أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رزاق عبود - الجيش العراقي هو الذي اسقط صدام واعاد الامن وليس الجيش الامريكي















المزيد.....

الجيش العراقي هو الذي اسقط صدام واعاد الامن وليس الجيش الامريكي


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 2727 - 2009 / 8 / 3 - 07:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بصراحة ابن عبود
تكثر هذه الايام الاشادة بالجهود الامريكية، و"التضحيات" الامريكية في سبيل "حرية" العراق، و"تخليص" شعبه من ظلم صدام. الغريب ان معظم الكلام يأتي من اناس لا زالوا يدعون بالتقدمية وكانوا حتى الامس القريب محسوبين على الثوريين، واليسار. ويبدو ان من يضيع بوصلته مرة يصعب عليه استعمالها مرة اخرى . يحلو له، كما يبدو، ان يكون غريبا، شاذا، متطرفا في شكره للامريكان. رغم المتاهة التي القوا العراق فيها. تناسى البعض ان كل مشاكل العراق الحالية هي بسبب الاحتلال الامريكي، وان الفوضى، والفرهود، والفساد، ونهب المال العام، وسرقة الاثار، وتحطيم الدولة العراقية، و اثارةالحرب، والفتن الطائفية، وتدخل دول الجوار، والارهاب، وانتشار المليشيات، والعصابات، والجريمة المنظمة، وهجرة خمسة ملايين انسان خلال اشهر من العراق وهروب الكوادر، والاختصاصيين كله بسبب الاحتلال الامريكي البريطاني المشترك. امريكا لم تات لتخليص العراق من صدام، وقد قالها بوش اكثر من مرة، واكدها تصريحه الشهير: "حتى لو خرج صدام مع ابنائه سنحتل العراق". قالوها اكثر من مرة ان: "العراق موقع استراتيجي، وان فيه احتياطي كبير للنفط، وان فيه سلاح الدمار الشامل، وانه يهدد حلفائنا، و.. و.." ولم نسمع مرة واحدة بوش يتحدث عن حرية العراقيين، او الديمقراطية قبل ان تبين انهم تورطوا في المستنقع العراقي. وحاولوا تبرير غزوهم له. ومن كبرى الجرائم التي ارتكبها الاحتلال بتحريض من اسرائيل، وعملائها، هو حل الجيش العراقي البطل. الجيش الذي صمد 8 سنوات في الحرب مع ايران. الجيش الذي رفض ان يقاتل دفاعا عن صدام في الكويت. ورفض ضرب الانتفاضة بل شارك الكثير من افراده جنودا، ومراتب، وضباط في الانتفاضة، التي سحقت بالحرس الخاص لصدام، وليس الجيش النظامي. الجيش العراقي كان موقع المعارضة الرئيسية لصدام، ولم يكن جيش صدام. فمنذ ان صفى صدام كل المعارضة السياسية المنظمة في العراق لم نكن نسمع الا عن تكرر اعدام الضباط الذين كانوا يريدون تخليص العراق من صدام، وقد خذلهم الامريكان اكثر من مرة. بل ان الامريكان وقفوا مع صدام ضد انتفاضة الشعب في اذار 1991. وكشفت مخابرات امريكا اكثر من محاولة اغتيال، وانقلاب ضد صدام. واغتيال السهيل في بيروت تم بتعاون مع المخابرات المركزية الامريكية، باعتراف ادارة كلنتون.

لقد رفض الجيش العراقي ان يقاتل في الحرب الاخيرة على امل التخلص من صدام، وعصابته وليس جبنا، ولا خوفا، ولا تخاذلا،او خيانة. خلال خمس سنوات فشلت قوات الاحتلال في بسط الامن. لكن الجيش القديم اعاد الامن باسابيع بعد ان استعان به رئيس الوزراء، ووزير دفاعه، فاعاد الامن الى العراق في البصرة ، والعمارة، وديالى، وبغداد، وغيرها. الصحوات هي الاخرى مثال على وطنية الجيش العراقي، وقوته، وصلابته، وامكانياته فمعظم رجالها هم من ضباط الجيش العراقي السابق. وسبق لضباط الجيش ان اتصلوا ببريمر وطلبوا منه السماح بمقاتلة الارهاب واعادة الامن، والهدوء، والاستقرار للعراق ولكنه رفض. لانه مع اسياده في واشنطن وتل ابيب لم يأت لتحرير العراق بل لتخريب العراق. ان كل النجاحات التي تحققت على الارض وفرض سيادة القانون، كما يسموها، هي من منجزات ضباط الجيش العراقي السابق. فهو ليس جيش صدام، وليس جيش عقائدي(بعثي) كما يحلو لصدام، والبعض تسميته. ان تصفية المئات من كبار ضباط الجيش على مدى حكم صدام دليل على ان الجيش وضباطه الكبار لم يكونوا يضمرون لصدام غير الاحتقار، والعداء. ولذا فان اعادة الجيش العراقي هو الحل الوحيد لاستقرار الامن، والنظام، واستتباب الامان في ربوع وطننا ولسد الحدود امام التسلل الارهابي، ووقف التدخلات الاجنبية في شوؤن الوطن. فاجهزة الاستخبارات العسكرية مثلا كانت تعمل ضد الخطر الخارجي، وليس ضد المعارضة العراقية. واشتهرت بفعاليتها، ومهنيتها العالية. وقد عرف الجيش العراقي بمهنيته، ووطنيته وبعده عن الطائفية، والاقليمية. واستخدمه صدام في النجف، وفي البصرة، والانبار، وسامراء، والموصل، والشمال، بل حتى تكريت بدون تمييز. وكان ضباطه شيعة، وسنه، مسيح، وصابئة، عرب، واكراد، وتركمان. ان غلبة المنطقة الغربية في نسبة الضباط الكبار هو في الواقع قضية تقليد، وعادات لان العشائرية بقيت قوية هناك، وكانت قيم الرجولة، والشهامة، والجسارة، كاخلاق بدوية، وانعدام، او قلة المشاريع الصناعية، او الزراعية جعل اهل المنطقة يتخصصون تقريبا بالانتماء للجيش. وقد ظلوا معارضين لصدام، وعنفه، وديكتاتوريته، ومغامراته العسكرية، لانهم عراقيين ولان قيمهم العشائرية، وكفائتهم العسكرية تمنعهم من السكوت على الظلم. ولذا استغرب من الحذر، والخوف، والشكوك من اعادة الجيش العراقي. فلقد اثبتوا وطنيتهم اكثر من مرة، واثبتوا ولائهم للعراق وليس لصدام اكثر من مرة. ولولاهم لما سقط صدام. امتنعوا عن القتال، ووفروا الوقت، والمال، والانفس. لكن المحتل خذلهم. فلو سلم الامريكان الامر الى الوطنيين من المعارضة، او لقادة الجيش من معارضي مغامرات صدام لما سمعنا ب "المقاومة" او القاعدة، او الارهاب، او الفوضى، او الفرهود، ونهب ممتلكات الدولة، او التفجيرات، او السيارات المفخخة، ولا تشكلت المليشيات.

ليس هناك خطر مما يسمى انقلاب عسكري، او عودة البعث عن طريق اعادة الجيش العراقي السابق. فاغلب ضباطه، واركانه درسوا في بلدان اليمقراطيات الغربية ويفضلون ترك الحكم للسياسيين. ضباط الجيش العراقي القديم لم يشاركوا بالحرب الطائفية بعكس القوات الجديدة المخترقة بل المشكلة من ميليشيات طائفية، وقومية متعصبة، لا يهمها مصلحة العراق. الكثير من دول العالم التي مرت بظروف مشابهة للعراق"التغيير المفاجئ" لم تحل الجيش، ولا قوات الامن، والمخابرات. بل اعادت بل اعادت بنائها، وتثقيفها، وتصفيتها من العناصر المغامرة. ان زمن المغامرات العسكرية صارت تقاوم من العسكريين انفسهم لان العسكر يريدون عدم التدخل بالسياسة. اعتقال ضباط كبار من الجيش التركي مؤخرا اكبر دليل على ذلك الاتجاه. كذلك المغامرة السابقة لاعادة النظام الفرانكوي في اسبانيا. ولعل اعتى الجيوش عنصرية في جنوب افريقيا. اثبت ان العسكر يفضلون النظام الديمقراطي وثكناتهم على التورط في السياسة، والاعيبها. يريدون ان يبقوا حماة الوطن لا مخربيه. المغامرات الانقلابية في ظل أي نظام الديمقراطي مهما كان حديثا، وهشا، ولم تستقر بعد قيم تبادل السلطة تفشل حتى لو تمسكوا بالسلطة لحين. وتجربة جنارالات اليونان مثل واضح. ان الجيش العقائدي الاكبر في العالم في روسيا رفض توجيه سلاحه ضد الجماهير، التي ارادت، واختارت النظام الديمقراطي. بل ان ضباط ذاك الجيش اعتصموا بالبرلمان في حين ضرب مدعي الديمقراطية المزيفين حصن الديمقراطية بقذائف المدفعية. ان قتال ضباطنا للمليشيات بانواعها، ودحرهم للقاعدة في مناطقهم يثبت ان ضباط الجيش العراقي هم من هذه الطينة ايضا. يعملون بصمت، ولا ادعاء، ولا يطالبون باكثر من حفظ كرامتهم، واحترام قدراتهم كعسكر محترفين. ان المؤتمرات التي تعقد لعودة الكفاءات العراقية تنسى دائما، للاسف، ان هروب هذه الكفاءات العلمية كان سببه غياب الجيش العراقي، وتنسى ايضا ان الجيش العراقي فيه اكبر نسبة ضباط اركان في العالم. والكوادر العسكرية هم ايضا ثروة وطنية لا يجوز التفريط بها، فهم كفاءات من نوع خاص، بل مهم جدا في المرحلة الراهنة. لا ننسى ان النظام السابق جند افضل العقول في التصنيع العسكري. وان التفريط بهذه الثروات جريمة بحق الوطن، مثلما هو التفريط بالاطباء، والمهندسين، واساتذة الجامعة، والعلماء، وغيرهم. يجب تصحيح خطيئة بريمر، وعدم التفريط بهذه الثروة كما فرط بها صدام بمغامراته العسكرية.

ان اعادة الجيش العراقي السابق بعد تخليصه من القلة الفاسدة، او المتورطة بجرائم ضد الشعب والوطن، يختصر الوقت، ويوفر المال، ويعيد الاستقرار، ويوفر الحماية للنظام السياسي الجديد، ويعيد للعراق هيبته، والحدود حرمتها، ويردع التدخلات الاجنبية، والتجاوزات من كل نوع. عندما تضمن العملية السياسية هذا الدرع الواقي ستسرع الخطى للمصالحة الوطنية، ونبذ المحاصصة الطائفية بشكل عملي وليس ادعائي، وتتفرغ لاعادة البناء، والتقدم بعد تامين حماية ظهر المسيرة الديمقراطية بجيش قوي مجرب لايتدخل بالسياسة، ويكون نفسه مطمأنا لعدم زجه بمغامرات اخرى لان الحكومة منتخبة، والبرلمان يراقب، ولا يمكن اتخاذ قرار الحرب بشكل فردي دون حساب مصلحة الوطن قبل كل شئ.

30/7/2009



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شط العرب (التنومة) وعذاب الاعمى وامور اخرى
- في العراق لا يوجد شئ اسمه -اقليم كردستان- او -قضية- اسمها كر ...
- خامنئي صدام ايران
- ندى اغا سلطاني شهيدة الاسلام الفاشي
- الشيخ البصري يشتم الشعب العراقي من قناة العراقيين
- السجينة السويدية والحكومة العراقية وسجن الكفاءات
- لماذا ينشغل الطالباني بعشرات الاسرى الكويتيين، ويتجاهل الاف ...
- نساء العراق: الاغلبية المهضومة!
- ايها العراقيون صوتوا لوطنكم وليس لتجار الحروب الطائفية
- من عنده اصوات للبيع؟؟ عليك العباس صوتلي!!
- صوتوا لغزال البصرة الجميل
- كيف سمحت عزيزتنا -المنارة- بمثل هذه العودة الردة؟!
- هل يزف البصريون العروس 428 الى مجلس المحافظة
- غزة اسبارطة العرب
- العالم كله يدين اسرائيل وثوري الامس يدافعون عنها
- اسرائيل تحرق غزة وعباس يخنق الضفة
- مبارك وباراك وعباس يحولون غزة الى مجزرة بشرية
- اقليم البصرة لعبة جديدة للاحزاب الاسلامية للتخلص من مسؤولية ...
- اقليم البصرة لعبة جديدة للاحزاب الاسلامية للتخلص من مسؤولية ...
- كلام مفيد للنائب مفيد


المزيد.....




- ماذا قالت المصادر لـCNN عن كواليس الضربة الإسرائيلية داخل إي ...
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل
- CNN نقلا عن مسؤول أمريكي: إسرائيل لن تهاجم مفاعلات إيران
- إعلان إيراني بشأن المنشآت النووية بعد الهجوم الإسرائيلي
- -تسنيم- تنفي وقوع أي انفجار في أصفهان
- هجوم إسرائيلي على أهداف في العمق الإيراني - لحظة بلحظة
- دوي انفجارات بأصفهان .. إيران تفعل دفاعاتها الجوية وتؤكد -سل ...
- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رزاق عبود - الجيش العراقي هو الذي اسقط صدام واعاد الامن وليس الجيش الامريكي