أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعد العبيدي - العسكرية العراقية وقوانين خدمتها الوطنية














المزيد.....

العسكرية العراقية وقوانين خدمتها الوطنية


سعد العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2728 - 2009 / 8 / 4 - 08:17
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


وإن سُرب إلى العلن، قانون الخدمة والتقاعد العسكري، عن طريق جهات في الدولة العراقية، لأغراض دعائية تسبق موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة، التي لم تبتعد كثيرا من الآن، وإن كانت النوايا تسابق لأستقطاب أصوات العسكر، أو الدوس على أجسادهم التي أرهقتها القتالات الخاصة، ومعارك الارهاب لكسب الاصوات، وإن أختلفت المساعي، ومديات الجدية في التعامل مع مهنيتهم وحقوقهم، مقاتلين من أجل البلاد، مع كل ذلك يستحق موضوعهم مناقشته علنا. ليعرفوا هم وشعبهم الداعم لوجودهم حماة وطن مجروح: طبيعة تفكير من أنتخبوهم في الحملة السابقة، ومن سينتخبون في القادمة، وما لهم ، من عراق تقاسم خيراته التي دافع عنها العسكر بأرواحهم بعض البرلمانيين، وكتلهم السياسية حصصا أتخمتهم وجوعت الآخرين، وما عليهم إتجاهه من واجبات.
ومناقشتنا التي تتأسس على ما نشر من مسودة القانون، وعلى بعض التسريبات عن مواقف برلمانيين، في الحوارات التي جرت تحت قبته العامرة، نبدأها بمقولة مشهورة ( لا خير في أمة تمتلك أقتصادا قويا دون جيش قادر على حمايته والبلاد)، والحماية أيا كانت طبيعتها تتم بشكل معقول، عندما يتأسس جيش مهني، وطني، كفوء، فيه العسكري راضٍ عن خدمته الصعبة، مقتنع بمصيره المجهول، قادر على تحمل مشاق أيامه والسنين، وهذه خصائص مع أخرى غيرها أدركتها الحكومة المسؤولة عن الجيش بشكل مباشر، وقدمت على اساسها مسودة قانون للخدمة والتقاعد العسكري، مقبول في الظروف الحالية، ولم يفهم طبيعتها بعض البرلمانين الذين وقفوا بالضد من تشريع بعض فقرات القانون واصروا على تعديلها، بسبب إرهاصات الماضي، حيث خدم بعضهم العسكرية في ظروف صعبة تركت في عقولهم خبرات سلبية باتت تؤثر على مواقفهم من الجيش الجديد، أو حاول بعضهم الدخول الى كلياته العسكرية في الزمن السابق ولم يقبلوا في حينه، فتكونت في داخلهم أفكار بالضد من العسكر، وطبيعة خدمتهم الوطنية، أو تعرض بعضهم الآخر إلى ملاحقات، وتعامل مخل من الأجهزة الأمنية العسكرية، لمواقفهم السياسية المعارضة في وقتها، فأنطبعت في ذاكرتهم صور سلبية عن العسكر باتت تحرك مواقفهم ومشاعرهم الحالية بالضد من الحقوق.
هذا وإذا ما تجاوزنا تلك المشاعر المكبوتة في سابق بعض البرلمانيين الساعيين إلى أفراغ القانون من محتواه، والتي تشكل سلوك حاضرهم، وألقينا الضوء على بعض الحقائق النفسية والمادية عن طبيعة الخدمة العسكرية، ومديات أستحقاق أصحابها لحقوقهم، وتقدير المجتمع لخدمتهم، بقصد لفت النظر قبل فوات الأوان، منها يمكننا القول:
إن الخدمة العسكرية مهنة شاقة، يتحمل فيها العسكري ضغوطا نفسية وبدنية تفوق كثيرا، تلك التي يتحملها الأنسان العادي في خدمته المدنية، وبفارق لا يصح تساوي طرفيها في المكاسب والحقوق، كما أراد المشرعون في تعديلهم الفقرات الخاصة بالراتب.
وهي خدمة فيها المجازفة بإحتمالات الموت، والإصابة، والتشوه تفوق كثيرا تلك الاحتمالات الموجودة في الخدمة المدنية، وبمستوى لا يجيز المساواة بين منتسبيهما في حسابات التقاعد، لشيخوخة تكون في الغالب مقلقة، وغير مستقرة، نتيجة التعرض الى ضغوط الحرب وأعمال التدريب الشاقة، والقتال المؤلمة.
وهي كذلك وطنية حساسة مطلوب من أفرادها أن يحترموا أنفسهم ويثقوا بأحوالهم، لكي لا يتركوا مواقعهم في الحرب، ويقتنعوا بعلاقتهم الوطنية، ليتفانوا في الصمود بأماكنهم القتالية من أجل البلاد، وحساسيتها هذه لا تسمح بتساوي مخصصاتهم مع آخرين لا يشكل تركهم الوظيفة والموقع، أي أثر على مستقبل البلاد.
وهي أيضا، خدمة تنفيذية، لا يتحمل فيها العسكري تبعات حروب يخوضها بأوامر السياسة، ولا يمكن أن يُرسمْ حاضره على أساس الماضي ومكبوتات البرلمانيين.
وهي من جهة أخرى، وفي العراق الجديد على وجه الخصوص خدمة أنتقائية يراد أن يبنى الجيش في مجالها، على أساس النوع وليس الكم، كما هو حاصل الآن، والنوع يعتمد في الأصل على أستهواء الشباب إلى التطوع، بل وجرهم إلى التدافع من أجل التطوع، عملية تتم فقط عندما يشعر الراغب منهم أنه يحصل على ميزات لا يحصلها في الخدمة المدنية، وإن مستقبله مضمون أكثر مما تضمنه الخدمة المدنية، عندها أي باعتماد النوع سياسة في البناء العسكري سيكتفي الجيش العراقي لأداء مهامه الدفاعية بربع العدد الموجود في الوقت الحاضر، وستتاح للمعنيين فيه أختيار الأصلح، والأذكى، مما يوفر للدولة ملايين الدنانير فروقات رواتب الكم المحشور، ومثلها في تقصير فترات التدريب والتأهيل، وتقليل الأخطاء، والأهم منها الحسم السريع للمواقف القتالية في ميدان ستمتد المنازلة فيه بعض سنين، وهو حسم في الوقت والجهد وتوفير المواد الخاصة بالقتال، لا يقدر بثمن باي حال من الأحوال.
وأخيرا لابد من تذكير البرلمانيون المحميون وديمقراطيتهم بقوة العسكر، أن إعادة بناء جيش عراقي مهني قادر على الحيلولة دون تدخل دول الأقليم في شؤون العراق الداخلية كما هو حاصل الآن، عملية لا يمكن أن تتم بخطب السياسيين على الرغم من الحاجة إليها في بعض الأحيان، ولا تحصل بنوايا ومكبوتات بعض أعضائهم، أي البرلمانيين، على الرغم من صعوبة التخلص منها نفسيا. إنها تنجز فقط بالانفتاح على تقدير الخدمة العسكرية وطنيا، وإنصاف اصحابها أجتماعيا، والنظر الى منتسبيها، رجال تضحية بالنفس، يستحقون التقدير والاحترام.



#سعد_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صلاح الدين والاستغلال السلبي لشعائر الدين
- مطالب التمديد في عقلية الاستحواذ والتهديد
- الإرهاب الفكري الديني ومسئولية الأجيال في الوقوف بالضد
- أسلمة الإرهاب
- مستقبل الديمقراطية في العراق بين النظرة الشمولية والتصور الم ...
- واقع الأمن الاجتماعي- النفسي- للمرأة في العراق
- الفراغ السلطوي المحتمل في العراق،
- نظرة إلى واقع الأمن العراقي لعامي 2005 2006 وعوامل التأثير ...
- طبيعة الضغوط النفسية في العمل وبعض خطوات التعامل معها
- تقييد الوعي العراقي في حكم صدام حسين وأثره على العمل السياسي
- اللا تجانس في التركيبة الإجتماعية العراقية وسبل التعامل


المزيد.....




- شاهد..قرية تبتلعها الرمال بعد أن -تخلى- عنها سكانها في سلطنة ...
- الأمن الروسي يعتقل 143 متورطا في تصنيع الأسلحة والاتجار بها ...
- وزارة الخارجية الروسية تصر على تحميل أوكرانيا مسؤولية هجوم م ...
- الحرب على غزة| وضع صحي كارثي في غزة وأيرلندا تنظم إلى دعوى ا ...
- ضغوط برلمانية على الحكومة البريطانية لحظر بيع الأسلحة لإسرائ ...
- استمرار الغارات على غزة وتبادل للقصف على الحدود بين لبنان وإ ...
- تسونامي سياسي يجتاح السنغال!!
- سيمونيان لمراسل غربي: ببساطة.. نحن لسنا أنتم ولا نكن لكم قدر ...
- قائد الجيش اللبناني يعزّي السفير الروسي بضحايا هجوم -كروكوس- ...
- مصر تعلن موعد تشغيل المفاعلات النووية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعد العبيدي - العسكرية العراقية وقوانين خدمتها الوطنية