أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وسام محمد شاكر - سلاماً لمجدكِ يا شمس تموز














المزيد.....

سلاماً لمجدكِ يا شمس تموز


وسام محمد شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 2720 - 2009 / 7 / 27 - 09:16
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تحل علينا بعد أيام الذكرى الواحد والخمسون لثورة الرابع عشر من تموز الخالدة ، ثورة الفقراء والخير والعطاء ، هذه الثورة التي نقلت العراق من الحكم الملكي الطبقي الإقطاعي المقيت الى الحكم الجمهوري الذي يستمد قوته من الشعب وجماهيره ، فبدلاً من ان يخضع العراق ( للملوك المستوردين ) وجدنا شمس تموز تحمل في طياتها للعراق ابناء بررة لقيادة دفة الحكم فيه ، فلقد كانت هذه التجربة التموزية 1958 - 1963 نتيجة لنضال الشعب العراقي وكفاحه وصراعه الطويل من أجل الإستقلالية والوحدة والرفاه وتأسيساً لدولة العراق الوطنية ، فهي لم تنتج بمحظ صدفة أو لحركة قام بها بعض العسكر كما أراد ان يفسرها بعض الإعلام القومي العربي بل هي تفاعل جماهيري بين الشعب والقوى السياسية الوطنية والجيش على واقع بائس ومزري كان من مظاهره الداخلية الفقر والمرض والتخلف والإستغلال اما الخارجية فتمثلت بالتبعية السياسية وبأحلاف وأتفاقيات مجحفة ، لقد كانت ثورة الرابع عشر من تموز الإمتداد الطبيعي لثورة العشرين وتتويجاً لكل الدماء الزكية التي سالت ضد الإحتلال البريطاني ومطلباً شعبياً عراقياً قد وصل ذروته في عام 1958 بعد أن بانت الحبال البريطانية في عرش المملكة الهزيل وما تمثل من الخذلان للجهود الجبارة لقادة ثورة العشرين وأنعدام الثقة وظهور الطبقة البرجوازية والإقطاعية ( موديل العوائل ) وتحكمها المفرط بالحياة السياسية والإقتصادية في البلد التي كانت من المسببات التي دفعت بالكثير من الوطنيين في العراق بالتخلص من النظام الملكي ، فكان يوم الرابع عشر ن تموز هو الفاصل التاريخي لنهاية حقبة زمنية قاسية لم يستطع من خلالها البلاط الملكي بوزاراته الكثيرة من تقديم الحل البلسمي لأوجاع الفقراء والمعدمين في العراق وبداية حقبة زمنية وطنية خالصة ، فقادة الرابع عشر من تموز كانوا من بسطاء الشعب وفقراءه ومن اللذين أدقع الفقر حياتهم لذا كان للزعيم عبد الكريم قاسم عبارة يرددها بين الحين والحين ( جئنا للحكم بهذه وسوف نخرج بها ) وهذه حقيقة شاخصة أكدها التاريخ فيما بعد عن عفة ونزاهة قائد الرابع عشر من تموز التي أمست كالشمس في رابعة النهار ، إن للأربع سنوات التي حكم بها الزعيم أثراً وتغييراً كان يردده الزعيم بعبارة ( لنا في كل شهر ثورة ) فتارة ثورة على المرض وأخرى على الأمية وأخرى على الإقطاع كل هذه سلسلة إصلاحية إستطاعت الى حدٍ جيد من تحقيقها قياساً بقصرالفترة الزمنية التي حكمت بها و رغم الوضع السياسي الداخلي المشحون بالفوضى والوضع الإقليمي الناقم الى حدٍ ما على الثورة متمثلاً بالمواقف السلبية لبعض الدول العربية والغربية والمحاولات الرامية لإجهاظ الثورة وإضعافها تارة عبر الإعلام الموجه وتارة عبر التهديد بالسلاح ، لكن المسيرة كانت أكبر من موجات إذاعة صوت العرب وأسلوبها السيء الصيت في التعاطي مع مجريات التغيير في عراق 14 تموز وأسمى من سماسرة شركات البترول الغربية التي وجدت من الثورة سداً منيعاً امام أطماعها وجشعها في الثروة النفطية العراقية .
اليوم وبعد مرور واحد وخمسون عاماً على ثورة الرابع عشر من تموز كيف يمكن ان ننظر لها وكيف نقيمها رغم المحاولات الفاشلة لبعض الأقلام المشبوهة التي خرجت من فوهة البعث المجرم لطمس حقائق الثورة وتزييف سيرة قائدها المملؤة نقاءً ووطنية وإنسانية ، ولعل هذا الوقت الذي نمر به هو من أكثر الأوقات التي تجبرنا الى إعادة قراءة أحداث ثورة 14 تموز وأحوجها لبلورة رؤيا سياسية وطنية مستوحاة من السياسة الوحدوية والإصلاحية المعتدلة التي إنتهجها الضباط الأحرار ومحاولة لترسيخ قيمها الوطنية التي كانت تصبوا الى غرسها في الروح العراقية التي نجد اليوم الكثير من المحاولات الرخيصة لتفتيتها من خلال تحديدها بلباس الطائفية أو القومية على حساب روح المواطنة العراقية ، إن النزعة العراقوية إن صح التعبير كانت من اساسيات التوجه والبناء في أجندة ثورة 14 تموز حيث كان المواطن ( الفقير ) هو الأرض الخصبة والقاعدة الأساس التي تسعى الثورة الى تفعيلها و نموها بالشكل الذي يواكب المسيرة الحضارية في العالم ، فلا وطن بدون سكن ولا عائلة بدون عمل ولا إبداع بدون علم ولا جمال بدون رفاه ولاقانون بدون عدل هكذا كان عقل وطموح 14 تموز أكبر من العقول الفئوية والنفوس الفاسدة والشخوص الوصولية والسياسيين التوابع ، هذا هو سر خلودها في ضمائر الوطنيين حتى أصبح يوم ذكراها يوم وطني يوم للتوحد تذوب فيه كل الفوارق المختلقة في المجتمع العراقي الأصيل .



#وسام_محمد_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تراتيل وطنية في محراب مواطن ضائع
- الناخب الأمريكي وشفيرة الإنتخابات
- الحرة عراق والساعة السابعة والعراقيين
- حقوق الإنسان و المواطن والجحيم
- هكذا كانت شمس 14 تموز الخالدة
- مشكلة النشيد الوطني والعلم العراقي
- الأحزاب العلمانية في العراق وطبق الذهب
- رؤيا للسبعين
- ظاهرة الصحوات بين الضرورة الوقتية والديمومة العسكرية
- رجل المرور ... دليل في استمرار الحياة
- عندما يكذب السياسي ....هل سيتكلم صندوق الإقتراع
- ثقافة الدعاية في صياغة العقل الجمعي
- إنتهت اللعبة ... عشية الذكرى الخامسة لسقوط الصنم
- عندما تطأ التماسيح شارع الرشيد
- الإعمار وإعادة الإعمار
- ظاهرة قطع الرؤوس .. نتاج الحكم البعثي في العراق
- أقوى من الموت وأعلى من اعواد المشانق
- بصمات الزعيم عبد الكريم قاسم في العراق
- ( حفرة ) المواطن النفطية !!!
- البعد الإصلاحي للثورة الحسينية


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة طعنه وما دار بذهنه وسط ...
- مصر.. سجال علاء مبارك ومصطفى بكري حول الاستيلاء على 75 طن ذه ...
- ابنة صدام حسين تنشر فيديو من زيارة لوالدها بذكرى -انتصار- ال ...
- -وول ستريت جورنال-: الأمريكيون يرمون نحو 68 مليون دولار في ا ...
- الثلوج تتساقط على مرتفعات صربيا والبوسنة
- محكمة تونسية تصدر حكمها على صحفي بارز (صورة)
- -بوليتيكو-: كبار ضباط الجيش الأوكراني يعتقدون أن الجبهة قد ت ...
- متطور وخفيف الوزن.. هواوي تكشف عن أحد أفضل الحواسب (فيديو)
- رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية -لا يعرف- من يقصف محطة زا ...
- أردوغان يحاول استعادة صورة المدافع عن الفلسطينيين


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وسام محمد شاكر - سلاماً لمجدكِ يا شمس تموز