أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جهاد الرنتيسي - تغريبة القدومي تعري الاعلام العربي















المزيد.....

تغريبة القدومي تعري الاعلام العربي


جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 2720 - 2009 / 7 / 27 - 10:43
المحور: القضية الفلسطينية
    


اخرجت تعددية القراءات التي تناولت انفجار قنبلة القيادي الفتحاوي فاروق القدومي على اعتاب مؤتمر حركته المفككة الحدث الفلسطيني ـ ولو لبعض الوقت ـ من النمطية المتشظية بين جولات حوار وطني فاشل ، وعملية سلام معطلة ، واستمرار مسلسل مصادرة الاراضي ، لياخذ جدل الاوضاع الفلسطينية منحى اكثر اثارة .

فقد تفرعت محاولة الاجابة على الاسئلة التي تدور في مجملها حول صحة وزيف اتهامات " ابو اللطف " لرفاقه ، والاهداف الحقيقية التي تقف وراء اعلانه المتأخر ، و جرت الاسئلة المطروحة اسئلة اخرى ذات طابع استفساري حول ما يمكن ان تؤدي اليه اتهامات القدومي وكيفية تعامل الرئيس محمود عباس معها .

ومثلما هي العادة عند محاولة تفسير الالغاز لم يخل الامر من استفسارات تطلبت استحضار تاريخ اللاعبين الاساسيين على الحلبة الفلسطينية،مما ادى الى تفريخ الاتهامات اتهامات اخرى، وتوسيع دائرتها لتشمل المزيد من غير المشمولين بها .

كل هذه الامور تبدو طبيعية لو اخذت السجالات منحى استقصائيا لمعرفة الحقيقة التي منحتها القضية المطروحة وبعدها البوليسي والجوانب التاريخية في الشخصية المعنية بها قدرا لا باس به من الالحاح .

لكن النزعة العالمثالثية للجدل ، حالت دون استمرار سيره في مداراته الطبيعية ، لتعيد طرح سؤال جوهري قديم ، حول جدية البحث عن الحقيقة ، وكيفية صناعة الوعي في منطقتنا.

ارضية الانحراف عن عقلانية الحوار تمثلت في ما عرف بالوثيقة التي اعلنها القدومي ، والتي نشرت قبل سنوات في وسائل الاعلام الاسرائيلية ، وجرت نقاشات حولها لدى نشرها للمرة الاولى .

وبذلك اخذ الجدل الصاخب الذي اثير مع طرحها للمرة الثانية بعد سنوات من نشرها طابعا اجتراريا لسجالات كانت اقرب الى التمتمات والاتهامات الخجولة وانتهت في حينها دون ان تترك اثرا .

التباين بين النهاية الهادئة للجدل الاول ، وصخب الجدل الثاني الذي اثارته الوثيقة المزعومة يوفر مزيدا من ظروف الكشف عن حرف الجدل والسجال المثار الى المنحى العالمثالثي البعيد عن التفكير العلمي .

فقد جرت العادة على التعامل الحذر مع الصحافة الاسرائيلية ، التي لا تخلو من المبالغة ، والفبركات ، والتوجيه في بعض الاحيان ، رغم الحريات المتوفرة للعاملين فيها ، وقدرتهم على الوصول الى المعلومة .

واستبعد القارئ العربي الذي تداول الوثيقة المزعومة لدى نشرها في المرة الاولى صحتها ، ويعود هذا الاستبعاد الى انعدام عقلانية توثيق اتفاق بين مسؤولين فلسطينيين واسرائيليين على اغتيال قائد فلسطيني بحجم ياسر عرفات اذا كان قد حدث مثل هذا الاتفاق اصلا .

اسباب عدم الوقوف طويلا عند الوثيقة لدى طرحها للمرة الاولى بدت منطقية الى حد كبير بفعل هذه المعطيات .

الا ان الزوبعة التي اثارتها لدى طرحها للمرة الثانية بعد استقرارها في ارشيفات الصحف ومراكز الابحاث والدوائر الامنية في المنطقة والعواصم المعنية بالقضايا العربية لا يمكن ادراجها في سياقات المنطق .

فقد تم نفض الغبار عن الوثيقة المزعومة واعادة طرحها للمرة الثانية بعد تجاوز خلاف الرئيس محمود عباس وفاروق القدومي حول المؤتمر العام السادس مفترق الطرق الامر الذي يضع هذه الخطوة في اطار محاولات كسر العظم بعد فشل التوصل الى حل منتصف الطريق بين وجهتي نظر مختلفتين حول عقد المؤتمر العام السادس للحركة .

كما عزز غياب الذاكرة عن السجالات الجارية عوامل الخلل والانزلاق بعيدا عن الطريق الى الحقيقة .

فالتاريخ الفتحاوي حافل بالانشقاقات الناجمة عن خلافات سياسية وفكرية تغذيها اجهزة الامن العربية والاقليمية .

وفي معظم الاحيان كان لهذه الانشقاقات شعاراتها ، القادرة على خداع السذج ، وتغطية الباحثين عن فرص تصفية حسابات .

كما طرح منشقون عن الحركة في مراحل سابقة اسبابا ومطالب اكثر اقناعا من المطروح حاليا ، وكانوا اكثر التصاقا بكوادر وقواعد الحركة ، وحضورا في الفعل السياسي والعسكري الفلسطيني اليومي ، وحظوة لدى فصائل العمل الوطني .

ولاكثر من سبب كان القدومي المتهم على الدوام من قبل الرئيس عرفات بعدم التخلص من بعثيته السورية مرشحا للانضمام الى انشقاق عام 1983 الذي انتهى الى فصيل هامشي يجري استحضاره بين الحين والاخر للتضييق على الشرعية الفلسطينية .

ضعف ذاكرة قراء المشهد الفلسطيني الملوث بروائح غازات الوثيقة المزعومة لم يقف عند العجز عن استحضار احداث جرت قبل عقدين ونصف .

فلم يمض وقت طويل على وقوف القدومي امام المشفى الباريسي الذي قضي فيه عرفات ليعاتب زوجته سها الطويل على انفعالاتها .

وتركز عتاب " ابو اللطف " القاسي يومها على اتهامات عابرة وجهتها الطويل لرفاق الزعيم الراحل واستغربها الفلسطينيون .

فلم يصل الخيال السياسي الفلسطيني في تلك اللحظة الى حد تصور احتمالات تورط قيادات فلسطينية في اغتيال عرفات وان كانت هناك علامات استفهام حول تورط اسرائيل في الجريمة المفترضة.

ولا شك في ان تجاهل تبدلات موقف القدومي بين الدفاع عن الرفاق ، رغم امتلاكه الوثيقة المزعومة ، واتهامه لهم بعدما تحولت الى مادة ارشيفية فاقدة للاثارة ، ما يشكك في مصداقية رغبة الوصول الى الحقيقة .

تقمص دور المتطهر ، واستحضار الطقوس الميثولوجية ، حضرا بقوة في اداء وسائل الاعلام التي حولت الحدث الى ما يشبه حلقات الزار ،التي تغيب العقل ، وتغلب صراخا بلا معنى ، مصحوبا بحركات غرائزية .

فالوصول الى درجات متقدمة من الاقناع ، بابطال فاعلية الذاكرة ، والحد من البعد النقدي للتفكير ، وتنحية الشك جانبا ، غير ممكن في ظل غياب ممارسات اقرب ما تكون الى الشعوذة السياسية .

ويختلف تاثير هذه الحلقات على المتلقي ، نظرا لتباين حضور وسائل الاعلام ، وقدرتها على توجيه الوجبة الاعلامية ، وكفاءة ممارسي فعل الشعوذة ، واتقانهم لعملية التضليل .

انشداد المتلقي للشاشة الفضية ، والشبكة العنكبوتية ، حولهما الى مصدر للمعلومات ، يقدم الخبر والتحليل لمتابعي قضية ذات ابعاد هلامية ، مما زاد من هلاميتها ، حيث كرس عدم الاستعداد للتعامل بمهنية اعلامية مع الحدث اعادة انتاج التعاطي الديماغوجي معه .

وللديماغوجيا ظواهر عدة في زوبعة القدومي تبدأ بالفبركات ، والمعلومات المزيفة ، ولا تنتهي عند النزعة الاتهامية ، التي تبحث عن متكئ حتى لو كان وهما .

احدى الفبركات التي استخدمت لتغذية الوهم الذي استحضره " ابو اللطف " في تغريبة البحث عن دور بعد فوات الاوان تصريحات لقيطة نسبت للسيدة سها الطويل تفيد بتأييدها للاتهامات الموجهة الى الرئيس عباس والنائب دحلان .

واللافت للنظر ان نفي زوجة الزعيم الراحل للاتهامات لم يقابل بذات الاثارة التي قوبلت بها التصريحات التي تم تكذيبها .

في استخفاف واضح بعقول قرائه لجأ موقع الكتروني الى ما يشبه الخيال العلمي لاثبات وجود مواد مشعة في جثة الرئيس الراحل المدفونة في رام الله .

وسرعان ما انقلب الخيال العلمي الى التفسير المؤامراتي حين اصبحت وظيفة ضريح الرئيس عرفات اخفاء الاشعاعات حتى لا يكتشف سبب وفاته الذي عجز الاطباء عن تحديده بدقة في مشفاه الباريسي .

ففي الساحة الفلسطينية الغارقة في السياسة منذ الكنعانيين مفارقة تتمثل في تلاشي التفسير السياسي للاحداث في حضرة التفكير المؤامراتي ، والدفاع عن الخطايا حين تدعم الموقف السياسي دون ان يرف جفن لاصحاب مثل هذه الممارسة ، وفي كثير من الاحيان يتم الاستخفاف بالمهنية والنزاهة ونظافة اليد اذا كانت من صفات الخصوم السياسيين ، الامر الذي يظهر بوضوح في حالتي الرئيس عباس ورئيس الوزراء سلام فياض ، ويحتاج الى بحث ودراسة ، للوقوف على الاسباب ومعالجتها .

كما اظهر تأهب عواصم عربية واقليمية ، وقوى الاسلام السياسي ، واصحاب الاحقاد الدفينة ، ومتضرري اقفال حنفيات التنفيع المالي ، والباحثين عن ادوار سياسية وفرص الظهور لاستثمار زوبعة القدومي ازمة اخلاقية متاصلة ، في الممارسة والسلوك السياسيين ، على الصعيدين العربي والفلسطيني .

فهناك من وجد في تلك الزوبعة ما يبرر اطلاقه الدعوات لمنع الرئيس الذي انتخبه الشعب الفلسطيني من زيارة عواصم عربية ، وهناك من وجد فيها رافعة لتضخيم الثمن ، الذي يمكن الحصول عليه من خلال التلويح باعاقة مؤتمر فتح .










#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قلق التسوية
- فوبيا سحب الجنسية
- الارتدادات العربية للمأزق الايراني
- متاهة الوطن البديل
- سباق شرق اوسطي في المتاهة الاميركية !!
- اوباما في دائرة الشك العربي
- معادلات جديدة ... لمرحلة مختلفة
- موسم الهجرة الى واشنطن
- قمة -العوالم- العربية
- مصالحات الوقت الضائع
- بوابة السلام الاقتصادي
- تسونامي الغموض الاميركي
- قبل اطلاق رصاصة الرحمة على خيار الدولتين
- سلام مشوه ... وازمات برسم التصدير
- ايران تخطف القطار الفلسطيني
- ازمة الخيارات الفلسطينية مع تلاشي حل الدولتين
- ضيق الخيال الايراني
- في نهج الاقصاء الحمساوي
- افق عربي ... لعراق مختلف
- حول صورة العربي في فضائية العالم


المزيد.....




- لافروف يتحدث عن المقترحات الدولية حول المساعدة في التحقيق به ...
- لتجنب الخرف.. احذر 3 عوامل تؤثر على -نقطة ضعف- الدماغ
- ماذا نعرف عن المشتبه بهم في هجوم موسكو؟
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس -خميس العهد- ...
- لجنة التحقيق الروسية: تلقينا أدلة على وجود صلات بين إرهابيي ...
- لجنة التحقيق الروسية.. ثبوت التورط الأوكراني بهجوم كروكوس
- الجزائر تعين قنصلين جديدين في وجدة والدار البيضاء المغربيتين ...
- استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع الشفاء لليوم ا ...
- حماس تطالب بآلية تنفيذية دولية لضمان إدخال المساعدات لغزة
- لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب -ا ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جهاد الرنتيسي - تغريبة القدومي تعري الاعلام العربي