أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يحيي رباح - اشتباك علي مستوي الذاكرة














المزيد.....

اشتباك علي مستوي الذاكرة


يحيي رباح

الحوار المتمدن-العدد: 2724 - 2009 / 7 / 31 - 09:51
المحور: القضية الفلسطينية
    


وزير المواصلات الإسرائيلي في حكومة إسرائيل الحالية يسرائيل كاتس, يريد شيئا يذكر الإسرائيليين به, يريد أن يلفت الانتباه, والطريق الوحيد لذلك هو المزايدة, والمزايدة في إسرائيل تعني ممارسة أحط أنواع العنصرية ضد الفلسطينيين, سواء عبر الحواجز ونقاط التفتيش, أو عبر الجدار الذي يفصل الفلسطيني عن بقية أهله, أو يفصله عن كرومه وبساتينه وأرضه, أو عن طريق سحب هويات المقدسيين, وهدم بيوتهم بدعوى أنها غير مرخصة, أو أن ترميمها جرى بدون إذن من الاحتلال, وهكذا قائمة الممارسات العنصرية طويلة لا تنتهي, وبالتالي فان يسرائيل كاتس لم يجد شيئا يفعله سوى تطبيق مفهومه العنصري ليهودية دولة إسرائيل !!

فأصدر قراراً بأن المدن في فلسطين والتي عمرها أكثر من أربع آلاف عام, المدن العربية الكنعانية, يجب أن تحمل كلها الأسماء العبرية, فالقدس على سبيل المثال التي نلقبها باللغة العربية باسم القدس, وبالإنجليزية Jerusalem, وبالعبرية يور شلايم, يجب أن تكتب كلها باللفظ العبري حتى لو كتب اسم القدس بالحروف العربية فيجب أن يكتب يور شلايم وليس القدس !!

هذا قرار عنصري وغبي ويكشف عن الحقد والكراهية, ولكنه في نفس الوقت لا يعني شيئا, لأن الذاكرة الفلسطينية لا تشطب بهذه السهولة, ولأن ميراث الفلسطينيين في بلادهم التاريخية فلسطين لا يمحى بهذه الطريقة العنصرية الهابطة.

بطيعة الحال:
قرار وزير المواصلات الصهيوني يسرائيل كاتس يلقى معارضة شديدة, وبعض هذه المعارضة يأتي من آخر اللذين لم يفقدوا عقولهم بعد من الإسرائيليين أنفسهم, أما المعارضة الأشد فتأتي من المليون ونصف المليون فلسطيني عربي الموجودين في وطنهم فلسطين, وفي مدنهم وقراهم الكنعانية العربية العريقة, التي حين جاء نبينا إبراهيم عليه السلام, وجدها زاخرة بالحضارة والثقافة والقوانين والحياة.

لو تعمقنا أكثر:

فان هذا القرار هو تعبير عن ذروة الخوف الذي يسكن في عقول وقلوب الصهاينة العنصريين, لأن كل ما هو فلسطيني يخيفهم ويذكرهم بعدم شرعية الاحتلال الذي يفرضونه على الشعب الفلسطيني بقوة السلاح, فهم يخافون من البيوت القديمة ويريدون هدمها, ويخافون من بقايا القرى التي تم تهجير أهلها بقوة الإرهاب والسلاح ويريدون إزالتها من الوجود, ويريدون إزالة الأسماء الكنعانية العربية للمدن العريقة مثل القدس, واللد, وعكا, وحيفا, ويافا, والناصرة, حتى لا تظل هذه الأسماء تلاحقهم في نومهم مثل الكوابيس المرعبة.

بل أكثر من ذلك فان الصهاينة العنصريين يخافون حتى من مقابر الفلسطينيين القديمة, ومن الأضرحة, ومن المساجد والتكايا والزوايا, لأنها الشاهد الأقوى على أن هؤلاء المحتلين الإسرائيليين ليسوا سوى عابرين, عابرين في كلام عابر كما قال شاعرنا الكبير محمود درويش, مهما تجبروا ومهما طغت ممارساتهم الوحشية.

وهكذا فان معركة الأسماء العبرية وفرضها على المدن العربية, هي معركة أبعد من حدود القرارات التي يصدرها يسرائيل كاتس أو غيره, وأبعد من مناقشات الكنيست ومن حوار الصحافة ومن حقوق الإنسان, لأن الإسرائيليين يدخلون في اشتباك خاسر سلفا, اشتباك على مستوى الذاكرة, وعلى مستوى الميراث التاريخي, وعلى مستوى العمق العقائدي, وعلى مستوى إبداع الحضارة الإنسانية!!

وليس كل لص سارق يستطيع أن ينقش اسمه على ما سرق ويقنع الآخرين بذلك, فما زالت الأهرام مصرية بعد سبعة آلاف سنة رغم كل ما مر على مصر من غزاة ومحتلين, وستبقى فلسطين هي فلسطين, وستظل القدس أعظم ميراث عربي إسلامي حتى ولو كره الكافرون.

إسرائيل قالت لملايين المهاجرين الذين جاءت بهم ولملمتهم من أصقاع الأرض, قالت لهم " هذه بلادكم, وهي بلاد لم يكن يسكنها شعب", ولكن الأكذوبة لم تنجح بهذه السهولة, وأذكر على سبيل المثال أن رئيسة وزراء إسرائيل الأكثر شهرة جولدا مائير كانت تتحدث ذات يوم إلى حشد من الطلاب في معهد التخنيون بمدينة حيفا فسألها أحد الطلاب:
- من هم هؤلاء الذين يسكنون معنا في أحياء مدينة حيفا؟
فردت عليه قائلة:
- إنهم الفلسطينيون
فعاد الطالب يسألها بإلحاح:
- ولماذا لا نعترف بذلك علناً, بأن هناك شعب آخر في هذه البلاد؟
فردت عليه جولدامائير غاضبة:
- لو اعترفنا بوجودهم علناً, فمعنى ذلك أنه يتوجب عليك أنت وعائلتك أن ترحل لأن حيفا مدينتهم, وهذه البلاد كلها لهم!!

الأسئلة سوف تظل تطرق رأس كل إسرائيلي بقوة, والهروب من الأسئلة عن طريق قرارات حمقاء مثل قرار يسرائيل كاتس لن يفيد شيئا, والخوف الذي يلاحق الإسرائيليين سوف يستمر ويقوى, إلى أن تقوم دولة فلسطين, دولة الشعب الفلسطيني, وعاصمتها القدس الشريف.
[email protected]
[email protected]





#يحيي_رباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فخرى البرغوتى عميد المقاومين
- القدس ساحة المعركة وعنوان الاشتباك
- إمرأة رئيسة صالون القلم الفلسطيني
- علامات على الطريق-الجبهة الديمقراطية في عيدها الأربعين
- زمن جديد للبطولة
- موسم المزايدات الاسرائيلية !!!
- علامات على الطريق- لا بد من صنعاء. . .
- ربيع لبنان ربيع فلسطين
- ربيع لبنان وربيع فلسطين
- ثلاثية التهدئه والحصار والحوار
- ماذا نقول ماذا نفعل؟؟؟؟
- الجبهة الديمقراطية.. شجاعة الرؤية !!!
- ابتسامة على وجه حزين
- الهروب إلى الخلاف؟؟؟
- هنا القاهرة
- اول الوطن ام اول الكاؤثة


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يحيي رباح - اشتباك علي مستوي الذاكرة