أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال الخرسان - لعنة السياسة تطارد مناطق الاهوار














المزيد.....

لعنة السياسة تطارد مناطق الاهوار


جمال الخرسان

الحوار المتمدن-العدد: 2733 - 2009 / 8 / 9 - 00:38
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بعد ان قال عنها المستشرق كافن يونك: ( إذا أردت الجنة فهي موجودة هناك بين دجلة والفرات ) مؤكدا بذلك مقولة شهيرة بأن اهوار العراق هي ما يسمى في قديم الزمان بجنة عدن، وبعد كل ما كتب عنها من مديح لجمال طبيعتها الأخّاذ .. تركها القدر فريسة سهلة لانبوءة الرحالة البريطاني جيفين يونغ، تلك الانبوءة التي ختم بها كتابه المسمى العودة الى الاهوار حيث قال:
(أدعو الله أن لا يأتي اليوم الذي يضطر فيه سكان الأهوار لترك جذورهم، فمن شأن ذلك قتل شيء ثمين فيهم. ومع ذلك أعتقد أن هذا ما سيحدث يوماً ما . ولهذا يتعين عليّ أن أنهي الكتاب بدعاء وهو أن يحافظ أحفاد السومريين على نقاء أرواحهم مهما واجهوا من مصاعب وأدعو الله أن يقبل هذا الدعاء عليهم الآن وإذا ما تفرقوا فإني أدعو الله أن يبارك أولادهم وأحفادهم في القرون القادمة).

ففي عام 1991 قرر نظام صدام حسين تنفيذ فكرة تجفيف الاهوار التي كانت تراوده كثيرا بل وتراود غيره ممن سبقوه، ابتداءا من طلب البريطانيين من الملك فيصل تجفيف الاهوار في بداية القرن الماضي لكن الملك الذي عرف عنه الاعتدال رفض الفكرة جملة وتفصيلا.. مرورا بالحكومات التالية التي كان يؤرقها كثيرا ملف التمرد السياسي المسلح والذي كان بين فترة واخرى يلوذ في مناطق مختلفة من الاهوار.
قضية التجفيف اراد بعض السياسيين تسويقها تحت ذرائع مختلفة فمرة اصلاح زراعي او مشاريع استراتيجية او تشكيل نهر ثالث او ماشابه! لكن السبب الحقيقي الذي يقف وراء محاولات التجفيف هو حركات التمرد والنظال السياسي ذات الطيف الواسع جدا، فالاسلاميون بجميع فصائلهم تقريبا احتموا بقصبات الاهوار التي تشابكت باحكام فقط من اجل اخفاء شخوصهم عن بطش الطغاة والدكتاتورية منذ سنوات طويلة سيما في العقدين الاخرين من القرن العشرين.. حيث احتضنت الاهوار مجموعة كبيرة من الجماعات التي كانت تحمل السلاح وترفع شعارات الجهاد من اجل تحرير الوطن كان من بينها: حزب الله العراقي جماعة كريم المحمداوي ، حركة حزب الله العراق، حزب الدعوة، مجاهدوا الثورة الاسلامية في العراق، فيلق بدر.. وغير ذلك من التنظيمات الاخرى، كما ان الشيوعيين من جهتهم كانوا حاضرين بقوة مناطق الاهوار منذ عام 1968 ولهم ثورة شهيرة انطلقت من هناك.
الرعيل الاول من قيادات المعارضة العراقية السابقين والذين يتبوئون حاليا مصادر القرار يبدو انه لم تعد لهم حاجة ملحّة باحضان الاهوار الدافئة التي دفع اهلها ضريبة قاسية من خلال التشريد والقتل والغارات الجوية وكذلك حملات الابادة الوحشية التي كانت تشن بين الفترة والاخرى خصوصا بعد انتهاء الحرب العراقية الايرانية.
وحينما سقط نظام صدام حسين غير ماسوف عليه ومنّى سكان الاهوار انفسهم بجزاء الاحسان .. انشغل حينها عنهم اصحاب القرار وتركوهم يسترقون السمع لارقام الملايين من الدولارات التي تخصص سنويا ضمن ميزانية الدولة العراقية من اجل انعاش الاهوار، تلك الارقام التي لم يلمس لها احد اثرا على ارض الواقع .. حالها كحال الوعود المنبثقة عن عشرات المؤتمرات التي اقيمت وتقام داخل وخارج العراق على شرف اعادة احياء الاهوار!
بقاء الحال المأساوي على ماهو عليه ربما نتيجة لنكران الجميل، وربما لان السياسيين انفسهم ليسوا مقتنعين بملف احياء الاهوار خوفا من تكرار التجارب السابقة بعد تبادل الادوار!
وفي نهاية المطاف على سكان الاهوار وعلى كل من يهمه شأن هذه المنطقة الجغرافية ان يبعدها عن لعنات السياسة وويلاتها التي لا تبقي ولا تذر وان لا تكون الاهوار الا منطقة حياد.




#جمال_الخرسان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال الخرسان - لعنة السياسة تطارد مناطق الاهوار