أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حسام محمود فهمي - بركاتك يا أبو تريكة...














المزيد.....

بركاتك يا أبو تريكة...


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 2718 - 2009 / 7 / 25 - 00:10
المحور: الصحافة والاعلام
    


أعلنَ رجلُ أعمالٍ تبرعَه لأبي تريكة بمليون جنيه، اعتذرَ أبو تريكة عن قبولِ التبرعِ في إعلانٍ بمليون حنيه. أبو تريكة فلتةٌ في الأخلاق والتدينِ والوطنيةِ، هكذا يقول الإعلامُ، إنه أيضاً فاكهةُ الكرةِ، القديسُ، الخلوقُ، المنقذُ، الساحرُ، فتانُ الابتسامةِ. صورُه وهو ساجدٌ تتصدرُ الصفحاتِ، وكذلك وهو يهزُ الشباكَ بأيديه أو وهو يُسجلُ فيها، أصبحَ من المنزهين عن الخطأ، الويلُ كلُ الويلِ لمن يمسُه بكلمةٍ أو همسةٍ. عاشَ الدورَ وصدَقَه، قبلُ الكرةِ لم يكن من المفكرين ولا أصحابِ المواقفِ، عندما امتهنَها وارتدي زي الأهلي امتلَكَ الحصانةَ، دخلَ الجنةَ، التي خرجَ منها الحضري.
هكذا الإعلامُ، هكذا صناعةُ الأساطيرِ، هكذا نفاقُ الرأي العامِ، هكذا التلاعبُ بمشاعرِ السُذجِ وشغلُهم، هكذا المتاجرةُ بأي شخصٍ وبأي قضيةٍ، هكذا الهوي والغرضُ، هكذا الطبلُ والزمرُ والتهييجُ، في قضايا بعينِها ومع أشخاصٍ بذواتِهم. ليسَ بغريبٍ افتعالُ قضايا ومواقفٍ، أخرُها الحزنُ المفتعلُ لمقتلِ صيدلانيةٍ مصريةٍ بأيدي صعلوكٍ ألماني، وقبلُها العشراتُ من دعواتِ المقاطعةِ ضد المنتجاتِ والسلعِ الغربيةِ لانتهاكاتٍ تحفلُ المجتمعاتُ العربيةُ والإسلاميةُ بأضعافِ أضعافِها، ما بين انكارِ الآخرين، عقائداً وسياسةً ولوناً وفكراً وجنساً وعرقاً، مروراً بالكذبِ والغشِ والخداعِ والتزويرِ.
صناعةُ الأسطورةِ جزءٌ من ثقافةٍ تؤمنُ بالخزعبلاتِ، بالمنقذِ المخلصِ، بالتواكلِ، بانتظارِ مجهودِ الغيرِ، بادعاءِ البطولةِ والنصرِ حتي في عزِ الهزيمةِ. لطالما صنعوا الزعماءَ وفَرعنوهم وآلَهوهم فخَسفوا بهم الأرضَ وأورثوهم ضنكَ العيشِ وذلَه، من المحيطِ إلي المحيطِ، من فوقِه وتحتِه. الناصرُ، الثائرُ، الداهيةُ، المُلهمُ، المُحَنكُ، المَعصومُ، الحكيمُ، المُظَفرُ، المؤمنُ، الإنسانُ، الأمينُ، البسيطُ، صفاتٌ متراصةٌ بلا معني أو مضمونٍ، إلا الانتهازيةِ والعجزِ وقلةِ الحيلةِ، تغنوا بها ليلَ نهارَ ولَونوها بالأحمرِ والأخضرِ والأزرقِ.
إعلامٌ يجعلُ من القاتلِ ضحيةً نفاقاً لثرائه ومركزِه، يُهاجمُ بالهوي والمصلحةِ، وبهما يُهادنُ ويَغُضُ الطرفَ، يقولُ ما لا يعني، ولا يعني ما يقولُ، ما أكثرَ ما تلاعبَت به السلطةُ وجَرجَرَته وسَحبَته، مقاطعتُه شاهدةٌ علي خَيبَتِه وانعدامِ مصداقيتِه. الإعلامُ هو المجتمعُ، هو نمطُ تعاملاتِه وطرحِه للأمورِ، هو التعاملُ بين الغني والفقير، بين إبنِ البطةِ البيضاءِ والملعونِ إبنِ البطةِ السوداءِ، بين من يبشرون أنفسَهم بالجنةِ ومن عداهم.
لو خرَجَ أبو تريكة من النادي الأهلي لتحولَ شيطاناً مارقاً خائناً؛ مثلما أصبحَ حسام حسن وتوأمُه، مثلما صارَ الحَضري، منتهي الزيفِ، كلُ العبثِ، إنه نمطُ حياةٍ، بالإسمِ، ليس إلا.
خيبةٌ بالقوي، بركاتك يا أبو تريكة، النجدةُ، يصورونك ولياً، مَدَد، حتي إشعارٍ آخرٍ،،



#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرائمُ الجيرةُ ...
- إنهم يُهاجمون عادل إمام ...
- الهندسةُ الأدبيةُ والمُبتسرةُ .. وتدمير التعليم الهندسي
- مبروك يا ستات...
- مصر .. مغلوبةٌ بالثلاثةِ
- سوزان تميم..القُتل بالمجانِ
- الهندسةُ الأدبيةُ .. ومحنةُ التعليمِ الحكومي والاستثماري
- أنفلونزا الخنازير..
- اُنصر نصر الله ...
- تعرفوا الهايف من إيه؟!
- تخريب وتدمير .. باسم نقل التكنولوجيا
- كحكُ ما بعد قعدةِ الدوحةِ..
- كوندوليزا ... كمان
- آآه يا خوفي..
- كوندوليزا العانس..
- مصر مُضرِبةٌ..
- في الجامعات..خللي البط يعوم
- تسييسُ مجمعِ اللغةِ العربيةِ ..
- الجودة وسنينها...
- طبولُ النصرِ..


المزيد.....




- شاهد..قرية تبتلعها الرمال بعد أن -تخلى- عنها سكانها في سلطنة ...
- الأمن الروسي يعتقل 143 متورطا في تصنيع الأسلحة والاتجار بها ...
- وزارة الخارجية الروسية تصر على تحميل أوكرانيا مسؤولية هجوم م ...
- الحرب على غزة| وضع صحي كارثي في غزة وأيرلندا تنظم إلى دعوى ا ...
- ضغوط برلمانية على الحكومة البريطانية لحظر بيع الأسلحة لإسرائ ...
- استمرار الغارات على غزة وتبادل للقصف على الحدود بين لبنان وإ ...
- تسونامي سياسي يجتاح السنغال!!
- سيمونيان لمراسل غربي: ببساطة.. نحن لسنا أنتم ولا نكن لكم قدر ...
- قائد الجيش اللبناني يعزّي السفير الروسي بضحايا هجوم -كروكوس- ...
- مصر تعلن موعد تشغيل المفاعلات النووية


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حسام محمود فهمي - بركاتك يا أبو تريكة...