أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - هل إبراهيم أب للمسلمين؟















المزيد.....


هل إبراهيم أب للمسلمين؟


سمير إبراهيم خليل حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2729 - 2009 / 8 / 5 - 09:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كتبت فى كتابٍ ومقال بمآ أدركته وفهمته وٱكتسبته من ٱلعلم وٱلمعرفة عن مفهوم ٱلتشابه وعن حركة بيان ٱلقول فى كتاب ٱللّه "ٱلقرءان". وما قلته وما سأقوله هو ممّا تشابه ويتشابه لى فهمه من كتاب ٱللّه ولآ أدعوۤا أحدا ليتبعه. فهو فهم لى غير ثابت وسأحنف عنه بمآ أكتسبه من علم ولن أوثن عليه.
لقد فهمت من كتاب ٱللّه أنّ كلَّ نفس بما كسبت رهينة. وأنّ ٱلنفس مسئولة عما تكتسب بسمعها وبصرها وفؤادها. فٱتبعت هذا ٱلفهم وعملت على جميع ٱلقول فى كتاب ٱللّه بمسئوليتى ٱلشخصيّة.
وما علمته من كتاب ٱللّه أنّ "إبراهيم" هو أبو ٱلمسلمين طوعًا للّه ربِّ ٱلعالمين:
"مِّلَّةَ أَبِيكُم إبرَٰٰهِيمَ هُوَ سَمَّٰكُمُ ٱلمُسلِمِينَ مِن قَبلُ" 78 ٱلحج.
وفهمت من كتاب ٱللّه أنّ "إبراهيم" جعله ٱللّه "للناس إماما" بما وضع من منهاج ٱلسؤال وٱلنظر وٱلتفكير وٱلعلم وصولا إلى ٱلإيمان بربِّ ٱلعالمين ودين ٱلفطرة. وكذلك وصولا إلى ٱلموقف ٱلسياسىّ وٱلفكرىّ وٱلحنف عمّا وثن عليه ٱلناس من مفاهيم وعلم بٱلدين.
وعلمت من كتاب ٱللّه أنّ "محمّدا" ليس أبا لأحدٍ وهو يتبع ملّة إبراهيم:
"ثمَّ أَوحينآ إليكَ أَنِ ٱتَّبِع ملَّةَ إبرٰهيمَ حنيفًا وما كان مِنَ ٱلمُشرِكينَ" 123 ٱلنَّحل.
وبذلك علمت أنّ للإنسان فى ٱلسّمآء أب هو ٱللّه ربُّ ٱلعالمين ٱلذى خلق كلّ شىء وهو ٱلعليم وٱلمحيط به وٱلمهيمن عليه وٱلهادى له.
وعلمت أنّ له فى ٱلأرض أب هو "إبراهيم" ٱلذى وجّه وجهه للذى فطر ٱلسّمٰوٰت وٱلأرض حنيفا مسلمًا وما كان من ٱلمشركين.
وبذلك علمت أنّ إبراهيم أب لجميع ٱلذين يسألون عن ٱلخلق ويسيرون فى ٱلأرض ينظرون ليعلموا كيف بدأ. وعلمت أنّ منهاج ٱبن إبراهيم لا يتوقف ٱلسؤال ولا ٱلنظر عنده إلا بموته. وهو يحنف عمّا ٱكتسبه من علم ومفاهيم مع كلِّ نظر وعلم جديد.
وقد تذكرت ما سجّله "يوحنا" فىۤ إنجيله وفى ٱلاصحاح 8/37/47 من حوار بين ٱلمسيح وٱليهود:
"قال يسوع: أنا عالم أنكم ذرية إبراهيم (أولاده وأحفاده). لكنكم تطلبون أن تقتلوني لأَنَّ كلامي لا موضع له فيكم، أنا أتكلم بما رأيت عند أبي. وأنتم تعلمون ما رأيتم عند أبيكم.
أجابوا وقالوا له: أبونا هو إبراهيم.
قال لهم يسوع: لو كنتم أبنآء إبراهيم لكنتم تعملون أعمال إبراهيم. ولكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني وأنا إنسان وقد كلمكم بالحقِّ الذي سمعه من اللَّه. هذا لم يعمله إبراهيم. أنتم تعملون أعمال أبيكم.
فقالوا له: إننا لم نولد من زناً. لنا أب واحد وهو اللَّه.
فقال لهم يسوعُ: لو كان اللَّه أباكم لكنتم تحبونني لأنني خرجت من قِبَلِ اللَّه وأتيت. لأني لم آتِ من نفسي بل ذاك أرسلني. لماذا لا تفهمون كلامي. لأنكم لا تقدرون أن تسمعوا لي. أنتم من أبٍ هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا. ذاك كان قتَّالاً للناس من البَدْءِ ولم يثبت في الحقِّ لأن ليس فيه حقٌ. من تكلم بالكذب فإنَّما يتكلم مما له لأنـه كذّابٌ وأبو الكذّاب. وأمّـا أنا فلأَنِّي أقول الحقَّ لستم تؤمنـون بي. من منكم يبكتني علي خطيَّةٍ. فإن كنت أقولُ الحقَّ فلماذا لستم تؤمنون بي. الذي مِنَ اللَّه يسمع كلام اللَّه. لذلك لستم تسمعون لأنكم لستم من اللَّه".
ويظهر من هذا ٱلحوار مفهوم ٱلأب ومفهوم ٱلوالد. وتبيّن من ٱلحوار أنّ "إبليس" هو ٱلأب للمحاورين من ذريّة إبراهيم وهم ٱلذين يقعدون لا يسألون ولا ينظرون ولا يعلمون. وأنّ ٱللّه هو ٱلأب للمسيح.
وتبيّن من ٱلحوار أنّ ذريّة إبراهيم (أولاده وأحفاده) ليسوا جميعا أبنآء لإبراهيم. وهذا ما يوكّده كتاب ٱللّه:
"وإذِ ٱبتَلَىٰۤ إبرٰهيمَ رَبُّهُ بكلمٰتٍ فأتمَّهُنَّ قالَ إِنِّى جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إمَامًا قالَ ومِن ذُريِّتِى قالَ لا يَنَالُ عَهدِى ٱلظَّٰلِمِينَ" 124 ٱلبقرة.
فٱلظالمون من ذرية إبراهيم لا ينالون عهد ٱللَّه ولا يكونون من أبنآئه لأنّهم جاهلون. وٱلذين حاورهم ٱلمسيح هم من ذرية إبراهيم أمآ أبوهم فهو "إبليس" لأنهم جاهلون لا يؤمنون بٱلحق وللباطل يتبعون.
فمفهوم ودليل كلمة "ٱبن" يظهر فى منهاج يأخذه من "أبٍ" مربّ ومعلم. فنقول ٱبن جامعة ٱلقاهرة وٱبن جامعة دمشق ولا نقول ولدهما. فٱلوالد وٱلوالدة يتبعهما ولد يرث جينومه منهما. وٱلأب وٱلأمّ يتبعهما ٱبن يكتسب ٱلعلم أو ٱلظنون وٱلتخريص منهما.
بهذا ٱلفهم ٱخترت أن أكون ٱبنًا للّه ٱلذى فى ٱلسّمآء ومن كتابه ٱهتديت لأن أكون ٱبنا فى ٱلأرض لإمام ٱلناس "إبراهيم" أبو ٱلمسلمين للّه طوعا. وبمنهاجه ٱلحنيف علمت بتأسيس موقفى ٱلسياسى من قومى ومن غيرهم من ٱلناس. فلم أكن فيما فهمت من كتاب أبى ٱلذى فى ٱلسّمآء وٱلذى علمت منه بمنهاج أبى فى ٱلأرض ٱبنًا لأحدٍ أخر من ٱلناس فيما كتبت من كتاب ومقال. وبذلك تطوعت نفسى وأعلنت أنِّى مسلم للّه ربِّ ٱلعالمين وأنِّى برىء من قومى ومن جميع ٱلمسلمين ٱلذين ٱتخذوا لأنفسهم أبا فى ٱلأرض غير "إبراهيم:
"قَد كَانَت لَكُم أُسوَة حَسَنَة فِىۤ إبرَٰهِيمَ وٱلّذِينَ مَعَهُ إذ قَالُوا لِقَومِهِم إنَّا بُرَءَٰؤُا مِنكُم ومِمَّا تَعبُدُونَ مِن دُونِ ٱللّهِ كَفَرنَا بِكُم وَبَدَا بَينَنَا وَبَينَكُمُ ٱلعَدَٰوَةُ وِٱلبَغضَآءُ أبَدًا حَتَّىٰ تُؤمِنُوا بٱللَّهِ وَحدَهُ" 4 ٱلممتحنة.
فسألت نفسى: هل لطوآئف ٱلمسلمين "أُسوَة حَسَنَة فِىۤ إبرَٰهِيمَ"؟
وهل "إبراهيم" هو أبوهم؟
وعلمت بٱلجواب من جميع شيوخهم ومن جميع مواقعهم على ٱلانترنيت أنّ أبيهم هو "ٱبن تيمية" وهو عندهم "أبو الإسلام".
وكنت قد علمت من كتاب أبى ٱلذى فى ٱلسّمآء أنّه هو ٱلذى يفتى:
"يَستَفتُونَكَ قُلِ ٱللّهُ يُفتِيكُم" 176 ٱلنسآء.
كما علمت من كتاب أبى ٱلذى فى ٱلسّمآء أنّ ٱلرسول وأُولى ٱلأمر من ٱلمؤمنين يستنبطون بما يتشابه لهم فهمه ولا يفتون:
"ولو رَدُّوهُ إلى ٱلرَّسولِ وإلىٰۤ أُولِى ٱلأمرِ منهم لَعَلِمَهُ ٱلَّذينَ يَستنبِطُونَهُ منهم" 83 ٱلنِّسآء.
أمآ أبنآء "ٱبن تيمية" فيفتون كما فعل أبيهم فى كتابه "الحسبة". ومن كتاب أبيهم "الحسبة" علمت أنّ أبآهم هو ٱلذى يفتى وأبنآؤه يفتون مثله ولا يستنبطون.
وعلمت أنّ أبيهم فى ٱلسّمآء وفى ٱلأرض هو "ٱبن تيمية". وبذلك علمت بٱلفرق بين منهاج أبىۤ "إبراهيم" ومنهاج "أبو الإسلام ابن تيمية".
منهاج أبىۤ إبراهيم معروض فى كتاب أبى ٱلذى ٱلسّمآء بٱلقول:
"إنِّى وجَّهتُ وجهِىَ لِلَّذِِى فَطَرَ ٱلسَّٰمٰوٰتِ وٱلأرضَ حنيفًا ومآ أناْ مِنَ ٱلمُشرِكِينَ" 79 ٱلأنعام.
وهذا هو منهاج جميع ٱلناظرين فى كيف بدأ ٱلخلق ومنه يعلمون بدين ٱلفطرة وهو دين جميع ٱلحقِّ.
أما منهاج "أبو الإسلام" فهو مسطور فى كتابه "الحسبة" وفيه تنصيب لنفسه محاسبا للناس فيما يأكلون ويلبسون وفى زواجهم وفى توزيع ميراثهم وفيما يتنفسون ويقولون ويتعلمون. فيأمر ببتر يدٍ ورأس وبطلاق بين زوجين وبجلد ٱمرأة ورجل وبتوزيع إرث على مَن لا يرث بشرع ٱللّه. وكلّ ذلك لا يرجع به إلى كتاب ٱللّه ولا يعتدّ به. وأبنآؤه يرددون ٱلقول:
"إنَّا وجدناۤ ءّابآءّنا علىٰۤ أُمّّةٍ وإِنَّا علىٰۤ ءَاثَارِهِم مُهتَدُونَ" 22 ٱلزخرف.
وجميع أبآئهم مصادرون من قبل أبٍ واحد مهيمن على ٱلأبنآء هو "أبو الإسلام ابن تيمية" وكتابه "الحسبة" هو كتاب أبنآئه ٱلمسلمين له وحده من دون ٱللّه.
وأذكّر بما يفعله ٱبنآء ذلك ٱلأب بما يحدث فى مصر من تكفير للناس بدعوى ٱلحسبة ٱلتى لأبيهم. وما يحدث فى ٱلسودان من محاكمة لصحفية بسبب لباسها. فأبنآء ٱبن تيمية أزهريون وإخوان وغيرهم من ٱلأسمآء ٱلباطلة يهددون ٱلناس بٱلقتل بٱسم أبيهم "ٱبن تيميّة" ويقيمون ٱلدّعاوى بزعم دين أبيهم ليطلّقوا ٱلأزواج وليجلدوا ٱمرأة بسبب هيئة لباسها.
هذا ٱلأمر يزداد شيطه وٱعتدآؤه على ٱلناس يوما من بعد يوم. وهو ما تسكت عليه ٱلسلطة فى جميع بلاد ٱلمسلمين. وأكثر رجالها من أبنآء "ٱبن تيمية" ٱلذى نصّب نفسه إلٰها أبًا فى ٱلسّمآء وٱلأرض لأبنآئه. وجعل من كتابه "الحسبة" فى مكان كتاب ٱللّه "ٱلقرءان" ومن نفسه أبا للمسلمين فى ٱلأرض مكان "إبراهيم". ونصّب نفسه محاسبا للناس بعد أن صادر هذا ٱلفعل من ٱللّه. وفرّق بين ٱلناس إلى مؤمنين وكافرين. وقسم أرض ٱللّه إلى أرض إيمان وأرض كفر. ورمى بقول كتاب ٱللّه ٱلقرءان وفيه هداية ٱلناس إلى عيش مشترك فى ٱلمكان لا يختلفون ولا يعزلون فيما بينهم:
"إنَّ ٱلَّذين ءَامنُوا وٱلذين هادوا وٱلصَّٰبئين وٱلنّصٰرى وٱلمجوس وٱلَّذين أشركوۤا إنَّ ٱللَّهَ يفصل بينهم يوم ٱلقيٰمة إنَّ ٱللَّه على كلِّ شىءٍ شهيد" 17 ٱلحجّ.
وفيه ٱلهداية إلى حريّة نفس كلّ إنسان من دون حقٍّ لأخر فى محاسبته:
"وقُلِ ٱلحَقُّ مِن رَّبِّكُم فَمَن شَآءَ فَليُؤمِن ومَن شَآءَ فَليَكفُر" 29 ٱلكهف.
وفيه ٱلهداية إلى صناعة ميثاق عيش بين ٱلمؤمنين وٱلكافرين وحريّة كلّ فرد منهما فيما يؤمن ويكفر:
"قُل يٰۤأيُّها ٱلكٰفرونَ/1/ لآ أعبُدُ ما تعبُدُونَ/2/ ولآ أنتم عٰبدون مآ أعبُدُ/3/ ولآ أنا عابِد مَّا عَبَدتُم/4/ ولآ أنتُم عٰبِدونَ ماۤ أعبُدُ/5/ لكُم دِينُكُم وَلِىَ دِينِ/6/".
بهذا ٱلقول أرى مؤمنا هو ٱلرّسول محمّد يدعوا ٱلكافرين إلى ٱلعيش معه بمثياق لا يجرّم فيه مؤمن كافرا ولا يجرّم فيه كافر مؤمنا.
وهذا ما يبيّنه قول كثير فى كتاب ٱللّه ومنه ٱلقول:
"لاۤ إكراه فى ٱلدينِ قد تبيَّنَ ٱلرُّشدُ مِنَ ٱلغىِّ فَمَن يكفُر بٱلطَّٰغوتِ ويؤمِن بٱللَّهِ فقدِ ٱستمسكَ بٱلعروة ٱلوثقىٰ لا ٱنفصامَ لها وٱللَّهُ سميع عليم" 256 ٱلبقرة.
أما كتاب "الحسبة" فيخالف صاحبه "ٱبن تيمية" أبو ٱلإسلام شرع ٱللّه بشرعه ويناصب ٱللّه ٱلعدآء ويقعد للناس فى كلِّ سبيل. وفيه يطلب "أبو الإسلام ابن تيمية" من أبنآئه أن يُكرهوا ٱلناس فى دينهم. وٱللّه يقول "لآ إكراه فى ٱلدِّين".
ولا يقبل "أبو الإسلام" بدين إلا دينه. وٱللّه يقول "وقُلِ ٱلحَقُّ مِن رَّبِّكُم فَمَن شَآءَ فَليُؤمِن ومَن شَآءَ فَليَكفُر".
ويطلب "أبو الإسلام" من أبنآئه محاسبة مَن يخرج عن دينه. وٱللّه يقول للفرد أنّه مسئول عمّا يقفُ ولا سلطة لأحد عليه إلا نفسه "ولا تقفُ ما ليس لك به علم إنَّ ٱلسَّمع وٱلبصر وٱلفؤاد كلُّ أوْلـٰۤئك كان عنه مسئولاً".
ويقول "أبو الإسلام" أنّ أبنآءه هم أمّة ٱلمسلمين وهم خير أمّة أخرجت للناس. وٱللّه يقول "إنَّ إبرٰهيم كان أمّة" وهو فرد وأنّه هو أبو ٱلمسلمين للّه ربِّ ٱلعالمين وهم جميع ٱلذين يسألون عن ٱلخلق وينظرون ليعلموا كيف بدأ كما فعل أبيهم فى ٱلأرض "إبراهيم".
ومن أبنآء إبراهيم مَن يدرك أنّ فى ٱلسمآء أب هو ٱللّه. فيتبع أبيه ٱلذى فى ٱلسّمآء كما فعل ٱلمسيح ويعقل كلّ علم له من ٱلحقِّ مع كتابه ٱلقرءان. وهذا ٱلابن هو ٱلذى يمثّل "خير أمّة أخرجت للناس" وهو أمّة فرد كما كان إبراهيم أمّة فردا وليس جماعة كما يلغوۤا أبو ٱلإسلام "ٱبن تيمية" ويتبعه فى لغوه أبنآء جاهلون ومعتدون.
بهذا ٱلتناقض بين دين "أبو الإسلام ابن تيمية" وبين دين ٱللّه علمت أنّ أبنآء "أبو الإسلام" يكرهون ٱللّه ويكرهون كتابه ويكرهون رسوله ويكرهون ٱلناس جميعا. كما علمت بأسباب قعودهم يعثون فى كلِّ سبيل يعتدون على ٱلسّالكين فيه بٱسم دين أبيهم. فكتاب أبيهم "الحسبة" فيه تحريض لهم ليكونوۤا أعدآء للّه ولكتابه ٱلقرءان. وعلمت أنّهم بما يعبدون يمثلون أعظم خطر على حياة ٱلناس وعلى حقوقهم وعلى حرياتهم ٱلشخصية.
وبسبب هذا ٱلخطر ٱلعظيم أدعوا جميع ٱلمفكرين من مختلف ٱلمناهج إلى صناعة ميثاق عمل مشترك يسعوا به جميعا وأفرادا ليمنعوا عن ٱلناس هذا ٱلخطر ٱلعظيم.
وأدعوهم إلى كتابة بيان موقف مشترك من مفهوم "الحسبة" وأحكامه ٱلمعتدية على ٱلناس وعلى حقوقهم وعلى حرياتهم ٱلشخصية.
وإلى ٱلعمل مع جميع هيئات حقوق ٱلإنسان فى داخل بلادنا وخارجها ومع ٱلمنظمات ٱلتابعة لهيئة ٱلأمم ٱلمتحدة لصناعة تشريع إنسانىّ يلاحق ويطارد وينزل ٱلعقاب بشيوخ "ٱبن تيمية" ٱلمنافقين ٱلذين يفتون بتكفير ٱلناس وقتلهم وطلاقهم وجلدهم. ولصناعة تشريع أخر يمنع إقامة حزب سياسىّ وسلطة بٱسم دين فى جميع ٱلأرض.
وليعلم جميع ٱلمفكرين مهما ٱختلف موقفهم من ٱلدين أنّ ٱللّه هو وحده ٱلذى يفتى وقد بيّن فى قوله فتوىٰه بملاحقة ومطاردة وقتل ٱلمنافق وٱلمرجف فى ٱلمدينة متىۤ ألقى عليهما ٱلقبض من دون حقٍّ لهما بمحاكمة:
"لئن لم ينتهِ ٱلمنافقون وٱلَّذين فى قلوبهم مرض وٱلمرجفون فى ٱلمدينة لنغرينّك بهم ثمّ لا يجاورونك فيهآ إلا قليلا(60) ملعونين أينما ثُقفوا أُخذوا وقتّلوا تقتيلا(61) سنّة ٱللَّه فى ٱلذين خَلَوا من قبل ولن تجد لسنّّة ٱللَّه تبديلا(62)" ٱلأحزاب.
وٱلمنافق هو ٱلذى يزعم بٱلوصاية على ٱلناس وعلى ما يتبعون من دين. وهو ٱلذى ينفخ فى قلوب أبنآء له ولأبيه "ٱبن تيمية" يحرضهم علىۤ أفعال تفجير تُرجف فى ٱلمدينة (وهى ٱليوم ٱلأرض كلها). يُحدثون فيهآ أفعال تفجير يباغتون بها ٱلناسَ ٱلغافلين يقتلون ويجرحون ويرعبون. وهؤلآء هم ٱلذين يُعرفون لغوًا وتحريفا بٱسم "إرهابيين". فٱلاسم محرّف عن أصل ودليل ٱلفعل "رَهَبَ" وفيه دليل ٱلأفعال (علم وخشى وخشع وخضع). ومنه ٱسم "راهب ورهبانية". وٱلرّاهب لا يكون "إرهابيا". وهٰذا ٱللغو هو من تحريف ٱلكلم عن مواضعه وهو من أفعال ٱلكافرين لغوا فى كتاب ٱللّه وصنعوا بلغوهم "ٱللغة ٱلفصحى" وتراثها ٱلكافر. وبهذا ٱللغو أسس "ٱبن تيمية" كتابه "الحسبة".
لقد بين ٱللّه فى كتابه أن قتل ٱلمنافقين وٱلمرجفين لا يحتاج إلى محاكمة. فهم "ملعونين أينما ثُقفوا أخذوا وقتّلوا تقتيلا" أى يطاردون ويقتلون بعد إلقآء ٱلقبض عليهم ومن دون محاكمة.
وبيّن كتاب ٱللّه أنَّ هٰذا ٱلأمر "سنّة ٱللَّه". كما بين أنّ هٰذه ٱلسنّة قآئمة وأنَّه لا تبديل لها "سنّة ٱللَّه فى ٱلذين خَلَوا من قبل ولن تجد لسنّّة ٱللَّه تبديلا".
وأخصُ بدعوتى من ٱلمفكرين جميع ٱلأخوة ٱلرافعين راية ٱلقرءان وحده. فأدعوهم ليطهروا ثيابهم من لباس ٱلسّلف ويؤلفوا قلوبهم على لباس واحد هو كتاب ٱللّه ولسانه وخطّه. وبذلك تكون لهم قوّة أبنآء للّه وحده فينصرهم ٱللّه علىۤ أُولٰۤئك ٱلمحتسبين ٱلمعتدين على ٱلناس بٱسم دين وبٱسم شرع بما لبست قلوبهم من كتاب "الحسبة" لأبيهم "الشيخ أبو الإسلام ابن تيمية" ٱلذى وضع كتابه ليكون لأبنآئه كتاب مكان كتاب ٱللّه. وجعل لكتابه عنانا بكلمة "الحسبة" محرّفا دليل وخطّ كلمة "حساب" وقد لَغَوَ فى مفهوم ٱلحساب كما يفعل ٱلكافرون ولَغَوَ فى فاعله وهو ٱللّه وفى زمن ٱلحساب ٱلمحدد فى كتاب ٱللّه بيوم ٱلحساب. فنصّب نفسه ومعه كلّ متسلط جاهل محاسبا للناس. وجعل ما سطره فى كتابه هو ٱلمصدر ٱلرئيس لشرع أبنآئه ٱلذين جعلوه "أبو الإسلام". وبذلك ٱلتنصيب لأبيهم "ٱبن تيمية" عزلوۤا "إبراهيم" وهو أبو ٱلمسلمين وإمام ٱلناس فى كتاب ٱللّه.
أبنآء "ٱبن تيمية" يعبدون أبيهم ويشركون كتابه مع كتاب ٱللّه. بل يقدمون كتاب أبيهم على كتاب ٱللّه وبه يحكمون على ٱلناس فيعتدون عليهم بما وضعه أبيهم من مفهوم لغوٍ عن "الحسبة" جعلهم يقعدون للناس فى سبيل ٱللّه.
وأطلب من جميع ٱلمفكرين ٱلرافعين راية ٱلقرءان وحده أن يعمل كل منهم عقلا (مقارنة وموازنة) بين كتاب ٱللّه وبين كتاب "ٱبن تيمية" يكشف لأبنآئه كيف عمل أبيهم ليجعلهم عبيدا له وأعدآء للّه لعلّهم يعلمون من بعد جهل فيتوبون إلى ٱللّه ويزكّون أنفسهم قبل أن يأتيهم ٱلموت.
ولى فىۤ أخر مقالى هذا دعوة لجميع ٱلأخوة ٱلذين يستطيعون نقل مقالى هذآ إلى لسان أخر أن يتطوعوا فى نقله ونشره. فدعوتى ليست للذين يتكلمون بلسان قومى وحدهم. بل هى دعوة لجميع ٱلذين يتفكرون من ٱلناس فى جميع ٱلأرض.



#سمير_إبراهيم_خليل_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لسان ولغة
- كيف ولماذا ٱختلف ٱلبشر فى ٱلِّسان؟
- ٱلكلمُ وٱلقول وٱلحديث
- متى يكون ٱلقول حديثًا؟
- -مَا كَذَبَ ٱلفُؤَادُ مَا رَأَىٰۤ-
- ٱلحرية مسئولية
- تفسيرُ ٱلمُتَشَابه متشابه
- ٱلحوار لا يقوم على لغوٍ
- حوار تمدّن أم هزل وهزء أعراب جاهلين؟
- ٱلتكاثر فى ٱلأموال وٱلأولاد يفسد فى ٱ ...
- ٱلقرءان هو أحسن تفسير
- ٱلتبشير حقّ للجميع
- تعقيب على مقال -إِن هُوَ إِلَّا ذِكر وَقُرءان مُّبِين-
- -إِن هُوَ إِلَّا ذِكر وَقُرءان مُّبِين-
- كلمة -فؤاد- تبيّن وتوكّد علمَ مُؤلِّفٍ وكتابٍ!
- نعلم لكن ٱلعليم هو ٱللّه
- حقوق ٱلإنسان هى حقوق خليفة للّه
- -إبليس- لا يسجد لأدم!
- ٱلمؤمن واحد أحد
- ٱلأمّة ٱلإسلاميّة أمّة جمعٍ تكفر على ٱلفرد ...


المزيد.....




- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - هل إبراهيم أب للمسلمين؟