أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالله تركماني - عبثية الانقسام الفلسطيني














المزيد.....

عبثية الانقسام الفلسطيني


عبدالله تركماني

الحوار المتمدن-العدد: 2717 - 2009 / 7 / 24 - 09:55
المحور: القضية الفلسطينية
    


المجتمع الدولي مع دولة فلسطينية اعتبارية كبقية دول العالم، ولكنّ هذا المسعى الدولي يصطدم مباشرة بالرفض الإسرائيلي، ثم بالواقع الفلسطيني المنقسم المضاد لهذا المسعى، إذ أنّ الصراعات الداخلية حول هوية هذه الدولة غرقت في بحر " الحمساوية " من ناحية و" الفتحاوية " من ناحية أخرى. إنه انقسام عبثي قاتل، يعبر عن مشكلات كثيرة من أبرزها: صعوبة تعايش استراتيجيتين متناقضتين في حركة تحرر وطني واحدة.
فبعد ست جولات وأكثر من عشرة أشهر من الحوار الفلسطيني الداخلي الأخير في القاهرة، لا أحد يمكنه أن يؤكد أنّ الجولة السابعة في 25 يوليو/تموز الجاري يمكن أن تنتهي باتفاق مأمول، بما ينطوي على سيناريوهات خطرة، وربما كارثية، بتكريس واقع الانقسام الفلسطيني بين الضفة الغربية وقطاع غزة. ومما يزيد تعقيدات الأزمة أنّ عناصرها لم تعد قاصرة على العوامل الداخلية، المتعلقة بهشاشة النظام السياسي الفلسطيني ومؤسساته، بل تعدتها إلى العوامل الخارجية لتلعب دور المتغير الرئيسي فيها، على الرغم من ارتباط الأزمة في هذا السياق بدوافع ومصالح قد تكون بعيدة عن المصالح الفلسطينية.
إنّ العقلية الإقصائية أو التهميشية والتوجهات الفصائلية الضيقة تؤكد فشلها الذريع في التعامل الجاد مع أي تحدٍ كبير، سواء كان داخلياً أم خارجياً، لأنها تسعى إلى تسويق خطاب إعلامي ذاتي تعيس، مما يشير إلى أنها أزمة تتعلق بافتقاد هذه الساحة للقيادة الناضجة، بمعناها الوطني الشامل، وللسياسة بمعناها المسؤول، فضلاً عن أنها أزمة تتعلق بترهل بنية العمل الفلسطيني ومؤسساته، وتخلُّف علاقاتها الداخلية، وانحسار قدرتها على الفعل، بالمقاومة أو بالتسوية.
على ضوء ذلك يخشى أنّ الساحة الفلسطينية، في ظل أوضاعها المتردية، بدأت تعمل خارج الزمنين الدولي والإقليمي. إذ من الواضح أنّ بعض القوى الفلسطينية لم تعد ترى أبعد من حدود جبهة الصراع الداخلي فيما بينها، ولم تعد تدرك المعطيات الإقليمية والدولية الخطيرة التي تحيط بالقضية الفلسطينية، ولم تعد معنية إلا بمصالحها الخاصة الضيقة. إذ يبدو أنّ لحركة " حماس " مفهومها الخاص حول الحوار الوطني، فهو جولة من الاشتباك السياسي والمؤسساتي، لتحقيق هدف واحد، وهو تقدم " حماس " إلى الأمام، بعد تحميل الطرف المقابل مسؤولية الفشل.
أما حركة " فتح " فمأساتها هي أنّ الصراع الذي يدور داخلها إنما يدور حول أهداف ومكاسب شخصية، هي أبعد ما تكون عن المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني، وتوجهات وطموحات القاعدة الوطنية الفتحاوية. وبعيداً عن الجدل الذي أثارته تصريحات فاروق القدومي، أحد مؤسسي " فتح " وقادتها التاريخيين الكبار، لم يكن ينقصها سوى ضجة كبرى كالتي فجرها، في توقيت يحمل الكثير من التداعيات على مختلف الأصعدة. ولعل المؤتمر السادس للحركة ببيت لحم في 4 أغسطس/آب القادم يفسح في المجال لإراحة ديناصورات الحركة، التي ترفض أن تخلي مكانها للقيادات والأجيال الشابة من القادة الميدانيين للانتفاضتين في عامي 1987 و 2000، وتتعامل مع الحركة باعتبارها تركة شخصية، لا برنامجاً وطنياً عاماً، يمكن أن يؤدي الصراع عليه إلى تبديده، في لحظة لا يبدو فيها أنّ البديل الفلسطيني جاهز أو قادر على تحمل مثل هذه المسؤولية التاريخية.
إنّ الخلاف بين قياديي " فتح " و " حماس " إنما يتمحور على القيادة والسلطة، ومعنى ذلك أنهما، في ظل هذا الصراع التناحري، لا يعملان على أساس تطوير النظام السياسي، ولا ينطلقان من تحقيق المصلحة الوطنية، أي مصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته، بقدر ما ينطلقان من مصلحتيهما الفصائلية الضيقة.
بينما تقتضي المصالح الوطنية الفلسطينية العليا، الحقيقية، وضع حد للانقسام بالرجوع لأسبابه وجذوره، وهي غياب استراتيجية وحدة وطنية واحدة وموحدة، ما يقتضي الاتفاق على ثوابت وأسس مشروع وطني تحرري يفاوض دون أن يُسقط الحق بالمقاومة المتنوعة الأشكال، ويقاوم دون أن يُسقط خيار التسوية والسلام العادل.
وهكذا، يبدو أنّ يأس بعض مثقفي الأمة في مكانه " ثمة، في فلسطين، مشكلات لا حصر لها، تدخل اليأس إلى قلوب أمثالنا ممن اعتبروا أنفسهم فلسطينيين، وناضلوا مع الحركة الوطنية الفلسطينية، وخاصة تنظيمها الأم، حركة " فتح "، لاعتقادهم أنّ حريتها هي المقدمة الضرورية لحرية العرب، بعد فشل المسعى الوحدوي العربي وتعذر تحديث المجتمعات العربية .. إلى أن وقعت الواقعة وانقسمت منظماته وقياداته، وانتقلت المعركة شيئا فشيئا من معركة بينه وبين أعدائه الصهاينة إلى معركة داخل صفوفه.. بهذا التطور المأساوي، تلاشت قدرتنا جميعا على فهم ما يحدث أو على إيجاد مسوغات له، وأحسسنا باليأس من رفض الأطراف الفلسطينية المتصارعة فعل ما يعيد شعبها إلى موقعه الحقيقي كرافعة للحرية، بعد أن حوله الانقسام إلى ضحية إضافية للخراب العربي السائد " (1).
إذن هناك شبه إجماع بأنّ الانقسام الفلسطيني كارثي على الأرض والشعب والقضية. فمتى يدرك الأخوة الفلسطينيون هذه الحقيقة، ويقلعون عن نهج الإقصاء والاستبعاد بالعنف، ويأخذون بنهج المشتركات والتوافق، الذي ليس نهجاً عادلاً وناجعاً فقط، بل هو قبل كل شيء نهج إنقاذي، ليس فقط لهم، بل كذلك لغيرهم من العرب ؟

(1) - انظر ميشيل كيلو: وضع فلسطين يبعث على اليأس – صحيفة " القدس العربي " 25 يونيو/حزيران 2009.



#عبدالله_تركماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تعود الشرعية الديمقراطية إلى موريتانيا ؟
- العراق على طريق الاستقلال
- خصائص الإسلام السياسي الديمقراطي
- ما الجديد في خطاب - حماس - ؟
- إيران .. إلى أين ؟
- التنشئة السياسية وأدواتها
- نحو تصويب العلاقات العربية - الأمريكية
- المكان العربي وتفاعلاته في القرن العشرين (3)
- المكان العربي وتفاعلاته في القرن العشرين (2)
- المكان العربي وتفاعلاته في القرن العشرين (1)
- أي لبنان بعد الانتخابات ؟
- اليمن ليس سعيداً
- جدل العلاقة بين التنمية والديمقراطية
- انتصار الأنموذج الديمقراطي الكويتي
- زمن حقيقة العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية
- العرب والحاجة إلى التنمية الشاملة
- الصحراء الغربية على طريق إجراءات الثقة
- إنجازات رجل مثابر
- الديمقراطية والمسألة الاجتماعية في سورية
- المجتمع المدني في العالم العربي - الواقع والمعوّقات والآفاق


المزيد.....




- متى تتوقعون الهجوم على رفح؟ شاهد كيف أجاب سامح شكري لـCNN
- السعودية.. القبض على شخصين لترويجهما مواد مخدرة بفيديو عبر و ...
- مئات الغزيين على شاطئ دير البلح.. والمشهد يستفز الإسرائيليين ...
- بايدن يعلن فرض الولايات المتحدة وحلفائها عقوبات على إيران بس ...
- لماذا تعد انتخابات الهند مهمة بالنسبة للعالم؟
- تلخص المأساة الفلسطينية في غزة.. هذه هي الصورة التي فازت بجا ...
- شاهد: لقطات نشرها حزب الله توثق لحظة استهدافه بمُسيرة موقعًا ...
- ألمانيا تطالب بعزل إيران.. وطهران تهدد بمراجعة عقيدتها النوو ...
- مهمات جديدة أمام القوات الروسية
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية محمية بالكامل ومستعدون لمواجهة ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالله تركماني - عبثية الانقسام الفلسطيني