أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نزار حمود - غزة حتما














المزيد.....

غزة حتما


نزار حمود
أستاذ جامعي وكاتب

(Nezar Hammoud)


الحوار المتمدن-العدد: 2727 - 2009 / 8 / 3 - 07:58
المحور: القضية الفلسطينية
    


دُعيت بالأمس القريب إلى حضور محاضرة للسيد جون دوغارد. والسيد دوغارد لمن لايعرفه، وأنا كنت من ضمن هؤلاء قبل أن أحضر المحاضرة، هو أستاذ ٌ جامعي ٌ محاضر ٌ ومختص ٌ بالقانون الدولي من جنوب إفريقيا. الجهة التي دعت هذا الأستاذ الجامعي إلى مونتريال هي منظمة " كنديون من أجل السلام والعدالة في الشرق الأوسط " وهي منظمة كندية فاعلة في مجال إظهار عدالة القضية الفلسطينية ومدى الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني لمن يلزم وأينما تطلب الأمر ذلك. من فعالياتها مثلا ً أنها قامت بتنظيم لقاءات بين أعضائها ونواب مجلس الشعب الكــندي في أوتاوا للاحتجاج على مسودة تعاون بين كندا والدولة العبرية. لقد قام هؤلاء المتطوعون المتحمسون للعدالة في الشرق الأوسط ، في حزيران الماضي على ما أذكر، بلقاء نحو ٍ من أربعين نائبا ً وسيناتورا ً في أوتاوا وأوصلوا لهم فكرة ً واضحة عن امتعاض الكنديين من أصول عربية وغير عربية تجاه هذه المعاهدة لما قد تجره من ظلم واضح للجاليات الشرق أوسطية وذلك بسبب احتمال تبادل المعلومات الاستخباراتية والملفات الأمنية بين البلدين.
وبالعودة إلى محاضرة السيد دوغارد، فلقد قام هذا الرجل ذو اللكنة الإنكليزية الجنوب إفريقية اللطيفة والمحببة للغاية بإلقاء الضوء على نقاط التشابه الكبيرة بين نظام التمييز العنصري في جنوب إفريقيا وممارسات الدولة العبرية اتجاه الشعب الفلسطيني. كما أوضح أن هناك نقاط اختلاف أيضا ً بين النظامين أهمها تدمير الاحتلال لأعداد هائلة من بيوت الفلسطينيين بدواعي " أمنية " وتخريب الأراضي الزراعية وقلع الأشجار والاجتياحات العسكرية والاغتيالات الممنهجة العلنية. تحدث أستاذ القانون الدولي عن عذابات غزة وتعرضها لأقسى أنواع العقاب الجماعي رغم رفض القانون الدولي والاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق الدولية لأي نوع من أنواع العقوبات الجماعية. وخلص دوغارد إلى أن واقع الظلم في فلسطين المحتلة وغزة تحديدا ً أقسى بكثير من الظلم الذي كان واقعا ً في جنوب إفريقيا.
هذا كان ما قاله السيد دوغارد... أما ما لم يقله فهو التالي :
تموت الأطفال في غزة والقدس الشريف، والعرب تتنادى لمقاطعة البضائع الهولندية لأن أحد المخرجين الهولنديين أخرج فيلما ً يسيء، وفقا ً لما قاله فقهاء السلطان وأولي الأمر، للسيرة النبوية الشريفة
تموت الأطفال في غزة ومازلنا نفكر ونتأمل بالفتوى الخاصة بالخطر الشيعي القادم من الشرق وكيفية تحريض الأجيال ضد هذا الخطر كي يـُـبدع الدم العربي بسفك الدم العربي من جديد
الأطفال تموت في غزة والزعامات العربية المثقلة بالذهب الأسود والأصفر تتراكض لعقد مؤتمر حوار الأديان مع أولاد العم كي نثبت لهم أننا صامتون صمت الحملان وأن دين الإســلام هو دين تسامح!
الأطفال تموت في غزة ونحن نفكر في أن الوقت قد حان للجلوس على طاولة المفاوضات والتباحث في أمر السلام، سلام الشجعان والفرسان
الأطفال تموت في غزة والقضاء المصري ينظر بقضية تصدير الغاز للدولة العبرية وبأسعار تفضيلية للغاية. وسبب النظر في الموضوع ليس الحـَـميَّة العربية بل لأن الصفقة غير مقنعة من الناحية الاقتصادية وفقا ً لرأي الخبراء.
الأطفال تموت في غزة والملك الأردني يحذر القيادات الإسرائيلية من مغبة التدخل العسكري في غزة لأنه غير مضمون النتائج ومكلف من الناحية الإنسانية
تموت الأطفال وهي جائعة لأن الشعب الفلسطيني انتخب حكومته بملء حريته وخرق حدود المعقول والمسموح فحقت عليه لعنة العالم وخوف وذعــر الحكام العرب وخبراء وفقهاء البلاط من استشراء هذا الوباء الخطير.
المهم في كل ذلك هو أن الأطفال في غزة تموت...الأطفال تموت... وعيونها شاخصة ٌ صامتةٌ مذعورة ٌ مستغيثة ٌ شاحبـــة ٌ غاضبة ٌ عاتبة ٌ خانعة ٌ مـُـرَوَّعـــة.
يقول الشاعر أحمد مطر، وأنا هنا أعتذر عن قسوة كلامه :
في مقلب القمامة
رأيت جثة ً لها ملامح الأعرابْ
تجمعت حولها النسور ُ والـِـدبــَـابْ
وفوقها علامة ْ
تقول : هذي جيفة ْ
كانت تسمى سابقا ً ... كرامة!





#نزار_حمود (هاشتاغ)       Nezar_Hammoud#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحزاب والحزب
- إنهم عنصريون ... أليس كذلك ؟
- الذاكرة
- أنا مش كافر
- التدين البديل
- إذا لم تستح فاصنع ماشئت
- دبي... نهاية مدن الملح؟
- مدن الملح
- حلم


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نزار حمود - غزة حتما