أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد الطيبي - الانفصال عن الانفصال














المزيد.....

الانفصال عن الانفصال


أحمد الطيبي

الحوار المتمدن-العدد: 829 - 2004 / 5 / 9 - 01:38
المحور: القضية الفلسطينية
    


الليكود يحكم إسرائيل وغلاه المستوطنين يحكمون إسرائيل. هذه هي النتيجة المباشرة والفورية لنتائج الإستفتاء الداخلي الذي أجراه الليكود حول خطة "الإنسحاب" من غزة. لقد شارك في هذا الإستفتاء حوالي 50% من الأعضاء المنتسبين في حزب الليكود وتعدادهم الكلي ما يقارب 194000 منتسب وهؤلاء المصوتين يشكلون أقل من 1% من سكان إسرائيل وعليه فإن الإدعاء بديمقراطية هذا الإجراء هو إدعاء لا أساس له من الصحة, خاصةً عندما نعرف أن نواة المعارضين الأساسية والفاعلة داخل صفوف الليكود ( المتطرف اصلا ) هم من غلاة المستوطنين الذين يتزعمهم موشيه فايغلين, وهو شخصية كهانية متعصبة ومستوطن قرر الإستيلاء أو على الأقل التأثير على الليكود من داخل الحزب الحاكم وليس من خلال أحزاب صغيرة مثل الإتحاد القومي أو المفدال كما يفعل سائر المستوطنين وقياداتهم.

إن قرار شارون بإجراء إستفتاء حول مشروع الإنسحاب في صفوف أفراد حزبه هو قرار قانوني ولكنه غير " شرعي" بمعنى أنه يعطي لقلة قليلة وحزبية إمكانية البت في قضايا مصيرية لها إرهاصات دولية وبعد إقليمي سلباً كان أو إيجاباً.

لقد أعلن كل من بنيامين نتنياهو وزير المالية وسلفان شالوم وزير الخارجية وليمور لفنات وزيرة التربية والتعليم دعمها العلني الخجول لمشروع شارون ولكن معسكر نتنياهو صوت بكثافة ضد هذا المشروع ونشط في تجنيد المعارضين من بين منتسبي الليكود. لقد وجه نتنياهو صاروخاً لإغتيال شارون (الذي لم يقتل) وأصيب إصابة بالغة سيكون من الصعوبة
النهوض منها سريعاً. إن أرئيل شارون يكابر عندما يقول هو ومعاونوه ومقربوه أنه سوف يستمر في تطبيق مشروع الإنسحاب بالرغم من النتائج. هذا لن يحدث لأن النتيجة شلت حركته وقيدته وزعزعت مكانته الحزبية والقيادية إسرائيلياً ودولياً.

هناك سيناريوهات كثيرة أمام شارون للخروج من ورطته:
أولاً- أن يعلن الإستقالة من منصبه وهو قال سلفاً أنه لن يفعل ذلك.
ثانياً- أن يبادر إلى إستفتاء عام في إسرائيل ولكن الأمر بحاجة إلى تعديل القانون من خلال الكنيست وهو لم يكن معنياً بذلك منذ البداية.
ثالثاً- أن يطرح مشروعاً آخراً معدلاً قد يحوز على رضى أعضاء الليكود ويكون نموذجاً مقزماً للإقتراح الأولي (أي الإنسحاب من عدد قليل من المستوطنات الصغيرة).
رابعاً- المبادرة إلى إجراء إنتخابات عامة مبكرة ولكن أحداً في الليكود أو شينوي أو حتى حزب العمل المعارض غير معني على الإطلاق بإجراء إنتخابات مبكرة والكتلة الوحيدة المعنية بإجراء إنتخابات مبكرة هي كتلة "الجبهة والعربية للتغيير" وربما ميرتس والاتحاد القومي لإدراكهم بأنهم سوف يزيدوا من قوتهم الإنتخابية وعدد المقاعد البرلمانية.
خامساً- إعادة تشكيل الإئتلاف الحكومي بإدخال حزب العمل وإخراج اليمين ثم طرح المشروع مجدداً على الحكومة الجديدة. ولكن وزراء الليكود وأعضاء كتلة الليكود البرلمانية لن يوافقوا بسهوله على هذا التحرك ولن يصوتوا مع شارون على نفس الخط.
سادساً- تبني قرار الليكود والتنازل نهائياً عن مشروع الإنسحاب من طرف واحد.
سابعاً- الإطاحة بواحد أو أكثر من الوزراء الذين نشطوا ضده أمثال عوزي لانداو ويسرائيل كاتس أو حتى نتنياهو كما يطالب عدد من مساعديه, ولكن شارون اليوم ضعيف حزبياً, لن يقدر على إتخاذ هكذا خطوة ربما تؤدي إلى زيادة الإنشقاق في الليكود.

والحقيقة أن الجواب على السؤال المطروح علينا وعلى كافة السياسيين والمراقبين للأمور ماذا سيفعل شارون؟ ما هي خطوته القادمة؟ إن الجواب يجب أن يكون صريحاً: لا أحد يعلم
وتحديداً فإن شارون نفسه لا يعلم ماذا ستكون خطوته القادمة فهو وكبار مساعديه يتخبطون في حالة من الإرتباك وعدم الثقة بالنفس. وعليه فانه سيضطر للانتظار عدة اسابيع قبل ان يتحرك .

أرئيل شارون هو حيوان جريح أصابه صاروخ نتنياهو ولذلك فهو بحاجه إلى ترميم قوة ردعه الحزبية والسياسية والقيادية. وبإنتظار رد شارون الداخلي علينا أن نحذر رد شارون الخارجي فلطالما كان الدم الفلسطيني وقوداً في التنافس الداخلي الإسرائيلي إما بالإغتيالات أو الإجتياحات أو تعزيز بناء الجدار أو غيرها.

أمام هذا المشهد الإسرائيلي المرتبك تقف السياسة العربية حائرة ومتسائلة في حين عليها أخذ زمام المبادرة يالإتصال بالإدارة الأمريكية لإستغلال سقوط مشروع الإنسحاب الذي تبناه جورج بوش وكافئ عليه شارون بالرسائل المتبادلة حول اللاجئين والمستوطنات والحدود.

هذا هو الوقت المناسب ليتحرك العرب بإتجاه إلغاء بوش لضماناته , فالفرصة مواتية ويجب أن تقتنص, إلا إذا سلَم العرب يأن مجرد عدد بسيط من المستوطنين "النشطاء" هم أكثر تأثيراً وأعلى صوتاً من مجموعة الحكام والرؤساء العرب مجتمعين!؟



#أحمد_الطيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد الطيبي - الانفصال عن الانفصال