أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلمان النقاش - الكفاءة ...الضرورة والادعاء















المزيد.....

الكفاءة ...الضرورة والادعاء


سلمان النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 2729 - 2009 / 8 / 5 - 09:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشكل الوظيفة العامة الطموح الاعلى للمواطن العراقي حاليا بعد خلو ساحة العمل العراقية من اي مستوعب اخر .. وبالنظر لاحساس القائمين على ادارة الشأن العراقي بضرورة اسناد هذا المواطن ولتوفر السيولة النقدية الممكنة لهذا الاسناد المتأتية من واردات النفط العصب الرئيسي او الوحيد للقدرة المالية العراقية .. فقد انتفخ الجهاز الوظيفي بالافراد حتى وصل الى اكثر من مليوني موظف عام اضافة الى عدد يزيد عن هذا من المتقاعدين والمتعاقدين مع الدولة وتم تخصيص باب من الموازنة لتغطية رواتب هذه الشريحة سمي بالميزانية التشغيلية ليقابل ميزانية اخرى تدعى بالميزنية الاستثمارية التي من شأنها ارساء مجال اقتصادي مرن وفق التوجه الجديد لاستيعاب قدر اكبر من القوى العاملة يفترض ان يكون منتجا لافاق التطور والتجديد الحضاريين،
لكن الواقع بكافة تفصيلاته ومستوياته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية ابقى الوظيفة العامة في حدودها التي لا تتعدى كونها التفاتة من الدولة لشريحة كبيرة من الشعب لتلبية متطلبات حياتهم، مما ادى الى تضخم بعض الاجهزة الادارية بعدد هائل من العاملين لا يتطلب راتبهم اكثر من توقيع في بداية الدوام واخر عند نهايته حتى اصبحت هذه الظاهرة تشكل ازمة لقطاعات حكومية هي باشد الحاجة لافراد يقومون بعملهم بجدية لاستكمال صور نشاطات بناء الدولة ومنها الاجهزة الامنية والتعليمية والصحية وقطاع الخدمات بشكل عام .. لكن الاحساس لدى الموظف بوجود مثل هذه الظاهرة ادى الى تخلخل مستوى الاداء اذا ما وضع الموظف جهده في مقارنة مع شرائح اخرى حتى اصبحت التشريعات المنظمة لعمل الموظف منها قانون انضباط موظفي الدولة المعدل لا تعني بالنتيجة الهدف من تشريعها والوصول الى اعلى امكانية اداء وتجاوز الاخفاقات والحفاظ على مقدرات الدولة وانما هي بمثابة مطبات على الموظف الانتباه لها والالتفاف حولها او تجاوزها بهدوء او ازالتها ان امكن . وان الكفاءة هنا وان التمعت فانها تدخل في منافسة مع من يرى ان الاستمرار بالوظيفة والتسلق على سلمها امر في غاية الخصوصية الفردية وليس الكفاءة هي العامل الوحيد في احتلال المناصب القيادية ضمن السلم الوظيفي الذي ينتهي عند الدرجة الاولى المؤهلة لمعاون المدير العام.
والعوامل النشطة الاخرى هي تقديرات ذوي الدرجات التي سميت (الخاصة) وهؤلاء هم المعنيين تماما بصفة الكفاءة .. المطلب السياسي والاقتصادي والحضاري والاجتماعي والجماهيري الذي يحدد الشكل والمضمون لفاعلية الجهاز الرسمي للوصول الى اهدافه .. وهذه الدرجات تبدأ من منصب المدير العام فصاعدا والسفراء والمستشارين ومن هم بدرجتهم والمفتشون العموميون الى درجة وكيل الوزارة .
وما بعدها صعودا يعتبر منصبا سياسيا ويشمل الوزراء واعضاء البرلمان والمجالس المحلية والرئاسات الثلاث وللسلطات القضائية ظروفها الخاصة وان اشتركت في تأثيراتها على مجمل الوضع العام .
وان استثنينا المناصب السياسية فان الوظيفة العامة تظهر على شكل طبقتين الاولى الدرجات الخاصة وهي تمنح بقرارات عليا تحدد وفق اعتبارات خاصة جدا تستدعي القدرة في القيادة والخبرة في المجال المناط وامكانية التخطيط والمتابعة والمراقبة والمبادرة وامكانية ادارة الازمة والدراية في السياسة الاقتصادية والمالية والاجتماعية والخدمية والثقافية والعلمية للبرنامج السياسي الموضوع من قبل السلطة التنفيذية الذي صادقت عليه السلطة التشريعبة في بداية عملها.. ويفترض بهذه ان تكون السند التكنوقراطي للمناصب السياسية.
ولقد حددت التشريعات العراقية الحالية ميزات وضمانات مشجعة للمناصب السياسية والدرجات الخاصة سواء اثناء تأديتهم لمهامهم او بعد احالتهم على التقاعد ومنها الحد الادنى من الرواتب على ان لايقل عن خمسة الاف دولار شهريا (عدا المدير العام في ظروف معينة) اضافة الى تكاليف حمايتهم وتنقلاتهم ومخصصات سفرهم والسكن اللائق وتأثيثه وتشمل الضمانات ايضا بعد نهايه خدمته بنفس القدر تقريبا حسب الامر (9) الصادر من سلطة الائتلاف المؤقتة والنافذ المفعول حاليا ..
والطبقة الثانية من الموظفين هم الساكنين في درجات السلم الوظيفي حسب تعبير قانون الخدمة المدنية. يكتسب الموظف العام تحديدا خبرته من خلال مؤهله الدراسي وسنين خدمته اضافة الى مشاركته في برامج الدورات التطويرية في الجهاز او الدائرة التي يعمل بها .. وهو يتدرج ضمن السلم الوظيفي بعد حصوله على تقييمه السنوي من رؤسائه ، ويكون طموحه مشروعا من خلال تنافسه على شغل المناصب القيادية حسب درجة تطور خبرته ووجود الشاغل الذي يستوعب الدرجة التي وصل لها .

ومما تقدم نستنتج ان النسيج الوظيفي العام يتحدد بقيادة سياسية وهذه تحدد الدرجات القيادية الخاصة وهذه بدورها تقيم اداء العاملين الادنى وتحدد قياداتهم الوسطية ..
وبالعودة الى ما شرنا اليه في بداية مقالنا هذا باعتبار الوظيفة العامة حصة من الدخل العام للمواطن وبالتوازي مع تشكل العمل السياسي بعد التغيير في نيسان 2003 وفق المحاصصة السياسية الممثلة للقوى الفاعلة والمتفقة على نهج التغيير .. فظهرت ازمة توفر الكفاءات لدى كل استحقاق ضمن جداول المحاصصة الذي يعتبر كسبا وحقا سياسيا ضمن هرم السلطة ولا يمكن الاستغناء عن اي جزء منه بدعوى عدم توفر هذه الكفاءة وبروز ما يسمى بنظام الموازنة في "فرصة المشاركة بالبناءالجديد"!؟ مما ادى الى خلل بنيوي باعادة تركيب الهيكل الاداري وحشر افراد يتعاملون مع الامر على انه حصة بدايتها للتشكيل السياسي ونهايتها فردية خاصة .. لكن الامر لا ينتهي بالنسبة لهم عند هذه النقطة فالمطلوب هو المحافظة على حجم الحصة وبالتالي الامتيازات الناتجة عنها من خلال عكس استحقاق المحاصصة ولونه بالاتجاه الادنى ومعها تتجه الكفاءة حتميا نحو الضمور وتعبأ القيادات الوسطية بارادات تبتعد نسبيا عن ضرورة العمل الوظيفي والمهني ..
وحده الزمن وتقادمه الكفيل بتحسن درجة الموظف العادي وراتبه المقدر له ان يغطي نفقاته المتناسبة طرديا وعكسيا مع تطور تقديم الخدمات من قبل الدولة واحتمال اقترابه من الفساد يكون بالمحايثة واحيانا بالملامسة وربما بالمشاركة حين تصل ازمة الخدمات حد الاختناق.





#سلمان_النقاش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الواقعية السياسية
- وطنية الصائح المفرطة
- الربع المعطل
- شعار الجنس
- المستنصرية : مواجهة جديدة
- الطريق الى المصالحة
- المالكي للنزاهة: هذه ذمتي
- مجال الاسترخاء
- الكوتا
- مصنع الرأي
- المفتش العام
- قوة الجيش مهمة وطنية
- الفساد بين والواقع والتضخيم
- الصوت الانتخابي.. كمشروع سياسي
- الانسان .. مهمة وطنية
- هيبة الدولة.. والصراعات الجديدة
- تناقض التغيير
- النزاهة في مركز الاحداثيات
- افول الرومانسية الثورية
- تحية للحوار المتمدن في عيده السادس


المزيد.....




- هكذا أنشأ رجل -أرض العجائب- سرًا في شقة مستأجرة ببريطانيا
- السعودية.. جماجم وعظام تكشف أدلة على الاستيطان البشري في كهف ...
- منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي محذرًا: الشرق الأوسط ...
- حزب المحافظين الحاكم يفوز في انتخابات كرواتيا ـ ولكن...
- ألمانيا - القبض على شخصين يشتبه في تجسسهما لصالح روسيا
- اكتشاف في الحبل الشوكي يقربنا من علاج تلف الجهاز العصبي
- الأمن الروسي يصادر أكثر من 300 ألف شريحة هاتفية أعدت لأغراض ...
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب -نشاطات تخري ...
- حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره ويستهدف مواقع للاحتلال
- العلاقات الإيرانية الإسرائيلية.. من التعاون أيام الشاه إلى ا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلمان النقاش - الكفاءة ...الضرورة والادعاء