويين. ولا زال الاباضيون في سلطنة عمان يشتمون علي بن ابي طالب في حلقاتهم الخاصة ولا تزال الحلوى توزع في المغرب في العاشر من محرم يوم مقتل الحسين بن علي حفيد النبي محمد ولا زال في سوريا من يحتفل بعيد الظفر..
لقد وجد الخلفاء ورجال الدين اليوم في ما يسمى سنة محمد وفي احاديثه ما يجعلهم قادرين على التحكم بالناس وانزال العقوبات بهم واللعب بمصائرهم بما يناسب ومصالحهم ويشرعن مطامحهم واطماعهم. واذا كانت محرمات محمد تكفي ورقة واحدة لجمعها كلها، فاليوم لم تعد عشرات الكتب تكف لكتابة فتاوى التحريم وفتاوى التكفير والمنع والالزام.
اذا كان الاسلام صالح لكل زمان ولكل مكان، فلماذا يحتاج لهذه المجاميع الكثيرة من رجال الدين، لماذا يحتاج الى فتاويهم المتناقضة واوامرهم المتضاربة وتفسيراتهم الخطلة وخطبهم المتزمتة ومغالاتهم غير المعقولة وتكفيرهم الارهابي ...؟
هل فات محمد اوفات الله ما يستدعى ان يحشر هذه الجموع من رجال الدين انوفهم في كل صغيرة وكبيرة ويحللوا ويحرموا، مع انهم بشر يجب ان يخضعوا الى الله لا ان يخضع الناس لهم عليهم ان يطيعوا لا ان يُطاعوا. لا يحق لهم لا تحليلا ولا تحريما، فان حرموا او حللوا فانهم يجعلون من انفسهم الهة اخرى ينافسون بها اله محمد.





















#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلام بين الانتقاد والهجوم
- وجه اخر للتطرف
- لماذا لا تُنتقد المسيحية مثلما يُنتقد الاسلام.؟
- العيب الانساني والحرام الاسلامي
- الاجدر بالنقاش همجية احكام الاسلام وليس لغة القرآن.
- الكذب في سبيل الله!!
- الاسلام السياسي العراقي والدرس الايراني.
- اذا كان من حقك ان تؤمن اليس من حقي ان اكفر؟
- شيعة علي وشيعة المذهب
- الاية التي قصمت ظهر الاسلاميين.
- الاسلاميون والخمرة.
- النكاح الاسلامي والزواج المدني.
- هذا النائب لا يملك بيتا!!
- اين هي اخلاق الاسلام الحنيف يا عمارالحكيم!!
- الاسلام حمال اوجه
- الفتوى الشلتوتية بين الشيعة والقرضاوية.
- برلمانيات الكوتا والعشائر والديمقراطية
- الا يجب حماية الاطفال من خطر الاسلاميين.؟
- خوجة علي ملة علي!!!
- المطلوب اعادة تسعيرة كبار المسؤولين


المزيد.....




- 54 مستوطنا يقتحمون المسجد الأقصى
- ترامب: اليهود المصوتون للديمقراطيين يكرهون إسرائيل واليهودية ...
- ترامب يتهم اليهود المؤيدين للحزب الديمقراطي بكراهية دينهم وإ ...
- إبراهيم عيسى يُعلق على سؤال -معقول هيخش الجنة؟- وهذا ما قاله ...
- -حرب غزة- تلقي بظلالها داخل كندا.. الضحايا يهود ومسلمين
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - سنة محمد وسيلة انقلابية.