أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمود الزهيري - ثنائيةالإرهاب والإستبداد















المزيد.....

ثنائيةالإرهاب والإستبداد


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 2721 - 2009 / 7 / 28 - 08:05
المحور: المجتمع المدني
    


تخيلت نفسي أنني كنت من قتلي إحدي العمليات الإرهابية أو من رواد مقهي حي الحسين بالقاهرة, و التي إكتملت أركان جريمة التفجيرالإرهابي ونتج عنها القتل والجرح والإصابات الفظيعة لمرتادي حي الحسين , واثناء وجودي تناثرجسدي أشلاء علي الأرض , وتم حمل أشلائي إلي أقرب مشرحة بأقرب مستشفي , وأستلمني أهلي جثة علي نقالة الموتي وشيعت جنازتي .

وتخيلت أبنتي الصغيرة , واشقائها الصغاروالأم , يبكون بمرارة وجزع , فالأب لن يطرق بابهم ولن يعود إلي أحضانهم إلي الأبد , والأم المحزونة تنظر إلي نعش إبنها تناديه , فلا مجيب غير الدموع وصوت نياط القلب المسموع بتمزعه أشلاء داخل صدرها , ولن يعود الإبن وقد خرج من بيته للقاهرة بملابسه , ومنها عاد بكفنه إلي القبر !!

وعن الإرهاب وجرائمه يتسائل المحللين والكتاب والمثقفين , يتسائلون عن أسبابه , ولا أحد يريد أن يقترب من الباب الواسع الذي يخرج منه الإرهاب بأحزمته الناسفة , وقنابله الغبية , وعبواته الناسفة الكافرة بالإنسان , والمؤمنة بالقتل والإجرام .

أليس الباب الواسع للقتل والإرهاب هو باب الإستبداد السياسي المؤدي لفتح أبواب الطغيان ضد المجتمعات المستبد بها في السياسة والحكم والسلطة .

أولي عتبات الإرهاب تبنيها سلطات الإستبداد صاحبة جرائم العنف السياسي من اصحاب وملاك الوصاية السياسية المحتمية بالتلفيق والكذب بمزاعم وطنية تدعي حماية الوطن أو الشعب أو الأمة , وتارة بحماية ثوابت الأمة , أو الثوابت الوطنية , وحماية الثوابت والمقدسات الدينية , والدفاع عن الله ودين الله وأنبياؤه ومرسليه .

العلاقة واضحة بين تغييب الحريات وقتل الديمقراطية , وبين حضور الإرهاب بجرائمه الشنيعة التي لاتطال أنظمة الإستبداد والطغيان , وإنما تطول المواطنين المأزومين أو من هم خارجين عن دوائر الطغيان .

دوائر الطغيان والإستبداد هي التي تصنع دوائر عديدة من دوائر الإرهاب والإغتيال السياسي , ودائماً مايكون هناك تابعين لتلك الأنظمة أمراء الأمن ليقوموا بالدور البديل لأمراء الجماعات الدينية الإرهابية المتطرفة , أو يتم إستبدال الأدوار ليقوم أمراء الجماعات الدينية الإرهابية بدور أمراء الأمن محققين الهدف من توظيف تلك الجماعات لدي أنظمة الإستبداد .

والدور الوظيفي للجماعات الإرهابية يقوم بالتخديم علي تلك الأنظمة , وهذا ينطبق علي غالبية الأنظمة العربية الإستبدادية الحاكمة بالفساد والطغيان , والتي أصبحت في ظل الشرعية الدولية المنحازة غالباً لمصالح الدول صاحبة القرار في منظومة الشرعية الدولية .

الدول العربية لايمكن أن تفرق فيها بين أمراء الأمن وأمراء الدين , فالأمن له أوصياء , كما للدين أوصياء , وللأمن محرمات , كما للدين محرمات ومنكرات , والأنظمة الحاكمة في الدول العربية هي التي ترعي المؤسسات الأمنية , وفي ذات الوقت ترعي المؤسسات الدينية الرسمية وتوظف المؤسسات الدينية الغير رسمية ممثلة في الجماعات والتيارات الدينية بروافدها العديدة , وذلك في حالة توافقية مع مصالحها لتقوم بأدوارها الوظيفية المرسومة لها من الأنظمة الحاكمة .

وإذا كانت المؤسسات الأمنية والدينية تقف أمام تلك الأنظمة علي قدم المساواة بإعتبار رجال الأمن ورجال الدين موظفين رسميين لدي الدول التي تحكمها تلك الأنظمة , فمن المحتم أن ينصاع موظفي الدولة لأوامر تلك الأنظمة , وكما يتم الإنفاق علي رواتب وحوافز وبدلات رجال الأمن كذلك الأمر مع رجال الدين , وكذلك بالنسبة لتعيينهم وترقيتهم ونقلهم وإنتدابهم , وإعارتهم للخارج , فهذا هو الضامن لولاء رجال الأمن ورجال الدين للأنظمة الحاكمة المتحكمة بمصائر الإثنين .

فرجال الأمن دورهم الوظيفي المرسوم لهم ينحصر في توظيف الطغيان والإستبداد وتخويف الناس وترعيبهم من السلطة الحاكمة , ورجال الدين أو قل حسبما يحلو لهم أن يتم تسميتهم علماؤه , دورهم الوظيفي ينحصر تحديداً في تخويف الناس وترعيبهم من الله وبالله , والناس يظلوا أسري الخوفين , ومحاطين بالرعبين , لتظل أنظمة الطغيان والإستبداد في حالة الأمن والأمان المنشودين علي حساب أمن المجتمعات التي تظل أحلامهم مؤجلة , وآمالهم مستحيلة علي الدوام .

ومن ثم كانت الأهمية القصوي للدور الوظيفي للمؤسستين الدينية والأمنية علي السواء في غالبية الدول العربية .

وإذا أخذنا مصر كمثال بالنسبة للميزانيات الهائلة التي تقدر بالمليارات والتي يتم صرفها علي الأزهر ومؤسساته الدينية والأوقاف نجد أنه في موقع الحزب الوطني الحاكم بتاريخ 10 3 2007 فيما ينقله عن وكالة أنباء الشرق الأوسط والذي جاء به أن : أوقاف الأزهر أحد أهم موارد الانفاق على التعليم الأزهرى بكافة مراحله .. وقد تم تقييم الممتلكات الموقوفة على الأزهر وقدرت بأكثر من 1816 فدانا وحوالى 73 ألف متر مربع أرض فضاء وعقارات قدرت بقيمة 119 مليونا و340 ألف جنيه وهناك 49 وقفية تحت يد هيئة الأوقاف بها حصص عينية ونقدية للأزهر لم يتم تقييمها بعد.

وأكد الدكتور محمود حمدى زقزوق وزير الأوقاف فى رده على مناقشات الأعضاء أن الأزهر الشريف لم يشهد فى تاريخه ازدهارا مثلما شهد فى عهد الرئيس حسنى مبارك .. وقال أنه لا توجد مؤامرات على الأزهر بهدف القضاء عليه ..

وأوضح أنه فى الخمسينات لم يكن فى مصر كلها أكثر من عشرة معاهد أزهرية وثلاث كليات هى أصول الدين والشريعة واللغة العربية أى حوالى عشرة آلاف طالب والآن هناك أكثر من ثمانية آلاف معهد أزهرى و62 كلية على مستوى الجمهورية.

وأضاف أن ميزانية الأزهر ومؤسساته التعليمية تقدر بالمليارات وكلها من ميزانية الدولة وتنفق هذه الأموال على مؤسسات الأزهر فأين المؤامرة التى يتحدث عنها البعض.

وذكر الوزير أن بداية المشكلة بشأن أوقاف الأزهر بدأت حينما صدر قانون بأن تقدم وزارة الأوقاف كل مالديها من أراض زراعية للاصلاح الزراعى وعقارات للمحليات وتقوم بادارة ذلك كله وتورد الحصيلة للأزهر .. وسلمت الأوقاف 229 ألف فدان للاصلاح الزراعى وعقارات للمحليات.

وأوضح أنه فى عام 1971 صدر قانون انشاء هيئة الأوقاف المصرية وأن تسترد الهيئة ما لدى الاصلاح والمحليات .. وتسلمت الوزارة أقل من 110 آلاف فدان وهناك نزاعات مازالت قائمة بين الوزارة وبعض الجهات خاصة الاصلاح الزراعى ولازالت هناك مفاوضات مع وزارة الزراعة لاسترداد نحو 43 ألف فدان وهناك لجنة مشكلة وطلبت من وزير الزراعى ترشيح بعض المسئولين لحضور اجتماعات اللجنة.

وأشار الى أن وزارة الأوقاف تقوم بكل الطرق القانونية لاسترداد أموالها.

وأوضح الدكتور محمود حمدى زقزوق وزير الاوقاف أنه حينما تولى الوزارة وجد أن هيئة الاوقاف لم تحول الاموال المخصصة للازهر منذ نحو عشر سنوات بحجة ان الازهر لم يطلب ذلك وقد قام الوزير بتحويل كل الاموال المجمدة للازهر مرة واحدة ويتم تحويل مايخص الازهر له سنويا.
وهذا غيض من فيض بالنسبة للأموال التي تنفق علي المؤسسة الدينية الرسمية .

أما عن المؤسسة الأمنية وعن ميزانية وزارة الداخلية فحسبما جاء بالمصري اليوم العدد الصادر بتاريخ 21 4 2008 من أنه: طلبت وزارة الداخلية من وزارة المالية إضافة ٣٦٤ مليون جنيه لميزانيتها في العام المالي ٢٠٠٨/٢٠٠٩، معللة ذلك بزيادة أسعار المواد الغذائية والحديد والأسمنت، فضلا عن أن إنشاء محافظتين جديدتين يضيف أعباء جديدة علي الوزارة.

من جانبه، أكد عادل بدرالدين، مدير عام قطاع الموازنة بوزارة المالية، أن المالية استجابت لجميع طلبات الداخلية ، ورفعت ميزانيتها الجديدة إلي ٩ مليارات جنيه، بزيادة مليار و١٨٠ مليون جنيه عن العام الماضي .

وإذا كانت الأرقام هي التي تتحدث فليس من شك أنها صادقة حال كونها علي لسان موظفي الدولة الرسميين .

فهل من الممكن أن يكون لنا تعليق علي سوء الأحوال الأمنية وتفشي الجريمة بأنواعها بخلاف الجرائم الإرهابية بأبعادها السياسية الضئيلة , وبأبعادها الدينية المتعاظمة , سائلين عمن هم وراء تلك الجرائم وعن صناعها ومحركيها في ظل تلك الإنفاقات الهائلة علي المؤسسات الأمنية والمؤسسات الدينية ؟!!

أعتقد أن الإرهاب صناعة أرباب وزعماء الإستبداد !!

محمود الزهيري









#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن عقلي المحتجز : رد عقلي
- النذير والبشير : أزمة الشرعية بين الوطني والدولي
- شيخ الأزهر وشيمون بيريز : أصداء المصافحة مازالت مستمرة .
- تسفيه واذدراء الأديان : من المستفيد ؟!
- الكنيسة المصرية وزيارة أيمن نور: هل تكيل بمكيالين ؟
- زغلول النجار وصمويل العشاي : الإنتصار للمقدس علي حساب الإنسا ...
- عذراً يا إنسان !!
- أوباما : هل يعتنق الإسلام ويتحدث العربية ؟!!
- إبراهيم أبو العيش : جنة سيكم المصرية
- يوسف البدري !!
- القرآنيون
- الدين وصحيحه : من يمتلك صحيح الدين ؟!!
- خوف
- القتل المعنوي للآخر في المعتقد : بسمة موسي نموذجاً
- عقل
- الرسوم القضائية : خيار الدولة أم خيار ماقبل القبيلة ؟!!
- جميلة إسماعيل .. أيمن نور : الحرية لها ثمن
- العنصرية تجتاح المجتمع الإسرائيلي .. والعرب يزايدون !! 2 / 2
- العنصرية تجتاح المجتمع الإسرائيلي .. والعرب يزايدون !! 1 / 2
- الوطنية والملاذ الأخير


المزيد.....




- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...
- تعذيب وتسليم.. رايتس ووتش: تصاعد القمع ضد السوريين بلبنان
- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمود الزهيري - ثنائيةالإرهاب والإستبداد