أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار حمود - العرب أذكياء بالمفرق وأغبياء بالجملة














المزيد.....

العرب أذكياء بالمفرق وأغبياء بالجملة


نزار حمود
أستاذ جامعي وكاتب

(Nezar Hammoud)


الحوار المتمدن-العدد: 2734 - 2009 / 8 / 10 - 07:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لإسـم زكي الأرسوزي (1900 - 1968) موقع ٌخاص ٌ ومميزٌ في نفسي. أما أسباب ذلك فهي متعـددة. ربما كان من أهمها أنني أمضيت طفولتي قرب مدرسة بنات ٍ مهمة ٍ ومعروفة في دمشق اسمها : زكي الأرسوزي. لقد كانت هذه المدرسة تعج بالطالبات المرتديات اللباس العسكري المميز لهن في تلك الأيام. وكان صياحهن يقرع أبواب السماء، صبيحة وظهيرة كل يوم، وهن يرددن شعار َ أن الأمة َ العربية َ واحدة ... ذات رسالة خالدة وأن أهدافهن هي الوحدة والحرية والإشتراكية. كانت هذه المدرسة، ولما تزل، تقع في قلب حي المزرعة السكني وكان هذا الصياح اليومي يشكل علامة فارقة ومميزة وقابلة للرفض أوالقبول لدى كل من يريد الانتقال للعيش هناك.
لقد بقي اسم هذه المدرسة خاليا ً من المعنى بالنسبة لي حتى بدأ زغـب الطفولة بالاختفاء مفسحا ً المجال َ أمام التساؤلات والبحث والإجابات والممنوع منه والمصرح به والمسموح له... إلى آخر ماهنالك من مصطلحات تتميز بها المجتمعات العربية كلها والمجتمع العربي السوري بخاصة. لقد تبين لي فيما بعد... أن الأستاذ زكي، كما يحب أن يسميه تلامذته ومريدوه كان، وعلى حد قول الأستاذ أنطوان مقدسي " مناضلا ً ومفكرا ً عربيا ً سوريا ً... شارك في معركة الدفاع عن عروبة لواء اسكندرون..." التي خسرها طبعا ً كما خسرناها كلنا معه في ذلك الحين. ويعتقد الكثيرون أن حزب البعث العربي الاشتراكي بنسختيه السورية والعراقية يعود في جذوره الإيديولوجية إلى هذا الرجل الذي ألهم ميشيل عفلق وصلاح البيطار وسواهم أفكارهم الثورية العلمانية. لقد سال حبر قلم الأستاذ زكي على الورق سخيا ً وترك خلفه العديد من المؤلفات التي ربما كان أهمها مؤلف ٌ بعنوان " متى يكون الحكم ديمقراطيا ً"
ما يهمني هنا هو أن أنقل جملة ً معبرة ً سمعتها عن لسان هذا الرجل الذي، شئنا ذلك أم أبينا، ترك بصماته واضحة على حياتنا جميعا ً. فـقد كان يقول دائما ً إن " العرب أذكياء بالمفرق ... وأغبياء بالجملة ". لقد قاومت هذه الجملة الزمن وبقيت صحيحة تماما ً ومعبرة عن الواقع في أيامنا هذه أي بعد وفاته بأربعين سنة. فعلى الرغم من تماسكـنا الاجتماعي الظاهري المتمثل بواجبات العزاء والمباركة و"الأقربون أولى بالمعروف" والعزائم والولائم إلخ... إلا أن هذا التماسك يبقى فرديا ً وفي إطار القبيلة العرقية أو الاجتماعية أوالدينية أو المذهبية وبعيدا ً كل البعد عن مفهوم العمل الجماعي المؤسساتي القائم على احترام الآخر المختلف. وتبقى هذه الجملة صحيحة تماما ً حتى عند وجود الرغبة الصادقة بالعمل الجماعي خارج الأطر التقليدية سالفة الذكرلأن المواطن السوري لم يتعلم أبدا ً أن يعمل وبشكل مسؤول ضمن فريق عمل واحد وبشكل ٍ مؤسساتي. ما عاشه ومارسه هذا المواطن الأشوس، ومنذ طفولته، هو المبدأ الذي غناه الفنان القدير فيلمون وهبة في أغنيته " حَيــِّـد ْ عن ضهري... بسـيطـة ". فالعمل الجماعي غير مرغوب به وغير مُمارس ومشكوك ٌ بأمره لا بل وممنوع منعاً باتا ً أحيانا ً إن لم يكن ضمن الأطر الحكومية والحزبية المصرح بها والمتعارف عليها. وهنا تخطر ببالي حادثة ٌ وقعت مع أحد الأصدقاء الذين أحب وأحترم والذي حاول تشكيل فريق عمل طوعي الهدف منه تنظيف شاطئ اللاذقية الجنوبي من أوساخه ولكنه منع من ذلك رسمياً لأسباب تتعلق بعدم توافر الموافقات الأمنية اللازمة! نحن عقيمون جماعـيا ً لندرة الخبرة والرغبة والمعرفة والحافز وكذلك للخوف الجاثم على قلوبنا من أن يساء فهم ما نقوم به مما قـد يؤدي للوقوع في إشكالات نحن في غنى عنها. وأذكـّر هنا مرة أخرى بأغـنية فيلمون الجميلة " حَيــِّـد ْ عن ضهري... بسـيطـة ". أما عن كيفية الخروج من هذه الحالة الاستلابية المقيتة فهذا سؤال ٌ صعب ٌ أوجهه لكل من يقرأ هذه السطور ويهمه الأمر. نحن قوم ٌ أذكياء بالمفرق... وأغبياء بالجملة. لقد قالها الأستاذ زكي يوما ً وصدق الأستاذ زكي فيما قال!






#نزار_حمود (هاشتاغ)       Nezar_Hammoud#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنا الأعلى
- حدود الفيزياء
- غزة حتما
- الأحزاب والحزب
- إنهم عنصريون ... أليس كذلك ؟
- الذاكرة
- أنا مش كافر
- التدين البديل
- إذا لم تستح فاصنع ماشئت
- دبي... نهاية مدن الملح؟
- مدن الملح
- حلم


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار حمود - العرب أذكياء بالمفرق وأغبياء بالجملة