أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جان كورد - وماذا عن التعذيب في السجون العربية؟














المزيد.....

وماذا عن التعذيب في السجون العربية؟


جان كورد

الحوار المتمدن-العدد: 831 - 2004 / 5 / 11 - 07:12
المحور: حقوق الانسان
    


– ألمانيا
لا يخفى على أحد في العالم أن فضيحة "التعذيب في السجون الأمريكية في العراق" سواء في العراق أو في أفغانستان أو في غوانتانامو منذ إسقاط نظام طالبان في أفغانستان ونظام البعث في العراق قد يكون ذا وقع أشد على الإدارة الأمريكية من فضائح "ووترغيت" التي تجسست فيها المخابرات الأمريكية على المعارضة الأمريكية أو فضيحة "ايران – كونترا" حيث تم بيع السلاح الأمريكي لحكومة ايران سراً في الوقت الذي كانت فيه تعلن حرباً سياسية مكشوفة ضد أمريكا أو فضيحة "ليفنسكي" المرأة التي مرّغت سمعة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بيل كلينتون في الوحل.. وبخاصة فإن أمريكا مقدمة على الانتخابات الرئاسية والمعارضة الديموقراطية التي تبحث عما يضر بالإدارة قد وجدت في الحرب الأمريكية على نظام صدام حسين ضالتها المنشودة وكل ما تحتاج إليه من أسلحة سياسية لاضعاف نظام "النيوكون" الحاكم الذي يترأسه جورج دبليو بوش ومن معه من أقطاب الجمهوريين من أمثال نائب الرئيس ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامزفيلد ونائبه بول فولفيتز ومستشارة الرئيس كوندوليزا رايس الذين لم يتركوا خطأً حتى الآن إلا ووقعوا فيه.
الجميع يعلمون بأن المعاملة في السجون الأمريكية، سواء في الولايات المتحدة أو خارجها معاملة لا إنسانية، وقد وجهت منظمات حقوق الإنسان من قبل عدة مرات مذكرات احتجاج إلى الإدارة الأمريكية تنتقد فيها تلك المظالم التي تتنافى واللوائح الدولية المتعلقة بمعاملة السجناء والأسرى. و"التعذيب الجسدي والنفسي" مهين للكرامة الإنسانية ومرفوض لا من قبل الشعوب وسائر منظمات حقوق الإنسان فحسب، وإنما من قبل كثير من الحكومات والدول المتقدمة.. ولكن نشر الصور عن مشاهد التعذيب قد أحدث دوياً كبيراً في الأوساط الإعلامية وانعكس ذلك على المشهد السياسي العام في العراق الذي لم يعد مقبولاً برمته، حيث الاضطراب الأمني والقلق على مستقبل العراق كدولة يزداد، حتى أن الإدارة الأمريكية بالذات قد أضطرت تحت ضغط "الحدث الهائل" الذي كاد يبتلعها أن "تبدي أسفها" و تعلن عن "اعتذارها" وعن "استعدادها لتعويض المتضررين والمعذبين" عما لحق بهم من غبن وظلم وإهانة لكرامتهم البشرية، كما أكدت على أنها ستقوم بملاحقة مرتكبي تلك "الجرائم الخطيرة" قانونياً وبشكل حاسم، وسارعت إلى تغيير بعض المسؤولين الكبار عن إدارة سجونها في العراق، واستقبلت وفود منظمات مهتمة بالسجون ومعتقلات الأسرى مثل الصليب الأحمر الدولي ولجنة العفو الدولية، ووقف كل من وزير الدفاع الأمريكي والقائد العسكري الأمريكي في العراق أمام نواب الكونغرس ليعلنا عن مسؤوليتهما ويدليا بمعلومات عما كانا يعلمانه عن "التعذيب والتنكيل والمعاملة المهينة" في السجون. كما وقف الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش أمام شاشات التلفزيون الأمريكية والعربية ليظهر امتعاضه عما حدث واستعداده لمعاقبة المسؤولين عن تلطيخ سمعة بلاده بذلك الشكل القذر، وقد تطير بعض رؤوس النظام الكبيرة سياسياً بسبب هذه الجرائم ضد الإنسانية، عندما يشعر الرئيس الأمريكي بأن مستقبله السياسي بات في خطر.
وحقيقة فإن هذه الجرائم التي أخذت حيزاً كبيراً في الصحافة الأوربية والأمريكية والعربية قد وضعت ذرائع أهم وأوراق لعب أقوى في أيدي سائر القوى والجماعات والأنظمة وأجهزة الإعلام والشخصيات المعارضة للسياسة الأمريكية ولوجودها في العراق، وبخاصة الأوربيين الذين لم تترك لهم الإدارة الأمريكية حصة من قرص الحلوى العراقية. وقد تتحدث بعض أبواق الصحافة العربية طويلاً عما حدث حتى الآن في السجون الأمريكية في العراق وخارجها..
ولكن ألم يكن سجن "أبو غريب" الشهير بالوحشية التي ترتكب فيه ضد المعتقلين موجوداً في مكانه على أرض العراق منذ سنين طويلة قبل إسقاط نظام البعث ولاتزال مئات السجون والمعتقلات العربية الشبيهة به في طول العالم العربي وعرضه مليئة بالذين هدرت كرامتهم وعذبوا تعذيباً رهيباً مصحوباً بكل أنواع الانتهاك لكرامة الإنسان، فلماذا لم تتحدث الصحافة العربية ولا تتحدث عن ذلك بهذا الشكل الذي فضحت فيه أمريكا؟
ولماذا لا يقف رئيس نظام عربي أمام شاشة التلفزيون كما وقف الرئيس الأمريكي ليعلن عن اعتذاره لشعبه عما ألحقه به نظامه من إهانة وما مارسه زبانيته ضد المواطنين من ممارسات دنيئة وقذرة ومهينة؟ لماذا لا يبدي حكام العرب أسفهم عما يدور في معتقلاتهم السرّية ولا يقومون بتقليد الإدارة الأمريكية التي ستجري المحاكمات لضباط الجيش والمدنيين المسؤولين عن تلطيخ سمعتها في العالم؟ لماذا هاذا الهجوم الكبير على دونالد رامزفيلد وغض النظر عن أشباهه في كل العالم العربي من رؤساء فروع المخابرات ووزراء الداخلية ومسؤولي القوات الخاصة الذين لم يتركوا جريمة ضد الإنسانية إلا وارتكبوها؟
ولماذا الشريحة العربية الحاكمة شبه صامتة، في حين يلوّح بعض وزراء الخارجية العرب بصور المعذبين العراقيين يريدون عرضها في اجتماعهم وكأنهم اكتشفوا حقائق جديدة عما يقوم به الأمريكان في العراق وغيره؟
طبعاً سيتحول هذا كله إلى قوس أسترالي "بومارانغ" يرتد إلى صدور الحكام العرب قبل غيرهم، فالعالم ليس غبياً ولن يقبل بعد الآن بأن تحاسب أمريكا على جرائمها ضد الإنسانية ويتم السكوت عن جرائمهم ضد الإنسانية. وهذا هو الذي يؤرق بال الأنظمة العربية، وبخاصة عندما يلتقي مسؤولون عرب بمسؤولين أمريكان فإن هذا الموضوع لن يدخل جدول الحوار أو برنامج اللقاء لأن الأمريكان سيسخرون منهم ويقولون لهم: " شو جاي أنت تحكي لي عن حقوق الإنسان؟!"
والمطلوب اليوم من الإعلام العربي أن يقف على ساقيه ويهب في وجه الحكومات العربية ويطالبها إلى جانب المنظمات المهتمة بحقوق الإنسان بصون هذه الحقوق في السجون وخارجها حتى يتمكن المواطن العربي من محاسبة أمريكا وغيرها وهو مرتاح إلى أن مثل تلك الخروق لا تحدث في بلاده. أم على هذا المواطن وضع ثقته في أن أمريكا ستحاسب رجالها في حين أن العالم العربي أضعف من ذلك بكثير؟!



#جان_كورد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنعود من منتصف الطريق؟
- هل نحن على الطريق الصحيح؟!
- هل نحن حقاً شركاء في الوطن ؟!
- ماذا تريدون من الكرد أيها السادة؟
- إسألوا الشعب الكردي أولا...!!
- الطريق الطويل إلى الديموقراطية في الشرق الأوسط
- نظرة في رد الفعل الكردي على الإرهاب
- مأزق المعارضة السورية الديموقراطية
- المعارضة السورية من الفرز الطبقي إلى الفرز الديموقراطي
- الشارونيون يهددون الأسد والأسد يهدد الأكراد
- في مواجهة جدية للتهديد التركي – السوري
- سوريا تعانق تركيا على الطريق نحو واشنطن
- لا حق للكرد في تقرير مصير كردستان -العربية!-
- لماذا لا يعترف العرب بالجريمة؟
- نهاية دكتاتورأم موت فلسفة عنصرية؟
- مثقفون مصابون بداء جنون البقر؟!!
- تركيا من ذئب أغبر إلى ثعلب ماكر
- لن يلدغ الكرد من جحر مرتين!!
- الحركة الوطنية الكردية -السورية- والمخاض العسير
- متى يعلنون وفاة الحركة التصحيحية ؟!


المزيد.....




- الأمم المتحدة تعلق على مقتل مراسل حربي روسي على يد الجيش الأ ...
- مسؤولون في الأمم المتحدة يحذرون من مخاطر ظهور جبهة جديدة في ...
- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جان كورد - وماذا عن التعذيب في السجون العربية؟