أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي الاخرس - استنساخ الفساد واستحلاب ثور الطهارة















المزيد.....

استنساخ الفساد واستحلاب ثور الطهارة


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 2722 - 2009 / 7 / 29 - 04:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استنساخ الفساد واستحلاب ثور الطهارة ... سامي الأخرس
دائماً تبدأ محرقة التاريخ من الماضي، لأن التاريخ لا يستند على مرتكزات فضفاضة، أو نرجسية، وإنما يبدأ من حيث انتهت آخر الصفحات، التي لا يمكن إعادة صياغتها بنفس الديباجة. ربما تتشابه بملامحها وتطوراتها وتحركاتها، وتحرشاتها، وعوامل اندفاعها المحبرية، لكن لا يمكن الصياغة بنفس الديباجة لأن هناك تطور في الوعي والمفهوم، وتغير في الشكل والجوهر، والمضمون، ولو في حدود المعقول والمقبول.
ولكن ورغم ذلك يمكن استنساخ باقة من باقاته مع إضافة زخرفة أكثر حداثة، ومواءمة للظرف البيئي والمناخي الذي تخضع له هذه العملية لإعادة الاستنساخ حتى يمكن لها محاكاة الحاضر، والإعلان عن المستقبل، وقهر الماضي.
لا أدرك من أين ابدأ عملية التورية عن ذلك المفهوم أو بالأدق "المصطلح" الذي له يومان يدغدغ خلايا عقلي النشطة، والمتأهبة حتى غلب على قدرتي في المضي قدماً بالحافزية والاستعدادية التي كانت تتسم بالحمية والنشاط في " رسالتي العلمية" التي لم أعد أمتلك من القدرة النفسية النظر إليها وفي سياقها الطبيعي الذي بدأت به بعقد العزم على أخراج شيء جديد، أو على الأقل ما يحمل سماتي الفكرية التي ما أن تضمد جرحاً حتى ينزف آخر، بفعل فساد القوم، وفساد الهواء المحاصِر لغلافنا النفسي، والجسدي، حتى أصبح شاغلنا الذهني في إطاره الطبيعي والرئيسي، وكأن أنوفنا تحولت لخياشيم تعجز عن القيام بواجباتها الطبيعية، فاستبدلت بخياشيم كمن يعيش في بحر من الفساد لا تلتقط أضراره شعيرات الأنف العادية، فنحونا صوب التسمك ولكن لم ننجو لأن الافتراس بعالم البحار اشد وطأة وضراوة من حيتان الأرض المتكورة.
فديباجة العقلاء بثوب أهل العلم والمعرفة، وعفن الحقيقة عندما تقع على كومة فساد تزينها ياقة براقة تبهر الناظر والسامع على مرآي مسافات الهامش .
في ظل قتامة الإحباط التي تستحوذ عليك في بعض الأحيان، وتجعل من صدرك بركان يكاد يتفجر ، لا يسعك سوى أن تستل من مخزونك كل الترهلات المتأففة من طفيليات الزمن التي كنت لبرهة تعتقد إنها أحد الضرورات لاختمار الحياة، واستمرارها، وإنها من ذلك الصنف النافع المفيد، والضروري للحياة. فتبدأ عملية إنتاجها الطبيعي حتى توخز جسدك وخزت ألم تلوث حلماً جميلاً كنت تشاهد ملامحه وأنت متفتح العينان ، أعمى القلب، كمن يقول فعلاً" إن العاشق لا يبحث عن عيوب معشوقة"، والحبيب لا يرى من حبيبة سوى الحب. وذاك القديس في محرابه يتزركش بالعفاف والطهارة المغلف بالشوق، إلى أن تصفعك عملية الاستنساخ لنفسك تحت مبضع الألم لتبدأ عملية الاستذكار مع قهقهة صامته ساخرة يتبعها حديث نفسي بينك وبين روحك مردداً" آن أوان الاستذكار أيها الحمار" لقد غدت الغفوة، وليس عجب أن توصف نفسك بالحمار بهمس دون أن يسمعك أحد سوى تلك النفس الشريرة القابعة ببدنك، لأنك تعبر عن خدعة وغباء غلفت ضفاف الوادي الجاف التي كنت تستمتع بعذابات مياهه الجافة، التي لا يراها سواك في حلم تعيشه، وكذبة تصدقها.
فالمرأة كالتاريخ لا يمكن ركل أحدهما، وبهما سر مشترك، الجاذبية، الأناقة، الجمال مع علاقة الخشونة التي تبرز لك مخالبها بلحظة لتفترس طهارتك، وبراءتك، وعفافه نفسك، أليس حواء من أخرجت آدم من الجنة؟!
أوليس هي من يركع حامل القلم، والشارب، والمعرفة، والفكر ليسقط ببراثن دلالها، ونعومة خلقها، ويسيل لعابة عاجزاً عن مقاومتها؟! بلا هي ثورة جميلة يسقط المرء ضحية لسلاحه الفعال. وصدق من قال ثلاثة أصناف لا يشبعون " طالب النساء، وطالب المال، وطالب العلم" يلهثون كلاً في واده خلف شهوته، أما هذه المخلوقة، فهناك أول من يقع ناظره على اسمها" مجرد اسمها" تبدأ الحركة الفسيولوجية ثورتها وفعلها السحري، وتنتابه غريزة حميمية، مصحوبة بضعف، لتستسلم ذكوريته ، ويركل ثقافته، وطهارته، ويبتلع لعابه. فكم جميلة منحت الأولوية تحت قلم أحمر بيد أستاذ، وعقل مفكر برأس زعيم...الخ، حتى أولئك الغير جميلات لهن نصيب من الطيب على أمل استحصال شيء إن تمنعت الجميلة. ولكن إنصافاً للحقيقة أتساءل من الساقط الأنوثة أم الذكورية؟ بقناعة راسخة الساقط هي تلك النفس الشهوانية الدنيئة التي لا ترى بالأنوثة سوي شهوانية، وكأن الطبيعة الإلهية لم تمنحها سوي شهوانية فحسب، بالرغم من إنها شريكة كاملة المواصفات العقلية، والحياتية، ولكن هل كذب "كونفشيوس" عندما قال على الرجل الناجح أن يبتعد عن ثلاث" ما بين فكيه، وأمعائه، وما بين فخديه" هو صدق ونحن تجاهلنا.
مشهد مستنسخ من التاريخ بديباجة الفساد على مستوى المؤسسة المعرفية التراكمية لبني البشر، تعيد صناعة نفسها في مصنع مناخي كل ما يحيط به فاسد فاسق، في مجتمعات تبحث عن الفضيلة، وهي أهل الفضيلة، تبدأ يومها بالبسملة ويكاد الخشوع أن يقفز باكياً من بؤبؤ عينيه وهو يستمع لترتيل قرآني من آيات الرحمن، وأول ما يبدأ بإدارة المفتاح بقفل باب مكتبه يعود ذاك العجوز الذي أخذ منه العمر عتيا لحيويته وملاطفاته ومغازلاته على أنغام الاوكازيون الأكاديمي المليء بفاتنات صغيرات، متأهبات لاستقبال حياة باسمه، أمانات تغادر عتبات الصغر لنهل العلم، والمعرفة، من عقول وكتب العلم، وتجارب الماضي والحاضر لربط خيوط الأمل بالمستقبل، وليس لنهل تسبيل العيون، وتوزيع الابتسامات حتى يُعتقد أنه أغمي عليه عشقاً وذوباناً وسحراً " ولما لا فتنه الجمال"، فتقع فريسة تلك الجميلة ولما لا وفي نهاية المطاف والأمر درجة التميز رهن ابتسامه ومداعبة من جسدها الرشيق المتراقص على أنغام مراهقة هؤلاء.
لم يستنسخ التاريخ " دوللي" وحدها لعيد إنتاج نوع بهيمي من أنواع المخلوقات، بل استنسخ لنا أنواع وأنواع من مكدسات البشر، وأرباب القلم والفكر، ولننظر في سيل المعرفة الذي فرضته علينا العولمة الثقافية كم من بارع مثقف، وأستاذ متفلسف،ومثقف يافع أنتج لنا ليسحر أفئدتنا بقاموسه المعجمي، وفكرة المزدان بالتعملق الإنتاجي، ولكن!!!! لكل امرئ مرآته التي لا يرى تشوهاته سوى عندما يقف أمامها وحيداً عارياً من عفونته.
تضطرنا الحياة للتفلسف أحياناً تحت وطأة العنف المجتمعي الذي يحتضن عمرك، كحاضنة الخدج، لا تقوي على الخروج منه لأنك تموت لمجرد مغادرته، ولكن السؤال المفعم باليأس من أولئك هل يفهم أحداً فلسفتك تلك؟ وهل يعى قارئها مقصدك؟ وهل يمكن قراءة ما لم تكتبه وأنت في قمة ثورتك الذاتية؟ أجب إن كنت تقرأ – تفهم – تفكر- تعي – تحس.
هي لحظة مثل أي لحظة يتفاعل معها الوعي الحسي مع اللاوعي فتنتج قريحتك ما يمكن لها من إنتاج في خضم إعصار من الهواجس المتراكمة في عصارتك العقلية التي لا يمكن ملء الكؤوس منها لتسكر أدمغة الظامئين من الحقيقة، لأن الحقيقة إزعاج يحقق الاستنفار، وينمي الحقد في باطن الأمور، ويرسم توجهات النفس العبثية، لتنفجر عندما تتهيأ لحظة الافتراس لأولئك المنتفخين علماً، وفكراً، للتنظير الهش، المرتعش أمام نصاعة الطهر والإصلاح.
فلم تعد قوانين الجوعي ترضي بملء الأمعاء فقط، لأن التاريخ لن يستنسخ الجوعى، بل الشابعون، ويستنسخ المنتفخون لأنهم تهرقلوا كهرقل الروم، وتقمصوا دور هولاكو، وهارون الرشيد الحكيم، حامل مشعل العلم والفتح، بعبق الجاريات المزينات لقصر بغداد الجميل.
هل وصلت إلى مبتغاي؟ وانتصب ظهري المنحني لأقف أشاهد مرآتي الصادقة؟ وأدرك هؤلاء أن القوم لا يتوهون؟ نغادر الوادي ولكن تبقي حجارته فيه.......
ولعل التاريخ يبدأ من جديد في سرد سيرة" كونفشيوس" ويعلمنا إننا بيوم قرأنا لأفلاطون، وسقراط، وسيرة محمد العظيم سر الفضيلة، والعدل، والأمانة، والصدق بجوهرها، وليس بشكلها.
وليت مجتمعنا، وجامعاتنا، وهواءنا، وماءنا، يحقن بمضاد إنفلونزا الفساد الذي لم نتمكن ونحن نتصفح التاريخ من استحلاب مشروب الطهارة من زبده.سامي الأخرس
28 تموز( يوليو)2009







#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شركة الطاقة الفلسطينية تحتاج وسام لكن مصنو من جلد الأحذية ال ...
- القدومي إفراز للسباحة في السياسية الفلسطينية الآنية
- رفيقي سعدات لأنك صامت لا يريدوك
- انفلونزا الخنازير لا تعدي العرب
- فلسطين بين فتح وحماس
- الوحدة أم الهدنة أيهما أهم؟
- لا تهدموا آخرقلاع الكيانية الفلسطينية منظمة التحرير الفلسطين ...
- ما بعد غزة : خطابات النصر وخطابات الهزيمة ثقافة أم معركة ؟
- اياكم وجيل الغضب القادم
- السياسة تياسة شعار العرب
- رانية مرجية اليد على الجرح
- أعناقنا وذهب بكين
- وجع الموت لأهلنا في العراق من يشعر به؟
- محمود درويش فراقك كفراق وطن
- انقلاب موريتانيا عسكر وحرامية
- لماذا أفلت حزب العدالة والتنمية التركي من أنياب المحكمة الدس ...
- رحلة حياة في مطار الذاكرة
- دلال المغربي عذرا لقد ظلموك وسلبوا راحتك
- أين الأحواز يا عرب ؟
- أثمرت لتهدئة قبل موسم الحصاد


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي الاخرس - استنساخ الفساد واستحلاب ثور الطهارة