أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعمة السوداني - حوار















المزيد.....



حوار


نعمة السوداني

الحوار المتمدن-العدد: 2735 - 2009 / 8 / 11 - 07:27
المحور: الادب والفن
    


كيف فقدت ابجدية النهر ؟؟ نعمــة له حكاية أخرى
________________________________________
مع الكاتب والناقد المسرحي العراقي نعمة السوداني




من بلاد الرافدين أدب وفن إلى هولندا ... رحلة وتاريخا
من خمائل بابل المعلقة وبلاد سومر حيث الحضارة التي أولدت وأنجزت القامات العالية كوارفة نخيلها الباسقة من الأدباء والمثقفين ..

امينة الحماقي من البحرين حاورت الكاتب والناقد المسرحي العراقي :

على صعيد مرافئ الحوار المكللة بعطر البنفسج يقف مبدعنا نعمة مكللا بالجرح والمهجر ليبوح بنبل الكلمة وما أختزلته من جمال




عناوين فرعية من الحوار

اكتب حتى اجعل دواخلي فرحة منتصره بعد سلسلة من هزائم رايتها وعشتها في مجتمع يحكمه دكتاتور امي وجاهل

حين يكتب الشاعر نصه وينتهي منه يتحول مرة ثانية الى دكتاتور رافض لتقبل الاراء ويمتعض من اي شئ يمس القصيدة او من اي نقد لايحتمله

ان المسرح هو تجمعا لتجسيد الارادات الانسانية وتجمعا لطاقات خلاقة يمكن ان تحدث تغييرا او تحقق انجازا

انا بين جنبات الشعر كتجربة حياتية مرة محملة بالالام والقهر والعذابات وبين فن جميل ( مسرحي ) تسترخي فيه حتى اعصاب (الجلاد ) ...





من بلاد الرافدين ادب وفن الى هولندا ... رحلة وتاريخا.. اين يكمن نعمة السوداني الشاعر والمسرحي ؟؟ الى اي مدى كان تأثير المهجر عليك شعريا ؟ وماذا منحتك نشوة البقاء طويلا في المنفى ؟؟؟


اكد وسومر وبابل وما تلتها من حضارات انسانية شكلت في عمق التاريخ سلسلة مرتبطة بما كان قبلها وما جاء بعدها من تطورات وابداعات انسانية وهناك سجلت ابجدية التاريخ في الكون .
ولقد اعطت لنا تلك التطورات ملامح واضحة لبوصلة الحياة الاولى في عقلية الانسان المبدع التي عبرت كل الحدود من خلال تاسيس اول حرف في الكون .. هناك تم اكتشاف اللغة التي عبرت الى كل بقاع العالم . من بين غابات القصب والمياه انطلقت اول النصوص الادبية الانسانية تنشد وتحكي الملاحم والاساطير . وقد ازداد العالم بالثراء الفكري عبر هذه البوابة الاولى في التاريخ وعلى اساس ان الادب هو ملك للأنسانية جمعاء ولإرثها الحضاري .
انا ابن تلك الحضارة السومرية التي تتمتع بجماليات المكان والفكر والادب ..ولابد وان تلقي بظلالها على الجينات البشرية التي تكونت هناك وانتجتني حسب التسلسل الزمني

و بسبب ان بلاد وادي الرافدين كانت هي اول من نظمت الديمقراطية في الكون عبر مجالس الديمقراطية الشعبية التي افتقدناها اليوم على مر التاريخ الطويل ...وفي التاريخ المعاصر حينما جاءت زمر من الدكتاتوريات التي تعاقبت على الحكم في العراق و التي قصمت ظهر شعب هذه المنطقة المبدع ,,, المنطقة التي تنعم ( مكوناتها الاثنية والعرقية ) بالثقافة والفن والادب المختلف والمتنوع والتي تعكس صورة حية ورائعة لروح الثقافة في المجتمع العراقي ....
قررت البحث عن فضاءات الديمقراطية والحرية والامان وكان ذلك في هولندا......
ومن خلال هذه الاجواء التي ذكرتها كان هناك تاثيرا واضحا علي ً فالمكان ليس بمكاني ولم افكر ولو للحظة واحدة في حياتي ان ارتبط فيه او اعيش خارج حدود دائرتي المعرفية المعلومة لي .. ان الغربة هي حالة من التآكل للمبدع ونتاجاته بسبب ظروفه الجديدة التي لايستطيع ان يتاقلم معها وهي بالتالي ليست دائرة المعرفة المنشودة لانها مفرغة اجتماعيا وانا انظر الى نفسي ككائن اجتماعي وسطه الناس الذي يتحلق حولهم ويحلق في عالمهم ..

لازلت اعاني من الحنين ( وعلى فكرة ان كلمة حنين هي عراقية صرفة مئة بالمئة ) الحنين الى امي التي شربت الابجدية من حليبها الطاهر ابجدية الاشياء كلها ...الغربة رحلة كبيرة عميقة وطويلة وهي سرمعقد ( في وطنك مغترب وفي هولندا مغترب ) هذا الشعور كان يسري في دواخلي .. منذ زمن بعيد

.. في هولندا كتبت نصوصاشعرية جذورها في العراق وتفرع اغصانها يصل في عنان السماء في هولندا .. انا لازلت اعيش مع ابجدية الغربة في حياتي
وهي تشكل لي خسارات متتالية .. كان قرار خروجي من العراق صعبا جدا .. والعيش بالخارج اصعب بكثير لانه قرار يمتزج بالالم والدم .. هذا ما دعاني ان اكتب حكايات من زنزانات الاعدام ... حيث مكثت في تلك الزنزانات قرابة ثمانية شهور وكنت شاهدا على مجازر دموية ارتكبها الدكتاتور صدام حسين وزبانيته في ( زنزانات الموت ) حكايات عن صندوق اسمه العراق...حكايات عبارة عن مجموعة من النصوص لازالت عالقة بي تسكن في صدري وعقلي ومشاعري وفي كل انحاء جسمي الذي حاول ان ينال منه الجلاد ولو بشئ ما ...

منذ وصولي الى هولندا وانا اسعى وبشكل دؤوب على ( انتاج وتصدير ) ما يكمن في دواخلي من تجاريب متعددة وحاولت ان اقدم نصا نثريا مشرقا ابوح فيه واكشف عن تلك الحكايات تبعا لتوقف الزمان والمكان على دكة الحياة المعطلة هناك ... ان الذات الشعرية تحمل الكثير من الجمال والرؤيا للشاعر او للذات .. ومع هذا فقد عشت التفاؤل في قلب التشاؤم عبر هواء فاسد في (مكان مجهول ) يتعطل الزمن فيه لايعرفه الا الدكتاتور والراسخون في مجازرالاعدام والقتل والبطش بافراد الشعب ....
كتبت من خلال المنفى عن الحياة القادمة التي هي دليل وشمعة في ليل مظلم هي نور في نفق طويل و بعيد ,, كتاباتي هي شكل من اشكال الصراخ والبوح ....
في مشاركتي في مهرجان الهجرة للاداب والفنون في هولندا الذي يقام سنويا كنت قد حصلت على ( الجائزة الاولى ) في مسابقة ( الشعر ) لعام 2007 عن نص اسمه ( ابجدية النهر )


ابجدية النهر

البيت
صندوق خشبي
نخلته جمجمة
تصافح المرآة
تتزين بالبياض
وتنطق بالتناوب
غير ان شراعها الاخير
يكتفي بريشة اسنانه
ومصافحتي .
خلف المرآة انا
راكبا بوصلتي
سالت يدي
عن اتجاه اصابعي
عن جدي وساعاته
تلك التي تكسرت
في غابة الارز
قرب خمبابا
سألتها عن ثوبي
عن فزعي
عن طفلي الحالم
ذلك المسلوب عنوة
من خاصرتي
سالتها عن انفجار السواد
في عين عشتار
وهي تغادر الحانة
بكأس دسها ابو نواس
في جيبه المثقوب
وعن لغتي
كيف فقدت ابجدية النهر ؟؟
وعن الموج
وهو ينزف القتلى
ينزفها
وكأن النعش
يشرب الماء
من عروق الماء
وكانني
مؤمن بالخرافة
فالريح
صفراء بأقدامها
صفراء بجمجمتها
التي تصافح
تلك المرآة
بصندوقها الخشبي
وكأنني ... انا
البيت

ثم بعد ذلك استثمرت ما لدي من الوقت الكثير والفراغ الذي ينثر الملل والسأم على حياتي فتوجهت للدراسة واختارني المسرح ان يحتضنني في عناصره الجميلة .. .
فكرت بدراسة ( ادب النقد المسرحي ) لكي اعيد كتابة ما شاهدت وما قرأت عن المسرح خلال تجربتي في الحياة منذ نعومة اظفاري – اولا - ومن ثم لحبي العميق لفن المسرح الذي حرمت من دراسته في بلدي العراق لظروف ( سياسية ) في مرحلة السبعينيات من القرن المنصرم –ثانيا - .
وهكذا وجدت نفسي مرة ثانية وسط واحة ( الشعر) منبع المسرح الاول والحقيقي في الكون
وهكذا اذن انا بين جنبات الشعر كتجربة حياتية مرة محملة بالالام والقهر والعذابات وبين فن جميل ( مسرحي ) تسترخي فيه حتى اعصاب (الجلاد ) ...
لذلك لم تكن هناك ( نشوة ) على الاطلاق في تواجدي خارج حدود وطني العراق الذي اراه اليوم متبعثرا كفوضى الحواس .بل هناك الحنين..لازلت افكر بطريقة مختلفة في الحنين للطفولة ,, للاماكن التي عشت فيها ,, لرائحة النساء العراقيات ,, للبخور العراقي ,, لابي نؤاس,, لنصب الحرية ,, للسياب... وها انا اليوم ارى التاريخ يشن هجمته الشرسة على وطني الجميل مرة اخرى.


كيف ترى المشهد الشعري العراقي اليوم ؟؟ ومن من الاسماء المهمة التي لازالت مداراتها مهمة في العراق ؟؟؟

سيدتي الفاضلة .. دعيني ان احدد لكم المشهد الشعري في بلد الشعر الاول في الكون العراق الذي يبدء من مقولة رائعة ذات مدلول تاريخي قالها الراحل المبدع شاعر المقاومة الاصيل محمود درويش بكلمته الرائعة التي خطت بالذهب على جبين كل شاعر في الكون عندما تحدث عن الشعر والشعراء في العراق وقال : كن عراقيا لتصبح شاعرا ... وانا اليوم اقول كل العراقيين شعراء وان لم يكتبوا. لأن العراقي حينما يوضع في زاوية حرجة او تضيق عليه الامور في نواحي الحياة المختلفة ويعتصره الهم سينطق شعرا محملا بالاهات والالام او ايضا في الغزل والحب ....
ان العراق بلد منتج وله كثافة عالية بالنتاج الشعري والادبي والفني وهناك اجيال متعددة ضمن نسيج المجتمع العراقي غرست بصماتها كنبتة لازالت تعطي ثمارها الفنية الجميلة على الشعر العراقي واثرت في الشعر العربي من خلال الشعراء الشباب او من رواد الحركة الشعرية وان هناك اساسا مهما في ذلك الارث الشعري مثلما اوضحت في (خلق اول نص ) في الخليقة كان في بلاد الرافدين .. العراق يبقى متصدرا في حمله لراية الشعر الذي هو ( الاختلاف ) فلازال شعر شاعر العرب الكبير محمد مهدي الجواهري بيننا مثلما المتنبي وهو متميز وكذلك لازالت افكار وابداعات الشاعر بدر شاكر السياب على كل شفة والشاعرة نازك الملائكة والبياتي وبلند الحيدري ,والاستاذ مظفر النواب , والاستاذ سعدي يوسف والسيدة لميعة عباس عمارة ..... والكثير الكثير لايسع المكان من ذكر اسماؤهم من هم حاملين راية الشعر في العراق في التطور المستمر وهو مصدر لهبوب رياح التغيير في الشعر والمسرح الجاد ايضا ..
واليوم هناك العديد من الشباب المتحمسين في اثارة المشاكسات للذات الغائبة والروح في انتاج متناوب مستمر في نصوص متالقة تعتمد على مدلولات تعتني في تجاريب شعرية مليئة بالافتراق والالتحام بمقاييس الجمال الشعري والمعايير الحسية السمعية والبصرية فجمال الكلمة والمعنى والاخلاق التي تصور الواقع من تراث العراق الاصيل منطلقين من خصائصه ومن الصراعات التي تكمن في نسيجه كما هو موجود في نصوص شعرية لاجيال مختلفة متعددة منهم: خزعل الماجدي , عدنان الصائغ , خلدون جاويد, ماجد مطرود, مشرق الغانم , عبد الرزاق الربيعي , وفاء الربيعي , صلاح حسن , شعلان شريف, موفق السواد , وفاء عبد الرزاق .... . والحقيقة هناك كم هائل من الشعراء يتحدثون في اختلافاتهم الشعرية وينطقون الشعر حبا ومعرفة ... تحيتي لهم جميعا ..


التجريب على المسرح العربي حديث العهد رغم ان التجريب بالمعنى العام هو منذ القدم اي منذ اكتشاف اول شرارة بالتجربة ,, فالتجربة والبحث اذا عناصر قديمة ايضا ... فهل يمكننا القول ان ثيسبيس او اسخيلوس مجربين بالمسرح ؟؟؟

تمتاز الحركة المسرحية العالمية في عملية التجريب المؤثر على حياة وعناصر العرض المسرحي وبشكل مستمر
والذي نراه في حالة من الديمومة والبقاء من خلال التاثير والتاثر وما عمل به ( ثيسبيس ) الذ اعتبره النفس الاول للمسرح وهو يقدم اعماله على عربة لذاته فكان يجمع الازياء والاكسسوارات ويؤلف القصة ثم يمثلها وكذلك يضع الحركات والافعال ثم يختار الزمان والمكان ثم اسس هذا الفن وسلمه الى اسخيلوس .. فن التمثيلية ..ومن هنا بدء التطور الملحوظ عند اسخيلوس وسوفوكليس ويوربيدس وارستوفانس وماهو الا الشرارة الاولى لانطلاق التجريب في فن المسرح عبر احتياجات جديدة في الاقنعة وبناء اماكن للمسرح باتجاه الشمس ونظم الشعر لانه المحرك الاول ثم القصة المسرحية وبعدد الممثلين وابتكار الجوقه الى اخره ... وهكذا انطلاقا من التطور الذي حصل في الامة الاغريقية عبر التطورات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية . و بالرغم من مرور زمن طويل على اعمالهم الخالدة فقد تاثر بهم ايضا عمالقة في المسرح الاوربي من امثال الروسي ( ستانسلافسكي) الذي قدم منهج خاص متكامل في اعداد الممثل ودونه في كتاباته ويدور حول محاور ثلاث تهتم في اعداد الممثل وبناء الشخصية واعداد الدور ..ومن ثم جاء منهج( فيسفولد مايرهولد) الذي اهتم في اعداد الممثل عبر مفهوم التعامل مع الجسد البشري كالة اي البيوميكانيك وهي تمارين رياضية عنيفة تساعد الممثل على تطويع الجسد بشكل كامل في ادائه واعداد الممثل جسديا ولها تاثير على التعامل مع الجسد لذلك تعتبر من المصادر الاولى في العروض الادائية لفن الجسد وفي اعداد تربية الممثل في الجانب الجمالي ...
وايضا وضمن حركة التجريب جاء( برتولد بريشت) في منهجه الخاص ايضا في مسرح التغريب عبرالمتعة والتعليم وتحرر من الارسطوطاليسية وبالتالي ظهرت هناك انواعا من التجاريب المختلفة بين( المسرح الحر والاستوديو والفقير والمحترف الى ورشة العمل) وظهرت اسماء كبيرة امثال (بيسكاتور وراينهارد وغروتوفسكي ) واليوم لازال المبدع (اوجين باربا ) يعمل في هذا الحقل التجريبي ..في انثروبولوجية المسرح...
.هذه التغييرات حدثت على مر السنين من خلال عباقرة عملوا في المسرح وحسب معطيات الواقع الجديدة التي فرضت نفسها وبالتالي نرى ان رجل المسرح لابد وان يجد حلا لهذه المعطيات او الظواهر في المجتمع ...والسبب في ذلك ان المسرح شانه شان الحركات الاجتماعية التي تحررت او التي تطالب بالتحرير مثل تحرير المرأة اوحركات تقرير المصير او المطالبة بالحريات الى اخره ...وقد ارتبطت حركة التجريب المسرحي بتطور العلوم الانسانية


التطورات وتاثيرها على المسرح العربي

ان كل هذه المحترفات والمختبرات والمناهج تركت بصماتها على المسرح العربي حتى اصبح المسرح العربي ذو حضور في المهرجانات العالمية للمسرح عبر بوابة التجريب وامتلك ناصية نمط جديد فني يناقض ما هو تقليدي من حيث الشكل ..
.. فقد قلد منذ البداية التجاريب الاوربية وحاول ان يجدد الاعمال وهذا جاء من خلال التاثر والتاثير للذين درسوا في اوربا ورجعوا الى بلدانهم بثقافة جديدة ( في العملية المسرحية ) بكل عناصرها وبالتالي دخل التجريب من خلال عالم الابهار وعبر عمليات الانفتاح في
المجتمعات العربية النسبي وفق طبيعة كل بلد لذلك تغير مفهوم الخطاب الفكري والرؤى في طرح بعض القضايا الملحة ومن ثم ابداء المعالجة خاصة في الجانب القومي والوطني وايضا لكل بلد خصوصيته في عملية التجريب .ففي مصر ظهر توفيق الحكيم .. وفي لبنان مارون النقاش وفي العراق حقي الشبلي بعدما انهوا دراستهم في اوربا وعادوا الى بلدانهم بلغة مسرحية جديدة .....
وعلى هذا الاساس يعتبر ان اي عمل مسرحي ان كان تاريخي او تراثي او معاصر يطرح قضية بيئية او اجتماعية او سياسية او فلسفية يحمل هوية عربية . وان هذا العمل اصبح هو الجديد الذي يحمل معه تجارب فنية جديدة على اساس انه يحمل توجها جماليا خاصا في اعادة صياغة العرض المسرحي .
ولابد من الاشارة الى ان ظهور هذه النظريات المتعددة التي تنتمي الى المسرح الحديث بكل مقوماته الفنية ورجالاته من مؤلفين ومخرجين متخذين انماطا جديدة من الفن منطلقين من افاقا جديدةرسمت للمسرح ...
ان المسرح هو تجمعا لتجسيد الارادات الانسانية وتجمعا لطاقات خلاقة يمكن ان تحدث تغييرا او تحقق انجازا كونيا ,لذلك فان عملية التجريب في المسرح تاتي ضمن اعادة رسم خارطة العالم على نحو ما بمصاحبة افكار جديدة لاستكشاف ولثراء نماذج مسرحية فيها افكار جديدة.
مثلما رأينا في سبعينيات القرن الماضي عبر مخرجين مسرحيين تجريبيين افاضوا على المسرح العربي بجودهم الفني امثال الفنان ابراهيم جلال والفنان سامي عبد الحميد والفنان صلاح القصب والفنان قاسم محمد واخرون , كانت مسيرتهم في التجريب عبارة عن شموع تتقد لانارة الدرب للاجيال التي جاءت بعدهم ....


لماذا تكتب ؟؟؟

الكتابة حاجة انسانية لابد من التعامل معها .ان التراكمات في الذاكرة ووجود طاقة ذهنية لابد من تفريغ شحنات هذه التراكمات من خلال عملية الانزياح الداخلي لاستقبال عوالم جديدة تستقر في عمق الذاكرة فالخروج من نمط التعبير المتداول يعتبر خارج عن القواعد وهو نوع من اللجوء الى اختيار جديد في الكتابة وهو نوع من الصور المختلفة ..من هنا تاتي الرغبة في تنفيذ حاجة كأن تكون في كتابة نص نثري او شعر شعبي او عن هموم المسرح او حتى احتاج ان (اغني وبصوت عال (تراتيل بلون العراق...

ان مشروع الكتابة هو بالدرجة الاساس متنفس لي ..عندما لم اجدهناك نصا يلبي حاجتي عبر تجربتي التي عشتها ولم يلامسها ولا يتلمسها احاول ان اجرب و ابحث في ذاكرتي المثقوبة واقلبها كصفحات كتاب وانتقي من الحروف لاجعلها كلمات ثم جمل ثم صور وهكذا ...انقل هذه الصور على الورق واجعلها تصرخ كأنما (الوليد الجديد ) حينما يشم الهواء في اول لحظة خروجة من رحم الام ...

اكتب حتى اجعل دواخلي فرحة منتصره بعد سلسلة من هزائم رايتها وعشتها في مجتمع يحكمه دكتاتور امي وجاهل .. ان في الكتابة شفاء من الالام التي لبست الجسم .. كم هو مرعب عندما تكتب وانت تستحضر الجلاد --- الجلاد الذي مارس معك شتى انواع التعذيب وانت معصوب العينين مكبل اليدين - لاحول لك ولا قوة – تستحضره وتحاكمه غير مقيد بسلاسل وليس معصوب العينين - اي نص ينتج يعتبر مشروع دائم صوب العودة لاحياء ما مات فينا من حرا ك اثناء رزوحنا تحت قبضة الجلاد ....


انت من انصار حقوق المرأة ماذا تعني لك لك المراة وماهو ترتيبها في حياتك وفي ادبك ؟ وكيف ترى اوضاع المرأة المعاصرة من الناحية الاجتماعية والثقافية ؟؟

نعم .. وهل في هذا شك ؟؟ المرأة مكملة لشؤون الحياة.. هكذا خلق الكون رجل وامرأة ..اذن هي رمز للمحبة والانوثة والامومة وللعطاء والجمال والخير ... هي رمز للخصوبة ...ولايمكن لأي مجتمع في الكون ان يتطور دون ان يكون هناك دور فعال للمرأة .....
اليوم وبعد معاناة كبيرة للمرأة سلبت فيها ارادتها ومكانتها في ادارة شؤون الحياة الخارجية وبقت حبيسة الحياة الداخلية لابد وان تضمن حقوقها في المساواة وان تاخذ
نصيبها في تكافؤ الفرص اسوة بالرجل وان تاخذ حقوقها عبر اندماجها في المجتمع وليس عبر تهميشها وان يدخل مبدء المساوات في كل دساتير العالم ومنها - العربي القبلي – وتشريعاتها والعمل على المنع من اي تمييز ضدها..ولابد من فرض ضمانات حقيقية ذات فعالية لمشاركتها في السلطات والمؤسسات العامة في المجتمعات العربية وان يكون هناك التزام بذلك في حقها ...
والمرأة تشكل لي النصف الاخر من الحياة وهي تعبير عن الديمومة الكونية في المكان والزمان فهي النصف الاخر من كل شئ كما الليل والنهار كما الارض والمياه كما الزمان والمكان كما الورد وعطوره ... الى اخره ...
وهي تشغل حيزا مهما في كتاباتي ولا يمكن ان اكتب دونما المرور فيها لانها موجودة في كل جوانب الحياة وتفاصيلها ....

في نص :

مهداة لامرأة اكملت دراسة القانون واصبحت تدافع عن الناس فيه كمحامية .. وجدت نفسها في لحظة عصف صاروخي .. نسف بيتها فيه و قتل كل افراد اسرتها الا اثنين من الاطفال !!!! هي اليوم عاطلة عن العمل لاسباب غير معروفة !!!.ومن البيت الكبير سكنت على قارعة الطريق في كشك خرب وتحت عيون الاحتلال .... وعيون الخوذ
الفولاذية ....

سيدة الكشك

أيها الفقيه ... مسلتك غدت حلما يؤلمني
انا سيدة الكشك ...
أبكي ضلعين ..
من فزع الذاكرة
وحيامن المخاض من فقاعات كأسي .
قمامة تاخذني ...
زاوية بعيدة ... تلمست بها مسلتي
تأريخي مفاتيح
صدأت بأبوابها
فأختبأت استعارات عصية ...
خلف كلماتي
حروفي باتت قديمة ..
عتيقة ..
تأكلت بظل خوذة امريكي.



ايها الفقيه
تسالني ... المخاض الى اين ؟؟
--- الضلعان يأكلان حجرا ..
عساكرهم اول الطريق ..
عساكرهم اخر الطريق ..
وجفن الليل يتوسد الضلعين
شمسين
دفئين
او قمرين لهما رائحة النخل
وطين السواد .

انا سيدة الكشك .... ايها الفقيه
ضامئة ..
أسقني من مسلتك
عرفا
حرفا
بل استجديك نصا من النهرين
يحميني.

الريح تعوي
انفاس النجوم
تحرقني ....


اما اوضاع المرأة العربية المعاصرة فهي لاتزال ترواح في مكانها بسبب عدم حدوث اي تغيير في الانظمة العربية باتجاه المرأة فالقوانين هي هي و لازالت السلطات في الدول العربية جميعا تعتبرالمرأة ( ناقصة عقل وناقصة دين تصوري !!!! ) وان اشكال التمييز ضد المرأة لازال هو القانون الجاري في الحياة العربية !! وفي عباب هذه البحر العالي المد نجد هناك نساءا رائعات يتحدين كل الصعاب بمنهجية محترمة في تقبل الاراء وهن يناضلن من اجل سعادة المرأة اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا ويدافعن عن حقوق المرأة من اجل حياة حرة كريمة مستقرة على اساس حقوق مكفولة لها , بضمانات حضارية بعيدا عن الضرب والاهانات العشوائية المستمرة ان الذي ينظر للواقع العربي ويرى احوال المراة حقيقة سيصدم .. لانها تعاني من حرب شعواء ضدها ..والمعيب الاكثر حتى من ابناء جنسها اللواتي يطالبن بعدم مشاركة المرأة الرجل مكانته في المجتمع ... بالاضافة الى القهر والحصار الاجتماعي والفكري الى اخره ...
من هذا المكان اقدم دعوة لكل الشرفاء الوقوف دوما الى جانب هذا الكائن الرقيق الجميل ومثلما يقول الحديث الشريف رفقا بالقوارير

هل هناك اسماء نسائية في الادب النسوي على ميدان الابداع الادبي لفتت نظرك وتحرص ان تقرا لها ؟

انا مبدئيا اختلف على هذه التسمية ( ادب نسائي ادب رجالي ) التي تحاول التقليل من المرأة ومكانتها الادبية فالشعر شعر والمسرح هو مسرح والادب هو ادب يكتب فيقرأ ينشد ويسمع يعرض فيراه المتفرج وهكذا ... فان كنا نفصل هذا ادب نسائي وهذا ادب رجالي فكيف يتم التعامل في العمل المسرحي ؟؟؟ كيف لنا ان نميز هذا النص اذا لم يكتب اسم صاحبه مثلا عليه ؟؟؟؟..النص هو نص وما يحتويه من تفاعلات انسانية عامة وليست خاصه فقط ...وليس هناك من يشير الى وجود مذاهب فنية نسائية تحدد في شكل ومضمون انتاجها الادبي بانه (انثوي ) ان الكتابة في الادب والشعر هي انثيالات انسانية اولا واخيرا وهي مشاعر وافكار ومعرفة وثقافة على حد سواء مع الطرفين لانها تعيش ظروف انسانية واحدة , وهي نفسها التي يحكمها المجتمع بطغيان والدكتاتورية والحرية والديمقراطية وبالتالي تعبر عن وجهة نظرها بطريقتها الخاصة وانتمائها الفكري اي عبر انتمائها الفلسفي او السياسي او الفكري او الاجتماعي ...وقد اشرت في حديثي الى اني اقرأ للجميع اقرا كل ماهو يثيرني اقرا المتنوع والمختلف الذي يحرك دواخلي الذي يمسني وايضا الذي يتلمسني... هناك اسماء كثيرة مثلما اشرت اعلاه عن المشهد الشعري في العراق ... انا اقرأ الادب بشكل عام وليس متجزء ..اي ليس رجاليا او نسائيا ...


الزمن الصعب هو زمن الابداع مارايك ؟؟؟؟

يعتبر الابداع صفة عند البشر وليس شيئا موروثا ولا يحتكر عن مجموعة معينة من الناس ولذلك يتطلب مرونة عالية بالفكر وطلاقة واسعة , فهو نوع من التفكير يؤدي الى انتاج فني جميل يتصف بالجدية والاصالة والمرونة ايضا .
وكما هو معروف ان (الخوف ) يقتل الابداع اذ لايوجد ابداع مع الخوف... نعم في القلق الواقعي يكون مسألة طبيعية , وقد ثبت في ظل الدكتاتوريات والانظمة العسكرية في الازمنة الصعبة المناهضة للديمقراطية والثقافة والابداع والفكر التي تبني اسوارا وجدرانا لتمنع ما هو انساني وتحكم بالقبضة العسكرية ولا تسمح للتطور الفكري والثقافي والفني ان يمر .. هذه الانظمة تحدد من القيم العالية الانسانية للابداع وبذلك فهي تصنع الخوف للاخر ... الخوف الذي يضعف بعض الاحيان الثقة بالنفس .. ومع هذا يخلق الانسان (المبدع ) اجوائه الخاصه .. في جو الارهاب والرعب يخلق اجواءا مناسبة له كي ينتج فيها مايريد ولكن هذا ايضا ( بنسب معينة )

ان المبدع يبتعد عن التفكير العادي والنمطي ويميل الى الانتاج الفكري والحقيقة تقال لان ( المبدع يختلف عن الاخرين من الناس بتفكيرهم فنراه لايجاريهم ايضا) .....

كما هو يستطيع ان يضيف شئ ما للذكاء الذي يتمتع به استنادا الى المهارات التي يمتلكها والقدرات العالية في مستوى الفكير والتخيل اي انه يطلق حلولا جديدة لافكار جديدة وبدائل جديدة غير مالوفة سابقا .
ان للتفكير الابداعي وفي احلك الظروف الصعبة يمر في مراحل متعددة من الاعداد والاحتضان والمثابرة والاشراق من اجل تحقيق البرهان في الابداع والاصرار والظهور
..
ونحن في الوسط المسرحي نجمع كل العلوم وننطلق منها .. ونرى ان الابداع يرتبط في علم النفس وفي سايكولوجية الشخصيات والشخصية الابتكارية المبدعة الحاملة لصفاتها . فنرى ان الشخصية المبدعة تجمع صفات مهمة بين العصف الذهني وتالف الشتات وبذلك نتظر الى بوادرها عبر التوحد بين المبدع ( الممثل والشخصية ) والتي تعتمد على ميكانزمات الدماغ ميكانزم التوحد وهي بالتالي عملية لاشعورية بسبب الاسقاطات والتكوينات العكسية والكبت التي تهتم بطبيعة تلك الشخصية او ذلك المبدع

أن ديدن الفنان المبدع وهو يعمل في الزمن الصعب في مجال ( التجريب ) مثلما اشرت سابقا مستمر على (الشكل والمضمون ) عبر الية ( التاويل والتفسير ) حتى يتمكن من ايصال خطابه المسرحي عبر حاملات العرض المسرحي وكذلك عناصر الفن المسرحي بعيدا عن انظار الرقابة والسلطة وان ينفذ من عيون الرقيب . وهذا ايضا ينطبق على كل الفنون والاداب .

لقد كان المسرح العراقي يحتل مكانا جيدا في مقدمة الدول العربية وكان يعتبرا ركيزة مهمة من ركائز المسرح العربي الجاد و كان كثير الحضور مع مبدعيه في انتزاع جوائز الابداع الفنية في كل المحافل العربية و الدولية ..


فالمسرح العراقي له تاريخ طويل.. ولكنه تعثر في فترة حكم الجلاد صدام حسين بعد دخوله في محارق الحروب مع جيرانه .. وبعد سقوط الصنم .. عاش المسرح مرحلة جديدة اكثر تعقيد في خضم الويلات والانكسارات التي مرت خلال التحولات الدراماتيكية عام 2003 .. من هنا لابد ان نقول ان مهمة الفنان المسرحي هي صعبة جدا لان الزمن صعب جدا ... فلابد من ان يكون هناك ابداعا حقيقيا ، المسرحيون مطالبون بتقديم الجديد من الابداع في الشكل و المضمون وان يتجلى في ارتقائه لهموم الناس ومكابداتهم في الحياة المليئة بالازمات المتكررة ، المسرح يقف اليوم قياسا مع التلفزيون اوا السينما متخلفا عن باقي الفنون وليس في الصدارة مثل السبعينيات في القرن الماضي .. لدينا اليوم مسرحا منكسرا ونحن نتكلم عن تجربتنا في العراق فلا وجود لارضية او مرجعية تحتضن المسرحيون العراقيون كي يعمل عليها الجميع ,, نرى ان اغلبهم في دول الشتات بحثا عن مكان امن وبحثا عن لقمة العيش وفضاءات اوسع وارحب لكي يقدم منجزه الابداعي في حين المفترض الصحيح هو احتضانهم بشكل حقيقي لممارسة دورهم الانساني في عملية البناء الثقافي .


كيف ترى العلاقة بين الفن والكذب --- القدماء يقولون اعذب الشعر اكذبه ---- هل يمكن ان تقول ان اعذب القص اكذبه نسجا على القول ؟؟؟

نعم ان اعذب الشعر اكذبه ..وكذلك ينطبق على القص ولدينا شواهد تاريخية كثيرة منذ الخليقة ونحن نقرء الاساطير والملاحم الكبيرة التي كانت تصف الاحداث بشكل سريع سردي قصصي بشكل خرافي , نصوص تميزت عن الوصف السردي المجرد ..كانت المثيولوجيا تحمل استجابة لرغبة من الانسان لمعرفة اجوبة عن اسئلة كانت تثيره فيها الطبيعة وغضبها .. لذلك نسجت القصص عبر معتقدات وديانات احتضنتها الحضارات .. وان اغلب هذه الاساطير والقصص كانت مالوفة لعامة الشعب وقد اطلع عليها مثل الديانات التي انتشرت في تلك الفترة .. وتشكل الاساطير قصص خيالية مختلفة ممتعة ومشوقه وهي ترتبط بالظواهر والكوارث الطبيعية التي تحدث وكيفية تفسيرها ,, مما تضيف حلاوة ومتعة وخوف وترقب في ان واحد ,, فقد كان يتصور الاولون ان المطر هو اله يصب الماء من اناء السماء والريح اله ينفخ بمراوح والشمس اله لانها تضئ الدنيا ويشعل النارو كان القص او السرد يقدم من خلال طقوس خاصه يقدمها الانسان لكي يحصل على هذه الاشياء ..كان يعيش مع الكذب الذي يخلقه مع اساطيره وهذا ما حدث في كل الحضارات القديمة ..
لذلك يعتمد في القصة الكثير على المتخيل والخيال في عقل الانسان القديم وهو ليس من الواقع انما هو تحليق في سماوات الحاكي وفضاءاته. لان الملاحم تروي للشعوب روايات عن اجدادهم .. عن حروبهم ..وانتصاراتهم وكذلك روايات السير الشعبية الملحمية .واغلبها من نسج الخيال ولاتعتبر الاساطير تاريخا يعتمد عليه لانها مرويات خرافية نابعة من الخيال
والعلاقة بين القص والشعر هي واحدة تعتمد على تجربة القاص او الشاعر والمتخيل والواقع الذي ينسج منه المادة التي سيخرجها للعالم...

و الشاعر لانه يسجل حالة فردية وليست جمعية فانه يتعمد الى خلق فضاءات متعددة في النص فيبدء منذ الوهلة الاولى ان يهتم في عتبات النص اسم النص المدخل الفضاءات العامة النهاية الى اخره من فضاءات كما ويخلق له فضاء الاحتماليه بالقصيدة اذ يعمل على انشاء جو ديمقراطي للابداع خاص للقصيدة ومن ثم يحلق بسماءاته مع ادواته وشخصياته مع مفرداته ولغته ,,, فتراه ديمقراطيا مع هذه الاشياء لكنه يمارس الكذب في حقيقة الامر...

وحينما يكتب الشاعر نصه وينتهي منه يتحول مرة ثانية الى دكتاتور رافض لتقبل الاراء ويمتعض من اي شئ يمس القصيدة او من اي نقد لايحتمله.. ان الشعر هو اللعب على المفردة وعلى اللغة وكيفية التعامل معها بالاضافة الى خيال الشاعر في خلق مملكة خاصة به يحلق فيها كمتسلط وحاكم لها اثناء ولادة النص .. بعد ذلك يفقد صلاحياته عندما تغادره القصيدة ستقع تحت رحمة الناقد الذي يحمل معوله معه في تهديم مايرى تهديمه


.



ماحكاية الشعراء والفكر عامة مع الجسد ؟؟؟

الجسد : في اعتقادي انه سينوغرافيا النص الشعري او العرض المسرحي ... وهو المكان الذي تتحرك فيه عناصر ومكونات النص.. عبر كل الحواس التي يمتلكها الشاعر ...والجسد هو الذي ( يحرك) و(يوجه ) الفعل في النص ويشرف على --الانتباه والتنقل – في فضاء النص من مكان الى اخر-- اي من جزء الى اخر-- .
والجسد ايضا باعتقادي يمثل الايقاع : ايقاع القصيدة بما تحتويه من توتر واسترخاء وعليه يتم بناء النص بشكل جميل وصحيح وصحي ايضا ويصاحب ذلك التنويع في الترميز والايقاع وايضا الاشارة الى الزمان والمكان ..
كما ويقوم بعملية التنسيق و توزيع الطاقة الكامنة في النص حسب ميزانسين خاص للشاعر وحسب ثقافته وفهمه في التشكيل الحركي للمفردة وكيفية استخدامها وفي اي موقع تقع في مساحة ذلك الجسد عبر وصف المفردات ورصها بشكل جميل وتوزيعها المناسب في سياق البناء للقصيدة بالاضافة الى الاهتمام بالعلاقات الداخلية للقصيدة بعضها ببعض لان الكلام يعطي صورة لروح الجسد... فصوت الكلمة يتفاعل مع جسد القصيدة بين المرئي للمتلقي وبين اللامرئي الذي يحتفط به الشاعر لذلك يعتبر النص عبارة عن ( جسد فيه روح وصوت وحركة وايقاع انه كائن حي ليس جمادا ) واننا حين نسمع النص على لسان الشاعر نحسه ونلمسه في حواسنا وبالتالي يعطينا حضور ووجود للنص اي لهذا الكائن الحي الذي اسمه النص او القصيدة ..ان اللعب على جسد القصيدة انما هو اللعب على الجمله الشعرية ذاتها وان التلاعب بالايقاع يرشق تلك الجملة وبالتالي يرشق جسد القصيدة ولا يحتمل الزيادات (الترهل) ......
وجسد القصيدة : هو اكثر الاماكن الحية التي تتمتع بتعدد الطاقة فيه فالحواس المتعددة هي عبارة عن امكنة للطاقة النفسية والذهنية تتحرر من خلال الغضب والخوف الفرح والسعادة الحب والكراهية وايضا تتميز بين استخدام الجميل من المفردات والصور اللامتناهية .
لذلك تعتبر القصيدة (جسد او جسم ) يبتدء من الاعلى الى اسفل القدمين وكلما تكون هناك طراوة وطواعية ( لجسد النص ) تحلق الكلمات في عوالم صحيحة دون ان تنكسر لانها تاخذ المرونة من جسدها اي جسد النص او القصيدة . فكما ينحني الجسد تنحني المفردة وكما نصف حركة الموج نصف تموج الجسد وهكذا ..
ومن الاهم في القضية كلها هي ان لغة الشاعر وثقافته وثروته اللغوية وادواته تساهم في رسم خارطة ذلك الجسد الذي سيكون بمثابة الساحة التي سيقاتل فيها حاملا ادواته الفنية معه لان لغته وهذا – افتراض - تعتمد على التناوب في الازمنة والامكنة مع فعل يتمحور عليه كل من الاصوات والهمسات والموسيقى والحركات والايقاعات التي تصدر من جسم ذلك النص ..لذلك اني ارى ان هذه العلاقة هي جوهرية وجدلية بين الطرفين وتكاد تكون منصهره تماما فقط حينما تكون هناك النية في التوجه الى الكتابة لان الشعر يعتمد حالات خاصة لكتابته .

ماذا سيهدي شاعرنا الكريم لاعضاء متكأ من زهور خمائله الادبية ؟؟؟

سيدتي الفاضلة
ساهديكم شيئا مما كتبته في مخطوطات ديواني الاول الذي يحمل اسم ابجدية النهر ( لم يطبع لحد الان ) في الحب الجميل لامراة الثواني التي رايتها فقط مرة واحدة ...ولم اراها ثانية داهمتني بجمالها الاخاذ وشغلتني وقتا باسئلة عديدة كيف الله يخلق مثل هذا الجمال ....كانت صدفه حلوة .. لتعيش الف مرة هكذا صدف الى الابد ..

تركت الهوى


ثلاثون عاما ..
مرت الارقام كذاكرة
مشحونة بالموت
بين مطرقة ...
زعمت انها استواء الارض
سنديانة
اوهمت العمر ..
بتجاعيد السنين .



شهوة التاريخ ..
عطلت بوصلتي .
على قارعة الطريق
افترشت الجفاف
فوق غصون الماء .



وحدي ...
تركت الهوى
كظل امازيغية ...
رايتها
امرأة الثواني ..
دونما عنوان .



رأيتها وهما ..
خارجا من دائرتي
أسمي ...
ثلاثون عاما
أنطق الحب مسلوبا ..
بخطوط الغيظ .



ثلاثون عاما ..
أدركت أني واقف ..
كطغيان على الصفر العربي
ثملا .. ملتويا
خجلا ...
حينها ابصرت
شهوة الله والناي
مطرا ...
يبلل الضوء المستديم
وعلى خصر ذلك
القمر الامازيغي ...
زعمت انني الطيران
وانني استواء الخطوط غربا
درجتان بعد الخمسين



حاولت ...
بريشي ..
بأصابعي..
ان اسقط قصائدي ...
واستعاراتي
لكن ازمنتي
انفاس سليمان
وانا النمل ...
وحدي ارتل
علب السجائر والدخان
.

* الزو : طائر بابلي في اساطير العراق القديم ... نذير شؤم ... كان العراقيون البابليون يتصورون فيه ارواح الموتى على هيئة طيور ويرمز الى الشر ........

تحياتي لكم جميعا



#نعمة_السوداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نافذه على المسرح
- مهرجان روتردام للسينما العربية
- قرأة نقدية لفيلم بصرة
- تركت الهوى
- ملعب الكشافة ... وداعا عمو بابا
- وداعا قاسم محمد
- رسالة الى معالي السيد رئيس الوزراء بيوم المسرح العالمي
- أحتلال التواريخ
- احتلال التواريخ
- مقهى بغداد في مهرجان الموسم في بلجيكا
- حينما ... جمهورية الذاكرة
- سارق البصائر
- الفنان ستار الساعدي نموذجا ً
- قراءة في مسرحية نقطة العودة
- ريتشارد الثالث في امستردام
- دلالات خارطة الجسد
- حكاية ظلي
- صلاة الطراوة فوق اجساد النساء
- الكشك
- سيدة الكشك


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعمة السوداني - حوار