أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عذري مازغ - لوكنت الشجر لاشتعل الجحيم














المزيد.....

لوكنت الشجر لاشتعل الجحيم


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 2720 - 2009 / 7 / 27 - 10:16
المحور: الادب والفن
    


مهداة إلى زهرة السجناء بالمغرب , زهرة بودكور
"مور ديكي ثاسافث أذ اشعل أحديق "
"أديفغ واكونو أتناين إنجذا" (لو فيي الشجرة لاشتعل الجحيم/ ليخرج دخاني وتعاينه المارة)
تتأججني الغربة وحرقة الاشواق , أسير ذكريات محمومة, تشدني إلى وطن يتغذى على حمد الله, سائحا في ملكوت التيه, تأتيه المعجزات كمملكة النمل, حين لا يغرقها الطوفان : الأفواه الصغيرة دائما لا تتجرع الغرق.
حين يسكنها الغرق...
وتختمر فيها تداعيات الأشياء
لمثونة المحتشمة, تحتجب من لفحة الشمس
ولا تكترث لصوت الصياط

أنام على أجيج العواصف, رأيت في المنام رفوف الأنبياء القادمين من زحمة الوقت تمتطي بردعة الحال, يهلهلون أن اعتصموا بحبل الله, قال لهم شيخ هرم في ذلك الصباح:
" لقد ضاع منا الحبل".

في ثكنة المولى ينام رأس الدولة على أنين المساجين, تحمد عقباها قوانين العدالة الساهرة على سكرة الموتى, عدالة قاتلة هي تلك الحصون, تخنق الأنفس, فيالها من قوة ترهب جدار الطمأنينة, وتقتل في الوطن وداعة الطفولة, هل من دولة في هذا العالم تهجرها طفولتها؟ هل من دولة في هذا العالم تسجن طلابها وتلامذتها؟ غريب موقف القضاة الذين لا يقبلون شغب الطفولة (أقصد بالتحديد التلامذة المعتقلون من إقليم خنيفرة) .
كم هي حقا تشتهي حظوة السطوة...
Que fuerte! ( يالها من قوة! )

الدولة نائمة ولا أحد يوشوش قيلولتها الداكنة إلا زعيق الرفاق ممن تمردوا قبالة البرلمان يلعنون نباهة الوافدين على المتن الحر: فوق عباب المال الحرام, يزكم الأنوف وهم لايستحيون, تبارك الذي أوحى بهم في حصانتهم وهم لا يعلمون, إنما يستسفهك المتسفهون, هذا الحائك لنسيج الملاحم ينادي في الأمة أن ينتخبوا الضالات من الحمائل, (برلمان لحوالة حسب تعبير العامة) لتحج إلى مقهى القبة حيث فضاء السمسسرة ينتعش

تستهويني واجهة القبة, مسرح الكوميديا الإلهية
أبغيها فتستغبيني.
لكنني لا أبالي , لأني لا أفقه في السياسة

قليلون هم وحدهم من تشبثو بصحوة الأرق في هذا الوطن المليئ بالجياع. قليلون هم أيضا من أفلتوا من تخمة الصبر ولم يستكنوا إلى ضالة الحمد.
قليلون هم صيحة هذا الوطن وكثيرون هم منا من أضاع البوصلة, ومع ذلك يتسامرون, يرقصون ويغنون.

غريبة قارة هذا الوطن حين يختمر الرقص فيها ويتفجر فيضا زعيق المهرجانات الغنائية كأنما استكملت دورة الحصاد , وجمعت محاصيل النماء ولم يعد يبقى إلا السهر, كم هو جميل مغرب الرحل حين كانت تنعش دورة الترحال بين الساحل والجبل, كان الناس فيه يتحسسون بشغف امتداد هذا الوطن, يتحسسونه خطوة بخطوة, وكانت الأعراس أعراس هذا الإمتداد, أما الآن فقد جزرت مواقع الترحال ولم يعد للوطن رائحة , كل هذه الأرض, أرضنا, اغتصبتها حوافر العولمة, فاغترب الترحال فينا, كل ما يجدينا, كل المواقع الجميلة, كل الهواء والماء, كل الفرح, كل شيء منزوع منا بقوة الرساميل العابرة, تدمره والعين بصيرة... الأيادي مكسورة, فهل كل هذا الفقدان وهذا الخلل في الوجدان هو مايزكي فينا دولة الشطط؟.
أشتاق إلى رائحة الوطن
إيوا سيوراس .... (إيوا كلميه, مقطع من أغنية أمازيغية تغنى في رقصة أحيدوس)

كل هذا الفقدان يزكي فينا نزعة الإحتجاج الوجداني, المرتبط عمقا بالروح وليس ردة الفعل, نحن شمس هذا الوطن الحقيقية, نحن أياديه التي لا تعيل وليس رغام هذا الزمن المتهالك الذي يستمجد بضجيج المهرجانات الصاخبة, يرسم بها معالم جنونه الذاهب إلى الجحيم. إنها هستيريا التمسك بالرمق الأخير في حضرة الإحتضار .
هستيريا جنون العولمة.
مات مايكل جاكسون,
ياللخصارة حين يفتقد المواه‏

في المغرب, كل الإحتجاجات التي خرجت عفويا تنبيء بهذا الرفض الوجداني , انتهى زمن الدوخة السياسية حين كان "العالمون", فقهاء العدوة, وحدهم الخطباء يتفننون حبكة المغفرة والنجاة وكنا نحن, المشاؤون بضلالة, وكان الوطن أرض التوبة لمن بايع شموخ الخوصصة وأطلق ساقيه للرياح, راحلا بالطلاق, ليرتاح منه الجميع, ويرتاح هو منهم.
إنما جئت لألومك
ديخد أشملماخ أريد أشمغولخ ( جئت لألومك لا لأعيدك , من الشعر الشفهي الأمازيغي)

اسقيني أيها الساقي.
اسقيني الخمر حتى أراني أحسب الديك حمارا (من خمريات أبو نواس).



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول علمية الماركسية ﴿3)
- حول علمية الماركسية (2)
- في علمية الفكر الماركسي (1)


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عذري مازغ - لوكنت الشجر لاشتعل الجحيم