أغادير أمين
الحوار المتمدن-العدد: 2717 - 2009 / 7 / 24 - 09:54
المحور:
العلاقات الجنسية والاسرية
كالأم الحنون بصوتها الدافىء , كلمتها المعهودة ( عيوني ) محببة تدخل لقلوب الناس كأنك تعرفها منذ سنين , طريقتها واسلوبها في الحوار تجعلانها صديقة صدوقة مقربة للآخرين دون تكلف .
الدكتورة فوزية الدريع صاحبة شهادة الماجستير والدكتوراه في علاج المشاكل الجنسية والثقافة الجنسية ,اعلامية وكاتبة كويتية, شخصيتها مميزة انسانة محترمة لطيفة استطاعت ببراعة وجرأة ان تاتي بمفهوم جديد لمجتمعنا العربي الشرقي عن الجنس واهميته وتأثيره وسلوكه ومشاكله وحلوله تعرضها باسلوب علمي رصين وتتناوله بطريقة يتخللها الشرع والدين, تطرح نقاطا حساسة جاهرة بأفكارها المتفتحة معالجة الكثيرين ممن يحتاجون اليها , طلبت ان يدرّس الجنس في المدارس بمفهوم تربوي توعوي تعليمي خشية على اطفالنا واجيالنا القادمة من (اصدقاء السوء ..الإعلام الفاضح لكل ما هو مبتذل ومشين .. وسائل النت المفتوحة المباحة لكل صغير وكبير) , مهتمة بكل زوجين احد اهم اسباب فشل زواجهما ( الجنس ) بكل اسبابه ومدى تأثيره على نفسية الفرد وتغييره لسلوكياته وافعاله اليومية نحو ذاته ونحو الآخرين , من خلال كتاباتها ومؤلفاتها وعيادتها , واهمها من خلال برنامجها الاسبوعي (سيرة الحب ) المعنون حاليا باسم (د.فوز) , الذي يبث على قناة الراي الكويتية .
نحن نحتاج لهكذا شخصية انسانية تقدم المفيد وتأتي بطرح جريء تنهض بمجتمعنا الشرقي الذي يعاني من مشاكل عديدة شائكة لن ننكر ان سببها الكبت الجنسي, بل ثبت في دراسات عالمية ان اكثر المحن والمصائب والامور الشائكة سببها ( الجنس )في العالم كله وليس فقط في الشرق, لكن الفرق هنا ان المجتمعات الأخرى فيها الجنس مباح ويجهرون به اما في مجتمعنا الشرقي الذي يعاني من ازمات نفسية اجتماعية مادية ومعنوية لاتعد ولا تحصى فالكلام عن هذا الموضوع محرج ومخجل جدا .
د.فوزية الدريع برنامجها نقلة نوعية في الفكر والثقافة والتوعية الجنسية ,انسانة قديرة بجرأتها الرزينة استطاعت بتحدٍ عالٍ ان تقدم على الهواء مباشرة هكذا برنامج هو كالصرخة بصوت حنون هامس على ما يعانيه مجتمعنا الشرقي الذي كان ومازال كمخلوق النعامة جسمه ظاهر للعيان ورأسه مخبأ في الأرض.
البرنامج جميل وممتع ,احيانا استمتع بمشاهدته لما يحويه من قضايا عامة عديدة , يحوي فقرات ثلاثة منوعة احدها انها تستضيف شخصية تناقش معها موضوعا معينا يختلف كل مرة من ضيف لآخر كالجمال والريجيم الصحة والامومة الطفولة وغيرها ,فنستفيد كثيرا منهما خاصة وان الدكتورة تتمتع بخفة الدم .الفقرة الثانية فقرة اتصالات المشاهدين في طرح مشاكلهم الخاصة ومعاملتها الراقية لهم كونها كالبلسم الشافي الذي يساعد على التئام الجروح واحتوائها ومساعدتها لكل مشكل عصيب صاحبه انسان تائه يبغي القلب المنصت الحنون الذي ينير له دربه دون ارتكاب اخطاء . الفقرة الثالثة (الحمراء) وهي التي يدور حولها اغلب الجدل كونها حساسة وساخنة جدا.
لكن
ما دعاني ان اكتب مقالي هذا هو بعض المآخذ والملاحظات على الدكتورة القديرة فوزية الدريع من خلال برنامجها هذا,مع حبي الشديد واحترامي الفائق لها :
عزيزتي الدكتورة " * قولك لبعض المتصلات اللاتي يرغبن بالزواج انهن يجب ان يصررن على الزواج حتى لو رفض الوالد لأنهن في عمر يخول لهن اتخاذ القرار وإذا استكنّ لرفض الأهل فإنهن سيعشن في عذاب الجسد والروح كونهن سيُحرمن من ممارسة حقهن الطبيعي في الحياة وهو( الجنس ).
* وفي نقاش آخر تقولين ان كل انثى ثانية دخيلة على حياة الزوجين فهي ( سيئة ) ويجب ان تحافظ كل زوجة على زوجها قدر استطاعتها كي تمنع زواجه من الانثى الاخرى .
* وفي توضيح لكِ عن الجنس ومدى اهميته في حياة الانسان قلتِ ان القبلة لذيذة وممتعة لها مفعول السحر على الزوجين ان عرفا كيفية اتقانها وخسارة لمن لم يذق طعمها .
*وفي نقاش آخر لك ذكرتِ ان الممارسة الجنسية الشرعية مهمة جدا للمراة والرجل لأنها تحمي من الكثير من الامراض النفسية والجسدية لذلك شيء مؤلم جدا ان يتواجد زوجان مع بعضهما ولا يمارسان حقهما في الجنس ".
نتيجة لهذه الصياغات الكلامية التي جاءت في البرنامج احببت ان أدلي ببعض ملاحظاتي المتواضعة:
*فيما يخص النقطة الاولى : لأن الناس والعقليات والبيئات مختلفة وكل انسان سيسوغ لنفسه افعاله وفق طموحه ورؤيته الشخصية سنرى الكثيرمن الفتيات على قولك هذا تعاند اهلها وتبرر فعلة زواجها حتى لو رفض الاهل ,
* نساء اخريات بنفسيات ومفاهيم اخرى سيبررن لأنفسهن فعل الخيانة الزوجية كون الجنس مهما جدا في الحياة , هذا فيما يخص النقطة الثانية ,
* اما فيما يخص الثالثة وعن الأنثى الدخيلة على حياة الزوجين فأرى فيها بعض التناقض لأن هناك زيجات يستطيع فيها الرجل الزواج من ثانية سواء كان مقتدرا سعيدا او يعاني من مشاكل مع زوجته , فأين كلامك الذي تشجعين فيه على محاربة العنوسة !!!
* اما ملاحظتي الرابعة من حيث ذكر ادق تفاصيل العملية الجنسية ومساعدتك في توضيح مفاهيم لذتها ومعالجتك الكثير من اضرار ومشاكل وجهل أوخطأ ممارستها في الفقرة ( الحمراء ) فسيخلق اشكالية اخرى اعمق كون المشاهدين ضمن الجلسة اطفالا خاصة وانك تذكرين ان العمر المسموح لهذه الفقرة (فوق 15 واحيانا تذكرين فوق 18 سنة), الطفل المراهق والشاب لديه عنفوان وفورة وحمية الشباب من شأن كل تلك الأمور أن تخلق تشويشا على نفسيتهم وربما سيقعون في المحظور كون كل ممنوع مرغوب حتى وإن ناديتِ للممارسة الجنسية بشكلها الحلال المشروع . ليس هذا مقصورا فقط على المراهقين والشباب , الفقرة الحمراء الأخيرة كان الحريّ ان تسميها (الفقرة الخاصة بالمتزوجين او المقبلين على الزواج )منعا للحرج والخجل بين العائلة الواحدة التي تجلس وتشاهد برنامجك القيم المفيد .
الشيء الآخر , ان اغلب الدراسات والأبحاث التي تذكرينها في برنامجك هي دراسات وابحاث جنسية عن اوروبا وامريكا وليست عن الشرق او العرب. , كذلك من خلال طرحك نراكِ كأنك تعالجين وتختصين بالتغيير والتوعية في المجتمع الشرقي ( الخليجي ) يتجلى ذلك واضحا من خلال الاتصالات الهاتفية التي اغلبها من دول الخليج التي تعاني ما تعانيه بسبب الكبت الجنسي من عقليات وتقاليد متزمتة .
اعلم علم اليقين انك لست تحرضين على الفساد و التحلل لا سمح الله , لكن العيب هو في بعض المجتمعات الشرقية التي فطرت وتدبغت بثقافة العيب والممنوع والمحظور, فخلقت هوة سحيقة بين التغيير والتجديد الفكري المحترم الرصين الذي يدعو لكل ما هو مفيد ينهض بالشعوب علنا وجهراً دون ان يعمل الممنوع المحظور خلف ستار مغلق موبوء. خاصة وانك تطرحين مضمون فكرك بشكل علمي تربوي ديني .
دكتورة بعض المجتمعات الشرقية العربية المنغلقة تحتاج وقتا طويلا كي تفهم ما تطرحينه وتعالجينه فتسمو شاكرة لك جهدك الكبير لما تقدمينه , انا شخصيا ومن هم مثلي في بلد يتنعم بشيء من التفتح الحذر بكل تواضع نملك عقلية واسعة متنورة فيها نوع من التمرد المطلوب نحييّك ونفهم ما تقصدين ونقدر فيكِ صراحتك القيّمة لما تبذلينه من عطاء عظيم بعيد عن الاسفاف والابتذال, تساعدين على تخطي الكثير من المحن والمصاعب التي تقض مضجعه .
لكن لأنك تخاطبين من خلال البرنامج كل الناس بمختلف الشرائح العقلية ( الجاهل والمتعلم )الكبير والصغير ,المتفتح والمتعصب , مختلف الفئات العمرية , المتزوجين والعزاب, مختلف البيئات الاجتماعية الراقية والمتوسطة و الفقيرة , كل شخص له عقليته وأفق تفكيره الخاص ومداركه الواسعة او الضيقة ,من شأنه ان يخلق اشكاليات واضحة لما تنطقين به من كلمات جنسية وتبوحين به من اسرار السعادة الزوجية في لذة الممارسة الجنسية ومعالجتك لكثير من المشاكل المطروحة في هذا السياق.
الأمر الذي يجعلنا نفكر الف مرة في دقة الطرح وتوقيته سواء في الفقرة الثانية أو الثالثة من البرنامج أو ما يجيء في كتبك ومؤلفاتك و مقالاتك المطروحة كي لا يفهموك خطأ.
همسة مني مداعبة بغمزة عين ملاطفة من باب المزحة و اللطافة :
البرنامج تدعو فيه الدكتورة الى سعادة الزواج واستقراره ولذته ومتعته على كافة المستويات الحياتية للرجل والأنثى ... لكن ما يجيء في مضمون البرنامج هو حقيقة مرّة مريرة كون كل المتصلين هاتفياً وأكثر الإيميلات المبعوثة للبرنامج تتناول التعاسة والحزن والضجر والملل والألم الحياتي والجنسي نتيجة الحب وهذا الزواج!!!
#أغادير_أمين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
