أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - من كان قادرا على الكتابة فليكتب .. أو فليسكت !














المزيد.....

من كان قادرا على الكتابة فليكتب .. أو فليسكت !


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 2731 - 2009 / 8 / 7 - 07:51
المحور: الادب والفن
    



سأتحدث عن الاحتيال الثقافي ، وهو ظاهرة قديمة ، لكنني سأبدأ من القشة التي قصمت الظهر وجعلتني أقرر أخيرا أن أكتب في ذلك . أبدأ من الدعوة التي وصلتني على البريد الالكتروني كما وصلت لغيري وجاء فيها بالنص : " يتشرف مختبر المسحراتي بدعوتكم لحضور العرض المسرحي " فيفا ماما " – دراماتورج وإخراج عبير علي ، كتابة د. هاني عبد الناصر ، ود . سهام وعبدالسلام المراجع لورشة الكتابة ، وذلك على مسرح الهناجر بأرض الأوبرا " . والآن أرجو القارئ أن يعود ثانية لنص الدعوة ، وأن يقرأه بتمعن مرة أخرى . ففي ذلك النص القصير تحيا تقريبا مدرسة كاملة من طرق الاحتيال الثقافي تعيش وتترعرع وتزدهر برعاية رسمية من هناجر الدولة وغيرها . حسب نص الدعوة هناك " كتابة " قام بها فلان وفلانة ، لكن بين أولئك الكتاب يبرز بشكل خاص اسم " عبد السلام " مراجع ورشة الكتابة ، مما يترك عندك انطباعا بأن لعبد السلام ( الذي لم تذكر الدعوة اسم عائلته ) اليد الطولى في التأليف ؟! ، وإلا لماذا ميز النص عبد السلام عن غيره من المؤلفين بأنه " مراجع ورشة الكتابة " ؟ . على أية حال نحن أمام " كتابة " قامت بها مجموعة بشكل مشترك ، و " الاشتراك في التأليف " يعيد للذاكرة فقط تجارب المزارع الجماعية ، حيث كان الاسم " جماعي " يخفي وراءه دائما مصالح أفراد محددين عديمي الموهبة على حساب آخرين موهوبين ، لكنهم لا يستطيعون شق طريقهم . ومع أن التأليف كان وسيظل رؤية خاصة جدا لا تصلح معها طريقة المشاركة ، لكنني سأفترض أن هناك " كتابة " مشتركة قامت بها مجموعة . وفي هذه الحالة ماذا يعني النص في الدعوة والإعلانات على أن " فيفا ماما " – دراماتورج وإخراج عبير علي . ماذا تعني كلمة " دراماتورج " هنا؟ . هل كتب الاخرون ثم قامت المخرجة بإضفاء دراما على العمل ؟ أم أن المصطلح يعني أن المخرجة هي أيضا المؤلفة ؟ . لن تفهم أبدا . لأن المقصود تحديدا برعاية مسارح الدولة هو خلط الأوراق ، بحيث يظل الاحتيال الثقافي مدرسة صاعدة ، طالما أن المخرجة لا تكتفي بالإخراج بل وتريد أيضا أن ينوبها من التأليف جانب . في نهاية نص الدعوة تأتي بالبنط الصغير إشارة إلي رواية بهيجة حسين " حكايات عادية لملء الوقت " . فما المقصود بذلك ؟ هل اعتمدت الكتابة الجماعية والأستاذة دراماتورج على تلك الرواية ؟ وإلي أي درجة ؟ . ويبقى السؤال الحائر : من هو مؤلف العرض بهيجة حسين ؟ أم المخرجة ؟ أم ورشة الكتابة ؟ أم من ؟ لا إجابة . المؤكد فقط أن ظاهرة خلط الأوراق ، والمصطلحات أصبحت إحدى ظواهر الكارثة الثقافية ، و " فيفا ماما " هي قطرة من بحر الاحتيال . فقد سبق أن حضرت عرضا موسيقيا عن حفل لألحان محمد عبد الوهاب ، لكن الإعلان عن العرض تضمن بالخط العريض " رؤية موسيقية لفلان الفلاني " ؟! . ما الذي رآه ذلك الملحن الشاب الجديد بحيث ينهب موسيقى عبد الوهاب ويقدمها كما هي تقريبا مقحما اسمه على روح موسيقار الأجيال ؟ . لاشيء . كما سبق أن شاهدت عروضا مسرحية معتمدة على أعمال مسرحية لكبار الكتاب العالميين ، قدمها مخرجون أو مؤلفون على أنها " رؤية " بعد أن تفضلوا بتشويه النص الأصلي . وإذا كان كل أولئك العباقرة من مؤلفين ، ودراماتورج ، ومخرجين ، وأصحاب رؤي ، قادرين على تقديم شيء خاص بهم ، فلماذا لا يؤلفون ويرحمون الأعمال الأصلية للكتاب؟ . لكن الاحتيال يظل أسهل الطرق أمام الكثيرين خاصة عندما تقف مسارح الدولة وراءه بقوة وتعتمده كمدرسة فكرية . وقد تأكدت تلك الظاهرة عندما قدم المسرح مؤخرا مسرحية السلطان الحائر لتوفيق الحكيم باعتبار أن العمل " رؤية عصرية " لعمل كتبه الحكيم عام 1959 . صاحب الرؤية هذه المرة هو المخرج عاصم نجاتي الذي فتح الله عليه بإدخال الموبايلات والفيس بوك وغير ذلك على نص توفيق الحكيم . ومعروف في تاريخ الثقافة أن تستلهم موضوعا ، لكن لا يعرف أحد أن تتناول عملا محددا لتقوم بتشويهه . ارحمونا من الرؤى ومن التأليف الجماعي ودراماتورج وكل أشكال السطو على أعمال الآخرين ومن كان قادرا على الكتابة فليكتب أو فليسكت !


***
أحمد الخميسي . كاتب مصري
[email protected]



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ندم - قصة قصيرة
- كناري الصغيرة
- ماذا نعني بترجمة الأدب الإسرائيلي ؟
- نتنياهو - المهزلة والدراما
- الضمير المصري يستقبل أوباما بمسرحية - فضيحة أبو غريب -
- حزب مصري جديد .. معارض للحياة
- محمد الفضالي .. مبدع جديد
- الأوبرا المصرية مغلقة أمام سيد درويش مفتوحة للإسرائيليين ؟
- عداء السامية لنا
- انتظار - قصة قصيرة
- المحكمة الدولية واعتقال الرئيس السوداني
- الحرية لمجدي حسين
- أنطون تشيخوف الحبيب
- المثقفون البريطانيون - ينبغي لإسرائيل أن تخسر - !
- المصريون وغزة
- الحذاء العراقي الطائر
- جورج بوش يعتذر عن الأكاذيب بالمزيد منها
- حيرة - قصة قصيرة
- منع النشر علينا !
- بيرسترويكا أمريكية ؟


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - من كان قادرا على الكتابة فليكتب .. أو فليسكت !