أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان عارف - أخطو خطوة أخرى إلى الأمام ...















المزيد.....

أخطو خطوة أخرى إلى الأمام ...


حنان عارف

الحوار المتمدن-العدد: 2721 - 2009 / 7 / 28 - 09:17
المحور: الادب والفن
    


أشعر برغبة عارمة بالبكاء أريد أن أصرخ بأعلى صوتي أريد أن أحتج أندد استنكر اشجب كل ممارسات هذا المجتمع الذكوري علي رافضة كل محاولاته لكتم صوتي و شل حركتي.
لم أعد قادرة على المضي أكثر لم أعد راغبة في السكوت أكثر سأبلغ الثلاثين من عمري قريباً.
30 عاماً عشتها كأنثى في هذا المجتمع الذكوري, أسير كأنثى, أتكلم كأنثى ,أتصرف كأنثى, أضحك كأنثى في مجتمع ذكوري ينظر إلي كأنثى و لكن ليس أنثى الإنسانة المساوية للرجل في الإنسانية و إنما مجرد ضلع أعوج .
30 عاما و أنا أضع يدي على أذني أغمض عيني و فمي حتى لا أرى و لا اسمع و لا أتكلم
و لكن هذا يكفي الآن أريد أن أقول رأيي بصراحة أريد أن أوجه انتقاداتي بشدة مجاهرة بها بدلا من المجاملات التي تدربت عليها كل عمري أريد أن أقف وجها للوجه أمام كل ما و من يزعجني و أقول رأيي صراحة بدلا من كتم غيظي النهار بأكمله حتى أعود إلى البيت فأقف وجها إلى وجه أمام المرآة و اصرخ محتجة معارضة مشاكسة منددة متذمرة حتى اتعب عندها ارتاح من هم ثقيل كاد يخنقني طوال اليوم و بعد ذلك عندما أريد أن اخلد إلى النوم " وحدي " لارتاح و اهرب من تعب النهار اسمع صرخاتي في كل زوايا البيت في كل ركن من أركانه هناك في تلك الزاوية من المطبخ سخط على الظلم و القهر الذي لا زالت تتعرض له المرأة و هناك في ذاك الركن من الصالون ألم و عتب على قانون جديد صدر متجاهلا إنصاف المرأة و هنا في هذه الزاوية دموع ملأت حوض الاستحمام على فتاة جديدة حزت عنقها سكين الشرف ؟؟؟
آلامي و أوجاعي ترافقني الليل بأكمله حتى في أحلامي ثم تعود ثانية متجولة في منزلي لتصل إلى الباب الخارجي لكنها تقف فجأة خائفة مترددة تحاول فتح الباب و الخروج و لكن لا.. ليست لديها الجرأة الكافية بل تفضل أن تبقى سجينة في الداخل.. هنا و لدت و هنا ستدفن .
أما الآن لن اسمح لهذا الوضع بالاستمرار أكثر.. هذا يكفي أنا من سيفتح لها الباب أنا من سيحطم الأقفال السبعة التي وضعت عليه أنا من سيدعوها للخروج...
لم اعد قادرة على احتمالها أكثر بداخلي إما أن نموت معا أو نخرج لنعيش معا, أريد أن اكسر قيود سجني و اخرج.. لقد فعلتها الآن و طالما تمنيت هذا اليوم حطمت قيودي بيدي تحررت من نفسي أحببتها أكثر ليس هذا فقط أريد أن أحطم قيود المجتمع.
أريد أن أحطم قيودي أمزق ثيابي أتحرر من نفسي , من أنا و من أكون , أريد أن أكون أنا نفسي , أسير في الشارع و كأنه ملك لي لا آبه بجميع المارين من حولي أريد أن أحب و اخبر الجميع عن قصة حبي الأسطورية لما لا أمارس الحب على سرير حديدي ليسمع أزيزه العالم أجمع .. أين و متى أشاء ؟
دون خوف دون رعب دون شعور بالألم دون إحساس بالذنب دون وجود لفكرة الحلال و الحرام
المسموح و الممنوع , العيب و الأخلاق , العادات و التقاليد ....

كم اشتقت إليك ..

لم اعد قادرة على احتمال حرارة الشوق بداخلي أكثر من ذلك , فهي نار تكوي جسدي تلهب مشاعري ...
لماذا أغلق عيوني عندما يذكر احدهم اسمك أمامي خوفا من أن يجدوك داخل عيوني , لماذا اضطر إلى وضع يدي على فمي لإخفاء ابتسامتي عندما تخطر ببالي ذكرى من أيامنا المجنونة معا لماذا أشيح بوجهي إلى الجهة الأخرى حتى لا يلاحظ احد غيري تورد وجنتي شوقا إليك فيعرفوا سري " أنا أحب ...ياللعار " .
بينما يأتي أخي كل يوم إلى البيت ليقص علينا بصوت مرتفع مغامراته العاطفية و بطولاته الفردية بكل حماسة و فخر دون أن يضطر إلى إغلاق عيونه خجلاً أو أن يشيح بوجهه بل على العكس يجاهرا بالأمر و كأنه بطل قومي قادم من المعركة ... وسط تصفيق والدي و ضحكات أمي سعيدة بابنها المدلل " الفحل " .
أريد أنا أيضا أن أجاهر بحبي لا أن اضطر إلى الاعتراف به تحت الضغط و محاولات الترغيب و الترهيب من قبل أصدقائي فاضطر للاعتراف به أخيرا و كأنه ذنب اقترفته أو جريمة ارتكبتها ...
اشتقت إليك كثيرا , اشتقت إليك الآن.
سأنهض من فراشي حالا , سأفتح خزانتي و أتناول الثوب الذي طالما تشاجرنا بسببه , أنت تحبه كثيرا لكن تخشى علي من نظرات الناس في الطريق و أنا ارتديه فهو عاري الأكتاف يكشف جمال جسدي ثم أتناول حقيبتي التي أهديتني إياها العام الماضي و قلت لأمي بأنها من صديقتي .
اخرج من المنزل مسرعة للقاءك مودعة أمي بكلمات مختصرة :" وداعا أراك لاحقا لا اعرف متى ؟ أنا ذاهبة للقاء حبيبي و قد لا أعود قبل الغد .. عندما نفرغ من الحب "
بدلا من أن اضطر كما في كل مرة إلى ديباجة طويلة لأبرر فيها سبب خروجي من المنزل أو أتذرع بموعد أو زيارة صديقة مريضة.
اطلب التاكسي و ارشد السائق إلى عنوان منزلك مباشرة لا أن ألقاك في مكان ما وسط بين بيتي و بيتك ننتظر حلول الظلام أو نبقى نتلفت يمنة و يسرة خوفا من أن يرانا احد و نحن ندخل المنزل...
بل أريد أن تفتح الباب لتراني أمامك ارتمي في أحضانك أغمرك بالقبل تضمني إلى صدرك حتى تتكسر أضلعي بين يديك .. تمرر يديك على شفتي ... تشم شعري ...تقبل أصابع يدي الصغيرة .. تطبع بصماتك على كامل جسدي أريد أن يراها الجميع أريد أن أتباهى بها لا أن اضطر إلى وضع المراهم و المساحيق لإخفائها أو ارتداء قميص ذي أكمام طويلة في أيام الصيف الحار..
ابكي من فرط سعادتي .. اضحك من لذة ألمي .. ثم أغفو على صدرك ....
لنستيقظ في صباح اليوم التالي يوم عيد ميلادي الثلاثين و إذا بي أفاجأ بثلاثين اتصالا من أهلي على هاتفي .
أين أنا ؟ هل خطفت ؟ اغتصبت ؟ هربت ؟ " و هي المصيبة الكبرى ".
أم أنهم اكتفوا بقتلي فقط .
أعود بكل ثقة لأخبرهم بما حدث معي .. تسكت جميع الأصوات من هول الصدمة .. تدمع العيون ألما على فراقي .... تدق القلوب خوفا من الفضيحة .
تتصل أمي بأخي و تخبره بما حدث معي.. يقطع موعده الغرامي تاركا شريكته في الفراش وحدها تتلوى من ألم الحب و يأتي مسرعاً إلى البيت ليغرس سكينا في قلبي فيطفأ نار قلبه و يقطع ألسن الناس.

30 عاما من عمري اختصرتها في يوم واحد كنت فيه أنا نفسي واضحة صريحة جريئة أنثى إنسانة حتى لو كلفني هذا اليوم حياتي.






#حنان_عارف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلم ليلة حب ...
- لا أشياؤنا... وأشياؤهم
- عيد للأم!! لا تؤاخذوني...
- لماذا لا يحب الناس في لين وفي يسر ؟؟؟
- أمنيات غير حقيقية ..لعام لم يأت بعد ...
- من كان بلا خطيئة فليرجمني بحجر...


المزيد.....




- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان عارف - أخطو خطوة أخرى إلى الأمام ...