أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فراس الغضبان الحمداني - مدينة الثورة .. وقود الحروب والازمات














المزيد.....

مدينة الثورة .. وقود الحروب والازمات


فراس الغضبان الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 2724 - 2009 / 7 / 31 - 09:46
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تعد مدينة الصدر التي كانت تسمى مدينة صدام وقبلها مدينة الثورة من اكبر المستوطنات البشرية الشعبية في الشرق الاوسط ، ويقارب عدد سكانها 4 ملايين نسمة ، لكن حصتهم من نفط بلادهم لاتتجاوز في المتوسط العام دولارا واحدا في اليوم ولذا فهي من اكثر المناطق في العالم فقرا وظلما .

هذه المدينة المحشورة شرق قناة الجيش والمزدحمة بسكانها جاء باهلها الزعيم عبدالكريم قاسم واراد ان يمحوا مظلوميتهم ويعوظهم عن ظلم الاقطاع في ريف الجنوب ، لكنه لم يتسنى له ذلك وتركهم مقطوعي الجذور في المدينة يعتاشون على الحرف والمهن البسيطة والتي لاتليق باابن الريف ، بل ان الاوضاع الانسانية في هذه الارض الضيقة والبيوت المختنقة باكثر من اسرة تعد كارثة انسانية ،ولوكان هذا الامر في غزة او في الاحياء الشعبية المصرية والمخيمات الفلسطينية لهان الامر وعرف المبرر .

لكن ان تبقى هذه المدينة على حالها وتضاف اليها مساوىء كثيرة ناتجة عن الخروج على القانون واساليب الشطارة والغالب والمغلوب والفوضى والحروب بين العشائر وزيادة التخلف وخداع الناس في الشعارات الدينية والهروب من المدارس وتشغيل الاطفال في مهن لاتليق في عمرهم ، جميعها مؤثرات تؤكد ان هذه المدينة وفي غياب الخدمات الاساسية قد تدهورت وتراجعت وانخفض مستواها الثقافي والاجتماعي والرياضي .

ان هذه المدينة كانت على الاقل في الستينات والسبعينات قد انحبت العديد من النخب الثقافية والادبية والاكاديمية وكانت لها فرق رياضية تنافس المنتخب الوطني وكادت ان تتخلص من التقاليد الظلامية والعقليات العشائرية المتخلفة ، فظهرت فيها حركة سياسية وشباب كانوا يلتهمون الكتب الثقافية بانواعها بحر الصيف وبرد الشتاء وتجدهم مزروعين تحت كل شجرة عالية في قناة الجيش يرسمون للعراق مستقبلا واعدا ويحولون الحلم الى حقيقة فكانوا هم المبدعون والمناضلون .

ولكن كل هذا الاجتهاد والجهاد قطف ثماره اناس كانوا خارج حركة النضال .. زوروا ناريخهم وشهاداتهم وتوجوا انفسهم اولياء على الشيعة وعلى اهالي مدينة الثورة التي لم يتغير فيها شيئا قط الا اسم المدينة .

لقد تم استخدام الملايين منهم وقودا للحروب في زمن النظام السابق بدات بحرب الشمال وقادسية صدام وحرب الخليج وام المعارك حيث زهقت ارواحهم ظلما وعدوانا تحت شعارات عربية واسلامية ووطنية ، وبعد سقوط الصنم تم صفحة التحريض الطائفي وذهب الالاف منهم مدفوعين باسم المذهب والدين بحرب طائفية اججها تجار الحروب والمتطرفين ودول الجوار .

والنتيجة الان ان اموال النفط اصبحت في جيوب البرلمان والوزراء واعضاء مجالس المحافظات والبلديات ، والذين شكلوا احزابا بدلا من حزب البعث المقبور .

فما الذي تغير من هذه المدينة ، فما زالت مدينة الصدر عبارة عن مستنقع كبير تغطيه المجاري وتحيطه جبال من النفايات وتجوب شوارعه العصابات المنظمة وبعضها تمارس الاجرام لانها كانت ضحية لهذا الواقع الماساوي ولكونها ترى كبار القوم يسرقون وبصورة قانونية ولم يجدوا امامهم الا استخدام السلاح والنصب والاحتيال والتزوير للحاق بمركب الانتهازية الذين تسلقوا اعلى المناصب وهم يعرفونهم بالاسماء واحدا واحدا ويتذكرون سيرتهم الذاتية الغير عطرة وواقعهم المفجع وكيف اصبحوا الان .

وازاء ذلك فان ابناء هذه المدينة المظلومة لاينتظرون وعود صابر العيساوي بانجاز مشروع 10 في 10 وهو تحويل المدينة الى عمارات سكنية حديثة وهذا المشروع بحد ذاته اعتراف بان الحكومة قد فشلت في تطوير واقع المدينة فابتدعت هذا المشروع ولا ندري هل سيرى النور ام انه سيبقى مثل بقية المشاريع الاستراتيجية حبر على ورق .

وامام هذه المعادلة لم يجد اهالي مدينة الثورة لو انك عرضت عليهم استطلاعا حقيقيا تسالهم فيه عن الاسلوب الامثل لانقاذهم .. فان غالبيتهم العظمى ستجيب بانها تريد حصتها من النفط وان يستلم كل مواطن حصته شهريا ويتصرف بها لانقاذ اسرته من هذا الواقع المؤلم ، فهو لم يعد قادرا على انتظار معجزات من حكومة نخرها الفساد والمفسدين وبنيت على اساس المحاصصة وتزوير الشهادات .



#فراس_الغضبان_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجالس بلدية ام مجالس نفعية
- وزارة الاعلام هل تعيدها حكومة المالكي
- مهزلة السفراء في مجلس النواب ..!
- تسييس الشعائر والطقوس الدينية
- حواسم الشقق السكنية في المنطقة الخضراء
- الزعيم عبدالكريم قاسم .. رمزا شعبيا للفقراء
- حيدر ورؤى يكسران قيود الطائفية والقومية
- معجزة العيساوي الصفرية ..!
- خطة الوالي مدحت باشا تطبق في بغداد ..!
- احذروا المفسدين الجدد انهم قادمون ..!
- منظمات لحماية المستهلك العراقي
- المالكي والحرب على المفسدين
- فضائح الورش الوهمية في المنظمات الشبحية
- امراء الكويت يبحثون عن صدام جديد
- الدور الامريكي في تخريب الاعلام العراقي
- عندما رقصت شلة اللصوص على اشلاء العراق
- اي لعنة اصابتك ياعراق..!
- جوقة حسب الله في قناة البغدادية الخشلوكية
- انفلونزا الخنازير في وزارة التجارة
- المالكي ونظرية المؤامرة


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فراس الغضبان الحمداني - مدينة الثورة .. وقود الحروب والازمات