أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محيي هادي - أول أيار لم ينج من رصاص الإرهاب النازي














المزيد.....

أول أيار لم ينج من رصاص الإرهاب النازي


محيي هادي

الحوار المتمدن-العدد: 830 - 2004 / 5 / 10 - 05:03
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


مرة أخرى مر الأول من أيار فاحتفل به العمال، و خاصة اليساريون منهم، كل حسب وضع بلاده، و كل حسب نوع الحرية أو الديكتاتورية التي يتمتع بها.
و في دول منطقتنا، دول الديكتاتورية و البربرية الشرقية، فإن الاحتفال بأول أيار بدون موافقة السلطات الحاكمة يعني السجون و ربما الإعدام.
أما في دول الديمقراطية فإن الاحتفال بهذا اليوم أصبح شيئا عاديا و روتينيا تخرج فيه جموع الجماهير، من فئات مختلفة، في مظاهرات سلمية معلنة فيها مطالبها بكل حرية و أمان، تخرج الجموع إلى الشوارع و هي ترقص على أشكال متعددة من الطبول و الآلات الموسيقية الأخرى حاملة أمامها شعاراتها.
و في هذه السنة كان شعار مسيرات الأول من أيار في أوروبا هو: لا للإرهاب.
و "لا للإرهاب" شعار جميل و رائع، و يا ليتنا ندفن الإرهاب!، و لكن مقترحيه و رافعيه تذكروه عندما صعقهم الإرهاب صعقا إجراميا قويا في انفجارات الحادي عشر من آذار في مدريد. و لم يكن يوجد بالنسبة لهم أي إرهاب على الأرض، إذا لم يحدث على الأراضي الأوربية. فالإرهاب على أرض العراق، على أيدي نفس الإرهابيين الذين فجروا مدريد، هو مقاومة في العراق، أما في أوروبا فهو إرهاب و تخريب و، و،و.
يحدثني صديق لي: الأول من أيار يذكرني بيوم من طفولتي من سنة 60 أو 61، حيث اشتركت في هذا اليوم، لأحتفل بهذا العيد، في مسيرة سلمية هادئة سارت في شارع الرشيد في بغداد. و عند وصولنا إلى الساحة التي تذهب إلى جسر الشهداء بدأنا نسمع طلقات رشاش و هي تَصْلي الناس العابرين على ذلك الجسر، و كان كثير من هؤلاء العابرين يحاول الانضمام إلى المسيرة. كان رمي الرصاص يأتي من فندق بور سعيد الواقع في بداية الجسر في الجانب الكرخي، من محلة الجعيفر.
و لم يستبعد أحدا في تلك الأيام أن الرشاشات التي استعملت ضد المواطنين العراقيين، كانت تسمى أيضا بور سعيد، و كانت مصر جمال عبد الناصر هي التي تزود القتلة بتلك الرشاشات و بأسلحة أخرى كانت تأتي عن طريق الشام.
كم أشبه اليوم بالبارحة!
أسلحة الغدر كانت تصل إلى العراق عن طريق سورية، مثلما يدخل الإرهابيون الآن مستخدمين نفس طرق الإجرام الماضية، و مثلما كان القوميون و البعثيون يطلقون الرصاص على كل شيء حي يتحرك على أرض العراق، فإن إرهابيي اليوم، من بعثيين و غيرهم، لا يميزون بين أي واحد من العراقيين، فقنابل غدرهم تقتل الطفل و المرأة و الشيخ سواسية.
و كم لا يشابه اليوم عن البارحة!
فسابقا كان اليساريون العراقيون يقفون مع أقرانهم السوريين ضد التعذيب الناصري الذي كان يذوّب قادتهم بالحوامض. و هتافات " خالد بكداش أهلا بيك، شعب العراق يحيك" لا تزال طرية في الأذهان، أما اليوم فنجد شيوعيي الغوطة و أشباههم يقفون مع الإرهاب الوهابي و البعثي ضد أماني شعبنا في الحرية و الديمقراطية و الاستقرار.

لقد طغى الفكر الفاشي البعثي، بمساعدة كوبونات البترول و غيرها، على أفكار العديد فتحولوا إلى أشخاص يتحدثون بلسان قومي عنصري نازي، و لا أستبعد أبدا أن تكون تنظيماتهم قد نخرها البعثيون و سيطروا على قيادتها، تماما مثلما سيطر البعثيون على نقابات العمال في العراق، بقوة الحديد و النار، و إن اسم المجرم محمد عايش و غيره من المجرمين لا يزال العراقيون يرددونه كمثل صارخ لأقسى المجرمين الذين مروا بأرض العراق.
لقد أظهرت فضائح كوبونات البترول أن هناك الكثير قد استلموا "حصتهم" من نهب ثروات العراق، و يصعب علينا أن نميز أي تمرة أصبحت نجسة و أي تمرة لم تصيبها النجاسة.

محيي هادي – أسبانيا
أيار 2004
[email protected]



#محيي_هادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعطوا البعثيين حقوقهم
- أصحاب الكهف
- بصراحة: بمناسبة اغتيال الرنتيسي
- هل الأحاديث النبوية هي نبوية حقا؟
- حرية الإنتخابات و الديمقراطية
- مؤتمر التفرقة العربية
- بأعناقكم يبدأ السفاحون قطع أعناق العراقيين
- احتلال و تحرير و سقوط لأبشع نظام دموي
- هل حال الزوجة غير المسلمة أفضل؟
- كُنت أعيش و أحلم قبل مجيء بعث الذل و الدم
- هُـم، هُـم، لا غيرهم
- نعم للحجاب، لا للحجاب
- إلى المهجَّرين و الغرباء
- عدالة أحكام السلف الطالح
- حلول قاضي القضاة لشبق الخليفة
- اللــون الأحمــــر
- القرضاوي يتزوج بابنة حفيدته
- قانون أحوالكِ الشخصية
- أتمنى أن يقاطعنا الإرهابيون
- وداعا يا عام الخلاص و أهلا بك يا عام الاستقرار


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محيي هادي - أول أيار لم ينج من رصاص الإرهاب النازي