أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - إبراهيم إستنبولي - بعض الموضوعات الختامية لملتقى غوليتسينو* : - مستقبل قوى اليسار -















المزيد.....


بعض الموضوعات الختامية لملتقى غوليتسينو* : - مستقبل قوى اليسار -


إبراهيم إستنبولي

الحوار المتمدن-العدد: 830 - 2004 / 5 / 10 - 05:43
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


إعداد و ترجمة د . إبراهيم استنبولي

عقدت في الفترة 21 –22 حزيران من عام 2003 ندوة دولية تحت عنوان " مستقبل
القوى اليسارية " . وقد شارك فيه اكثر من 130 شخصية ، والمشاركون ينتمون
إلى أحزاب وحركات مختلفة منها : الحزب الشيوعي لروسيا الاتحادية ، الحزب
العمالي ـ الفلاحي الروسي ، الحزب الاجتماعي ـ الديموقراطي الروسي ، حزب
العمل الروسي ، وغيرها من الأحزاب الروسية ، الحزب الشعبي الاشتراكي
الدنمركي ، الحزب الاشتراكي اليساري النرويجي ، حركة كييف ( أوكرانيا ) ، شخصيات
تعمل في المنظمات التالية : أكاديمية العلوم الروسية ، اتحاد العمال
لعموم روسيا ، النقابات الاشتراكية ، اللجنة الإسلامية ، مجلس أوروبا ، مجلس
مدينة لندن ، مركز غورباتشوف وغيرها ، وكذلك رؤساء بعض دور النشر مثل :
Gileya Ultra Culture , Praxis , Ad Marginem , .

ومن أهم ميزات هذا الحدث هو انه تم تمثيل جميع الحركات الروسية المعارضة
الرئيسية من ناحية ، ومن ناحية أخرى ـ إن جميع المشاركين قد تحدثوا بصفتهم
الشخصية دون أن يتقيدوا بنظام الالتزام الحزبي .

وهنا أورد نتائج المناقشات فيما يخص بعض الموضوعات .



أزمة المؤسسات الديموقراطية ( مقررة الجلسة آلا غلينتشيكوفا ) :



إن تحول الأحزاب اليسارية الروسية إلى أحزاب للمستقبل ، قادرة على جذب
العمال المأجورين الأجانب ، غير ممكن من دون أن تعلن بوضوح موقفها السلبي
تجاه الشكل التوتاليتاري و الفردي للحكم وبالتالي الاعتراف بالديموقراطية
كقيمة أساسية لحركة اليسار الحديث في روسيا .

مع التأكيد على أهمية مؤسسات الديموقراطية التمثيلية للدفاع عن مصالح
الشغيلة ، يجب علينا القول أنها بحاجة إلى مزيد من التطوير و التحسين . وهذا
التحسين يجب أن ينصب على البحث عن أشكال جديدة لمشاركة المجتمع في اتخاذ
القرارات السياسية وفي مراقبة تنفيذها ، و كذلك إيجاد آليات جديدة لتفاعل
الأحزاب السياسية وشرائح اجتماعية واسعة ، قادرة على ضمان تأثير معاكس
للمجتمع على النخب الحزبية والحكومية .

إن السمة المميزة للديموقراطية كشكل للسلطة الشعبية في يومنا هذا هو ، من
ناحية درجة ومستوى التأثير الفعلي للمجتمع على السلطة ، ومن ناحية أخرى ـ
قدرة المؤسسات و الأحزاب السياسية على أن تعكس المصالح الاقتصادية
والسياسية لأوسع الشرائح الاجتماعية .

على الرغم من تبدل النظام الاجتماعي في روسيا في عام 1991 وما نتج عنه من
تفكيك للمنجزات الاشتراكية ، فإنه لم يحصل تجدد في مجال إدارة الدولة أو
تدمير للتراتبية السلطوية ، التي تكيفت بسرعة وراحت تخدم السلطات الجديدة .
فالعملية السياسية الحديثة في روسيا ، وخصوصاً هيئات الديموقراطية
التمثيلية ، تعيش أزمة جدية . وهذه الأزمة ترتبط بانسحاب المكونة الاجتماعية من
العملية السياسية الحزبية ، وتحول الأحزاب السياسية من عوامل تأثير فعلية
للمجتمع على السلطة إلى مجرد " مناجم " سياسية معزولة عن المجتمع و لا
تعكس مصالحه ، ومشغولة فقط بالصراع من اجل اقتسام الكعكة السياسية داخل
النخبة السلطوية المهيمنة .

إن السبب الرئيس لتلك الظاهرة هو نشوء تيارات ما بعد الصناعية وما ارتبط
بها من ظهور أشكال جديدة لعدم المساواة و الإقصاء في حقلي المعلومات
والإدارة ، وكذلك ظهور إمكانيات جديدة للتحكم بالمجتمع ومراقبته مع المحافظة
الشكلية على مؤسسات الديموقراطية الانتخابية أو التمثيلية . إن نتيجة الأزمة
التي تعيشها مؤسسات الديموقراطية التمثيلية تنعكس في خيبة المجتمع من
إمكانية التأثير الفعلي على العملية السياسية في إطار الإجراءات الديموقراطية
ـ وكدليل على هذه الخيبة نجد تنامي التصويت الاحتجاجي ، العزوف السياسي و
الميل للتصويت لصالح حزب السلطة . هذا كله يحمل مخاطر نمو الاتجاهات
التسلطية في المجتمع وفي السلطة .

فقط عن طريق إمداد النخب بدماء شابة وتجديدها بشكل مستمر ، إلى جانب
العودة إلى ُمُثل الاشتراكية ، يمكن أن يمنح المؤسسات الديموقراطية دفعاً
جديداً. كما إن التغلب على الأزمة يتطلب إيجاد وتطوير أشكال جديدة للديموقراطية
و أشكال جديدة للحوار مع المجتمع ، وكذلك آليات للمشاركة ، و للإدارة
الذاتية والمراقبة المجتمعية ، مع تأسيس شبكة من البنى الإدارية تتمتع بعلاقة
عكسية قوية وبمشاركة عالية للقوى الاجتماعية في اتخاذ القرارات .

على الرغم من السمات الخاصة للعملية ما بعد الصناعية في روسيا وما يرتبط
بها من أزمة الأشكال التقليدية لمؤسسات الديموقراطية ، فإن هناك الكثير مما
يجمعنا مع ممثلي الحركات اليسارية في البلدان الأخرى في بحثهم عن أشكال
جديدة لتطوير الديموقراطية ومن اجل إيجاد سبل أخرى لمواجهة التيارات
التسلطية بين الجيل الشاب . وهذا يتطلب نبذ الخلافات والفجوات بين الشيوعيين
والحركات اليسارية البديلة ، ودراسة تجارب الحركات اليسارية في الغرب ،
والتعاون معها في مختلف البلدان .



الهيمنة العالمية الجديدة ( المقرر دميتري غلينسكي ) :



في العقد الأخير من القرن العشرين وكنتيجة للصفقات التي أبرمت على المستوى
الشخصي أو الحكومي ومن قبل ممثلي النخب الحاكمة مع المنتصرين في " الحرب
الباردة " ، فقد نشأ نظام دولي أحادي القطب . إن كسر المنظومة الدولية التي
كانت قائمة على أسس " الردع والتوازنات " ، وبالتالي حدوث عدم مساواة
كبيرة في القوة والإمكانيات داخل المجتمع العالمي ، قد خلق وضعاً يسمح ، ليس
فقط بالقضاء على إنجازات عقود من التقدم الاجتماعي والاستقلال من
الاستعمار ومن نضال حركات التحرر الوطني في بلدان الأطراف ، وكذلك قواعد القانون
الدولي ، بل إنه تجري عملية إعادة تقييم المؤسسات الديموقراطية في بلدان "
المركز " العولمي ـ و في الولايات المتحدة الأمريكية قبل غيرها .

إن ضعف الخصوم الوطنيين للنظام أحادي القطب غالباً يمكن تفسيره بغياب
الوسائل البحثية المناسبة . هكذا مثلاً ، إن المقاربة الجيوسياسية التي كانت
سائدة ( والمرتبطة وراثياً بالتعصب القومي للإمبراطوريات الاستعمارية
بداية القرن العشرين ) تمنع من رؤية الإدارية الداخلية و نقاط الضعف في
المجتمع الغربي المعاصر ، بما فيه الامريكي . وكنتيجة لذلك ـ عدم القدرة على
التنبؤ بالمتغيرات الحاصلة ، وبالتالي سياسة التعامل السلبي معها والتسليم
بها كما لو أنها قضاء وقدر . و من هنا تعليق آمال واهمة على نشوء أحلاف
جيوسياسية " معادية للهيمنة " ، كما هو الحال ، مثلاً ، مع الصين أو
مع " العالم الإسلامي " . إن اقتصاد هذه البلدان ومصالح القسم الأكبر من
نخبها قد تم إدماجها في النظام العالمي القائم وبدرجة لا تقل عما يتعلق ذلك
روسيا . لذلك من الأفضل فهم طبيعة عناصر الهيمنة العالمية كاتحاد غير
متجانس وفوق وطني للنخب ( وتمزقه اكثر واكثر صراعات داخلية ) . وضمن هذا
الاتحاد فإن الأمريكيين ، خصوصاً المحافظون الجدد في واشنطن ، يتصرفون بعدوانية
زائدة بفضل وجود ، قبل كل شيء ، مصادر قوتهم خارج المنافسة . و كرد فعل
على أفعالهم يحدث نمو مطرد للكراهية لكل ما هو أمريكي على مستوى العالم ،
والتي تأخذ أحيانا أشكالا متطرفة للغاية .

هناك جانب هام في الوضع الأحادي القطب القائم ـ هيمنة صنف محدد من الثقافة
، وبحيث أن تلك الهيمنة يعاد إنتاجها من قبل وسائل الإعلام والدعاية بشكل
يومي . إلا أن " صراع الحضارات " ، التي تعامل كما لو أنها عبارة عن
مجتمعات مغلقة ، يتم فرضه ـ أي الصراع ، من قبل من يسمون اليوم " خبراء
السياسية العولمية " . بينما الحقيقة هي أن الشرائح المحرومة من الامتيازات في
الغرب ، في العالم الإسلامي وفي بلدان أخرى لا تشكل " خصومات حضاروية " .
إنما الحديث هو عن هيمنة ثقافة أحادية لشركات المجتمع الاستهلاكي العولمي
، التي ترفض كل ما هو " خصوصي " عند الآخر ، والذي لا يندمج في قياس
معين .. تلك الهيمنة التي تنتج صراعات مطابقة الهوية ، خاصة في المجتمعات
متعددة الإثنيات ومتعددة الثقافات .
كما إن الهيمنة الاقتصادية " للمركز " العولمي تخترق بدرجة عميقة بلدان
المحيط عن طريق دولرة ( من دولار ) اقتصادياتها ، كما هو الحال مع روسيا .
ولذلك فإن مشاريع انهيارات الوضع القائمstatus quo عن طريق " تخفيض
الدولار " ، يمكن أن تستخدم غطاء لعملية فقدان التوفيرات الصغيرة
للمواطنين . ولذلك فإن فك ارتباط الاقتصاد الروسي بالدولار من خلال الدخول في
اتحادات نقدية إقليمية ، سواء اليورو أو الإيوان أو " الدينار الإسلامي "
المزمع إطلاقه ـ هو موضوع نقاش وغير ملح بالنسبة لروسيا بحكامها الحاليين .
هناك بديل ألا وهي المنظومة التي يعلق عليها آمال كثيرة لكنها لا زالت غير
مدروسة بشكل كاف أي شبكة التجمعات الاقتصادية .
إلى جانب ذلك إن الاقتصاد أحادي القطب يكشف اكثر فاكثر عن عدم استقرار .
ومن أهم مصادر عدم الاستقرار ـ وصول إلى سدة الحكم في عدد من البلدان قوى
يمينية متطرفة تحت ستار محاربة الإرهاب ـ تلك القوى ذات النزعة ، كما في
حالة الولايات المتحدة الأمريكية ، إلى بسط سيطرتها والتوسع بالقوة على
الطريقة الاستعمارية ، والعمل على لعب دور الشرطي على المستوى الوطني والدولي
. إن زعزعة الاستقرار تلك ، الصادرة عن " المركز " العولمي ، تؤكد عدم
صلاحية النظام العالمي القائم مقارنة بأشكال أخرى من الهيمنة الخلاقة و
المبنية على التعاون ، كما هو حال الإمبراطورية الرومانية بالتحديد ، والتي
يتغنى بمقارنة بلادهم بها المحافظون الجدد في أمريكا .
إن التخلص من أحادية القطب " السرطانية " ـ واجب ومهمة عامة تتفق ومصالح
طيف واسع من القوى بما فيها اليسارية . ومن اجل ذلك لا بد من الأخذ بعين
الاعتبار ما يلي :
1- إن البيروقراطية الحاكمة في روسيا الحالية لا يمكن أن تكون حليفاً
موثوقاً للقوى الروسية والعالمية المناهضة للنظام العالمي أحادي القطب ،
لأنها هي ذاتها إما " مملوكة " من قبل الرأسمال العابر للقارات ، إما أنها
عبارة عن خليط من الشركات التي تخدم المصالح الخاصة .
2- لا توجد فرصة في روسيا للمبادرات الأهلية غير الحكومية في مجال
السياسة الخارجية دون أن تكون مرتبطة بمصالح الطبقة الحاكمة . وهناك حاجة لتضامن
جهود القوى اليسارية والديموقراطية بشكل عام من اجل التغلب على تلك الحالة
.
3- إن المنظمات السياسية القائمة و المحسوبة تقليدياً على اليسار ، بما
فيها الحزب الشيوعي لروسيا الاتحادية ، بوضعها الحالي غير قادرة ، و لأسباب
معينة ، على الدخول في تحالفات ثابتة مع خصوم النظام العالمي الجديد في
البلدان الأحزاب . والعائق هنا هو ذلك التصور الراسخ في الوعي الاجتماعي (
بمن فيها القوى اليسارية في الغرب ) حول القوى التقليدية لليسار الروسي :
- كوريث لأغلب الصفات الغير حميدة للحزب الشيوعي السوفييتي .
- كمنظمات يقودها قوميون متطرفون .
- كسعاة للاستحواذ على الحركة اليسارية بل والمعارضة عموماً ، حتى ولو
كان ذلك في غير صالحهما ككل .
- كورثة التعامل التوتاليتاري مع مشكلة حقوق الإنسان ، بما فيها حقوق
الاقليات القومية والدينية وغيرها .
4- يلاحظ في الغرب خلال الآونة الأخيرة حدوث انقسام المركز الديموقراطي
. أنصار النيوليبرالية و الهيمنة المركزية الأمريكية في النظام الاقتصاد
العالمي دخلوا في صراع مع الديموقراطيين الكلاسيكيين ( ممثلي الطبقة
الوسطى ) ، التي تتعرض مصالحها الاقتصادية وقيمها للاعتداء من قبل الشركات
العابرة للقارات وكذلك من قبل مراكز رأس المال ، ومن قبل الدولة . إن عناصر
المعارضة الديموقراطية المناهضة للنظام العالمي الجديد تتجلى في الحركات
المناهضة للعولمة وللحروب ـ هذه وتلك قد خرجتا بعيداً إلى ابعد من حدود
الطيف اليساري التقليدي . فعلى خلفية مظاهر تشكل دولة بوليسية في عدد من
البلدان ، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية و روسيا ، إلى جانب خطر "
عولمة " هذه الظاهرة ، فإن الدفاع عن الحقوق المدنية للمواطنين وعن حقوق
الإنسان يمكن أن تصبح فكرة جامعة و موحِّدة . عند ذلك إن الأحزاب السياسية
والهيئات الحكومية القائمة تبدو وكأنها غير قادرة أو لا مصلحة لها في حلّ تلك
المسألة ـ مما يسبب خيبة أمل تجاهها . هذا بدوره يخلق أمام القوى الغير
تسلطية وذات الصبغة اليسارية إمكانيات أن تلعب دوراً محورياً في حل تلك
المشكلة ، وان تضيف إليها مع ذلك من جوهرها الاجتماعي والاقتصادي .
5- في ضوء كل ما تم ذكره أعلاه ، فإن المصالح السياسية و النخبوية لقوى
اليسار التقليدي في روسيا ، بما فيها الحزب الشيوعي لروسيا الاتحادية ،
ليس بالضرورة أن تتقاطع كثيراً مع مصالح خصوم النظام العالمي أحادي القطب ..
و أحيانا ، قد لا تلتقي معها بالكامل . إن إدماج فعلي للمعارضة الروسية
في العمليات السياسية الدولية غير ممكن من دون حصول تحول داخلي فيها . إن
قوى اليسار الروسي بحاجة لأشكال جديدة من التنظيم ، بما فيها تلك التي لا
تكون غايتها الصراع من اجل السلطة أو المشاركة فيها ، بل الدفاع عن الحقوق
والحريات الشخصية والجماعية من الاعتداء عليها من قبل الشركات وما ارتبط
بها من بيروقراطية حكومية وعالمية ، وكذلك من اجل تحديد منهجي لسلطتهم على
الناس على المستوى الدولي و الإقليمي والمحلي .



التجربة العالمية لليسار ( رئيس الجلسة جاكوب نورهاي ) :



كما تبين التجربة يمكننا تمييز ثلاثة مستويات لتحالف القوى اليسارية :

1- التعاون بين التيارات .

2- تشكيل جبهة موحدة بين المعتدلين والراديكاليين

3- " يا عمال العالم ، اتحدوا ! " ـ التعاون الدولي .

ُتبيِّن التجربة في الغرب أن تأسيس تحالفات سياسية لمشاريع محددة و/ أو
مهام يعتبر اكثر واقعية من تشكيل أحزاب موحدة . وبشرط أن كل مشارك في
التحالف واجب عليه أن يحدد بماذا يمكنه أن يضحي في سبيل ترسيخ هذا التحالف ،
وان جميع المشاركين لديهم المقدرة على الاحتفاظ بالوجه الفريد و المستقل .

إن مسألة الوحدة وتوازن القوى داخل الحركة لا يمكن حلّها في إطار مقارنة
البرامج النظرية ، لأن ذلك هو موضوع تكتيكي بحت للنضال السياسي ، ويجب
التعامل معه بالنسبة لكل حالة محددة . وعند تأسيس التحالفات يجب التجرد إلى
أقصى درجة من تاريخ العلاقات المتبادلة . و يجب أن نتذكر أن التنظيمات "
الثورية " غالباً ما تتحول إلى طوائف وشيع ،. وبالعكس ، إن الأحزاب التي
تدّعي أنها " إصلاحية " ـ غالباً لا تقوم بأية إصلاحات .



النقابات وحركات اليسار ( المقرر فاسيلي موخوف ) :



على خلفية بناء مجتمع لا طبقي في الاتحاد السوفييتي السابق فإنه في روسيا
المعاصرة تجري عملية فرز طبقي متنامية ، مما يفرض التوجه إلى الحركة
النقابية كوسيلة للدفاع عن مصالح الطبقة والجماعات .

يتميز الوضع الراهن للحركة النقابية في روسيا بما يلي :

- تعايش النقابات التي كانت قائمة في زمن الاتحاد السوفييتي و
الداعمة للسلطة الحالية إلى جانب عدد من التنظيمات النقابية الحرة .

- تحقيق سلسلة من النجاحات الكبيرة والهامة للمجتمع في الآونة
الأخيرة من قبل بعض النقابات الحرة بما في ذلك في مجال نشاطها السياسي .

لقد نضجت الظروف لإبرام تحالف سياسي بين قوى اليسار وبين الاتحادات الضخمة
للنقابات الحرة :

= مصلحة اليسار :

- الاتحاد مع النقابات يجعل اليساريين اقرب إلى القضايا التي تخص
معظم العمال .

- تحتاج قوى اليسار إلى الاعتماد على النقابات من اجل تجديد
عناصرها ومن اجل الحصول على قاعدة اجتماعية أوسع .

= مصلحة النقابات :

- بإمكان نشطاء اليسار ، عن طريق استخدام الآليات النقابية ،
للمساعدة في إنجاز التنظيم الذاتي للعمال .

- تعتبر عملية التسييس بالنسبة للنقابات ضرورة طبيعية من اجل
حماية مصالحها .

- إن اليسار ، وهو يساعد في تطوير الصناعة و ظهور تقنيات جديدة ،
يصبح حليفاً موضوعياً للنقابات .

وفي سبيل تقوية الوحدة بين اليسار والنقابات هناك عامل إيجابي هام ألا وهو
نشوء هيئات نقابية أولية بقيادات يسارية . لكن الاتحاد يجب أن يجري على
أساس الحل الوسط ( مبدأ الصفقة ) ، المقبول من قبل اكبر عدد ممكن من
الشرائح العمالية .



الحركات الأممية المناهضة للعولمة ( المقرر إيليا بودرايتسكيس ) :



تشكل الحركات المناهضة للعولمة ، والتي ظهرت للوجود مع نهاية القرن
العشرين ـ بداية القرن الواحد والعشرين ، العامل الأساس في تجديد سياسة
الحركات اليسارية :

- لقد وضعت تلك الحركات تحت المجهر السياسة النيوليبرالية للنخب .

- لقد أنتجت أشكال جديدة للتنظيم الذاتي ، والتفاعل بين مختلف
المجموعات والتيارات .

- لقد تحولت إلى مدرسة للتبادل الديموقراطي بين قوى اليسار ، الذي
يمثل تيارات تاريخية مختلفة ( بل ، غالباً ، متصارعة من قبل ) .

ومن المهم الإشارة إلى أن الحركات المناهضة للعولمة اول ما بدأت في الغرب
، وفي الولايات المتحدة الأمريكية قبل غيرها . هذا يشير إلى أن الظلم
والاضطهاد ، وكذلك النضال ضده ، ليس له طابع بين الدول بل يحمل طابعاً طبقياً
. لقد برهن الناشطون في الغرب انهم مستعدون للنضال في سبيل ليس حقوقهم فقط
، بل ومن اجل مصالح العاملين في بلدان " العالم الثالث " وبلدان أوروبا
الشرقية . إن الحقبة التاريخية الجديدة تؤكد مرة أخرى أهمية وضرورة الأممية
كإيديولوجيا وحيدة قادرة على محاربة العولمة الرأسمالية بشكل فعال . إن
التحالف المناهض للعولمة غير متجانس . ففي داخلها يوجد جناح معتدل و آخر
راديكالي ، وهي تضم ثوريين وإصلاحيين . إن مناهضة العولمة تشكل ، إلى حدٍّ
ما ، فرن تجري فيه عملية إعادة بناء الحركات والتنظيمات اليسارية ـ وذلك
بعد أن تكتسب سمات ملائمة للحقبة الجديدة . لكن من غير الضروري أن تتوج
تلك العملية بقيام " أممية " واحدة ، وإنما نشوء " حزبين " عالميين ـ ثوري و
إصلاحي .

على هذه الخلفية لا زالت الحركة الروسية المناهضة للعولمة ضعيفة ، وفي
كثير من الأحيان ما زالت معزولة عن الإسلامية الأحزاب للنضال والاحتجاج .
ولذلك تقع على عاتق الحركات اليسارية مهمة ملحة وهي تنمية ودعم الحركة
المناهضة للعولمة في روسيا ، وكذلك تقوية علاقاتها أيضا مع الاتجاهات النضالية
الأحزاب في نفس الوقت .



الدين والتقدم الاجتماعي ( المقرر حيدر جمال ) :



إن المؤمنين في وقتنا الحالي بحاجة لحركات اليسار لكي يتم عن طريقها
التغلب على التفرقة على أساس طائفي ، ومن اجل المشاركة في الحياة السياسية .
لكن على قوى اليسار أيضا أن تتعلم التعاون والتعامل مع الأديان في سبيل
مصلحة الحركة اليسارية. الدين و الإكليروسية ** ـ عاملان مناقضان لبعضهما ،
ويجب عدم الخلط بينهما . هكذا هو الأمر بالضبط أيضا فيما يتعلق بعلم اللاهوت
الحقيقي ، بخلاف الدعاية الاكليروسية ـ هي عبارة عن تقنية عقلية أو آلية
للتفكير . إن تجربة " لاهوت التحرير " قد برهنت على أن المؤمنين
والماركسيين التقوا وتضامنوا ليس فقط في محاربة الاضطهاد ، بل وفي كثير من موقفهم
الفكرية والأخلاقية .

يجب على حركات اليسار أن تعي ما يلي :

- إن الدين ، باعتباره من اقدم الإسلامية الأيديولوجية و
للنضال ضد الظلم على مدى اكثر من ألفي عام ، قد وحّدَ جماعات الأفراد ، و أوجد
الحل بين الفردانية والتضامن والتكافل .

- مرات كثيرة في التاريخ لعب الدين دور المحرض للجماهير .

- إن الدين يعتبر عاملاً لتشكل إيديولوجيا الاحتجاج و تطور
المجتمع .

- إن علم اللاهوت يقدم مفاهيم ومصطلحات أساسية يمكن استخدامها في
الخطاب السياسي .





* غوليتسينو ـ بلدة في ضواحي موسكو .

** الإكليروسية ـ اتجاه سياسي رجعي يهدف بسط سيطرة الكنيسة على الحياة
السياسية والثقافية .و من أكثرها نشاطاً الاكليروسية الكاثوليكية ، الذي
يستخدم لأغراضه السياسية الجهاز الكنسي ، الأحزاب السياسية الروحية
والتنظيمات الشبابية والنسائية . المترجم


المصدر ـ معهد قضايا العولمة الروسي . عبر الانترنيت



#إبراهيم_إستنبولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاول من ايار ـ هل عفا عليه الزمان ؟
- قمة الدول العربية القادمة و مشروع - الإصلاح الامريكي - :- سف ...
- بين بَطَر السلطة و بؤس المعارضة تضيع الاوطان- أنظمة - بطرانة ...
- احذروا دجوبولّلو أو قواعد الإمبريالية العشر
- مقال فــي الصحة النفسية
- - استعمار روسيا - حول دور روسيا في النظام العالمي الجديد
- وصــفة من أجل شباب دائم
- و في العـــراق ... قلقٌ و حزن
- معــاداة السامــية في روسيا :من ستالين حتى الطغمة المالية
- بقايــا - آلـــهة - أو قصص غير مفيدة
- الشاعر الروسي أوسيب إيملييفيتش مندلشتام قصة حياته و موته
- مــلاحظات حول موضوعات المؤتمر السادس للحزب الشيوعي السوري- ا ...
- يفغيـــني يفتوشينـــكو
- الوصية السياسية - لـ : فلاديمــير . إ . ليـــنين
- آنّا آحمادوفا .. عن نفسها
- العولمــــة … ماذا تعـني حقــــــاً ؟
- هل يبتلع الاسلام السياسي دولة - البعث - في سوريا أو تداخل ال ...
- العــــالم من دون رسول حمزاتوف
- نيكـولاي غوميليف
- الولايات المتحدة الأمريكية والهيمنة على العالم


المزيد.....




- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - إبراهيم إستنبولي - بعض الموضوعات الختامية لملتقى غوليتسينو* : - مستقبل قوى اليسار -