أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - أنا أستطيعُ، والناسُ تحبُّني














المزيد.....

أنا أستطيعُ، والناسُ تحبُّني


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 2720 - 2009 / 7 / 27 - 10:42
المحور: حقوق الانسان
    


أكتب لكم من الأردن. وها هنا مشروعٌ جميل أثار غيرتي، فرجوتُ أن أراه بمصر. هم مجموعةٌ من الشباب الواعد. طلابٌ في الجامعة الأردنية، منحتهم السماءُ اختبارَها الصعب، فحملوا اللقبَ الثقيل: "ذوو الاحتياجات الخاصة". على أنه، للحقّ، ليس ثقيلاً إلا على روح هشّة، ونفس خائرة. لأن تلك الاختباراتِ ذاتَها قد تكون المهمازَ الحاثَّ على التفرّد والتميّز بين البشر، ونحو العبقرية. قام أولئك الأبناء بتأسيس رابطة قُوامُها جمعيتان: "أستطيع"؛ أعضاؤها هم المختبَرون بالإعاقة، والثانية: "أصدقاء ذوي الاحتياجات الخاصة". وتشكل الجمعيتان معًا رابطةً واحدة اسمُها: "أنا أستطيعُ، والناسُ تحبُّني". تعمل كمظلة حنون لمن قُدِّر لهم أن ينازلوا التحديّات الحركية في كافة أرجاء الأرض؛ من أجل استحثاث قدراتهم المهولة لخدمة المجتمع في كافة الميادين.
اسم الرابطة اِشتُقَّ من شِقيّن: الذات، والآخر. "أنا أستطيع"= ذات المُعاق، "الناسُ تحبُّني"= الآخر؛ وهو كلُّ المجتمع المحيط بهذا المُعاق، ممن اختاروا أن يكونوا أصدقاءً له. يشكل الشِّقان معًا هدفَ الرابطة الرئيس: الإصرار والمثابرة من المُعاق، والتشجيع والمؤازرة من المجتمع، عن طريق الحب.
تعمل جمعيةُ "أستطيع" على حثِّ المعاق، من كافة ألوان الإعاقات، على هزيمة الإعاقة وإثبات الذات والانخراط الفعّال في كافة الميادين الاجتماعية والعلمية والتكنولوجية والسياسية والاقتصادية وغيرها من المجالات، ليرفع في الأخير شعارًا يقول: "أنا أستطيع". وهنا يتحقق أمران: الارتقاء بذاته أولاً، والارتقاء بالمجتمع من ثَمَّ. هو مدعوٌّ لأن يكون محاميًا وطبيبًا وخبيرًا في المجالات التكنولوجية ينتج أجهزة تعويضية لزملائه من ذوي الاحتياجات الخاصة، أو سواهم من الأسوياء بدنيًّا من الناس كافة. أما إن كان كاتبًا أو أديبًا أو فنانًا أو موسيقيًّا فهو مدعوٌّ إلى إنتاج كتب أو مقالات أو لوحاتٍ أو مسرحيات تجسِّدُ قضيتهم مع الحياة، وتكرِّس معني الثقة بالنفس.
كذلك تضعُ الرابطةُ في أولويّاتها المطالبةَ بحقوق المعاقين. فإذا ما تعرض شخصٌ منهم لمشكلة في الجامعة أو العمل أو في الحي، أو إن لم يجد عملاً، تقوم الرابطةُ بالاحتجاج لصالحه ضد الجهات المعنية. كما تعمل على استثمار الكفاءات، وإيجاد فرص العمل، وتوفير سبُل العيش الكريم لغير القادرين على العمل. وصولاً إلى السؤال الحاسم: ولماذا لا يكون ذوو التحديات الخاصة في مناصب صنع القرار؟!
أعضاء جمعية "أصدقاء ذوي الاحتياجات الخاصة" لم تختبرهم الحياةُ بتحدٍّ أو إعاقة، على إنهم يقومون بمساعدة مَن اختبرته الحياةُ بمحنتها. إذْ يرونه شخصًا إيجابيًّا وقادرًا على الارتقاء بالعالم. ينظرون إليه بعين الاحترام لا بعين الشفقة والحزن. نظرة الاحترام والإكبار تلك في عينيك ستجعله يبذل أقصى ما لديه كي لا يخيب ظنك به.
تهدف الرابطةُ، إذًا، إلى رسم صورة مشرقةٍ وإيجابية للمعاق، وتصحيح أفكار سلبية استقرّت في أذهان الناس حول المعاق حركيًّا أو ذهنيًّا. وتطالب الرابطةُ وسائلَ الإعلام بالكفِّ عن تقديم تلك الصورة السلبية للمعاق بوصفه شخصًا منكسرًا منهزمًا، وكذا الكفّ عن تصوير المجتمع المحيط بهم بوصفه مجتمعًا من الأشرار غلاظ القلب، فكلتاهما صورة زائفة تناقض الواقع كما تناقض مع ما يجب أن يتم الإعلام عنه.
يحلمون أن تغدو رابطتُهم منظمةً وطنية منبثقة عن الجامعة الأردنية تهتم بشؤون المعاق في جميع أنحاء المملكة، تتعاون مع المنظمات الدولية والرسمية والشعبية، وتضم أعضاءً من جميع أنحاء الوطن العربيّ. كما تحلم الرابطةُ أن يروا المُعاقَ حاضرًا في كافة الميادين، وألا تشكل إعاقته مانعًا للعمل، إنما هي سبب يدعوه لأن يقول: "أنا أستطيعُ، والناس تحبُّني."



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفِتْنةُ ليست دائمًا أشدَّ من القتل!
- للجريدةِ مآربُ أخرى
- لغةٌ -قايلة- للسقوط
- حتى الضفدع!
- أوباما، وغرفةُ الجلوس
- أجملُ قارئ في العالم
- فلتقصّ الشريطَ تلك السيدة!
- مقابر جماعية للمصريين
- ردُّ الأشياءِ إلى أسمائها الأولى
- المواطَنة ودرس الفلسفة
- هذا شابٌ من جيلي
- مصر
- سألتُ الأستاذَ: لمَن نكتب؟
- وأكره اللي يقول: آمين!
- الغُوْلَة
- -شباب يفرح القلب-
- بل قولوا إنّا شبابٌ صغار!
- إنهم يذبحون الأخضرَ
- مصرُ التي خاطرهم
- القططُ المذعورة


المزيد.....




- النصيرات.. ثالث أكبر مخيمات اللاجئين في فلسطين
- بي بي سي ترصد محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي ...
- -تجريم المثلية-.. هل يسير العراق على خطى أوغندا؟
- شربوا -التنر- بدل المياه.. هكذا يتعامل الاحتلال مع المعتقلين ...
- عام من الاقتتال.. كيف قاد جنرالان متناحران السودان إلى حافة ...
- العراق يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام المثليين
- قيادي بحماس: لا هدنة أو صفقة مع إسرائيل دون انسحاب الاحتلال ...
- أستراليا - طَعنُ أسقف كنيسة آشورية أثناء قداس واعتقال المشتب ...
- العراق ـ البرلمان يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام ا ...
- 5 ملايين شخص على شفا المجاعة بعد عام من الحرب بالسودان


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - أنا أستطيعُ، والناسُ تحبُّني