أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اديب طالب - النظام اللبناني مختلف عن أنظمة المنطقة














المزيد.....

النظام اللبناني مختلف عن أنظمة المنطقة


اديب طالب

الحوار المتمدن-العدد: 2724 - 2009 / 7 / 31 - 09:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


والمعارضة اللبنانية مختلفة عن المعارضات الديموقراطية في العالم


بدهي أن الأنظمة تقوم في منطقتنا على دعامتين رئيستين، الأولى دعامة أمنية متجذرة في عمق المجتمع، ومسيطرة حتى على الهواء الذي يتنفسه أبناؤه. والثانية دعامة دولية هي الحبل السري الذي يوفر الحياة لتلك الأنظمة. والنظام السوري أنموذج على ما نقول، التوق والشوق السوريين لعلاقة أميركية سورية صحيحة، شجرتها الدائمة الاثمار والاستثمار في موضوعي بقاء النظام ووفرة المنافع المادية والسيادية.... ذاك التوق وذاك الشوق شأنان استراتيجيان في السياسة السورية، ديبلوماسية كانت، أو اقتصادية كانت، وغطاء أميركياً حمائياً من عوادي الدهر كان.
لبنان العظيم كما وصفه شهيد الحرية جبران تويني، لبنان الجميل نظام غير تلك الأنظمة، ومنذ عام 1860 كان الأساس في معاركه الثالوث المقدس: الحرية، السيادة، الاستقلال. والدليل على ما نقوله، أن حرية التعبير تسود حاضره كما سادت تاريخه المعاصر وتاريخه الحديث. وأن نظرة متفحصة لانتخاباته النيابية الأخيرة، ولتكليف الرئيس سعد الحريري المشروع ديموقراطياً وقانونياً ودستورياً، تكليفه، تشكيل الوزارة، وما أثاره هذان الحدثان الهامان جداً، تلك النظرة، مؤشر حيّ على صدق ما قلناه عن سيادة حرية التعبير في البلد العظيم الجميل.
ثمة موالاة وأغلبية وثمة معارضة وأقلية في بلد الأرز، الأمر المشابه لأغلب الأنظمة الديموقراطية في العالم، والمختلف موضوعياً هو متقارب عند الموالاة وعند المعارضة، أما ذاتياً فالفوارق شديدة الوضوح.
الموالاة والأغلبية، ومنذ عام 2005 والأصح منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بداية، ومعارك التخلص من الهيمنة وطلب الحقيقة والعدالة، وما ترتّب على تلك المعارك من شهداء أحياء وشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، وكان هذا في الزمان وسطاً، ووصولاً الى النصر في الانتخابات النيابية الأخيرة، والنصر الديموقراطي في تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة اللبنانية... الموالاة والأغلبية وعبر كل هذا المسار المدمى، التزمت السمات الرئيسة في الصراعات الديموقراطية، وأهم هذه السمات: السلمية والشفافية واحترام الآخر، والتزمت روح الديموقراطية وجوهرها عندما لم تقابل العنف المسلح بمثله، ووافقت في مؤتمر الدوحة الشهير على التوافق الوطني، وحمت لبنان العظيم من فتنة لا تبقي ولا تذر. وعندما تواصلت الموالاة والأغلبية مع (الخارج)؛ تواصلت مع الاعتدال العربي والإسلامي، وتواصلت مع العالم الحر الذي حمى البشرية من استمرار النازية والشيوعية في عملهما المجرم في تدمير الحضارة البشرية، وهذا التواصل لم يغيّب ولو للحظة واحدة الحق العربي والفلسطيني في مسارات العدوان الإسرائيلي المستمرة في اغتصاب الحقوق وتعطيل فرص السلام.
المعارضة والأقلية، ومنذ عام 2005، والأصح ما قبله بكثير كثير؛ كان إيمانها بالحرية والسيادة والاستقلال ضعيفاً ومعدوماً بعض الأحيان. وكان سلوكها قهرياً عنفياً؛ ولأنه كان كذلك وكانت كذلك، خسرت الانتخابات، وخسرت قسماً من الشارع اللبناني، والأهم والأكثر خطورة على البلد الجميل؛ هو تواصلها مع (الخارج) اللاديموقراطي والمعزول دولياً، والمتسبب بنسبة، كبرت أم صغرت، بالفوضى التي عمّت المنطقة وعطلت فرص النمو السياسي والاقتصادي والأمني فيها، وفي البلد العظيم. أتذكر كم أخطأنا عندما تواصلنا مع النازية والشيوعية في الربع الثاني من القرن العشرين، وكانت النتيجة أننا أخذنا حصتنا من الهزيمة التي محقت الآفتين المذكورتين في السطر السابق. علّ المعارضة اللبنانية تتعلم درساً في حب الحرية من تلك الهزيمة؟!
تتكئ المعارضة اللبنانية والأقلية ـ وبعيداً عن جوهر اللبننة وعمقها المحلي الوطني ـ على تناقضات المحاور المتعارضة في المنطقة؛ لتحصيل أكبر قدر من كعكة السلطة (الوزارة) بعيداً عن أي مفهوم أو منطق له علاقة بروح الديموقراطية أو شكلها، واللذان تحققا راهناً وتاريخياً في مختلف الدول الديموقراطية وفي مختلف بقاع العالم، وهذا يعني أن المعارضة لا ترى في المرآة غير ذاتها ورغباتها، وبعيداً عن أبسط معطيات الاجتماع المدني الحضاري الحديث والمعاصر.
إن الاتكاء والاستقواء بـ"الخارج" ولتكريس الرغبات والمصالح الفئوية الضيّقة؛ لا ولن يحقق الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي، لا للوطن ولا للمعارضة ولا للموالاة. ولن يوصل ـ وهذا الأهم ـ الى حكومة ديموقراطية توافقية. وفي الوقت نفسه؛ لن تحقق الغلبة بالسلاح، أو بالتمدد الجغرافي والديموغرافي أي مكاسب لأي طرف، بل هي المدخل الى الفتنة، لا سمح الله.
أن ثمن الاتكاء والاستقواء بـ"الخارج" هو افتقاد المساحة المعقولة لحرية واستقلال القرار الوطني والفئوي معاً. وهذا الثمن ـ وبلغة المنافع ـ لا يوازي ما يكسبه طرف على حساب طرف، موالاة كان أم معارضة. وبدهي أن العلاقات المناطقية والإقليمية والدولية أساس في نشوء الدول وبقائها وفاعليتها ونمائها؛ إلا أن ثمة فرقا بين الارتهان والتبعية وبين ما يقتضيه بقاء تلك العلاقات ونموها بعيداً من العزلة والانكفاء عن العالم.
صحيح ما قاله رئيس الجمهورية اللبنانية السيد ميشال سليمان: "إننا للمرة الأولى نؤلفها ـ يقصد الوزارة الحريرية ـ بلا ضغوط أو تدخلات خارجية". ولكن الاتكاء والاستقواء بـ(الخارج) شيء، وضغوطه وتدخلاته شيء آخر.
لبنان بلد عظيم ورحمك الله يا جبران. لبنان بلد جميل؛ فلا تشوّهوا عظمته وجماله. الحكومة "الحريرية" قادمة وهي المولودة الشرعية لعظمة لبنان وجماله.
() معارض سوري






#اديب_طالب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المفاوضات خيار استراتيجي وليس السلام؟!
- الخيار العسكري ضد -السلاح النووي الإيراني- ما زال واحداً من ...
- النووي الإيراني إلى أين؟
- أيام ايران الصعبة ، لن تمنع المحادثات الامريكية الايرانية ال ...
- اوباما ومكارم الاخلاق
- مولد العصيان المدني في ايران
- حماس والرؤية الاوبامية
- أوباما: صوت السلام من القاهرة نتنياهو: صوت الحروب من -أورشلي ...
- أوباما ونتنياهو معاً: لا للخلاف الاستراتيجي!!
- وجهة نظر في الرؤية الأوبامية
- هل يضغط أوباما على اسرائيل ليصبح لخطابه القادم في القاهرة مع ...
- اسرائيل : عنف ضدّ ايران ، ليونة وسلاسة مع سوريا ، عناد لئيم ...
- 18 أيار والاسابيع بعده يحددان الأهم الأهم !!
- ا:اوباما يسوس العالم بسلاسة حازمة :
- 18 أيار بين باراك حسين اوباما المسالم وبين بنيامين نتنياهوال ...
- مئة يوم لاوباما في الشرق الأوسط الكبير
- البرادعي المتفائل واوباما المحاور ويد نتنياهوعلى الزناد ,
- قبر السلام الفلسطيني الاسرائيلي المغدور
- هل الحرب في الولاية الاولى أم الثانية لأوباما ؟
- العرب العاربة والعرب المستعربة بين نتنياهو وأوباما ونجاد وبي ...


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اديب طالب - النظام اللبناني مختلف عن أنظمة المنطقة