أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - ليعتذر أصحاب الضمائر الخربة للشيوعيين العراقيين















المزيد.....

ليعتذر أصحاب الضمائر الخربة للشيوعيين العراقيين


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 2734 - 2009 / 8 / 10 - 07:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



قضية كركوك اليوم تشغل بال الكثيرين من الناس وكثير من القوى السياسية وعلى الرغم من وضوح المادة ( 140 ) من الدستور العراقي فان البعض يصطاد في المياه العكرة ويحاول تشويه المواقف والتاريخ معتمداً على إثارة العواطف والحزازات القومية والعرقية والطائفية وصولاً حتى لو اقتضى الأمر، التشجيع والتحريض لخلق فتنة واقتتالاً دموياً بين مكونات الشعب كي ترتاح " ضمائرهم !!" فَهم لم يكتفوا بتلك المآسي التي أصابت العراقيين سابقاً ثم لا حقاً ويريدون لحمامات الدم أن تستمر إلى ما لا نهاية، هذا البعض يتلون في طروحاته بدءاً حق للعرب والتركمان ولا حق للكرد أو حق التركمان ولا حق للعرب أو حق الكرد ولا حق لغيرهم ويُقسِم على راحته الشعب العراقي وكأنهم أناس غرباء عن بعضهم البعض ، ويتربص البعض منهم بالضد من الآخرين وبدورهم يتربصون به، وفي كل الحالات والأشكال وان اختلف الطرح والعنوان أو في تغيير الاسلوب ولكن عند التدقيق والبحث عن المسببات نصل إلى جوهر ومضمون واحد من أجل تحقيق هدفهم الشرير، البعض هذا لا يكتفي بتزيين الجمل والآراء واستحداث كل ما يستطيع إليه من فنّ الحيلة والإشاعة والتزوير وتغييب الحقائق وشحذ عواطف البسطاء من الناس بل يذهب ليعتمد على أي حدث في التاريخ ليستغله لمصلحته وهدفه وهو بالطبع غير منصف ولا حيادي ما دام الهدف تمزيق وحدة المواطنين وخلق حالة من الاستنفار والتخندق وصولاً إلى الحرب الأهلية، وكما أسلفنا أن هؤلاء عادوا مجدداً إلى أحداث كركوك وبدأ الغزل والتلفيق، وأحداث كركوك التي أصبحت كقميص عثمان معروفة وكُشفت ملابساتها وأحداثها وصار المعلوم منها كأشعة الشمس كونها كانت بتخطيط مركزي من قبل شركات النفط التي أحسست بخطر إجراءات وتوجهات حكومة ثورة ( 14 ) تموز وبخاصة قانون ( 80 ) على مصالحها وسرقاتها المكشوفة وليس هذا فحسب بل أن المشاركين الفعليين أصبحوا أكثر من نار على علم ومنها حاول البعض التزوير وإشاعة البلبلة واتهام الأبرياء فقد برهنت الحياة وزكت المواقف وأظهرت أن خلف الأحداث والفتنة التي أثيرت هم القوميين الشوفينيين من العرب وفي مقدمتهم حزب البعث العراقي والطورانيين التركمان وقسماً من الأجهزة الأمنية من مخابرات والأمن العام حينذاك، وأحداث كركوك أو الفتنة في كركوك لم تكن وليدة لحظتها أو يوم الاحتفال بثورة 14 تموز 1959 إنما كان التخطيط لها قبل ذلك بفترة وبخاصة بعد فشل مؤامرة الشواف ومحاولة اغتيال مصطفى البرزاني وما حدث يوم إحياء ذكرى الثورة في 14/7/1959 من إطلاق نار باتجاه الجماهير المحتفلة لم يكن للشيوعيين ولا حتى البارتيين يداً فيه بل كان صادراً من أفراد ينتمون للقوى المعادية للثورة في سبيل خلق بلبلة وتزاحم وربما رد عشوائي وكل الأحداث المؤلمة التي حدثت بما فيها قتل مواطنين أتراك أبرياء وغير أتراك ربما جاءوا هم أيضاً للاحتفال كان من تدبير القوى القومية المتطرفة وشركات النفط لكن الذي حدث بعد ذلك هو توجيه الاتهامات ضد الشيوعيين العراقيين والقوى الوطنية والديمقراطية التي كانت فعلاً تساند الثورة وبدأت طبولهم تدق مما أدى إلى اعتقال العديد منهم وبمجرد نجاح انقلاب 8 شباط 1963 الأسود اعدم فوراً ( 28 ) مناضلاً وشخصية وطنية حتى بدون الدفاع عن أنفسهم كما زج بالمئات من المواطنين ومن مختلف مكونات الشعب في المعتقلات والسجون وهذا اكبر دليل واثبات على أنهم كانوا وراء تلك الأحداث المؤلمة وهو ما أكده الكثير من الباحثين الحياديين وأصحاب الضمائر الحيّة وقد نستشهد بأحد الأشخاص الذين كانوا قد شاهدوا الأحداث وكان عنصراً فعالاً وبذل جهوداً عديدة لعدم انتشار العنف والفتنة وهو السيد مصطفى العسكري الذي أشار بعد حوالي ( 50 ) عام " لدي قناعة تامة وأنا شاهد عيان، أن أحداً من الشيوعيين والبارتيين وحتى شخصيات المدينة لم يكن له ضلع فيما حدث، بل أن الجريمة كانت من تنظيم المتآمرين وشركة النفط وعدد من متطرفي التركمان ( الطورانيين والضباط البعثيين والقوميين العرب وغيرهم من المتضررين من ثورة تموز، أقول عدداً من المتطرفين التركمان لأن التركمان عموماً أناساً طيبون ولم يشتركوا في أحداث الفوضى بل أصبح عدداً منهم من ضحايا تلك الأحداث المؤسفة" ليس السيد مصطفى هو الشاهد الوحيد أو الكاتب الأوحد بل هناك عشرات الشهود والكتابات والكتب تؤكد قوله وتؤكد أن الشيوعيين العراقيين أبرياء من كل ما نسب لهم في كركوك ولم يكن لهم ضلعاً أو إصبعاً لا من بعيد أو من قريب وما ذنبهم إذا كان أحداً ( ولدينا شواهد وأمثلة عديدة عنهم وبالأسماء ) استغل الأوضاع وادعى الشيوعية أو لبس لباس المقاومة الشعبية وبتوجيه إجرامي وحاول من خلال ممارساته الإساءة وتصديع العلاقات وبث الفتنة والقتل مثلما يحدث الآن بالقول "كنت شيوعياً وبعدما عرفت الحقيقة تركت الحزب والشيوعية " لماذا ترك الشيوعية وهي أيدلوجية وفكر ، الله وحده يعرف؟ ـــ الم يكشف التاريخ عن من مزق القرآن الكريم وراح يشتم ألائمة والأولياء؟ ــ وهل حسن العلوي وغيرهم من البعثيين والقوميين السابقين وبعد أن صحت ضمائرهم حسب ادعاءاتهم في هذا المضمار كذبوا عندما قالوا أن تمزيق القرآن والإساءة للرموز الدينية كانت من فعل أصحابهم وبتوجهاتهم؟ أي البعث وحركة القوميين العرب!! مثلما هو الحال في الوقت الحاضر، لكن المؤسف في الأمر أن البعض من الذين يدعون الحيادية ويلبسون لباس التقدمية والديمقراطية اخذوا يصطفون مع تلك الجوقات المعادية للحزب الشيوعي العراقي بدون أي رادع أخلاقي آو محاسبة ضميرية ويطالبون الضحية أن يعتذر للمجرمين الذين خططوا لهذه الجريمة والجرائم الأخرى وهي كثيرة ولا تحصى، لقد كانت الخطة من قبل مخططي الجريمة إرسال ذلك الوفد من التركمان الذي قلب الحقائق وتشويه المواقف وحاول التستر على الجناة الحقيقيين وقد اعترف البعض منهم علناً بعد سنين بذلك، إلا أن كل ذلك لم يمنع من الاستمرار في المغالطات والتشهير بهدف العداء الذي يختمر به البعض من القلوب بالضد من الحزب الشيوعي والشيوعيين العراقيين.
إن مجزرة كركوك في 14 تموز 1959 للعلم والإطلاع عبارة عن سلسلة متصلة بتلك المؤامرات التي كانت تحاك ضد ثورة تموز وحكومة عبد الكريم قاسم من قبل شركات النفط الاستعمارية والقوى القومية بقيادة حزب البعث وضباطهم داخل الجيش العراقي والطورانيين المعادين حتى لمصالح المواطنين العراقيين التركمان وكل القوى التي كانت تسعى من اجل تقويض الثورة ومنجزاتها الوطنية وقد تتوجت تلك السلسلة بانقلاب شباط الدموي والكل يعرف بما فيهم أصحاب ( الضمائر الحيّة جداّ جداّ!! ) من خطط ومن نفذ ومن أوصل العراق للحالة الراهنة
ـــ فهل من المعقول أن يتهم بها الأبرياء الذين كانوا ضحية للعملية الإجرامية ودفعوا الثمن من حياتهم وحياة عوائلهم وبقوا يدافعون لأنهم كانوا مخلصين للثورة والدفاع عن منجزاتها الوطنية وبالضد من المخططات الاستعمارية؟
ـــ هل من المنطقي والأخلاق والضمير الحي الطلب من الشيوعيين العراقيين ( وهذا ليس بالدفاع عنهم والتحيز لهم ) تقديم الاعتذار بدلاً من تكريم شهدائهم بعد تلك المجزرة والمؤامرة التي أحيكت ونفذت مخططاتها بإعدام ( 28 ) مواطناً وطنياً وديمقراطيا وشيوعياً ومستقلاً وفي مقدمتهم الشهيد عبد الجبار محمد والملا نوري عبد الله ومجيد حسن ومعروف البرزنجي وحسين البرزنجي ومحمد ييروزخان وغيرهم من الشهداء ، لكن المصاب بمرض معادة الحقيقة والانتصار للباطل والكذب على الذقون وتلفيق التهم وافتعال القصص التي تحيكها عقليتهم المريضة كلما مر وقت وأردوا التشويه والتلفيق فهم يعودون لعادتهم كما هو قول المثل المعروف "عادت حليمة لعادتها القديمة " وتشغيل الاسطوانة المشروخة باتهام الشيوعيين العراقيين بأحداث كركوك وغيرها وضرورة تقديم اعتذار من قبل الضحية للمجرمين المسؤولين عن تلك المجزرة التي راح ضحيتها من أبناء شعبنا وبمختلف تكويناته وانتماءاته.
وما دامت الضمائر بهذا الشكل من السوقية فليس من البعيد أن تطلب من الشيوعيين والوطنين والديمقراطيين وكل الشرفاء من العراقيين تقديم الاعتذار عن جرائم ( 35) عام وعن المعتقلات والسجون والإعدامات والاغتيالات والتهجير والهجرة وعن الحروب ضد إيران واحتلال الكويت وتسليم العراق للاحتلال الأمريكي بدلاً من إدانة حزب البعثصدامي البريء بعرفهم من كل هذه الجرائم التي اقترفت بحق الوطن وبحق الشعب..على هؤلاء الذين يطلبون من الشيوعيين العراقيين والقوى الوطنية الديمقراطية الاعتذار أن يستحوا ويخجلوا ويعتذروا هم وأسيادهم وموجهيهم للإساءات السابقة والإساءات التي يقوموا بها في كل يوم، عليهم أن يواروا وجوههم في التراب لأنه المكان المفضل لإخفاء العيوب من الوجوه.
أما مجزرة كركوك التي حدثت فالرحمة للشهداء الأبرياء إن كانوا تركمان أو كرد أو عرب أو من قوميات واديان أخرى والعار كل العار لأولئك المجرمين الذين خططوا ونفذوا جريمتهم بحق شعب كركوك من كل القوميات والأديان والطوائف وهم معروفين للجميع لأنهم أعداء للشعب العراقي.
إن مسلسل الدم الحالي هو ارتباط بذلك المسلسل الذي كان في الموصل وفي كركوك وانقلاب شباط و17 تموز حينها والفاعلين الحقيقيين مازالوا يعيشون بين ظهرانينا ومازالوا يزورّون ويشوهون ولكن التاريخ لا يرحم.





#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصحافة الوطنية الديمقراطية ودورها الرائد في خدمة الشعب والو ...
- ممارسات عدائية ضد التنظيم النقابي في العراق
- البعض في الكويت يتعنت لمعاقبة الشعب العراقي
- هل وعد الإدارة الأمريكية للمالكي حقيقي؟
- ثورة 14 تموز التغيير والتراجع
- ألواح غياب ندا سلطاني
- وسائل الإعلام الرسمية والانتخابات النيابية القادمة
- فترة عصية لتحقيق دولة القانون
- هو العراق..
- الأجهزة الأمنية المخترقة بلاء للمواطن
- ديمقراطية الدائرة الانتخابية الواحدة
- القط الغجري
- نظام رئاسي بالأغلبية وبالضد من التوافقية دعاية انتخابية
- داء الرشوة فساد إداري متواصل
- التعداد السكاني على أساس المواطنة وكلا ثم كلا للطائفية
- متى يتم سن قانون تنظيم الأحزاب العراقية ....؟
- الملف الأمني والاختراقات للمؤسسة الأمنية
- أول أيار رمزاً لقدرة الطبقة العالمة على تجاوز الصعوبات
- مساندة الحملة الوطنية لتعديل قانوني انتخابات المجالس
- أدوات الفتنة الطائفية


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - ليعتذر أصحاب الضمائر الخربة للشيوعيين العراقيين