أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام عقراوي - الحنين الى زمن الجواري و الطلاق بالجملة















المزيد.....

الحنين الى زمن الجواري و الطلاق بالجملة


هشام عقراوي

الحوار المتمدن-العدد: 831 - 2004 / 5 / 11 - 06:18
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لا أدري ان كان الذي يجري الان في العراق مصادفة أم أن الامريكيون يخططون لكل شئ قبل تنفيذها. كيف لا وهم الذين تفوقوا على العالم في كل شئ و صاروا القطب الوحيد. لا أدري أن كان الامريكيون يريدون عمدا إظهار المواهب الدفينة لبعض العراقيين و المعادين لأمريكا أم أن بعض العراقيون أيضا سماسرة كيف لا وهم الذين يحنون الى زمن هارون الرشيد و الجواري الحسان. أم أن كل ما يجري يدخل في صميم صفات بعض الامريكيين وتدخل ضمن عدم الاستطاعة على السيطره على أنفسهم، كيف لا وهم الذين "أفسدتهم" الرأسمالية و علمتهم السادية و الماشوسية.
بعد فضيحة سجن أبو غريب و إطلاع كل العالم من خلال الاعلام الامريكي نفسه على صور الاعتداء الجنسي و الجسدي و النفسي على السجناء العراقيين وبعد أدانة العالم بأسره و بمضمنهم الامريكيون أنفسهم أكثر من غيرهم تلك الجرائم الشنيعة بحق الانسان في بلد تريد أمريكا أن تجعله قدوة و مثالا للديمقراطية في الشرق الاوسط، وبعد أن نشرت الصحف الامريكيه والغربية تلك الصور وبعد مرور أكثر من ثلاثة أشهرعلى الواقعة المدونة، عندها بدا الاعلام العربي بالتحدث عن تلك الجرائم. متناسية حقيقة أن الجريمة و الفضل في نشرها يعود الى الامريكيين و الاعلام الغربي نفسه. اي أن الجلاد و الشهود والمدافعين هم من الامريكيين والغربيين أولا.
كان وقع هذه الجريمة على العراقيين والامريكيين انفسهم و الاوربيين و العالم الاسلامي كالصاعقة وتأثر بها الجميع و صدرت بيانات التنديد من كل صوب. هذه الجريمة شارك فيها عدد من الجنود الامريكيين وكذلك أن صدقت الانباء عدد من البريطانيين أيضا وقد يصل عددهم الى حوالي 100 جندي فقط من مجموع حوالي 150 ألف جندي.
كون هذا الاعتداء على سجناء سجن أبو غريب جريمة و فضيحة لا تغتفر، أمر لا يختلف عليه إثنان و كونها عارا للعراقيين و الامريكيين على حد سواء أمر مفروغ منه.
ولكن الفضيحة الاقوى و الاكثر أثرا من كل النواحي هي الطريقة التي يريد الامريكيون بها علاج القضية و العقوبات التي يريدون تطبيقها على هؤلاء المجرمين. أنها فعلا لفضيحة ولكن هذه المره للدكتاتوريين و المذهبيين. تظهر جليا عندما نقارن ما فعلتة و ستفعله أمريكا بحق هؤلاء المجرمين و التعويضات التي ستدفعها الى الضحايا وبين ما تقوله و تريد عملها القوى المتطرفة في العراق وغيرها تجاه العراقيين و الامريكيين.
فأمريكا ممثلة بالرئيس الامريكي و وزير دفاعها و باقي المسؤولين الامريكيين كل من جهته إعتذر للشعب العراقي وأهالي الضحايا، فتحوا التحقيقات و شكلوا لجانا عليا للتحقيق و قدموا المجرمين للمحاكمة و أعربوا عن أستعدادهم لدفع التعويضات الى كل الضحايا، وأمروا بالافراج عن الكثير من السجناء و ربما هدم سجن أبوغريب أيضا. والاعظم من هذا كله هو تقديم وزير الدفاع و مساعدية الى الاستجواب و في جلسة علنيه بثت الى كل دول العالم.
كل هذه الاجراءات إتخذت نتيجة لتعرض حوالي 100 عراقي وعراقية الى التعذيب و الاهانه و الاعتداء الجنسي والقتل. أنها حقا جريمة ولكن عندما نقارن هذا العمل الوحشي بما قام بها رجال البعث وما يقوم به البعثيون الجدد تجاه الشعب العراقي و القتل اليومي الذي يتعرض له العراقيون والطريقة التي يريد بها هؤلاء الانتقام من الامريكيين، فأن ما فعله عدد من الجنود الامريكيين سيصبح مقارنة على الاقل عملا غير إجراميا.
فبدل أن تستغل هذه الاطراف المعاديه لأمريكا هذا العمل لحشد التأييد للقضيه العراقية، نراها تصدر بيانات ناريه بعيده عن لسان العقل و روح العصر والمبادئ الانسانية والديمقراطيه. فنرى إماما في البصرة يفتي ويدعوا في خطبة الجمعة الى خطف الفتيات و النساء البريطانيات و الامريكيات و إتخاذهم جواري في بيته وبيوت الأئمه الاخرين ويخصص مكافئة قدرها 170 دولارأ لكل شخص يأسر بريطانية او أمريكية. انها فعلا الانتقام على الطريقة الشرقية. فالامريكيون مارسوا الشذوذ الجنسي وهذا موجود بصورة محدوده في مثل تلك المجتمعات. ولكن استرجاع عصر الجواري فهذا أمر من الصعب أن يتقبله العراقيون أنفسهم.
الدعوة الاخرى أتت من إمام اخر، أعتبر فيها نساء كل الذين يتعاملون و يتعاونون مع قوات الاحتلال مطلقات و من ضمنهم نساء أعضاء مجلس الحكم وغيرهم. لا أدري على اية اية او حديث استند هذا الامام وكيف تجرء على نطق مثل هذه الكلمات. وكيف يستطيع شخص ان يطلق زوجة رجل أخر. يبدوا أن هذا الامام نسى أو تناسى أنه في وقت من الاوقات كان الكثير من القوى الاسلامية في أفغانستان تتعاون مع أمريكا وكانوا يأخذون منها المساعدات، فأذا صح ما يقولونه الان عن العراقيين فانه يجب أن ينطبق على الافغانيين ايضا.
لحد الان لم أرى رأيسا عربيا او إسلاميا أو وزيرا أو مساعدا في وزارة او حتى مديرا للأمن، يقدم الى المسائلة والتحقيق لا بصورة علنية أو حتى سرية. لم أرى لحد الان اي مسؤول يعتذر عن جرائم أقترفت في بلدانهم. لم يقدم أي جندي او شرطي في أي بلد عربي او أسلامي الى المحاكمه. الدول العربية و الاسلامية و القنوات العربية كانت تتستر على جرائم صدام،وكذلك تسترت على الاسلحة الكيمياوية، و تسترت على السجون و المفابر الجماعية و تتستر الان على القتل و التخريب، فأين هي من قول الحق.
صحيح ان بعض الجنود الامريكيون أجرموا ولكن هم انفسهم الذين كشفوا تلك الجرائم و هم الذين سيعاقبون جنودهم و هم الذين أعتذروا للشعب العراقي. ولكن الصداميون الجدد و أعداء أمريكا والاحتلال يقتلون العراقيين و يعذبونهم ويتسترون على الجرائم ويختبؤن في المساجد والمدن وبين المدنيين و يطلقون النساء بالجمله و يعيدون عصر الجواري وليست لديهم الجرأة على الاعتراف بأفعالهم و تخريبهم للبلد والمثول أمام المحاكم العراقية.
إن أمريكا سجلت فضيحة ضد العراقيين أجمع في ابو غريب و لكنها سجلت فضيحة أقوى ضد قسم من العراقيين عندما حاولت علاج تلك الفضيحة و ذلك بمثول المسؤولين الامريكيين للمسائلة أمام عدسات الكاميرات وبأعتذار رايسهم للعراقيين و تقديم المجرمين للمحاكمة. ليكن رأساؤنا و وزرائنا و أحزابنا جريئين وعادلين و منصفين بحق شعوبهم ولو لمرة واحدة.



#هشام_عقراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعدام (حمورابي) في ساحة التحرير
- كردستان- ذلك الجيب الارهابي و العميل
- لماذا لم تحاصرأمريكا القنوات العربيه بدلا من الفلوجه؟؟
- إنتفاضة- القنوات العربية، هل ستكشف المستور!!
- دكتاتوريه مذهبيه حد العضم
- بابا نوئيل- لم يتجرئ الظهور في أكثرية المدن العراقية!!
- عدوى معادات الكرد إمتدت لتشمل العراق بأكمله
- مدير تربية كركوك ماذا فعل بالطلاب الكرد
- الكاوبوي الامريكي في (تورابورا) القرن الماضي
- الكرد ضمنوا عدم التدخل التركي ولكنهم يريدون عراقاَ مستقلا
- التنسيق المعلن بين بعض القنوات الفضائية والارهابيين المقنعين
- حق تقرير المصير لكل الشعوب العراقية في إستفتاء شامل
- لو كانت مدينة النجف الاشرف بجوار السليمانيه!!!
- أمريكا الخاسر الاكبر من مجيئ القوات التركية الى العراق
- قراءة التأريخ على الطريقة الصدامية
- من أقل شرعية، مجلس حكم العراق أم أغلبية حكومات الشرق الاوسط
- إستكراد الكرد بات صعبا
- كلنا عراقيون ولكن ...!!!
- مراكز إعادة تأهيل فدائيي صدام والحرس الجمهوري
- فالنضف كلمة - لا - الى قاموسنا السياسي


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام عقراوي - الحنين الى زمن الجواري و الطلاق بالجملة