أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - محمد صادق عبود - الانسحاب وسقوط الأقنعة














المزيد.....

الانسحاب وسقوط الأقنعة


محمد صادق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 2719 - 2009 / 7 / 26 - 09:10
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


في صباح 30 حزيران دقت الفرحة قلوب العراقيين بتحقيق الخطوة الأولى في مشوار استعادة السيادة الوطنية ولقد أثبتت هذه التجربة نجاح العقلية السياسية والمقدرة التفاوضية العراقية وانتصار السياسة والتفاوض على لغة العنف والسلاح . وان نجاح الحكومة العراقية المنتخبة في إخراج القوات الأجنبية من المدن والقصبات العراقية هي نقطة قوة تضاف إلى النقاط الأخرى والنجاحات التي حققتها هذه الحكومة على مدى سنوات وجودها في الحكم .و لقد كان الطريق إلى 30 حزيران طويلا وصعبا ولقد واجهت الحكومة صعوبات جمة في تحقيق هذا الانجاز حيث تطلب الأمر جاهزية القوات الأمنية التي حرصت الحكومة على تدريبها وتسليحها بسلاح الوطنية والإخلاص .. ثم واجهت الحكومة صعوبة التفاوض مع الجانب الأميركي للحصول على المكاسب الوطنية عبر فن التفاوض وتجنيب العراقيين شر القتال وحقن دمائهم عبر الاتفاقية التي أبرمت بين الطرفين والتي مرت بمرحلة مخاض عسير في البرلمان العراقي للمصادقة عليها وكتب لها ان ترى النور وتتحقق على ارض الواقع. وكتب لبغداد أن تتزين وتتجمل لاستقبال المحتفلين والمهنئين لها بيوم السيادة والشموخ والحرية.. وكما يعرف الجميع لم يكن هناك إجماع سياسي عراقي بالقبول بالاتفاقية .ولكن بعد الانسحاب شهد الجميع إجماعا سياسيا وشعبيا بايجابية الانسحاب الأجنبي من العراق وربما إن هذا الانجاز (الانسحاب ) فرض (بضم الفاء) على تلك القوى السياسية التي لم تكن موافقة عليه في بداية الأمر حيث لا يمكن لأحد إنكاره أو الوقوف ضده لأنه انجاز وطني نحو السيادة الوطنية ولا يستطيع احد رفع صوته ضده لأنه بالتأكيد سيكون صوتا ضد الإرادة الشعبية و ضد البرامج المعلنة لجميع الكتل السياسية التي وضعت تحرير العراق في مقدمة برامجها السياسية ولكن يبدو إن سبب معارضة بعض هذه الكتل هو إنها لا تريد أن يحسب هذا الانجاز لحكومة الوحدة الوطنية لأنها بصراحة تعرف أن الانجازات الكثيرة للحكومة الحالية ستزيد من فرص نجاحها في الانتخابات القادمة وبالمقابل ستقلل من فرص فوز الآخرين .ومن الجدير بالذكر إن هذا الانجاز الأخير لا يمكن لأحد التشكيك فيه على عكس الانجازات الأخرى التي تحققت ..فمثلا انجاز استقرار الوضع الأمني ونجاح خطة فرض القانون كانوا يشككون به من خلال وجود بعض الخروقات والتفجيرات وهكذا ملف المصالحة الوطنية كانوا يشككون به من خلال اتهاماتهم بعدم شمول بعض الأطراف في عملية المصالحة وهكذا في ملفات أخرى .ولكن هذه المرة كان النجاح متكاملا غير قابل للتشكيك حيث تحقق الانسحاب ونجحت الحكومة والقوات الأمنية من مسك الأرض وتحقيق الأمن للمواطن الذي صار من واجبه التعاون مع القوى الأمنية في عملها وسعيها للنجاح في مهمتها الجديدة. ومن جانب آخر فان من واجب الدول التي ترددت في إقامة العلاقات الدبلوماسية مع العراق أن تبدأ صفحة جديدة لان عذرها الذي كانت تتحجج به وهو وجود قوات الاحتلال في العراق قد زال فإذا كانت تتحرج من شعوبها فها هو العراق بدأ بالتخلص من الوجود الأجنبي وصار الوقت مناسبا لعودة العلاقات بين العراق وبين هذه الدول . وعلى الأطراف التي تدعم الإرهاب والعنف في العراق بحجة تحرير العراق ان تتوقف لان الاحتلال لم يعد موجودا في المدن والقرى ولم يعد هناك مبرر للتفجير والقتل الذي يتعرض له المواطن والذي تمارسه العصابات الإجرامية المدعومة من الخارج ولكن بالرغم من التطورات الأخيرة يلاحظ الجميع استمرار محاولات الإرهاب في إيذاء الشعب العراقي وهذا دليل على إن الأجندات الخارجية لا تعمل على انسحاب القوات الأجنبية من العراق وإنما تعمل لخدمة أهدافها و أغراضها الخاصة والتي لا تلتقي طبعا مع مصالح وأهداف الشعب العراقي وهكذا كشف لنا الانسحاب أشياء كثيرة أهمها ان الحكومة حققت انجازا كبيرا يحسب لها على مر التاريخ .وكشف لنا أيضا ان بعض الكتل السياسية العراقية لم تكن موافقة على اتفاقية الانسحاب لأن هذه الاتفاقية تعد انجازا للحكومة ولم تستطع هذه الكتل أن ترفع صوتها بالرفض لأنه سيكون ضد الإرادة الشعبية. وأخيرا كشف لنا الانسحاب الأميركي زيف ادعاءات الأجندات الخارجية والداخلية التي تقتل العراقيين تحت ذريعة مقاومة الاحتلال.



#محمد_صادق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرياضة والسياسة
- اوباما والنبرة التصالحية
- على طريق المصالحة الوطنية
- الامن مفتاح الاستثمار
- صناعة الامن بين الامس واليوم
- ثقافة الفوز وروح الخسارة
- كابوس الفساد المالي والاداري
- دور الاعلام في بناء الانسان
- ثقافة الفوز
- الوعي في تفهم الحوار
- الجامعة العربية استنكار وتنديد
- مازال هناك متسع من التسامح
- الانتماءات
- التربية والثواب والعقاب
- الاعلام والشعائر الحسينية
- ليلى تساعد امها مقالة في التربية وعلم النفس
- عراقيون لايفرحون لفرح العراق


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل محاضرة في الجامعة العبرية بتهمة الت ...
- عبد الملك الحوثي: الرد الإيراني استهدف واحدة من أهم القواعد ...
- استطلاع: تدني شعبية ريشي سوناك إلى مستويات قياسية
- الدفاع الأوكرانية: نركز اهتمامنا على المساواة بين الجنسين في ...
- غوتيريش يدعو إلى إنهاء -دوامة الانتقام- بين إيران وإسرائيل و ...
- تونس.. رجل يفقأ عيني زوجته الحامل ويضع حدا لحياته في بئر
- -سبب غير متوقع- لتساقط الشعر قد تلاحظه في الربيع
- الأمير ويليام يستأنف واجباته الملكية لأول مرة منذ تشخيص مرض ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف وحدة المراقبة الجوية الإسرا ...
- تونس.. تأجيل النظر في -قضية التآمر على أمن الدولة-


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - محمد صادق عبود - الانسحاب وسقوط الأقنعة