أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز العرباوي - الجيلالي وكلبه : قصة قصيرة














المزيد.....

الجيلالي وكلبه : قصة قصيرة


عزيز العرباوي

الحوار المتمدن-العدد: 2723 - 2009 / 7 / 30 - 10:00
المحور: الادب والفن
    


الجيلالي وكلبه : قصة قصيرة


الجيلالي فلاح بسيط ومكافح. إنه مزارع جيد في حقول الأغنياء. وإنه من أسرة بسيطة ويعز عليه ترك أرضه وقريته والذهاب إلى المدينة حيث الحياة السائدة هناك هي الانحراف والفساد الأعظم، انحراف الإنسان عموما، إنه عاشق لقريته النائية البعيدة عن المدينة الكبيرة العصرية. بدا مؤخرا يستغرب لماذا تأخذ قريته لونا جديدا غير اللون الذي كانت عليه قرونا خلت. ويستغرب أكثر عندما يرى فسيفساء المدينة تملأ قريته عن كاملها، عرف كل هذا وهو يرتاد بيوتها.

الكلب "بوبي" كما كان يحب أن يسميه لم يعد على حاله الطبيعي منذ أسابيع، إنه المرافق الوحيد له في حياته، فهو يعرف وفاءه العظيم لذلك كان يحبه كثيرا وكان يحقق كل رغباته. وذات يوم أبيض حيث كانت الشمس حاملة في أشعتها قوة جبارة من الدفء والحرارة رجع الجيلالي من عمله بحقل أحد أغنياء القرية مارا بحزام الحقول الخضراء المنتشرة على الطريق المؤدي إلى بيته. وعند وصوله إلى بيته البسيط الكائن في بقعة أرضية يتيمة ورثها عن أبيه، دخل إلى البيت فسمع أنينا يصدر من داخله وأحس في الحين أنه صوت كلبه الوفي. ثم تعمق أكثر إلى غرفته التي ينام فيها ليلا فشاهد صاحبه يتمرغ في وسط الغرفة ويتلوى من أثر الأم فأدرك أنه قد أصبه سوء ولا بد له من أن يحمله إلى بيطري متخصص. وإذ هو يستعد لحمل الكلب إلى الطبيب سمع طرقا على الباب. يبدو أن الطارق على عجلة من أمره. فتح الجيلالي الباب وأخرج رأسه يطل على الرجل الذي حمله على تأجيل حمل كلبه إلى الطبيب:
- مساء الخير. آالجيلالي، كم مرة استعطفتك أن تمنع كلبك من الاقتراب من كلبتي؟ يا رجل ! علمه كيف يحترم شرف الجيران ويضرب حسابا للعواقب.

بقي الجيلالي فاتحا فمه ولم يفهم ماذا فعل كلبه بكلبة جاره وكان يعرف أن "بوبي" لا يقدم على عمل كهذا مادام صاحبه يحقق له كل طلباته المتتالية، ماذا فعل كي يعاقبه هذا الجاهل بحقوق الكلاب بهذه الطريقة البشعة؟ وهل يعاقب العاشق على عشقه ؟ هذا الجاهل يستحق السجن لهضمه حقا من حقوق الكلاب المشروعة.

لم يجب الجيلالي على استفسارات جاره الجاهل وعاد إلى غرفته وحمل "بوبي" بين يديه وغادر البيت متوجها إلى الطبيب.

وضع الجيلالي الكلب على طاولة مستطيلة أمام الطبيب لفحصه وكان الكلب ينبح بضعف ويتوجع ألما يعتصر جسده. ولما انتهى الطبيب من الفحص وبشيء من القسوة في الكلام خاطب الجيلالي :
- كيف خولت لك نفسك الآثمة أن تفعل به هذا؟ ما الذي فعله هذا الكائن المسكين الوفي ليستحق منك كل هذا؟ .

وباستغراب شديد رد الجيلالي :
- لم أفهم قصدك يا دكتور، أوضح ، ماذا به "بوبي" ؟ ماذا حصل له ؟ .

وبشيء من الحقد الدفين لم يبد عليه، قال الطبيب :
- بعملك هذا قد أفقدته القدرة الجنسية إلى الأبد. العقاب لا يكون بهذه الوحشية أيها المجرم.

وبنفس الاستغراب قال الجيلالي :
- أنا لم أفعل له شيئا. في المساء رجعت إلى البيت من عملي كالعادة، ووجدته على هذه الحالة فنقلته إليك مباشرة. لكن، تذكرت، قبل أن أحضره إلى هنا جاءني جاري التهامي وهددني بمنع كلبي عن كلبته والتفكير في العواقب. فهمت، هو من فعل به هذا يا دكتور، هو من أفقده كل شيء. اللعنة عليك أيها الجار الخبيث... !!!




عزيز العرباوي
كاتب




#عزيز_العرباوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قاهر الجيران : قصة قصيرة
- الفتنة والقتل على الهوية : (7) :
- الدعوة إلى التباعد بين المذاهب دعوة سخيفة : (6) :
- الحوار بين المذاهب ضرورة ملحة : (5) :
- استحضار العقل في الحوار المذهبي : (4)
- أسباب التباعد والدعوة إلى التقارب : (3)
- الحوار وسيلة أم غاية ؟ (1)
- مظاهر العنف الفكري وضرورة التخلي عنه : (2)
- المشاعر المسافرة : قصة قصيرة
- بمناسبة اليوم العالمي للموسيقى : فؤاد الزبادي بالجديدة :
- تشبيك العمل الجمعوي : شعار اليوم التكويني بالجديدة :
- عن التفاعلية الرقمية : مشتاق عباس يساهم في الثورة العلمية:
- قصائد قصيرة
- الرحلة الباردة : قصة قصيرة
- السينما المغربية في مفترق الطرق :
- الهروب إلى الحنين
- سيرة رجل و قصص قصيرة
- العدالة ومرتكزاتها الأساسية :
- سيد الجهل
- الشاي وقصص أخرى :


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز العرباوي - الجيلالي وكلبه : قصة قصيرة