أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد مسلم الحسيني - دكتوراه في سن السادسة والسبعين! : معاني ودلالات....















المزيد.....

دكتوراه في سن السادسة والسبعين! : معاني ودلالات....


محمد مسلم الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 2725 - 2009 / 8 / 1 - 03:47
المحور: سيرة ذاتية
    


قرأت موضوعا شيّقا كان على صيغة خبر مثير للدهشة كتبه الأستاذ الأديب نوري علي في صحيفة " الأخبار" بعنوان " إنه متألق بلا ضجيج... ". فحوى الموضوع ... الهدف ....المعنى والدروس والعبر، كلّها أمور تلامس المشاعر والأحاسيس. فبإنفعال ملحوظ وبتعبير تلقائي ضحكت بقوة مع نفسي لهذا الخبر ، ربما بسبب غرابته التي داعبت الإحساس أو ربما بسبب صيغة الطرح الجميلة التي تزينها روح الفكاهة الهادفة .... لكن إمتزجت مع الضحك الدموع.....!
أنه أمر مثير للدهشة حقا ولكن فيه معنى عميق أعمق من قاع البحر! إنها قصة طويلة بمعناها إختصرها كاتبها بسطور.... بطل القصة رجل لا يخضع للزمن! ، رجل متمرد على الشيخوخة لأنه أعلى منها وأسمى منها....رجل فكره أقوى من جسده وطموحه يتحدى حدود طاقته.... رجل ينطق بلسان حال الحقيقة وبسّر الوجود على سطح الطبيعة. رجل رغم عمره المتقدم يسعى ويجهد ويكافح كي يحصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة وهو في عمر السادسة والسبعين!.... وقد نجح!!!
ماذا يريد أن يقول هذا البطل.... ماهي رسالته للعراقيين وللعالم....ماذا يريد أن يقدم للإنسانية في مثل هذا العمل الإستثنائي الكبير؟؟؟ كلّها أسئلة تستحق التوقف والتمحيص...
دون شك أراد هذا الرجل أن يوحي للعالم بحقيقة من حقائق الحياة المتحضرة، ألا وهي أن الإنسان المتطور لابد أن يسعى من أجل الإنسانية وسعيه لا ينحصر بفترة أو بزمن ، فكل شيء نسبي في هذه الحياة. فقدرات الإنسان وطاقاته تستطيع أن تذلل المصاعب وتختصر الزمن. أراد أن يقول لأخيه الإنسان لا تيأس إن فشلت في تجربة ما ولا تتقاعس بل حاول مرة أخرى وأعد الكرة من جديد ، فلا حدود ولا موانع تقف أمام تحقيق الطموح، فمالم تستطع تحقيقه يوم أمس ستستطيع تحقيقه هذا اليوم.
أراد أن ينبّه بأننا في هذه الدنيا من أجل التكامل والإرتقاء والعطاء....فيستطيع الإنسان أن يطوّر ذاته وينتقل من مرحلة الى أخرى ومن حال الى آخر في أي لحظة من لحظات حياته، فعربة التطور والإرتقاء لا تتوقف ما دام الإنسان على قيد الحياة...كما أن على الإنسان أن يعطي ولا يتوقف عن العطاء وبكل مرحلة من مراحل الحياة، لأن العطاء صبغة من صبغات الإنسانية...وعليه أن يبقى إنسانا...فيعطي لمجتمعه... ويعطي لوطنه....ويعطي للإنسانية ويعطي للمستقبل...
هذا التنبيه ربما كان موجها أيضا لقوانين العمل المتبعة في بلداننا ، فعند عمر التقاعد تجبر الكفاءة على مغادرة محل عملها وهي في أغلب الأحيان في ذروة عطائها وفاعليتها. ففي بلد يفتقد للكفاءة ويحتاجها عليه ألاّ يتعامل بقوانين التقاعد مع قادة العلم والفكر والتجربة. أن يترك لهم الخيار في البقاء أو المغادرة كي لا يخسرهم ومن أجل ألاّ يفطم الوطن من ضرورة وجودهم. فقد أعطى بطلنا هذا اليوم برهانا على أن الفكر يبقى متوقدا رغم السنين ورغم الأنين....
أراد أن يطلق إشارة صارخة للذين يقتلهم حب الأنا والشعور بالنقص... الذين يحملون شهادات مزورة زورا وبهتانا كي يتسنموا المناصب والألقاب... يقول لهم إذهبوا وكافحوا وأحصلوا على شهادات حقيقية تفيدون فيها بلدكم وأبناء مجتمعكم، فأنتم أقوى مني جسدا وأغنى مني مالا وأكبر مني سلطة وأصغر مني عمرا... إذهبوا الى الطريق الصحيح فأنه مفتوح أمامكم ، بدل أن تسلكوا دروب الخداع وتنزلقوا في هوة الخطايا والوهم!

أراد أن يقول بأن الكفاءة هي ليست بالضرورة شهادات وألقاب وأسماء يسبقها حرف الدال. الكفاءة هي المعرفة والإبداع والتميّز، لأنه لو لم يحمل هذه الصفات وليس له جعبة معرفية واسعة قبل أن يناقش رسالة الدكتوراه لما أستطاع أن يحصل عليها. فهناك الكثير من الكفاءات لا يتسنى لها الوقت لمناقشة رسالة الدكتوراه لسبب وآخر ولكنها تبقى في خانة الكفاءات وحرف الدال لا يزيد ولا ينقص من إبداعها وتالقها.
أراد أن يوجه رسالة للمسؤولين في وطنه وفي كلّ مكان ، بأن الكفاءة والخبرة والمعرفة والعلم عناصر هامة من عناصر الحياة ومن يريد أن يجلب الخير والرفاه لوطنه ، عليه أن يشجع الكفاءة ويستفيد من قدراتها وخبراتها ومعرفتها.... لا أن تركن في زاوية المهملات كرها لها أو خوفا منها !
الكفاءة لا تتباكى على كراسي السلطة ومغرياتها فهي ليست مصابة بجرثومة " شبق السلطة" التي أصيب بها الآخرون!!! الكفاءة تبحث عن البيئة المناسبة كي تنتج وتعطي وتبدع من أجل مصلحة الوطن وفائدته وتطوره وحضارته... الكفاءة حرقت سنين حياتها في الجد والمثابرة والتحصيل ، لأنها تريد أن تهب .... أن تنتج.... أن تدفع الى أمام ....فلماذا أنتم منها خائفون؟؟؟
أهل الكفاءة والعلم والمعرفة والخبرة هم قادة الوطن الفنيّون ومن دونهم يضيع الوطن ويصبح أسفل سافلين.... إفسحوا المجال لهم.... أتركوهم يكافحون في بناء وطنهم كما كافحوا في بناء أنفسهم .... دعوهم يبنون ما هدم على يد البعض منكم فهم لا ينافسوكم على الفرائس ولا على المناصب....وستبقون تنعمون بها لوحدكم لا شريك لكم !
وأخيرا وليس آخرا ، أرفع أسمى آيات الإعجاب والتقدير للدكتور ناجي نهر ولكل الأبطال الذين لا تنعس عيونهم ولا تكلّ قلوبهم ولا تتعب سواعدهم ولا تنكسر هاماتهم ولا تهدأ نفوسهم ولا تأفل عقولهم من أجل صيرورة وطنهم وسعادة مجتمعهم و مستقبل أجيالهم....






#محمد_مسلم_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمات العالم جذورها تكمن في فلسطين...
- جنون العظمة: مرض عقلي أم داء إجتماعي؟
- ماذا سيحصل لو هوجمت إيران؟
- السلم في الشرق الأوسط هدف من اهداف العالم المتحضر
- إنفلونزا الخنازير وباء جديد يدق ناقوس الخطر
- الأوربيون والملف النووي الإيراني
- لماذا يقتل الحاكم شعبه...!؟
- تركيا من غرب يرفضها الى شرق يصبو اليها..
- ابحث عن امرأة تكرهني اسمها دنيا....
- مصاعب في الديمقراطية...
- أوباما والدرب الطويل....
- أوربا من القيادة القوية الى القيادة الفتية في ظل الظروف الصع ...
- معاني الحرب على غزة...
- قمة أوربية جديدة في ظل الأزمات....
- الفوضى الخلاقة : هل العراق نموذجا؟
- أوباما وملفات بوش الثقيلة...
- ثقوب سوداء تبتلع البنوك...!
- تأثيرات السياسة المعاصرة على إزدواجية الشخصية عند الشباب الع ...
- الوعي والديمقراطية...
- غياب المشروع الوطني: العرق قبل العراق والطائفة قبل الوطن !


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد مسلم الحسيني - دكتوراه في سن السادسة والسبعين! : معاني ودلالات....