أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عدنان شيرخان - الاعلام والفساد














المزيد.....

الاعلام والفساد


عدنان شيرخان

الحوار المتمدن-العدد: 2729 - 2009 / 8 / 5 - 09:16
المحور: الصحافة والاعلام
    


في دول عديدة في اسيا وافريقيا حيث مرتع ومراعي الفساد بجميع انواعه، لا يخفي العديد من كبار المسؤولين غضبهم من وسائل الاعلام فيما يخص قضايا الفساد، ويحملونها مسؤولية تضخيم هذه القضية واعطائها حجما اكبر بكثير مما هي على ارض الواقع، يعتقدون ان الفساد في بلدانهم اقل بكثير مما تصوره وتعرضه وسائل الاعلام.
وفي الجانب الاخر تعتقد غالبية كبيرة من المواطنين بأن الاعلام يقف على رأس المقصرين في فضح الفساد، وان مجموعة من العوامل والدوافع تقف شامخة وراء هذا التقصير تترواح بين الخوف من عواقب الكتابة عن الفساد بجدية، وبين المساهمة والمشاركة في الفساد بتلقي اموال من فاسدين مقابل السكوت، والابتعاد بنشر مواضيع تتعلق بالاثار المدمرة التي ستلحق بالارض نتيجة ظاهرة الانحباس الحراري.
من المثير للسخرية حقا اتهام الاعلاميين بتضخيم ظاهرة الفساد، والاولى اتهامهم بالتقاعس عن اداء دورهم المهم في كشف هذه الظاهرة، والبحث عن الذين يقفون وراءها، وقبولهم بالصمت او التستر بضعف او انعدام المتابعة الاعلامية للفساد، وان انعقاد لسانهم عندما يأتي ذكر الفساد، اشاعة لمشاعر الخوف التي تحيط بالفاسدين وانهم لا يتورعون عن فعل اي شئ عندما يمس الاعلام اوضاعهم.
ولكن لمحاربة الفساد بجميع انواعه وصنوفه السياسي والمالي والاداري وجه اخلاقي يقوم به المجتمع، عندما تشيع ثقافة احتقار الفساد والفاسدين والمفسدين والتصدي لهم بمنتهى الشجاعة. على النقيض من المجتمعات التي تظهر الاحترام للفساد والاعجاب بما تؤول اليه احوال الفاسدين، وتقديس الصعود المالي السريع للاشخاص وان لم يأت شرعيا، وجاء عن طريق ( الفهلوة)، ومواجهة الشرفاء بالمثل الشائع ( الرجال اللي اعبي بالسكلة رقي)، او ان فلانا ( ذيب امعط ) يسرق وينهب ولا يستطيع القضاء والنزاهة اثبات شئ ضده.
مشكلة الفساد في جوانب عددية تتعلق بالموقف منه اجتماعيا واخلاقيا، ومن رمي تبعاته على مخلوقات تأتينا من المريخ، المجتمع الذي يظهر احتراما كما يظهر المجتمع البريطاني مثلا للصحافة التي تتصدى للفساد، يفكر الفاسدون ألف مرة قبل ان يفعلوا شيئا.
في بريطانيا وقبل نحو ثلاثة اشهر نشرت صحيفة الديلي تلجراف نفقات اعضاء البرلمان البريطاني، وقالت انهم طالبوا بتعويضات من خزينة المجلس بين تغطية تكاليف صيانة منازل ريفية او بيوت فخمة بتكاليف بلغت عشرات الاف الجنيهات. واشتملت القائمة طلب احد النواب دفع راتب سنوي بلغ 14 الف جنيه لموظف يقوم برعاية المنزل الخاص بالنائب، وطلب اخر بدفع الفي جنيه لتنظيف نفق يحيط بمنزل ريفي لاحد النواب، وايضا دفع تكاليف صيانة لمهبط طائرات عمودية. واعتبرت الجريدة هذه الطلبات التي تتعلق بنفقات باذخة سيثير حفيظة دافعي الضرائب بشكل اوسع ويثير الشكوك حول اداء مكتب مراقبة نفقات مجلس العموم.
المعلومات (الصحيحة) التي نشرتها الصحيفة، دفعت برئيس مجلس العموم البريطاني مايكل مارتن الى الاعتذار والتعبير في بيان صدر باسمه عن عميق أسفه للفضيحة التي تحيط بنفقات نواب البرلمان البريطاني، وقال " إن النواب خذلوا الشعب البريطاني"، وعندما تعالت الأصوات المطالبة باستقالته، لم يتردد بالاستجابة لها وقدم استقالته، وهو أول رئيس لمجلس العموم يجبر على التنحي من منصبه منذ أكثر من ثلاثة قرون.
لقد ضغطت التغطية الاعلامية المكثفة على مجلس النواب بشدة وحطمت اضلاعه، وجعلت الناس ينظرون الى السياسيين وكأنهم مجرد نفعيين يسلبونهم اموال الضرائب، ونسفت أي اخلاقيات يعتقد الناس انها لا تزال متبقية لدى السياسيين ومؤسسات الديموقراطية الراسخة.
ماذا سيحدث لو اوتي الاعلام في دول عديدة مثل ما اوتي في بريطانيا من قوة ونفوذ واحترام ومصداقية، وصال على الفساد ودمر حصونه التي كانت تبدو باعين الكثيرين منيعة. معظم قضايا الفساد تمر على الشعوب النائمة المنبطحة المسترخية، التي تنتظر دائما ان يأتيها شئ من المجهول لينقذها، اما الشعوب الحية فلا تنطلي عليها الحيل، وبأمكان صحيفة واحدة كما فعلت الديلي تلغراف ان تهز عرش مجلس العموم وان تجبر رئيسه على الاعتذار والاستقالة. المعارك ضد الفساد من اصعب واشرس المعارك، ولن تتقدم الشعوب خطوة الى الامام، ما دامت ارضة الفساد تنخر اقتصادها، وتسرق نسب عالية من مواردها، وتصبح مصداقية المشاعر الوطنية التي يحرص السياسيون على اظهارها بمناسبة وبدون مناسبة موضع شك كبير ..



#عدنان_شيرخان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المال السياسي والانتخابات
- هموم ومخاوف
- الديمقراطية اللبنانية
- الانتخابات البرلمانية اللبنانية :
- السلطة والتكييف
- اعدادية الكاظمية
- العنف المدرسي
- اشتدي ازمة
- طريق المصالحة الوعر
- سنة مفقودة
- وجها التغيير
- لويزا موركانتيني
- العقد الاجتماعي
- الاكثر تحملا
- دحر الفساد
- نعمة النفط المفقودة
- النفط والسياسة
- بيئة انتخابية
- وعود انتخابية
- الكوتا في خطر


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عدنان شيرخان - الاعلام والفساد