أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الراوى - طيور الوعى ..وديدان العفاريت














المزيد.....

طيور الوعى ..وديدان العفاريت


صلاح الراوى

الحوار المتمدن-العدد: 2729 - 2009 / 8 / 5 - 09:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ا ( ظرف زمان )
" لو أن الطيور التى تسكن الشجرة ، الشجرة التى تحبها وتبنى فيها عشوشها وتعشق خضرتها ؛ لو أن هذه الطيور فوجئت بأن عدد الأوراق التى تجف يتزايد يوما بعد يوم ، وحاولت - هذه الطيور – أن تضرب هذه الأوراق الجافة بأجنحتها لتسقط وتترك مواضعها لأشعة الشمس ولأوراق جديدة تبدأ رحلة الخضرة والبهاء ،فان هذه الأوراق الجافة ينبغى لها ألا تقاوم أو تحتمى بالعناد بل عليها أن تنزوى فى خجل وتتنحى فى صمت فما بالها الآن يصور لها جفافها الأصفر وكثرتها الهشة أن تخروش ثم تتلاصق وتتحازم وتتماوج لتخنق الطيور وتقصّف أجنحتها وتكفها عن الصوصوة المحتجة وهى علامة الحياة ونبض الوجود .

ان قدر الأوراق الجافة أن تستجيب لقوانين الحياة والتجديد وتستسلم أمام أجنحة الطيور ودمدمة أصواتها وأشعة الشمس القادمة بتحولات الفصول ،فما بال الأوراق البشرية الجافة – والتى تعلم يقينا أنها جافة – تثقل شجرة الوطن وتحجب عنها الشمس والهواء النقى !!! ما بال هذه الأوراق البشرية الميتة تحاول توظيف كل الأشياء حتى القانون – أداة تحقيق العدل !- ضد أنبل الطيور التى تبنى العشوش وتعشق الشجرة ،ولا تتردد فى أن تمنح الشجرة دمها لتنبت زهورا ملونة بألوان الحياة الحقة !!

ما بال الخرافة تحاول بضراوة أن تخنق كل أمل من ( آمال ) الوطن فى أن يزيح عن طريقه كل الحفر التى تأسنت فيها المياه ، مياه النشع الجوفى المالحة ؛ لا تروى نبتا سوى الحلفاء وحشائش البرك ، ولم تكن يوما مياه مطر تنحل بهطولها قبضة الغيوم ويغتسل فيها الشجر والثمر والجذوع العفية .

ما بال الخرافة تقف للوعى ودهشة اليقظة بالمرصاد وتحشد بالجبروت وآلة الارهاب القميئة ، تحرك وتستصدر الأحكام ؟!! فلتقهر الخرافة العفاريت كما تشاء أو حتى تصادقها أو تتاجر فيها ،أليست هى خرافة ؟ فليقهر كل منهما الآخر و لعلهما يلتقيان ،ولكن بعيدا عنا وعن صباحنا الذى نريده ونصنعه بمزيد من اليقظة والمعرفة والايمان بالعلم .

هل سنترك للخرافة – وهى تسمم الآبار وتلطخ وجه السماء – أن تقهرنا أيضا ونحن النور الوضّاء وتهزمنا ونحن زرافات الحق ووحدانه ؟! هكذا يظن بائعو الوهم وتجار الأكاذيب وجوقتهم التى تنفخ أبواق الشياطين وتتصايح بالنداءات الكونية ليعم الغيام وينشط سادتهم وأولياء نعمتهم فى تجارة الظلام . انه على حال بعينها – وعلى أية حال – ظن الخرافة ، مجرد ظن الخرافة تموت حتما أمام تلاحم أجنحة الطيور الجميلة والتى تعرف – فى مواجهة أعداء الوعى –متى تكون طيورا وحشية تستأنف رفضها وتنقر الخرافة – كل خرافة –فى بؤبؤ عينها العفريتية الفاجرة . "

كانت هذه بطاقة تحية لسيدة فاضلة من بلادنا قهرت قاهر العفاريت الشهير . لم تكن هذه البطاقة لأن آمال مجرد زوجة لصديقنا العجيب رسام الكاريكاتير طه حسين وانما لأنها قبل كل شىء قاومت منذ سنوات قريبة وبكل صلابة المرأة المصرية دجالا شهيرا ، وخاضت ضده وضد ما يمثله معركة شرسة ، وتحولت من مجرد قارئة - احتجت على الخرافة برسالة لصحيفة فاستصدر الدجال حكما بحبسها كأول قارئة تحبس فى جريمة نشر - الى مقاتلة عنيدة استنهضت همة ونخوة كل عاشق لهذا الوطن وعقله ووعيه لمحاصرة الدجال المستفحل حتى أجهزت عليه. أين هو الآن ؟! هل تركت له جلدا ليغيره ؟!

هذه البطاقة قفزت لى من بين أوراقى فى ظرف من زمان وجدتنى أضعها فى بريد كل المجهولين الذين يقاومون قبحا أو يصدون خرافة أويحاصرون مرتشيا أو مزورا أو دجالا فى أى مجال من مجالات الحياة ( الادارة ، العلم ، الثقافة ، الفن .. الخ .. الخ ) . وأيضا أضعها فى بريد كل المعلومين الذين يقاومون هنا وهناك .. وهناك وهنا . هؤلاء وهؤلاء – وأنت وأنا – بحاجة الى أن تصلهم هذه البطاقة ،ان لم يكن على سبيل التحية ... فعلى سبيل التذكرة ... والا فمن قبيل التعارف .







#صلاح_الراوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رفع الكرب عن ثقافة الشعب
- الاستلهام الفنى للثقافة الشعبية


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الراوى - طيور الوعى ..وديدان العفاريت