أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الفيشاوى - حرب الطبقات















المزيد.....

حرب الطبقات


خالد الفيشاوى

الحوار المتمدن-العدد: 829 - 2004 / 5 / 9 - 01:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اندريا نول ابريل 2004 .
ترجمة : خالد الفيشاوى
أيها الألمان إلى الجبهة! عدنا لها مرة اخرى: 3340 من الجنود الفدراليين "Bundeswehr" يتمركزون في كوسوفو (قوات الناتو- KFOR)، 1330 في البوسنة والهرسك (قوات الناتو - SFOR، (قيادة الاتحاد الأوروبي في 2004؟))، عشرات قليلة في مقدونيا (عملية الاتحاد الأوروبي ’كونكورديا‘ ومركز قيادة الناتو في سكوبيا)، أكثر من 2000 في كابولستان وقندوز (عملية الأمم المتحدة والناتو - ISAF). 200 من القوات الألمانية تدعم قوات الـ ISAF في أوزبكستان. عدة مئات من الألمان كجزء من عملية "الحرية المتينة" في القرن الأفريقي، وفي خليج عمان، وفي كينيا. وأخيرا 230 ألماني في شرق المتوسط (عملية "السعي النشيط" مع الناتو).

قوة الرد السريع للناتو (NRF) التي تشكلت مؤخرا – قرروها في نوفمبر 2002 أثناء قمة الناتو في براغ من اجل "التدخل في الأزمات الإنسانية" على مستوى العالم – تضم الآن 9000 مقاتل تحت التصرف. سوف تساهم ألمانيا بواحدة من اكبر وحدات الطوارئ – بما يساوي ربع القوات اجمعها. من المتوقع الانتهاء من بناء القوة في نهاية خريف 2006 (21 الف جندي). وهكذا، بينما ألمانيا تمتنع رسميا، مثلها مثل دول أوروبية اخرى، عن تأييد الحرب على العراق، فإننا جزء من حرب أمريكا "ضد الإرهاب" في أماكن عديدة في أنحاء العالم – تحت قيادة الاتحاد الأوروبي، أو الناتو، (أو الأمم المتحدة/الناتو، كما في كابولستان وبلاد أمراء الحرب الأخرى، المعروفة سابقا باسم أفغانستان).

في هذه الأثناء ينشغل الاتحاد الأوروبي الأكبر في خلق "هياكل الناتو العسكرية المستقلة" ومرة اخرى نحن الألمان (وزير الدفاع الألماني وولفجانج شتروكه يقول "خطوط دفاع ألمانيا تبدأ عند جبال هندوكوش") نلعب دورا هاما. فى 2004 سوف يؤسس الاتحاد الأوروبي قوته الخاصة بالرد السريع، "للإنقاذ والتدخل الإنساني". من المفترض أن تكون عملياتها مستقلة عن الناتو وعن مركز قيادته. في ديسمبر 2003 بصمت قمة الاتحاد الأوروبي على الاستراتيجية الأمنية الأوروبية (ESS)، وثيقة الأمن الاستراتيجي الجديدة للاتحاد الأوروبي، أو "مبدأ سولانا" (لا، ليس مبدأ بوش-ولفوويتز، ولكن هناك متشابهات بينهما).

سجل أندريه بري، عضو البرلمان الأوروبي (عن الحزب اليساري الألماني ’PDS‘) ملاحظته:

"تأكدت رسميا "استراتيجية الأمن" الجديدة في بروكسل. إنها لا تتعلق بمنع الأزمات ولا بالمساعدات الفعالة للتنمية ولا هي دبلوماسية تساعد على الاستقرار. إنها مجرد إعادة بناء لأوروبا... لتصبح قوة عسكرية قادرة على التدخل "القوي" عالميا، وذلك التدخل سيكون بوضوح ليس ضد الناتو ولا الولايات المتحدة ولكن معهم – من اجل تفعيل مصالح العالم الأمريكي". (’فرايتاج‘، 19 ديسمبر 2003)

وهناك نظام الملاحة بين الأقمار الاصطناعية الأوروبي المخطط له باسم جاليليو، المفروض انه سيجعل أوروبا مستقلة عن النظام الأمريكي الـ GPS. هل سيفتح ذلك لنا الستار جيت (بوابة النجوم)؟ هل سنصبح فعلا مستقلين عن الناتو ومغامرات الولايات المتحدة (ونعم، مستقلين عن كلب صيدهم الأعمى (بيجل 2) في المريخ – اله الحرب عند الرومان)؟

تريد الميديا الرسمية أن تبيع لنا جاليليو و"الهياكل العسكرية المستقلة" المزعومة لأوروبا كالسبيل الرائع لحق تقرير المصير الذاتي (العسكري). "الانعتاق" و"الاستقلال" هما المصطلحان المفضل استعمالهما لتحلية طعم الحبة المرة في أفواهنا، حبة التكلفة الهائلة "لأوروبا آمنة في عالم أفضل" (بدلا من أوروبا غير آمنة في عالم إمبريالي-متعولم أكثر عرضة للمخاطر المتفاقمة) (1).

ولكن لا تتركهم يستخفون بعقلك. أندريه بري على حق تماما. القوات العسكرية الجديدة للاتحاد الأوروبي سوف تكون جيوش مساعدة ملحقة بالولايات المتحدة – تستطيع التكامل بسرعة في هياكل الناتو في حالة نشوء الحاجة لذلك. وجاليليو؟ من الأفضل قراءة المطبوعة الصغيرة عن مشروعنا الأمجد لآلة جمع النجوم. لقد عقدت الولايات المتحدة توا صفقة مع الاتحاد الأوروبي، التي بمقتضاها تستطيع الولايات المتحدة في حال الضرورة العسكرية إغلاق مشروعنا (المدني) ستارجيت جاليليو في الوقت الذي تختاره – وسيترك ذلك أكثر من قائد مركبة أوروبي أو فريق إنقاذ في الظلام الكوني. الولايات المتحدة هي القيادة العليا – بغض النظر عما يقرره الأوروبيين.

"خلف متاهة ميادين الخنادق، التي يطلق العمال والمستخدمون منها الرصاص على بعضهم البعض بينما يجني رؤساء العمل أرباحا طيبة بها..." (2)

بناء قوة أوروبا العسكرية هي حرب طبقات. إنها حرب ضد الطبقة العاملة الأوروبية التي تدفع الثمن – ثمنا ليس فقط باليورو ولا بالإسترليني. النفقات المتزايدة أبدا من اجل إنشاء البنية التحتية العسكرية على مستوى متعدي لقوميات الاتحاد الأوروبي، نفقات تحويل جيوشنا القومية (الدفاعية) إلى قوات رد الفعل السريع (العدوانية)، تلك النفقات سوف تبتلع دول الرفاه الاجتماعي الأوروبية.

انهم جنود "الطبقات الدنيا" من ألمانيا، وفرنسا، وايطاليا، وبريطانيا الذين يعودون في أكياس الموتى – وليسوا وزراء الدفاع ولا مخططو الاتحاد الأوروبي الاستراتيجيون أمثال السيد سولانا. انه ’جندي المؤخرة‘ الشاب الذي يخطو فوق حقل الألغام في كوسوفو، انه جيفرايتر شميدت أو موللر الذي يقتل في كمائن كابول.

انهم عوام الناس من نوع جيسيكا لاينش الذين يدفعون الثمن من اجل ألعاب الحرب التي تمارسها حكوماتنا – مثل أن هؤلاء العوام في أفغانستان والعراق هم أيضا يدفعون ثمن الحرب، وليس أمراء الحرب. يجب أن يفهم عوام الناس في أوروبا – مثل أندادهم في الولايات المتحدة، وروسيا، وإسرائيل – ويجب أن يفهموا سريعا: مهما كان اسم العدو المعلن رسميا، سيكونون هم من بين الضحايا. وهكذا، بدلا من لعب دور "العسكري العام" علينا أن ننضم إلى "معسكر عام للسلام" وأن نتجاوز مثيري الحرب لدينا.

في إسرائيل، حركة الرفيوزنيك (Refusenik)، ونخبة القوات المتمردون هي أيضا علامات مشجعة. في الولايات المتحدة وبلاد التحالف يبدو أن الشكوك بدأت ترتفع حول "الحرب على الإرهاب". وقد تعلم الروس من خلال درس دموي أن حربهم في الشيشان قد فتحت صندوقا للأفاعي. لم يبق أمام الناس في الاتحاد الأوروبي إلا أن يتعلموا: البناء العسكري الجديد لن يجعل من قارتهم مكانا أكثر أمنا أو أكثر استقلالا، ولكن الأكيد أن ذلك سوف يجعلنا أكثر فقرا – ليس فقط على المستوى الأخلاقي.


--------------------------------------------------------------------------------

(1) تستطيع ان تقرأ المزيد عن "مبدأ سولانا": ’اوروبا آمنة في عالم افضل‘ في: www.statewatch.org/news/2003/dec/solanaESS%2011%20.EN.pdf

(2) من مقالة كيرت تشولسكي الشهيرة عن الحرب العالمية الأولى، "حرس سفينة الحرب"



#خالد_الفيشاوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كفى خمسون عاما
- المنتدى الإجتماعى العالمى2004 نداء الحركات الاجتماعية والمنظ ...
- التحول السياسي لواشنطن يهدد توأم بريتون وودز
- نحو بناء حركة كوكبية لمناهضة الامبراطورية
- التحديات التي تواجه الحركة المصرية لمناهضة العولمة والصراع ا ...


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الفيشاوى - حرب الطبقات