أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد سعد - خطة الميني الشارونية- وتأتأة -الكوارتيت- وآفاق الصراع















المزيد.....

خطة الميني الشارونية- وتأتأة -الكوارتيت- وآفاق الصراع


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 830 - 2004 / 5 / 10 - 05:45
المحور: القضية الفلسطينية
    


ما يلوح في الافق على ساحة التطور والصراع الاسرائيلي - الفلسطيني لا يبشر خيرا ولا يبعث على التفاؤل في المرحلة الراهنة. فسياسة حكومة الكوارث اليمينية الشارونية تدور في فلك برنامج استراتيجي منهجي مرسوم هدفه المركزي منع قيام دولة فلسطينية مستقلة في الضفة والقطاع عاصمتها القدس الشرقية وفي حدود الرابع من حزيران عام سبعة وستين وسلخ اكثر من نصف مساحة المناطق الفلسطينية المحتلة وضمها الى اسرائيل. وخطة شارون لفك الارتباط من طرف واحد مع قطاع غزة، التي دفنها المستوطنون والقوى العنصرية الفاشية من منتسبي الليكود في الاستفتاء يوم الاحد الماضي، تندرج في اطار البرنامج التصفوي للحق الفلسطيني المشروع.

وما يستدعي التحذير من مغبته المأساوية ان اريئيل شارون يعمل على استغلال هزيمته في الاستفتاء داخل منتسبي حزبه كسلاح ناجع لدفع عجلة برنامجه الكولونيالي ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه الشرعية. فحتى لا تقع حكومة شارون تحت مكابس ضغوط دولية من جراء نتائج الاستفتاء التي ابرزت الانياب المفترسة لليمين المتطرف ولقوى العنصرية الفاشية، لطابع الليكود المعادي لأية تسوية سياسية، لاي انسحاب من أي شبر ارض فلسطينية محتلة، ولقطع الطريق امام اية مبادرة دولية سياسية جديدة تفرض على حكومة الاحتلال والاستيطان والدماء اليمينية، لجأ جنرال المجازر والاستيطان الى مناورة سياسية جديدة، الى التشاور مع عدد من وزرائه من حزبه ومن الكتل الائتلافية، لبلورة "خطة الميني" وبالتنسيق الكامل مع ادارة عولمة الارهاب والجرائم الامريكية. و"خطة الميني" لفك الارتباط من طرف واحد مع قطاع غزة هي اختزال لخطة شارون لفك الارتباط التي دفنها حزبه، كما كانت خطة فك الارتباط الشارونية اختزالا لخطة خارطة الطريق التي طرحها "الكوارتيت" (الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة) وتقودها الولايات المتحدة الامريكية. فعلى طريقة "السلامي" يدعي شارون انه سيقطع خطته لفك الارتباط الى اجزاء مرحلية، فبموجب "خطة الميني" من طرف واحد سيخلي المحتل الاسرائيلي ثلاث مستوطنات هشة من قطاع غزة ومستوطنتين هشّتين من الضفة الغربية المحتلة!! ولتضليل الرأي العام العالمي ولتقمص شخصية دواعية التسوية السياسية يدعي اريئيل شارون ان لجوءه الى الانسحاب التدريجي على مراحل جاء لمواجهة وامتصاص معارضة غلاة الاستيطان والعنصرية الفاشية لاي انسحاب، ولمواصلة دفع العجلة باتجاه تسوية سياسية!!

ان اريئيل شارون بلجوئه الى المخاتلة والمناورة لم يتخل عن طاقم انيابه العدوانية المفترسة في المناطق الفلسطينية المحتلة وعن مواصلة تصعيد العدوان الدموي وارتكاب جرائم الحرب ضد شعب الانتفاضة، خاصة في قطاع غزة. فخلال الايام السبعة الاخيرة، وخاصة بعد هزيمة شارون في الاستفتاء داخل حزبه، صعّد جنود الاحتلال من شراستهم الوحشية العدوانية فهدموا اكثر من سبعين منزلا في خان يونس ومخيمها وعشرات البيوت في رفح، كما ارتكبوا المجازر بقتل المدنيين، حيث استشهد العديد من الاطفال والرجال والنساء، هذا اضافة الى جرائم جند الاحتلال الذين اجتاحوا طولكرم ومخيمها ونابلس ورام الله وغيرها.

فلجوء المحتل الى ممارسة "الارهاب الاسود" المخضب بدماء الابرياء الفلسطينيين وتصعيده لعمليات القتل والهدم والتدمير دالة بارزة على افلاسه وفشله في كسر ارادة الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية المتمسكين بثوابت الحقوق الشرعية، بالحق الانساني والشرعي ان يتخلص الفلسطيني من قيود الاحتلال ورجسه الاستيطاني وان يضمن كباقي البشر البيت الوطني الآمن ليعيش بحرية واستقلال وطمأنينة.

والحقيقة هي ان حكومة اليمين الشارونية قد فشلت في جميع المجالات، السياسية والاقتصادية الاجتماعية واوصلت اسرائيل الى اعمق ازمة شاملة لا مخرج من دوامتها ودوامة تناقضاتها الا بسقوطها والذهاب الى انتخابات برلمانية جديدة. وما يساعد في اطالة حكم قوى اليمين والاستيطان والعنصرية الفاشية هو غياب وضعف البديل السياسي السلطوي. فحزب "العمل" فقد منذ سنوات عديدة العديد من المركبات الهامشية التي كانت تميز هُويته السياسية عن الليكود، وتتآكل التناقضات حول الموقف من حكومة اليمين الشارونية بين قيادته، بين من يزحفون على بطونهم لدخول اروقة حكومة شارون وبين من يعارض ذلك، بين شمعون بيرس وبنيامين بن اليعيزر من جهة، وبين بورغ ومتسناع وغيرهما من جهة اخرى. حزب "العمل" لا يطرح بديلا سياسيا واقعيا يختلف جذريا عن البرنامج السياسي والاقتصادي - الاجتماعي لليكود. ولا يغير من هذا التقييم دعوة بيرس اليوم وغيره من قادة حزب "العمل" تقديم موعد الانتخابات للكنيست وعدم استعدادهم دخول حكومة اليمين برئاسة شارون. فبرأينا ان ادارة بوش - تشيني - رامسفيلد - رايس المغرقة في يمينيتها الرجعية العدوانية ستعمل المستحيل وتمارس مختلف الضغوطات لانقاذ حكومة اليمين الشارونية من السقوط. ولا نستبعد ان تمارس الضغط على حزب "العمل" لدخول الائتلاف الحكومي مع الليكود، وذلك لتجميل صورة حكومة المجازر والاستيطان الشارونية عالميا، ولمواصلة تجسيد استراتيجية العدوان والهيمنة الامريكية - الاسرائيلية في المنطقة، ولهذا، لم يكن من وليد الصدفة، ان سارعت الادارة الامريكية مباشرة بعد هزيمة شارون في الاستفتاء داخل حزبه الى نجدته والترويج "لخطة الميني" المنسقة معها والادعاء بأن شارون سيواصل جهوده "السلمية" وينفذ خطة فك الارتباط مع قطاع غزة تدريجيا التي مهرتها ادارة بوش بضمانات لبوش مدلولها مصادرة العديد من ثوابت الحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف - مصادرة حق السيادة الفلسطينية على القدس الشرقية ومصادرة اكثر من نصف الاراضي الفلسطينية المحتلة ونسف حق العودة للاجئين الفلسطينيين. وعملت ادارة بوش على تسويق "خطة الميني" الشارونية على طاولة لقاء ممثلي "الكوارتيت" امس الاول. فقد رأى ممثلو الكوارتيت - امريكا وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة - "بعين الرضا" خطة فك الارتباط الشارونية من طرف واحد، اذ انها حسب تقديرهم تخلق ظروفا مناسبة لتجسيد خطة خارطة الطريق!!

برأينا، انه حتى يكون لما توصل اليه الكوارتيت الوزن الايجابي المؤثر في دفع عملية الصراع. نحو التسوية السياسية فهذا مشروط بعدة امور اذا لم تؤخذ بالاعتبار من الكوارتيت يكون ما توصلت اليه تأتأة مثل "القماط على البلاط" كما يقول المثل. ومن اهم هذه الشروط: اولا: الزام المحتل الاسرائيلي بهدم ووقف بناء جدار الفصل العنصري الذي يعتبر سرطانا استيطانيا يقتل جسد الارض والحق الفلسطيني المشروع، ووقف جميع اشكال الاستيطان. فوقف الاستيطان بجميع اشكاله احد القضايا الجوهرية في خطة خارطة الطريق التي يتبناها الكوارتيت. وثانيا: وقف نزيف دم تصعيد العدوان الاسرائيلي في المناطق المحتلة، وقف عمليات التصفية والهدم والمجازر، الامر الذي يتطلب ارسال قوة دولية لحماية امن الشعب الفلسطيني من بطش المحتلين ولمراقبة الاوضاع من استيطان وغيره. ثالثا، ان تلغي ادارة بوش الامريكية الضمانات التي قدمتها لحكومة اليمين الشارونية لأنها تتناقض وقرارات الشرعية الدولية وخطة الطريق وتنتقص من الحقوق الشرعية الفلسطينية. رابعا: ان يضغط الكوارتيت باتجاه وضع جدول زمني محدد لتحديد تجسيد خطة الطريق والتوصل الى الحل الدائم العادل نسبيا لانهاء الاحتلال الاستيطاني الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين وفقا لقرارات الشرعية الدولية. وخامسا: الضغط لفك الحصار السافر الذي يفرضه المحتل الغاشم على الرئيس الفلسطيني المنتخب، ياسر عرفات، وفك الحصار العسكري والاقتصادي التجويعي عن المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية واطلاق سراح اسرى الحرية الفلسطينيين.

لقد اثبتت التجارب المخضّبة بالدماء ان جميع الحلول الجزئية والمرحلية قد اثبتت فشلها في اخماد انفاس الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني وقيادة القطار نحو المحطة الاخيرة بانجاز حل عادل نسبيا، حلول مرحلية افشلها المحتل الاسرائيلي واستثمرها لكسب الوقت وخلق وقائع استيطانية وغيرها على ارض الواقع في المناطق المحتلة. اثبتت التجارب انه لا بديل للحل الدائم والثابت لوقف نزيف الدم وضمان الامن والاستقرار والسلام العادل للشعبين الاسرائيلي والفلسطيني في اطار دولتين متجاورتين، اسرائيل وفلسطين وفقا لقرارات الشرعية الدولية.

والسؤال المدرج دائما والذي لم يسقط يوما من جدول اعمال الشعب الفلسطيني وجميع انصار السلام وحق الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال، الى متى تبقى الانظمة العربية، بغالبيتها الساحقة تفترش مقاعد الفرجة والشعب الشقيق وشعوب المنطقة بأجمعها، تواجه اخطر مخطط تآمري امريكي - اسرائيلي يستهدف امنها وحقها في السيادة ومستقبلها في التطور الحضاري؟ لا نريدها امريكا او اسرائيل، ولكن لديها الكثير من وسائل الضغط الناجعة، اذا ما استغلتها تستطيع كبح جماح ذئب العدوان وتقليم انيابه المفترسة. فهل تستيقظ للدفاع عن الشرف القومي؟ لا أظن!



#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على ضوء نتائج هزيمة شارون:ما هي المدلولات السياسية لنتائج ال ...
- المدلولات الحقيقية للاستفتاء على خطة فك الارتباط الشارونية ب ...
- من يطالب الحزب الشيوعي (ضمنًا) التخلي عن هدفه الاستراتيجي ال ...
- في الذكرى السادسة والخمسين لاستقلال اسرائيل: الاستقلال الحقي ...
- على ضوء جريمة تصفية الرنتيسي الارهابية: اغتيال قيادات وطنية ...
- رسالة بوش - التاريخية
- أصبحت الجامعة العربية (مربط خيل) جماهيرنا العربية ومخفرها ال ...
- عشية عيد الفصح العبري:الفقراء يصطفون في الطوابير وشارون يعال ...
- مناورتكم التآمرية لن تستطيع طمس الدور الريادي المؤثر للنائب ...
- بعد سنة على الحرب الاستراتيجية: احتلال العراق جزء عضوي مخطط ...
- وطن للفاشية ولا هوية قومية محددة لها
- ما هو المدلول الحقيقي ((لاسرائيل العظمى)) في تصدير الاسلحة؟؟
- أمن واستقرار العراق يستدعيان وأد محاولات الفتنة وجلاء قوات ا ...
- الخزيُ والعار للمجرمين قتلة المناضل خليل زبن
- من ((جنين - جنين)) الى ((البعنة - البعنة))
- لمواجهة أنياب الفاشية العنصرية المفترسة
- هل ينجح تحالف قوى العدوان الاسرائيلي - الصهيوني - الامريكي ب ...
- أي مخطّط تآمري ينسجه الوفد الامريكي مع حكومة شارون!
- لِتُقرّ الكنيست اليوم موقف الاهالي بفك الدمج الكارثي
- هل تنفجر في اسرائيل هبّة الفقراء والجياع؟


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد سعد - خطة الميني الشارونية- وتأتأة -الكوارتيت- وآفاق الصراع