أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - أسرار جنسية: الجزء السادس(سامي)














المزيد.....

أسرار جنسية: الجزء السادس(سامي)


لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)


الحوار المتمدن-العدد: 2728 - 2009 / 8 / 4 - 08:40
المحور: الادب والفن
    


لن تتخلى عن صدارتك ، حتى لو اقتنعت بكون الزوايا المكان الوحيد الذي لا يمكن لأحد أن يباغتك فيه من الخلف...

عندما قرأت بيانات موعده في عيادتي ، ذهلت...فالرجل القادم لم يكن مريضا عاديا أبدا ...
بكامل الهيبة و الوقار بدأ سامي الحديث:
لقد أرهقتني الكلمة ،لكنني ما زلت مخلصا للإنسانية ...جئتك اليوم كي أستريح قليلا قبل العودة إلى المعركة..
لم يتعبني السجن ،لكن أذلتني فكرة أن أسجن من قبل وطني...
لا المرض أقعدني ،ولا الموت أهابني لكن فكرة ترك " رشا " لتلك الأم زلزلتني، و قضت مضجعي !!

تزوجت دنيا قبل دخولي السجن بعام ونيف ..دنيا مهندسة ، تقطع الخضار للسلطة كل يوم في غرفة مكتب للقطاع العام ،تحوي أربع مهندسات غيرها ،واحدة منهن لا طاولة لديها،فقط كرسي !!
رحبت بتعييني في نفس الشركة بكامل أسلحتها الأنثوية ، كما أنها هللت لشخصيتي وأقوالي حتى أقنعتني بأنني بطل الزمان والمكان ..تستطيعين القول أنني بعد ذلك أدمنتها..و منحتها أمانا و استقرارا و..جنينا...

عندما خرجت من السجن بعد عامين كانت الدنيا كما هي ..في مكتبها ،تقطع الخضار للسلطة،على الكرسي ، وبدون طاولة .. لكنها لم تهلل لي البتة..
صرت أحسها تخافني ،تقرف مني ، وعندما حاولت أن أمارس الجنس معها تشنجت بشدة فأصبح الجماع مستحيلا ، لم أجبرها على شيء ،قلت أنني اشتقت لها ،و أتفهم ما تحملته في غيابي ..و أنني اختفيت و لم تكن تعرف في أي سجن أنا لتزورني..و لكنها أدهشتي و بدأت بالصراخ ،ثم قامت كالمجنونة ،حملت رشا و غادرت المنزل..

اختفت...فتشت عنها ثلاثة أيام ولم أجدها،قلت في نفسي :الاختفاء أمر شائع في وطني!! لكنها عادت بعدها لتطلب الطلاق ...
-أتتخيل أني قد أسمح لك بالاقتراب مني مجددا ، مع كم سجين نمت ؟و كم سجانا اغتصبك ؟ أمجنون أنت كي تتخيل أن المهندسة دنيا قد تقبل بك مجددا...لقد حاولت رفع دعوى للطلاق لكن أهلي رفضوا ،أجبروني على البقاء مع عدو للوطن مثلك... لم أحس معك يوما بطعم للجنس ،لم أعرف النشوة حتى رحلت ،كنت أتظاهر بالاستمتاع ..لأني كنت مغفلة أظن أنك حظي و نصيبي ،أما الآن فأنا لغيرك ...

سخريتي من نفسي كانت هي الملجأ الوحيد بعد ما سمعت ...لم يؤلمني سيلان الكحول على جراحي ، ولا مبررات خيانتها و قلة أصلها ...
لكن دمرتني نظرات طفلتي المستفهمة ..طفلتي التي حلمت بها كل يوم في سجني ضاحكة تلعب فوق كتفي منادية( بابا)..
و ذلتني كلمة عدو للوطن ..الوطن الذي أهدرت عمري أكتب كي يتطور ، و دفعت الثمن غاليا...

بعد أن طلقتها بستة أشهر ضج المجتمع العتيد بخبر زواجها من صديق لي ، كانت الطعنة الجديدة غير مؤلمة البتة ، فالألم له عتبة لا ألم بعدها..وأنا قد قطعت العتبة بنظرات طفلتي.. رشا التي ترعاها أمها الآن، ليس فقط بسبب عمرها ، لكن أيضا لأن أبيها سجين سياسي سابق ،عدو..و بنفس الوقت مغتصب!!


رسالة البريد الإلكتروني لذلك اليوم كانت مقتضبة:
أخذت اليوم جرعة الدواء الأولى للمرض..مرضي الذي يشبه الوطن والحب الأول..
فهو يجري في دمنا مهما بدونا أصحاء ، ولا بد أن ينهكنا يوما فنمسي مرضى ..(و نعود إليه)...
هل توقعت ما هو يا سيدتي ..أجل إنه " الإيدز "...
التوقيع : الغبية
يتبع...



#لمى_محمد (هاشتاغ)       Lama_Muhammad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسرار جنسية: الجزء الخامس(بدر)
- أسرار جنسية: الجزء الرابع (تماضر)
- أسرار جنسية: الجزء الثالث
- أسرار جنسية:السر الأول ( رجوى) الجزء الثاني
- أسرار جنسية:السر الأول ( رجوى)1


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - أسرار جنسية: الجزء السادس(سامي)