أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضياء حميو - الخلق














المزيد.....

الخلق


ضياء حميو

الحوار المتمدن-العدد: 2717 - 2009 / 7 / 24 - 09:56
المحور: كتابات ساخرة
    


(نقطة الخاء عمياء،ضلت طريقها حياءا من الاسفل الى الأعلى ) شاعر عراقي متصوف حديثا.

نعم أخاف عليه ...ليس من عين الحسد، بل من عين كاتم الصوت وزمنه الأغبر، ولذا لن اذكر اسمه أو تفاصيله الخصوصية أو محل إقامته..!
مازال يعيش في إحدى مدن الفرات الأوسط في العراق ،ومنذ أن كان معنا في الدراسة الجامعية كان موهوبا في القراءة والإدراك والإبداع في مجال تخصصه ، هو الآن أستاذ جامعي من الجيل الشبابي في نهاية الثلاثينات من العمر ،لم يكن مخاتلا أو انتهازيا وصوليا ،بل كان بسيطا تلقائيا واضح الفكرة ومعارضا سياسيا يساريا في زمن الدكتاتورية ،لم يغادر ارض العراق إلى الآن ،هو الذي إذا ما سافر نادرا إلى بغداد يستحدث الخطى شوقا إلى مدينته ولا يرتاح إلا بين أهلها،يشتمها ويلعن اليوم الذي أنجبته فيه أمه في إحدى دورها الخربة ويقول وهو صاحب النكتة التلقائية : " اش جان " كان " يصير لو أمي فرنسية لو ألمانية..ومولود هناك بدل هنا ..!!.ولكنه ما أن يعود إلى مدينته يهرع "للحجية" مقبلا يدها والى برتقالة البيت حانيا على أوراقها..!

بعد سقوط الدكتاتورية عدتُ إلى ارض الوطن الذي غادرته لمدة عشر سنين ،عدت ابحث عن أصدقائي ورفاقي القدامى ،وكنت خائفا لماحدث لهم جسديا وفكريا ، أ ُعدم اثنان منهم زمن الدكتاتورية ،وقـُـتل آخر بسبب اسمه على الهوية ،وثالث لاتفارق أصابعه الآن "المسبحة " كنا نتابع سابقا أنا وهو بكل هم وأسى الإنسان ألأممي الصادق حقوق الإنسان وغزو قوات المارينز الأمريكية لبنما وغواتيمالا ،أما الآن فانه متعصب، يتابع حق أبناء طائفته وحدهم وحسب..!

أما الرابع فكان صديقي سابق الذكر التقاني بشوشا فرحا بمقدمي تعانقنا ودموعنا تنهمر فرحا، تفاءلت خيرا بهذه المقدمة، ولكني كنت متوجسا من" فيروس الطائفة" الذي أصاب غيره.. لم يمهلني كثيرا إذ قال :"أتعلم لم اشرب منذ سنين لااتذكرها ولكني والصحب الآخرون هذه الليلة سنحتفل بقدومك ،كل شيء جاهز ماعدا " زجاجة حليب سباع "..! قلت في سري:"الحمد لله مازال يشرب" ثم متسائلا " أين نجد زجاجة في هذا الجو المكهرب "..!؟ :" لاعليك اعرف واحد يبيع باقلاء ولبلبي " حمص "..!! قلت: "وما علاقة هذا بالزجاجة..!؟ قال بكل جد:" رفيق.. الظاهر أن الغربة أنستك المادية الجدلية..هنالك علاقة تاريخية جدلية بين" الباقلاء واللبلبي" من جهة وبين" حليب السباع "من جهة أخرى ..هذه العلاقة هي صيرورة تاريخية لايمكن نفيها أو إلغائها بأي من قوانين النفي..!!".
أوقف السيارة ونزل باتجاه صاحب عربة الباقلاء هامسا بإذنه..، بعد دقائق عاد الأخير حاملا صندوق عنب..!!
وضعه صديقي في السيارة وادار محركها مستديرا صوب بيته وهو يلحظ استغرابي من صندوق العنب ،قال :" لاتستغرب.. العن أبو ألغربه التي أنستك "الحذر الثوري" ،ليست زجاجة واحدة بل زجاجات ترقد بسلام وأمان مطمئنة أسفل العنب ،لم يتغير الزمن كثيرا مازلنا في زمن النضال السري"..!

غنينا تلك الليلة كل أغانينا القديمة، والقينا قصائدنا وروينا نكاتنا وشربنا نخب الصحب الغائبين، وتعانقنا أكثر من مرة..وهو كعادته في خضم الجد يسخّف التنظير.. وفي خضم حديثنا عن الرأسمالية والإرهاب والحروب وصراع الطوائف..قال مداخلا موجها الكلام لي:"اعتقد اعتقادا راسخا إن رفاقنا الشيوعيين كانوا يكذبون علينا حين كانوا يقولون إن الاتحاد السوفيتي هو الرفيق الثابت والوفي للشعوب.قلت مؤيدا: نعم أنت على حق ولكن الظرف التاريخي لواقع الحرب الباردة...قاطعني : لاظرف تأريخي ولا بطيخ ..ثَبُتَ لدي بحكم التجربة التاريخية "إن الرفيق الوفي والثابت للشعوب ليس الاتحاد السوفيتي بل هو " الجلق "العادة السرية..!!

بعد منتصف الليل غادرنا الآخرون وبقينا لوحدنا ،استلقينا إلى فراشينا ،وقبل الإغفاءة قال : أتعلم لقد ذهبتُ لجماعتنا بعد سقوط الدكتاتورية لأعيد تنظيمي ولكن بعد شهر طردوني قائلين: أنت " وجودي،تروتسكي تحريفي " ،ضحكنا بصوت مسموع سوية لهذه الخلطة واعتدلنا بقعدتنا...:نعم مازالت الكثير من الأمور على حالها لم تتغير..!
ثم أردف كمن لدغه عقرب :" بربك الواحد القهار رفيق ...هاي شنهو من شيوعية بكوريا الشمالية .. الأب يورثها لابنه والابن للحفيد .. عوف هاي " اترك هذه "...الشعب ميت من الجوع يستجدي حنطة والنظام يصنع أسلحه نووية...إما أن تعطوني حنطة أو اصنّع صواريخ نووية....أما في الصين الشيوعية يابعد عيني.. لو جَدَنا " ماركس " ينهض من قبره لشد عصّابة ولطم، ويتبجحون بأعلى معدل نمو في العالم فيها.. طبعا لان العامل يعمل 13 ساعة يوميا وممنوع حتى من حق الإضراب..!
قلتُ:" مازلتَ مهموما بالعالم"..!؟
قال: "نعم وسأظل مادام لدي إحساس إن هنالك في طرف قصي من العالم إنسان يحس بهمّي وآلامي..!".
ثم أردف وأنا كلي إصغاء لما سيقوله :
" إسمع..! ألنومه طارت فلنتحدث بموضوع أكثر جدية وفائدة...!
قلتُ متحمسا :" هات "..!
قال :"حدثني عن النساء الأوربيات الجميلات"..!!.



#ضياء_حميو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجارب دنماركية 31 (الضحك بلا سبب )
- تجارب دنماركية 30 (العراق ،إنموذج في كتاب مدرسي دنماركي )
- الحمير تلحسُ -آيس كريم-
- تجارب دنماركية 29 وزارة المساواة
- لإيران الحبيبة
- تجارب دنماركية 28 ( النوم تحت قبة البرلمان)
- تجارب دنماركية 27 مدرسة الجانحين الصغار ج4 (دُور الحضانة وال ...
- تجارب دنماركية 27 مدرسة الجانحين الصغار ج3 (لايستيقظون صباحا ...
- ذيلهُ العربي
- تجارب دنماركية 27 مدرسة الجانحين الصغار ج2(إنهم لايتحدثون ال ...
- تجارب دنماركية 27 مدرسة الجانحين الصغار ج1 (إنهم يكرهون الكب ...
- جمال جمعة و راس البصل
- تجارب دنماركية 26 (الأطفال المجرمون )
- تجارب دنماركية 25 ( تقدر أن تسرق )
- تجارب دنماركية 24 (رسائل من الجيران )
- مَنْ منْهنّ أغوتك!(شعر )
- تجارب دنماركية 23ج5 طرق تدريس الدين (الفلسفة وأخرى)
- الفساد الأخلاقي للدجاج البرازيلي
- تجارب دنماركية 23ج4 طرق تدريس الدين (الإسلام )
- تجارب دنماركية 23 ج3 طرق تدريس الدين (الديانة المسيحية )


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضياء حميو - الخلق