أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - الاسلام بين الانتقاد والهجوم















المزيد.....

الاسلام بين الانتقاد والهجوم


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 2727 - 2009 / 8 / 3 - 08:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هناك من يفسر انتقاد الاسلام على انه هجوم لا مبرر له، وتجريح للمؤمنين به، واستهانة برموزه من انبياء وصحابة. بالنسبة لرجال الدين، ان اي انتقاد للاسلام، مهما كان بسيطا،واي اعتراض على فتاوى واحكام الاسلام حتى لو كان تلميحا، فذلك يعني ليس هجوم فقط، بل انه كفر بالله وبانبياءه واوصياءه، عقابه جهنم في الاخرة وفي الدنيا القتل تعزيرا، لان انتقاد الاسلام، بنظرهم، هو انتقاد للاله.
وللاسف يشترك بعض المتنورين بهذا الرأي ويكادون لا يميزون بين الموقفين، بين الموقف النقدي وبين الموقف الهجومي للاسلام.
الهجوم على الاسلام هو التفتيش عن الاخطاء والنواقص والتناقضات في احكامه واياته ونظرياته والحط من شخصياته ليس لهدف اجتماعي او انساني انما بقصد الاساءة اليه والهزؤ به وبالمؤمنين به. الاسلام لا يختلف عن الاديان الاخرى في ارجاع وجود الكون الى خالق، ولا يختلف في ان له، مثله مثل بقية الاديان الاخرى، نظام اجتماعي ونظام اخلاقي وطقوس تعبدية ومقدسات سماوية واخرى ارضية، وتكاد تكون هذه الطقوس والانظمة الدينية متقاربة متشابه يشبه بعضها البعض الاخر من حيث الجوهر، ان هي اختلفت من حيث المظهر. فلا يوجد دين علمي ودين غير علمي، دين حقيقي واخر غير حقيقي كل الاديان تعتقد بالغيب وبالقدر والمعجزات والخوارق والحياة ما بعد الموت والتعذيب للمخالفين. كل الاديان تؤمن بان الله هو الخالق المميت المعطي الوهاب والمشافي والمعافي وان رجال دينه هم ظله على الارض ووكلاءه الذين يجب اطاعتهم وسماع كلمتهم وتقديسهم وكل الاديان تعارض الجديد وتتمسك بالقديم.
واذا رجعنا الى تاريخ الاديان وفي اثناء فترة سيطرة رجالها على شؤون الدولة وعلى ادارة المجتمع، لرأينا ان القسوة والظلم والاظطهاد هي المميزة لها. لذلك من يبغي الهجوم على اي دين، سيجد انه من السهل جدا ايجاد نقاط لا تنسجم مع التكفير المنطقي ولا الادراك العقلي ولا التحليل العلمي ، سيجد ان جميع الاديان تضع المراة في المرتبة الثانية وان الله خلقها لانجاب الاطفال، بل ان المتعة الجنسية عند بعض الاديان ان لم تقترن بنية انجاب النسل، فانها متعة اثمة غير مرغوب بها. سيجد ان الاديان الاخرى تقول ايضا بان الخالق قسم الناس الى طبقات وكتب لهم رزقهم ومقاديرهم واعمارهم ودرجاتهم.
والحقيقة ان الهجوم على الاسلام لا يقوم به العلمانيون ولا حتى معتنقي الاديان الاخر بمثل الكثرة التي يقوم بها المسلمون انفسهم، فتكفير المسلمين بعضهم للبعض الاخر هو هجوم على الاسلام ، واستهزاء المذاهب بعضها بالبعض الاخر هو هجوم على الاسلام ايضا، وضحك المسلمين على طقوس هذا المذهب او ذاك هو هجوم على الاسلام، والاستهانة برموز ومقدسات بعضهم البعض هو هجوم على الاسلام.
ولم يقترن هجوم المسلمين على الاسلام بالفعل الكلامي فقط، بل تعداه ليكون كلاما بالسيف والعبوة الناسفة والسيارة المفخخة وتحليلا لاغتصاب النساء من المذاهب الاخرى مثل مع فعل الطلبان السنة مع نساء الهزارة الشيعة فاغتصبوا حتى الصغيرات ثم باعوهن في اسواق النخاسة الاسلامية في باكستان ومثل ما يفعل الوهابيون في العراق فهم يعتبرون النساء من غير مذهبهم كافرات يعاملوهن مثل ما عامل محمد بن عبد الله نساء اليهود وطئهن بالملك.
فالاسلام ليس سوى مجموعة من المذاهب والفرق، ومجموعة افكار وفتاوى وتفاسير مختلفة للقرآن واعتراف بهذا الحديث النبوي او ذاك حسب الولاءات والمصالح السياسية والمنافع التاريخية.
فهل تبقى اي قيمة لزعل او عتب المسلمين حتى لو تم الهجوم على دينهم من اتباع الديانات الاخرى بينما هم يكفر بعضهم البعض ويقتل بعضهم البعض ويضحك بعضهم على البعض الاخر ويخون بعضهم البعض.؟
اوليس هذه الافعال هجوم ليس كلاميا فقط بل وحربيا ايضا..؟
الانتقاد ليس البحث عن النقائص والتناقضات في الاديان لغرض الاساءة بل لقصد اجتماعي واخلافي وتربوي وخاصة عندما يثقف الاسلاميون الناس باخلاق وسلوك لا تناسب العصر ولا تتطابق والعلوم الحديثة ولا مع النظريات التربوية والاجتماعية والطبية والعلمية الحديثة.
هناك حديث نبوي يقول
""رحم الله من جبا عن نفسه الغيبة""
بمعنى ان لا يضع الانسان نفسه في موضع متناقض غير مناسب فيجبر الناس على اغابته بما لا يرتضي، مثل الذي يرتدي معطفا شتويا ثقيلا في فصل صيف قائض. ولا اجد المسلمين الا مرتدين مثل هذا المعطف الشتوي الثقيل جدا في فصول الصيف ، فهم اي المسلمين المؤمنين يتدخلون بكل كبيرة وصغيرة ولا يكتفون بالتدخل فقط، انما يحاولون اجبار الشعوب على اسلمة حياتها و تغيير عاداتها وتقاليدها وازيائها واكلها وهواياتها تبعا لنظراتهم ونظرياتهم المتخلفة. لقد شكل الاسلاميون احزابا سياسية تستند على هذه النظرات الاجتماعية والاخلاقية والسياسية للسيطرة على الدولة، ولاجل هذه الغاية هم دائمو السعي لتسقيط الافكار غير الدينية والحديث عن مثالب العلمانية والماركسية واثارة الاحقاد ضد الاديان والدول الاخرى التي لا تدين بالاسلام.
بل لم يكتف الاسلاميون بذلك ولجا كبار رجال الدين الاسلاميون الى تكفير المفكريين والكتاب والروائيين والصحفيين والشعراء والمغنيين الخ. فهل يلام العلمانيون عندما يدافعون عن انفسهم وذلك بتبيان مساوؤ الحكم والتكفير والمنطق الاسلامي .؟
هل ينبغي السكوت عندما يفتي علي جمعة برضاعة الكبير مستندا فيه حديث نبوي وتطبيق عملي قامت به ام المؤمنين عائشة، هل يسكت الناس وعلي جمعة يفتي بان ترضع نسائهم رجالا غرباء.؟
وهل يسكت الاباء والتربويون عن فتوى الخميني الذي اجاز التفخيذ حتى بالرضيعة.؟
وهل يسكت العلماء عن فتوى ابن باز الذي كفر بها من يقول بكروية الارض.؟
وهل يسكت الاطباء عن انتشار العلاج بالقرآن وبالرقية الشريعة وبالعسل حتى لمرضى السكري.؟
وهل يينغي السكوت على الدجال زغلول النجار والمحتال الزنداني الذي ادعى معالجة الايدز بالاعشاب.؟

وهل ينبغى على الشيوعيين السكوت وهم يسمعون التحريض اليومي في الجوامع والحسينيات ضدهم، والحث على محاربتهم وتوصية الناس بقطع العلاقات معهم وان من ينتخبهم يعتبر كافرا.؟
ان نظرات المسامحة تجاه الاسلام السياسي والتفكير الديني الذي يحاول تغيير حياة الناس بنحو ديني اسلامي سمح واعطى الفرصة لرجال الدين واحزابهم بلسيطرة على المجتمع وبث افكاره الغيبية المتخلفة والسيطرة على الصراع الفكري وادراته لصالحة وانضواء وانزواء التفكير العلمي العلماني وفشل الاحزاب العلمانية من ان يكون لها دورا اكبر في عملية البناء الفكري والتربوي على اسس علمية حديثة.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجه اخر للتطرف
- لماذا لا تُنتقد المسيحية مثلما يُنتقد الاسلام.؟
- العيب الانساني والحرام الاسلامي
- الاجدر بالنقاش همجية احكام الاسلام وليس لغة القرآن.
- الكذب في سبيل الله!!
- الاسلام السياسي العراقي والدرس الايراني.
- اذا كان من حقك ان تؤمن اليس من حقي ان اكفر؟
- شيعة علي وشيعة المذهب
- الاية التي قصمت ظهر الاسلاميين.
- الاسلاميون والخمرة.
- النكاح الاسلامي والزواج المدني.
- هذا النائب لا يملك بيتا!!
- اين هي اخلاق الاسلام الحنيف يا عمارالحكيم!!
- الاسلام حمال اوجه
- الفتوى الشلتوتية بين الشيعة والقرضاوية.
- برلمانيات الكوتا والعشائر والديمقراطية
- الا يجب حماية الاطفال من خطر الاسلاميين.؟
- خوجة علي ملة علي!!!
- المطلوب اعادة تسعيرة كبار المسؤولين
- مقارنة لموقفين العراق وغزة


المزيد.....




- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - الاسلام بين الانتقاد والهجوم