أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جهاد علاونه - لحم الخنزير وحرية المرأة















المزيد.....

لحم الخنزير وحرية المرأة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2734 - 2009 / 8 / 10 - 07:56
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لو أن الإسلام حلل أكل لحم الخنزير , لأفلقنا الفقهاء ولصدّعوا رؤوسنا بما سيكتبونه عن المعجزة الإلهية بقدرة الخنزير على شفاء مرضى السكري, ذلك أن الأنسولين أغلبه مستخلصٌ من لحم الخنزير.
وإن البنات المسيحيات متفتحات ذهنية وهن حرائر في مجتمعات حرة , ويلبسن ألبسة على آخر موديل بكل حرية , وآبائهن وأشقائهن لا يتدخلون بهن لأنهم يأكلون لحم الخنزير , بل لأنهن في مجتمعات ناضجة فكرياً وثقافياً ورومنسياً, فليس للخنزير علاقة بمؤسسات المجتمع المدنية , هذا الكلام يجب أن يعرفه فقهاء المسلمين والعائلات التي لا تسمح لبناتهم بحرية الرأي والرأي الآخر وبحرية التصرف بالروح وبالجسد.
ويقول عبد الرحمن بن خلدون مؤسس علم الإجتماع القديم: (أكلتْ الأعرابُ لحم الإبل فاكتسبوا الغِلظة , وأكلت الأتراكُ لحم الفرس فاكتسبوا الشراسة, وأكل الإفرنج لحم الخنزير فاكتسبوا الدياثة ) والديوث عند المسلم والمجتمعات الأقل تطوراً من المجتمعات الأوروبية هو الذي لا يغار على عرضه وأهل بيته , والخنزير بنظر إبن خلدون حيوان ديوث تنتقلُ صفاته إلى الإنسان , لذلك كل متحرر فكري خنزير وديوث !.
وحتى اليوم يعتبر كل من يعطي المرأة حريتها ديوث.

وتنبثقُ عقيدة تحريم لحم الخنزير من الملاحظات والمشاهدات التي كان يلاحظها البدوي في الصحراء والمتعلقة بإسلوب أكل الخنزير لطعامه من الجيف والفطائس وتصرفاته الجنسية والتي تعتبر بحكم الأعراف العادية شاذة ومخلة بأدبيات الإنسان علماً أنها في عالم الحيوان تعتبرأمراً طبيعياً حتى أن الإنسان في مجتمعه شذوذ أو مثلية جنسية أكثر من تلك التي في مجتمع الخنازير وكان يعتقدُ حتى وقت قريب أن الخنزير هو الحيوان الوحيد (المثلي الجنسي) غير أن هنالك بعض الطيور
والحيوانات البرية تمارس المثلية والشذوذ الجنسي وخصوصاً إذا غابت الإناث عن قطعان بعض الماعز البري والتي تعيش في الجبال فتمارس الذكور(الذكران) المثلية الجنسية وهذه المثلية تشبه أيضاً مثلية الإنسان التي نشأت عن عادة قلة الإناث في المجتمعات القديمة والدليل على ما أقوله : هو أن الذين يدخلون السجون يتعلمون المثلية الجنسية نظراً لغياب الإناث عن تكناتهم ومهاجعهم , وينسون هذه العادة إذا خرجوا من السجون وبعضهم تلتصق بهم , وكذلك الجنود في التكنات العسكرية فغالبية الجنود العرب يتعلمون المثلية من حياتهم العسكرية نظراً لغيابهم عن الإناث ...إلخ. وللمثلية الجنسية أسباب أخرى تتعلق بالهرمونات لا أجد هنا مبررا لذكرها , فموضوعنا عن تحريم لحم الخنزير, وكذلك من الجدير ذكره أن ذبابة الفواكه لديها شذوذ جنسي مثل شذوذ الخنزير, ولو نشأ الإسلام بيين الماعز البري لحرم أكل لحم الماعز نظراً لشذوذه الجنسي ,وكان الإنسان الأول الآكل للحوم البشرية يعتقد أنه من الممكن له أن يزيد في ذكاءه الشخصي إذا هو أكل لحم إنسان آخر ذكي , وكان يعتقد أنه من الممكن له أن يصبح قوياً إذا أكل لحم إنسان قوي ,وكذلك المرأة العاقر كانت تعتقد أنها ستنجب أولاداً إذا هي أكلت لحم امراة ولود قادرة على الإنجاب من هنا إنبثقت عادة أكل لحوم البشر على ما أعتقد أو أنها إحدى تلك الأسباب .

من البديهي أن تكون الملاحظات العامة والخاصة عن سلوك الحيوانات هي التي أسست لمبدأ تحريم لحم البعض وتحليل لحم البعض الآخر, فلم يكن عند الإنسان لا مختبرات ولا تقنيات علمية حتى يعرف أن بلحم الخنزير بعض الجراثيم والمايكروبات لا يمكن أن توجد في أي حيوان آخر , ولو أن الإسلام أدرك أن أفضل وأجود أنواع الدهون هي دهون الخنزير لإتخذ موقفاً أقل شدة من تحريمه للحم الخنزير , ولو أن الإسلام مرة أخرى أدرك أن (الأنسولين) أصلاً أغلبه من الخنزير المعالج لتمثيل السكر في جسم الإنسان لإتخذ موقفاً أكثر لينا ً من تحريم لحم الخنزير , ألا تعلمون أن دواء الأنسولين الذي يتعاطاه المسلمون هو من لحم العجل والخنزير وأغلبه من الخنزير , وحين تعلمون أن ما يقرب من 25% من الشعب العربي المسلم يتعاطى الأنسولين , ستدركون عندها أن 25% من هذا الشعب يأكل الخنزير المحرم عليه , وقد قلتُ لأمي مرة إنك تأكلين لحم الخنزير لأنك تتعاطين بالأنسولين والأنسولين دواء للسكري يساعد الجسم على إمتصاصه من الدم, فاحتارت وقالت (الله يهديك يا إمي ويصلح حالك شو إنت إنجنيت ؟! شو علاج الخنزير في علاج !ما هو الرسول والقرآن حرموه) وأمي مصابة بداء السُكري وهي تتعاطى يومياً بالأنسولين , وإن أي إنسان مصاب بالسكري العالي في الجسم ويأخذ علاجه أنسوليناً لا بد أنه كمن يأكل لحم الخنزير .

لكل أمة من الأمم طوطمٌ تأكل لحمه وتحلل ذبحه وطوطمٌ آخر تحرمه على نفسها , ولكل أمة من الأمم حيوان يعتبر وجوده أو رؤيته نحسٌ عليها , فالأردنيون والشوام والمصريون يتشاأمون من طائر البومة, وبعض العراقيين يتشاأمون من الأرنب, ولكن هنالك حيوان مشترك بين المسلمين يحرم المسلمين أكل لحمه , ألا وهو الخنزير.
وبالرغم من أن الإسلام يحلل أكل لحم الإبل إلا أن الرسول محمد كان يعتبر أن أكل لحم الإبل يبطل الوضوء, فكان يأمر صحابته بالإغتسال من ملامسة الإبل , وكان يكره رعاة الإبل وكان يرى أن الخيلاء والتكبر في رعاة الإبل وإن التواضع والسكينة في رعاة الغنم , وهذا الكلام ملاحظات عموم العرب لأن الذي يرعى الإبل يبقى على ظهرها يمتطيها ويركبها بإعتلاء على الناس كالذي يسوق اليوم سيارة مرتفعة عن الشارع , لذلك كان يرى رعاة الإبل الناس صغار الحجم , أما رعاة الغنم فإنهم دوماً يأخذون الأرض ولا يعتلون على الناس لذلك تبقى نفوسهم زكية ومتواضعة, وكان الأعرابي يعتبر قلوب رعاة الإبل فيها نوع من الشر والنكد لأنهم يكسبون من الإبل طبائعها , أما رعاة الغنم فقد كان يحب التودد إليهم نظراً لأن رعايتهم للغنم أكسبت قلوبهم الطيبة والتواضع , بسبب مهنتهم المتواضعة , فمهنة رعاية الغنم كانت متواضعة والذين يعملون بها متواضعون , أما رعاة الإبل فقد كانت مهنة القساةوالغلاظ القلوب , وذلك لأن رعاية الغنم أهون وأيسر منن الرعي بالإبل لذلك تبقى عقول وقلوب رعاة الغنم طرية وسهلة, أما رعاة الإبل فإن قلوبهم وعقولهم خشنة.

وكان الإنسان الأول يراقب الحيوانات وتصرفاتها فإذا أراد أن يكون سريعاً في الركض والهرولة يبدء أول ما يبدء بذبح حيوانات سريعة وأكل لحمها , وإذا أراد أن يكون ثاقبَ النظر ِ بحث عن حيوانٍ يعتقد أنه قوي البصر ليأكل من لحمه , وهذا إعتقاد راسخ عند الإنسان البدائي وغير البدائي , وهو أن صفات الغير تنتقلُ إلى الإنسان بواسطة أكل لحومها .

حتّى ألآن عرفنا كيف يصبح الإنسان سريعاً إذا أكل لحم حيوان سريع, وكيف يصبح ذا قلب قوي إذا أكل لحم حيوان مفترس وشجاع مثل الأسد أو النمر من هنا إبثقت عقيدة تحريم لحم الخنزير أو أكله ولم يكن في البداية تحريم بل كان مكروهاًكرهاً كمن يكره أن يأكل أطعمة محللة لم يُحرمها أي مذهب ديني, وقد كان الإنسان أو بعض الناس تكره أكل الخنزير لأن الخنزير يأكل الأوساخ ويشرب الماء العكر وغير النظيف ولشذوذه الجنسي بناءً على ما سبق وتئسيساً لمبدأ التحريم فقد خشي الإنسان أن تنتقل صفات الخنزير إليه إذا هو أكل منه , لذلك تحول كرهه للخنزير مع مرور الزمن إلى تحريم ديني وتشريع سماوي .

ومع مرور الزمن تحولت هذه العادة إلى عقيدة , وما زال المسلمون واقعون في مغالطات كبيرة عن الحرية والديمو قراطية , وخصوصاً للبنات وللشباب , فالمسلم يعتقد أيضاً أنه إذا أكل لحم الخنزير فإنه لن يغار على زوجته أو أخته , فالحرية التي تتمنتع بها البنت في أوروبا وفي المجتمعات المسيحية يعتقد المسلمون أنها بسبب أكلهم للحم الخنزير , فالبنت في أوروبا تخرج لابسة ألبسة على آخر موضة وطيراز وتخرج مع صاحبها وتفقد بكارتها دون أن يسألها عنها أحد أو يهتم لمثل هكذا موضوع تافه جداً, وهذا بسبب إنتشار مؤسسات المجتمع المدنية وإنتشار الثقافة والوعي السياسي والثقافي وليس لأنهم يأكلون لحم الخنزير , إنني استمعُ غالباً إلى مشايخ الدين وإلى الناس العاديين وهم يقولون : (لعنة الله على النصارى لا يغارون على أعراضهم لأنهم يأكلون لحم الخنزير ) وهذا الكلام مرفوض علمياً رفضاً قاطعا , فالنصارى اليوم متنورون أكثر من المسلمين وأحلامهم الرومنسية قد تحققت بسرعة بفضل الفتوحات العلمية والصناعية الجديدة وتطوير وسائل الإنتاج .

فالحرية في أوروبا وأمريكيا والعالم والشعوب المتحضرة ليست لأنهم يأكلون لحم الخنزير , فهذه هي أوهام الإنسان البدائي حين كان يأكل لحم الحيوان السريع لكي تنتقل صفاته إلى جسمه.
والخنزير مثله أخلاقياً مثل العجل والتمساح والزغلول وباقي ذكران الحيوانات الأخرى.




#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولد خرباني
- -حب أحلى من حب-
- المساواة بين الجنسين
- غرائب الحب1
- امرأة في البرلمان
- شيوعية النساء؟ أم شيوعية الرجال؟
- حب للأبد
- الازدواج في الزواج
- هل الحبْ ضعفٌ في الشخصية
- خاتم قُدسي على حفة كُرسي
- الاعجاز العلمي في القرآن
- المرأة وقسوة البداوة والقوانين
- ماذا لو كان شكسبير فعلاً عربيا؟!
- مشاكل الناشطات النسويات
- 90% من المسؤولين العرب جواسيس
- ماذا تعرف عن الشيوعية1
- نفاق إجتماعي 1
- زوج مطيع لزوجته
- رسالة حب ليست للنشر
- المرأة متميزة عن الرجل بالعاطفة والحب الكبيرين


المزيد.....




- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-
- شوفوا الفيديو على قناتنا وقولولنا رأيكم/ن
- دراسة تكتشف سببا غير متوقع وراء الرغبة الشديدة في تناول السك ...
- تجدد حملة القمع ضد النساء في إيران من قبل شرطة الأخلاق بسبب ...
- سوريا.. انتهاكات وقتل جماعي في مراكز احتجاز
- جانيت.. طفلة سودانية رضيعة تعرضت للاغتصاب والقتل في مصر
- بعد وفاة امرأة بالسرطان.. شاهد مفاجأة صادمة لعائلتها عند الق ...
- دخل شهري.. رابط التسجيل في دعم الريف للنساء 1446 والشروط الم ...
- “احصلي على 15 ألف دينار”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الما ...
- شروط منحة المرأة الماكثة في البيت الجزائر وخطوات التسجيل عبر ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جهاد علاونه - لحم الخنزير وحرية المرأة