أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضياء حميو - إمام جامع














المزيد.....

إمام جامع


ضياء حميو

الحوار المتمدن-العدد: 2732 - 2009 / 8 / 8 - 09:00
المحور: كتابات ساخرة
    


قسماً بكل المقدسات ...!
إن ما سأرويه الآن ،ليس فيه أي شيء من خيالي عدا الأسماء..وصياغة الحدث..
بل هي الحقيقة التي عايشتها مع إحدى العوائل الكردية منذ أكثر من خمسة عشر عاما...
كان " مام حسن " " إمام جامع" ورجل دين له مكانة مميزة خصوصا في مدينة محافظِة كالتي يسكنها...يخاف على ابنه البكر "صديقي آزاد " كثيرا بسبب ميوله اليسارية وارتباطاته السرية التي ستؤدي به إلى التهلكة فيما لو اكتشفتها السلطة آنذاك ،وهو ماتحقق بعد ذلك إذ حُكم عليه بالإعدام ومن ثم خُفف إلى المؤبد..!

بعد صلاة العشاء من تلك الليلة عاد " مام حسن" إلى البيت مهموما على غير عادته وطلب أن ينزوي على انفراد" بآزاد"،قال له : ( إسمع يابني ..احتاج لمساعدتك في مسألة حياة أو موت، وعلي أن أعطي جواب غدا عند صلاة الفجر...الموضوع بإيجاز إن عائلة" كاك إسماعيل " جاءوا اليّ ليأخذوا رأيي في قتل ابنةٍ لهم عمرها أربعة عشر عاما ،اكتشفوا إن لها علاقة بأحدهم وقد اعترفتْ لهم انه سلب عذريتها ،وهم يخافون الفضيحة ويتطايرون شررا ،حاولت أن أجد مخرجا بتزويجها ممن تسبب بذلك لكنه وعائلته رفضوا ،إنها إنسانه يابني وقبل هذا هي طفله ،والكل يخطئ،ثم إن الروح والجسد ملك خالقها سبحانه وتعالى كيف يمكننا نحن البشر أن نقرر ذلك بدلا عنه " استغفر الله " ،حاولت معهم ولكن التقاليد قبل جوهر الدين عند الكثير..أنت تعلم مايعنيه شرف البنت في مجتمعنا..!
كان الابن مذهولا..! إذ ليس في كتب التنظير التي قرأها مايعطي حلا فوريا لهذه الكارثة التي توشك أن تحدث وبمباركة أبيه ،قال مخاطبا أبيه متوسلا : "مام حسن " لاتبارك القتل ...هم سيقتلونها على أية حال، فليكن ذلك بدونك..!
- اسمع يابني ...لن افعل هذا ولكني أفكر في أمر سيجنبها القتل فيما لو ساعدتني بذلك... اعلمُ إن تأثيرك على إخوانك الأصغر منك كبير، خصوصا أخيك " محمد " فأنت مثله الأعلى ، ولكن لاتفعل هذا بغير قناعة وكذا "محمد" عليه أن يقتنع بهذا وان مايفعله صحيح وبه ثواب كبير عند رب العالمين، واعلم إني كنت سأطلب منك فعل ذلك بدلا عنه ولكن مشاكلك كثيرة لااريد أن أورط غيرك بها..!.

وفي فجر اليوم الثاني كان "آزاد " وأخوه الأصغر "محمد " برفقة والدهم باتجاه احد جوامع المدينة وبعد أن أنهى الجميع صلاتهم ، وانصرف الجميع عدا أهل الفتاة ،طلب " مام حسن " من الجميع الجلوس ..ثم قال موجها كلامه لأبي الفتاة :( كاك إسماعيل ..! لي طلب عندك وارجوا أن تشرفني به وعائلتي... واقسم بكتاب الله الرحمن، الرحيم،الكريم ، الرءوف، الغفور... إني وعائلتي سنطلب منك مانطلب عن قناعة وإيمان. وأعاهدك إنها ستكون مثل بناتي وأخت لآزاد وإخوته الآخرين عدا " محمد " ،لأنه سيكون زوجها على سنة الله ورسوله محمد صلى الله علية وسلم ،مدّ يدك لنقرأ الفاتحة.. بسم الله الرحمن الرحيم...!.
يمد " كاك اسماعيل "يده ..فيما الدمع يترقرق في عينيه.
هامش
يستخدم "الكُرد" قبل الإسم كلمتي " مام " و"كاك" كصيغتي إحترام.



#ضياء_حميو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى الكويت الحبيبة
- قراصنة سويديون
- البلدان الفاشلة
- الخلق
- تجارب دنماركية 31 (الضحك بلا سبب )
- تجارب دنماركية 30 (العراق ،إنموذج في كتاب مدرسي دنماركي )
- الحمير تلحسُ -آيس كريم-
- تجارب دنماركية 29 وزارة المساواة
- لإيران الحبيبة
- تجارب دنماركية 28 ( النوم تحت قبة البرلمان)
- تجارب دنماركية 27 مدرسة الجانحين الصغار ج4 (دُور الحضانة وال ...
- تجارب دنماركية 27 مدرسة الجانحين الصغار ج3 (لايستيقظون صباحا ...
- ذيلهُ العربي
- تجارب دنماركية 27 مدرسة الجانحين الصغار ج2(إنهم لايتحدثون ال ...
- تجارب دنماركية 27 مدرسة الجانحين الصغار ج1 (إنهم يكرهون الكب ...
- جمال جمعة و راس البصل
- تجارب دنماركية 26 (الأطفال المجرمون )
- تجارب دنماركية 25 ( تقدر أن تسرق )
- تجارب دنماركية 24 (رسائل من الجيران )
- مَنْ منْهنّ أغوتك!(شعر )


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضياء حميو - إمام جامع