أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوائلي - لقد اضعتم بالفعل فسحة تاريخية منحها اياكم الغرب على طبق من دماء!














المزيد.....

لقد اضعتم بالفعل فسحة تاريخية منحها اياكم الغرب على طبق من دماء!


سعيد الوائلي

الحوار المتمدن-العدد: 2729 - 2009 / 8 / 5 - 02:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في قراءة لتاريخ بناء دول الشرق الاوسط حين تأسست بعد الحرب الكونية الثانية ، والتقسيم الاعور الذي اطاح بالامبراطورية العثمانية ، بعد ان دخلت الحرب الى جانب المانيا الفاشية ، وخلال اكثر من نصف قرن ، شهدنا فيه تخلفا شديدا لبناء معظم "مشاريع الدول" ، لاسباب تتعلق بعجلة دول الاحتلال آنذاك في الخروج واعادة بناء الدمار الشامل الذي خلفته الحرب بعد ازهاق ارواح اكثر من 50 مليون شخص ، تاركة خلفها حفنة من الخدم ، لادارة شؤون الشعوب التي تأثرت كثيرا بالانهيار التام لكل مرافق الحياة ، فأتخذت من القمع والاضطهاد ، وسيلة للانفراد بالسلطة ، والفوز بكعكة تداول الكرسي جيلا بعد جيل.
وحين استنجد الشعب العراقي بالقوة العظمى ، للتخلص من واحد من تلك الانظمة البشعة ، وتصحيحا للغلطة الكبرى لقوى التحالف حينذاك ، بعد ان تنامت الانظمة الشريرة ، واصبح لزاما على تلك القوى الديمقراطية العالمية بعد ازاحت نظام هتلر وموسليني والدولة العثمانية العجوز، وأصرت على ازاحت ، نظام الهدام ، ووضع لبنات صحيحة لبناء نظام دولة ديمقراطية عصرية ، تتمتع بمصداقية مع شعبها ، يشارك فيه الجميع من الاقليات الى الاكثريات في صنع قارب النجاة ، تتخذ القرارات التي تتلائم مع الظرف الزمنكاني ، وتصحيحا للطامّة الكبرى ، حين تمسك الجلاد بكرسي الحكم ، بعد مغادرتهم على عجل ، وتركت حينها الحبل على الغارب لمن هب ودب.
لكن ومن خلال قراءة اولى لهذه الارادة الدولية ، استنفر الطغاة وممن تلطخت اياديهم القذرة بدماء شعوبهم ، متخفين تحت عبائة الارهاب ، للنيل من هذه التجربة ، وتلطيخها بما يملكون من ادوات الدمار الشامل ، قبل ان يكتمل نموها ، ويشتد ساعدها ، لتكون خير مثال للشعوب الغارقة بدماء ابنائها ، تئن تحت حكم الحديد والنار، وشريعة الغاب ، لا تتراجع عن دعم النظام الفاشي لهدام العراق ، وايقاف عجلة النهوض السريع لشعب يتطلع نحو العالم الرحب والمتمدن .
لا مجال للشك بتاتا ، بأن الشعب العراقي قد تهيأت له فرصة تاريخية لبناء دولة العراق ، تحت مظلة اليمقراطية والعدالة الدستورية ، بعد ان رسخها الشعب العراقي بالدم والتضحيات الجسيمة ، وهو ما زال يقدم الدماء الزكية يوماً بعد يوم على مذبح " الارهاب العربي الاسلامي " ، بعد ان تدافع المسيحي والسيكي واليهودي والمجوسي وعبدة البقر والنار...! ، تدافعوا جميعا لبناء دولة مسلمة ، ومنحها كل وسائل الديمومة ، والتنازل عن الديون ، ودعمها بالقروض الميسرة ، والهبات ، لكي تنهظ وتبني مؤسساتها الدستورية وتعيد بناء بنيتها التحتية ...
ولكن وللاسف الشديد ، تمضي الايام ونكتشف يوما بعد يوم هول الفجيعة ، والفوضى ، والفساد الاداري والسياسي ، وسرقة المال العام ، واحزاب تبني مجدها على حساب الشعب العراقي وتجويعه ، وسرقة خيراته ، ورغيف خبزه ، تحت مسميات شتى ، ووجب علينا الكفاح مجددا ، لفضحكم ، لانكم تحولتم الى مافيات ، تتسابق للانتقام من نفسها ، ومن بعضها البعض ، ومن الشعب العراقي ، تنهب ، وتقتل ، وتبتزّ ، وتترك اتباعها يعبثون بالارض فسادا ، وتخرجهم من المسؤولية الجنائية والاخلاقية دون حياء ، وترفض تقديم الجنات منهم الى القضاء ، لانهم من اتباع هذه الكتلة المتنفذة ام تلك ، لقد ضاق الصدر من الحكومات الفاسدة ، قبل وبعد السقوط ، والاحزاب التي تجمع زنات الليل واللصوص والقتلة والمارقين والفاسقين والابواق الفارغة التي تضحك على ذقونكم ، واللوكية ، والغارقين في الرذيلة ، تزجون بهم لممارسة نشاطكم اليومي ، لنسف القيم التي ثار من اجلها الشعب العراقي في الانتفاضة الشعبانية المباركة عام 1990 ، بل تجاوزتم حتى المجرم صدام في اجرامكم ، ودنائتكم وشروركم وعنجهيتكم ومليارات السحت الحرام التي ماعت في بطونكم ، سرقتموها من افواه الجياع ، واليتامى ، والارامل ، والمساكين ، وسكبتم من الدماء ما فاض على دماء الطاغية ، تبا لكم ولشروركم لا تشبعون ولا تكتفون.
لقد اضعتم بالفعل الفسحة التاريخية التي منحها اياكم الغرب مرة اخرى ، لأستعادة حقوقكم في تطبيق العدالة الانسانية ، ودب النفاق ، والنعيق والخلاف بينكم ، وسيسرق اراذلكم ثورة شعبنا ، ودمائها ، ويمتلك ناصية السياسة وحكم الشعب ، بالنار والحديد ، لنهمكم ، وشراهتكم ، ونعود ثانية الف عام الى الوراء.




#سعيد_الوائلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكرى اسقاط طالبان والدور السعودي المشبوه في كابول
- زبد سماوي
- عطر الغائب
- ثلاثة ايام معايشة مع البرفسور الصائغ
- ظلال الشفق الناعم الطويل
- شهداء جسر الائمه
- وطــــــــن يفيــــــــق
- على جبهــــة قــــداس - الكرنتينــــــه -
- الحداثة قراءة ونهج بين الموروث والتأثير الحضاري
- الارهاب والثقافة ..... ادوات النظام المقبور وكيفية وئدها في ...
- رسالـــة مفخخـــة بــ سبعة ملايين دولار
- كســــارة الريـــــح
- صــــلاة الملائكــــه
- طبــــــول ومزاميــــر
- لقد كسبنا النصر الى الأبــد
- للحـــزن جنــــود مــن عســــــل
- اغنيات الى الوطن
- مسامير تحت الجلد
- نعش الشتاء الطويل
- لابــــد ان يذوب


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوائلي - لقد اضعتم بالفعل فسحة تاريخية منحها اياكم الغرب على طبق من دماء!