أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أمينة النقاش - عندما تحكي شهر زاد














المزيد.....

عندما تحكي شهر زاد


أمينة النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 2729 - 2009 / 8 / 5 - 09:18
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لن أصمت بعد اليوم.
لعل تلك الصيحة تكون هي الأيقونة التي ستمسك بها المرأة التي يتعرض مسار حياتها للغبن والظلم والانتهاك، وهي تقرأ علي شاشة العرض كلمة النهاية لفيلم «أحكي ياشهر زاد» للمخرج يسري نصر الله والكاتب وحيد حامد ونخبة مميزة وواعدة من الفنانين والفنيين.
يروي الفيلم أربع قصص موغلة في القسوة، لنماذج نسائية من مختلف الشرائح الاجتماعية، ترزح حياتهن تحت وطأة الخيبة من تجارب عاطفية فاشلة، في مجتمع يعيش حالة من الازدواجية والانقسام الطبقي والتدين الشكلي، الذي يختزل الدين والفضيلة في حجاب المرأة، ويضع حجابا علي عقله لا رأسه، ويتخذ من النساء هدفا دائما لعدوانه وعنفه واستغلاله.
المذيعة التليفزيونية المشهورة في المحطة الفضائية الخاصة هبة يونس «مني زكي» هي الرابط بين تلك القصص الاربع حين تنجح في اقناع بطلاتها، بالظهور في برنامجها الحواري الناجح «نهاية المساء.. بداية الصباح» لتحكي كل واحدة منهن حكايتها، قبل أن تصبح هي نفسها الحكاية الخامسة، لكي يصير البوح وسيلة لتعرية الجروح، وعدم الخوف من التحدث العلني عنها، وخطوة أولي نحو الشفاء منها.
فالمذيعة اللامعة تعيش صراعا بين عشقها لمهنتها، واحساسها بالمسئولية تجاه المجتمع الذي تعيش فيه، وبين زوجها الثاني الانتهازي المتسلق، الذي يطمح في الصعود الي موقع رئيس تحرير صحيفة قومية، بأي ثمن، حتي ولو كان التضحية بمستقبل زوجته المهني، فالانتقادات اللاذعة التي يوجهها برنامجها التليفزيوني لفساد المسئولين، يقف حائلا بينه وبين طموحه. ولم يشعر الزوج «حسن الرداد» بالخجل أو الغضب والمسئول الذي يعده بأن منصب رئيس التحرير يقترب منه، يسوق إليه ضاحكاً إشارة جنسية وقحة، حين يطلب منه الضغط علي زوجته، ليخفف برنامجها من نقد الحكومة قائلاً: ما تهديها يا أخي بدلا ما هي «هايجة» علينا كده!
وحين تخضع المذيعة لضغط زوجها، وتغير طبيعة البرنامج ليناقش بدلا من السياسة قضايا اجتماعية بحتة، تكتشف عبر رحلتها الارتباط الوثيق بين الفساد الإداري والسياسي، وبين العنف الموجه في المجتمع نحو النساء. من التناقض الصارخ الذي تعيش فيه بائعة في محل فاخر للعطور، وبين رحلتها المهينة في العودة إلي بيتها في حي شعبي يخلو من كافة الخدمات الأساسية، إلي المرأة الجميلة (سوسن بدر) المتفوقة مهنيا وعلميا التي تقودها شروط الإذلال لمن يطلبها للزواج إلي العنوسة والمصحة النفسية، إلي الثلاث شقيقات اللاتي يتعرضن للاستغلال المالي والجنسي من عم مدمن وعامل بمحل والدهن المتوفي، يستغل أشواقهن إلي الحب والجنس وخوفهن من العنوسة، وحرمانهن من حياة عاطفية مستقيمة ليعاشرهن كل واحدة من وراء الأخري، حتي ينكشف أمره، فتضع الأخت الكبري نهاية لقبضته علي مصائرهن بقتله، حتي طبيبة الأسنان الثرية الناجحة التي يحتال عليها خبير اقتصادي شهير لسرقة أموالها، ثم تكتشف انه أصبح وزيرا، لنأتي إلي قصة المذيعة التي تظهر في المشهد الأخير من الفيلم متورمة الوجه لتحكي بدلا من ضيوفها، قصة اعتداء زوجها عليها بعد أن فشل في الحصول علي موقع رئيس التحرير.
مع التغاضي عن التعميم الذي يخدش الإنصاف، برهن الفيلم علي أن ظاهرة العنف ضد النساء، تنبثق من بنية اجتماعية تحفل بالتفاوت الاجتماعي والظواهر الدينية المتزمتة والتناقضات الهائلة التي تقسم البلد بلدين والإنسان إنسانين، فالحلف غير المقدس بين الديني والسياسي والجنسي، هو الذي يتحكم في موازين القوي في المجتمع.
وبرغم رسالته الهامة فقد يشعر بعض المتفرجين بأن إيقاع الفيلم كان أبطأ من اللازم، وأن حكاية الشقيقات الثلاث التهمت الجزء الأكبر من تفاصيل الفيلم، وقد يعترض آخرون أن السيناريو لم يجد نموذجا ذكوريا واحدا لايستغل النساء ويؤمن بحقهن في المساواة والإنصاف، وقد يعقد البعض الآخر مقارنات بين المسرحية الايطالية «جريمة في جزيرة الماعز» أو قصة يوسف ادريس «بيت من لحم» وبعض اجزاء من الفيلم، وقد يعترض آخرون علي عشوائية النماذج التي أختارها السيناريو. لكن كل هذه الملاحظات تبقي هامشية، في فيلم جيد يحمل رسالة تأتي في وقتها تماما مع تزايد العنف الذي يعيد المجتمع انتاجه ضد المرأة، وهي رسالة تصل الي الجمهور ببساطة ووضوح، وتساهم بشجاعتها في تغيير مفاهيمه التقليدية السائدة، خاصة وأن من يحملون الرسالة نخبة من الفنانين الموهوبين الذين سيحتلون المشهد السينمائي في السنوات القادمة، بعد أن أضاءوا الأذهان بأن الصمت، هو بداية لفقدان الحقوق فلا تصمتي بعد الآن و «احكي ياشهر زاد».





#أمينة_النقاش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -( وثيقة تنظم البث الفضائي ) إعلان مباديء أم إعلان حرب؟
- المفكر سمير أمين ل «الأهالي»: الطبقة الحاگمة في مصر تابعة بإ ...
- شاهندة حين تحكي
- السودان بين حصارين
- الزهد حتى المنتهي
- بدلاً من القفز نحو المجهول
- التلويش السياسى
- أولويات المعركة
- أجواء سبتمبرية
- أشواق السودان
- بعد اتفاق قرنق - طه.. هل إنتهت الحرب الاهلية فى السودان؟؟
- جناة ومتهمون
- ليته ما تكلم .
- مواجهة المسكوت عنه
- رسالة الى الرئيس مبارك
- الإرهابيون يصوتون لبوش
- السودان يحترق
- الماهر
- ومتي يحين الوقت المناسب؟
- برنامج الوفد للإصلاح


المزيد.....




- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أمينة النقاش - عندما تحكي شهر زاد