أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - احمد موكرياني - الكورد والعرب والتركمان وكركوك رؤيا حالمة















المزيد.....

الكورد والعرب والتركمان وكركوك رؤيا حالمة


احمد موكرياني

الحوار المتمدن-العدد: 2723 - 2009 / 7 / 30 - 03:36
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


ان كل قومية تعتز بوجودها وثقافتها وتأريخها ولكن لا يعني التجاوز وإنكار حقوق القوميات الأخرى لأننا جميعا نشترك بإنسانيتنا كبشر من اعقل الكائنات على الأرض متماثلون في كينونتنا ومختلفون في لغاتنا وثقافاتنا. ولا يميز الإنسان عن الأخر الا بقدر سمو أخلاقه والعمل الصالح والتعاون مع الآخرين والسيطرة على غرائزه الحيوانية العدوانية تجاه الآخرين من البشر والكائنات الأخرى.

يعيبون الأعراب والأتراك على الكورد والشعوب الكوردستانية تطلعاتهم لإثبات وجودهم على الخارطة السياسية ويجرمونهم وكأنهم دخلاء او بكلمات تسويقية سياسية الأقليات في مواطنهم ونسوا او تناسوا انهم هم الدخلاء على مواطن الكورد والشعوب الكوردستانية. فقد فعل الترك بالكورد والأرمن في تركيا ما لم يفعلها الصهاينة في فلسطين تحت شعار كل الذين يسكنون في داخل الحدود التركية الحالية أتراك ومنعوهم من التحدث بلغاتهم القومية وما فعله حزب البعث في العراق بالكورد في كوردستان العراق فاق ما فعله الترك بالكورد في تركيا، وحرم الكورد في سوريا من حق المواطنة والجنسية، اما التآلف الطائفي الهش الغير المتكافئ الذي فرضه الاستعمار الفرنسي على لبنان لم تجعل من لبنان "جنة الله في الأرض" بلدة آمنة بل جعلتها ساحة للصراع كل القوى الإقليمية والعالمية وأصبحت الأوضاع في لبنان معيارا للاستقرار او الصراع في المنطقة.

اننا جميعا لدينا نفس الحقوق والواجبات ولا تفوق لقومية او فئة او عشيرة على الأخرى الا بصالح الأعمال لرفاه وللسعادة البشر وفي محاربة الجهل والفقر والمرض لا فرق بين طفل جائع في دافور عن أحفاد العائلات المالكة فكل طفل يبكي عندما يجوع ويبتسم عندما يشبع، ليضع كل منا في موقع الآخر ليتفهم مطالبه، ويجعل نصب عينيه شرعية مطالب عودة اللاجئين الفلسطينيين الى قراهم التي سلبت في ١٩٤٨ والى عدم شرعية المستوطنات اليهودية في الأراضي المحتلة فليفكر شيخ العشيرة الذي استوطن كركوك وضواحيها وكل المناطق المتنازع عليها بدافع سياسي وليس عن طريق هجرة طبيعية هل يرضى بما تفعلها الصهاينة في فلسطين اذا قبلت الأولى فلا عذر لك لعدم قبول الثانية، اما اعتقاداتنا او مذاهبنا ورؤانا فلندافع عنها بحججنا وتجارب من سبقونا لا بالسلاح فهو حجة الجهلة والقتلة وأعداء الإنسانية، ففي رؤيتي للحامل السلاح هو قاتل مع سبق الإصرار او جاهل يفتقر للحجة والحوار.

ان هذه المقدمة هي البوابة التي أود من خلالها ان اطرح رؤيتي بعد ان حاولت ان حرر نفسي من التعصب القومي والعرقي ولكني لا أستطيع ان أحرر نفسي من الترسبات الثقافية وبعضها قد تكون خاطئة ولكن معايشتي لها لفترة طويلة ارتقت الى مسلمات ليس من السهل تجاهلها وهنا رؤيتي حول الصراع العرقي والمذهبي في العراق أخص الكورد في العراق لان ولدت كورديا في ارض بغالبية عربية وثقافتي عربية واحب اللغة العربية نثرا وشعرا ويطربني الشعر الشعبي العراقي واحلق بين صورها كطائر مغردا ابحث عن وليف (رفيق) من "ريل حمد" الى "يالهويتي بلا وجاد النوب من تهوين وجدي" وأصدقائي من العرب اكثر من الكورد ولكن هذا لا يعني ان نسمح بتسلط قومية على أخرى مهما كان التفاخر بها لان عصر التسلط القوميات انتهت وربما يأتي اليوم يحكم تركيا شخص غير تركي كردي او عربي او ارمني بعد ان يُحجم العسكر وتنحصر صلاحياته في تنفيذ أوامر السياسيين، الحزب الحاكم في تركيا الآن هو حزب إسلامي ويضم الكورد والعرب وآن إنطاكية مدينة عربية وليس ببعيد ان يخرج من بين أبنائها اوباما تركية يرأس حزب العدالة اذا كان أعضاء الحزب يعون الإسلام كدين أممي لا تركي ولا عربي.

ان العروبين (القوميون العرب) الأوائل تأثروا بحركة القومية العنصرية التركية في بداية القرن الماضي فنادوا برفعة واستعلاء القومية العربية وانفصل العرب عن الإسلام جغرافيا وسياسيا فكانت المستفيدة من وراء حركة القوميين العرب هي الحركة الصهيونية العالمية التي حاولت شراء فلسطين من السلطان عبد الحميد الثاني فعندما رفض السلطان اجبروه على التنازل عن العرش وإمعانا في إهانة السلطان عبد الحميد كي يكون درسا وتحذيرا للآخرين كلف يهوديا بتسليم السلطان عبد الحميد الثاني وثيقة تنازله عن العرش. وبتأسيس حركة القوميون العرب وإقامة دول عربية قومية أزيحت فلسطين كولاية إسلامية وأصبحت ولاية عربية تحت حماية بريطانيا وتقلص حجم حماة فلسطين وبعدها الإقليمي والبشري الإسلامي الى دول من صنيعة الاستعمار البريطاني والفرنسي.

ان استعلاء القوميين الصرب على القوميات الأخرى في الاتحاد اليوغسلافي بعد موت تيتو أدى الى تقسيم يوغسلافيا الى دويلات والضحايا بالعشرات آلاف حيث كان يبدأ سلوبودان ميلوشيفيتش خطاباته "أخوتي الصرب" متجاهلا القوميات الأخرى.

نوري سعيد (رئيس وزراء العراقي السابق) كان من الأوائل القوميون العرب وكان له علاقة صداقة حميمة جدا مع كمال اتاتورك وتزاملا في الكلية العسكرية في العهد العثماني. نوري سعيد كان أول مسئول سياسي عراقي يبدأ عملية تعريب كركوك سياسيا في منتصف الثلاثينات القرن الماضي وبدهاء سياسي تبنى عملية انتداب الموظفين العرب الى كركوك كوسيلة لاستيطان العرب في كركوك ونرى الآن العرب المستوطنون في كركوك يطالبون بما يطالبون به سكان المستعمرات اليهودية في ارض فلسطين والأغرب من ذلك ان بعض السكان التركمان المستفيدون من المادة ١٤٠ من الدستور العراقي يتحدون مع المستوطنين العرب ضد حلفائهم الكورد والقوميات الأخرى متناسين انهم كانوا ضحايا التعريب ولكن بقصر نظرهم وطمعا بسطوة ونفوذ يخالفون أبناء جلدتهم قبل مخالفتهم للكورد. فلو قٍٍُِِيم من الناحية المنطقية تركمانيا ان يعيش تحت مظلة ستة ملايين كوردستاني يتمتعون بحكم ذاتي تحت راية حكومة مركزية مجاورة لدولة تركيا المتفوقة عسكريا على كوردستان وعلى العراق وتدك الأراضي الكوردستانية في العراق بحجة او بدونها لمنع الكورد من التفكير بإقامة دولة مستقلة على ان يعيش تحت مظلة ٢٠ مليون عربي مدعومين من قبل ٣٠٠ مليون عربي من المحيط الى الخليج ترتبط بتركيا بمصالح تجارية كبيرة فان هذه المصالح ستعيق تركيا عن حماية التركماني اذا اضطهد من قبل الحكومة المركزية فالاختيار المنطقي الأمن هو كوردستان. ان هذا المثال تصوير منطقي لقصر نظر بعض التركمان واستعلائهم القومي على الكورد.

لندخل الان الى رؤيتي الخيالية للعراق الغد مجاورا دولا فدرالية ديمقراطية حقيقة متكاملة اقتصاديا خالية من التعصب القومي او الديني او المذهبي والقضاء فيه مستقل والقانون فوق الجميع.

الصورة الخيالية المثالية للتعايش الودي للقوميات والمذاهب والأعراق في العراق وإيران وتركيا وسوريا:
الكورد والقوميات أخرى عرب وتركمان والشبك واليزيدية والآشوري والكلدان والصابئة والأرمن والآذريون والبلوش وغيرهم جميعهم يتمتعون بحكم ذاتي واسع و/او حماية كاملة لثقافاتهم ومعتقداتهم ولغاتهم القومية في نظم فدرالية ديمقراطية في الدول الأربع.
معظم حدودهم محمية من مكونات شعب (عرق) واحد على جانبي الحدود.
تتناسق وتتعاون الدول الأربع في السياسيات الدولية والإقليمية.
ايران والعراق قوة اقتصادية صناعية وزراعية وبترولية تتحكم في أسعار النفط العالمية.
خطوط سكك حديدية كهربائية سريعة 500 كلم في الساعة من النجف الى قم ومشهد ومن اربيل الى مهاباد وديار بكر ومن المحمرة الى البصرة وبغداد ومن كركوك الى أنقرة واستنبول ومن إنطاكية الى حلب ودمشق.
خطوط النقل الجوي والبحري والبري متكاملة تربط أوربا بالخليج وآسيا الوسطى.
شبكة كهرباء متكاملة مترابطة بين الدول الأربع توفر الطاقة الكهربائية على مدار الساعة وبتكلفة قليلة.
مشاريع زراعية مشتركة تمتد من العراق الى ايران و تركيا و سوريا.
توزيع عادل للمياه.
١٠ ملايين أيراني يزورون العتبات المقدسة في النجف وكربلاء وسامراء سنويا
مئات آلاف من العراقيين يزورون مشهد ومهاباد ودياربكر سنويا.
تبادل الزيارات العائلات والأقرباء على جانبي الحدود الدول الأربع.

لكل منا الحق ان يحلم وكلما كبر الحلم كانت النتائج نسبية تتناسب مع حجم رؤية الحالم، سأل عالم دين كبير ابنه عما يحلم ان يكون عندما يكبر فأجاب الابن احب ان أكون مثلك يا آبي فرد عليه الأب لقد طلبت القليل كنت في سنك احلم ان أكون بعلم الأمام علي (كرم الله وجه) ترى البعد الشاسع بيني وبينه فستكون المسافة بينك وبيني مثل المسافة بيني والأمام علي (كرم الله وجه).

اذن ليحلم كل منا شعوبا وأحزابا وقيادات بحلم جميل بالتعايش في حب ووئام بلا استعلاء قومي او عرقي او مذهبي على الأخر بل لنحاول ان نجد القواسم المشتركة من الحب والود والبسمة والرضى طريقا لنا ولا نجعل من النقاط الخلاف بيننا بوادر للعداء وإلغاء الآخر ولنترك أولادنا يلعبون ويمرحون معا دون خوف او قيد اما الخلافات العقائدية والمذهبية لنتركها ليوم الحساب فلا يوجد حكم مطلق بالحق او الباطل، الحق عند قوم ربما يكون باطل عند الآخر وحتى النظريات والتطبيقات العلمية المجردة قد تعتبر حقيقة لفترة ما وفي مكان ما وباطلة في فترة أخرى في مكان آخر.







#احمد_موكرياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاكمة وزير التجارة العراقي مقياس لمصداقية المالكي
- حكام العرب والانتفاضة الإيرانية
- رؤيا منطقية للأحداث في إيران
- الوقاية من الفساد الاداري المالي
- رؤيا مستقبلية للعراق


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - احمد موكرياني - الكورد والعرب والتركمان وكركوك رؤيا حالمة