أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم علاء الدين - ليس بمهاجمة الاسلام تنتشر الليبرالية















المزيد.....

ليس بمهاجمة الاسلام تنتشر الليبرالية


ابراهيم علاء الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2717 - 2009 / 7 / 24 - 10:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عرضت في مقال امس الاول للفروقات بين مقومات واساليب التسويق وكيف ان مهمة تسويق الفكر السياسي الديني اسهل بكثير من تسويق الفكر الليبرالي .. وسوف اتناول اليوم عددا من العناصر الاساسية التي تؤدي الى نجاح جهود ترويج وتسويق ونشر الفكر الليبرالي ..
ولما كان الهدف الرئيسي لليبراليين هو دفع القوى السياسية الدينية ايا كانت ديانتها الى عدم التدخل في شؤون الدولة السياسية والذي يعبر عنه بعبارة (فصل الدين عن الدولة)، وبالتالي فان مهمة الليبراليين ليست مهاجمة الاسلام او أي دين اخر، وانما مواجهة الافكار الاصولية والتطرف من أي جهة كان ولأي دين ينتمي، ولما كانت تيارات الاسلام السياسي هي الوحيدة التي مازالت في الميدان تصارع بكل ما اوتيت من قوة لفرض مفاهيمها الدينية التي ترفض رفضا قاطعا ابعادها عن المشاركة في السلطة السياسية، بل والهيمنة عليها وفرض منطقها ومفاهيمها (الشريعة) لادارة كافة شؤون المجتمع ، مما وضع العلمانيين والليبراليين في بلاد العرب وجها لوجه امام هذا التيار السياسي خصوصا الاشد تطرفا وتعصبا .. وفرض عليهما حمل عبء بناء الدولة المدنية .. مما يفرض عليها خوض معارك قوية ومتواصلة ومتعددة الاشكال والانواع ضد هذه التيارات، والتصميم على محاصرة افكارها، تمهيدا لهزيمتها نهائيا حتى تتمكن شعوب المنطقة من تأسيس القاعدة المادية للبناء الفوقي (الدولة – السلطة) القائمة على المساواة بين حقوق المواطنة ومبدأ سيادة القانون، وحقوق الانسان دون تمييز بسبب العرق او اللون او الدين او الجنس.
اذن فان مهمة الليبراليين كما سبق واشرنا في كثير من المقالات ليست مهمة ثانوية يتم تنفيذها بعد ساعات الدوام الرسمي .. او انها نوع من الرفاهية الفكرية .. بل هي مهمة اساسية ورئيسية تتطلب قيادة من طراز رفيع والاف من الخبراء في كل ميادين الحياة لصياغة البرامج الكفيلة بخوض مواجهة ضارية مع ليس فقط تيارات الاسلام السياسي بل ومع كل من لهم مصلحة بالمحافظة على العلاقات القديمة شبه الاقطاعية .. والمستفيدين من غياب مبدأ سيادة القانون .. من المتنفذين .. والقابضين على مؤسسات السلطة العامة استنادا الى الأعراف العشائرية والقبلية والمحسوبية والواسطة المزدهرة في الدول العربية بسبب نمط الانتاج ما قبل الراسمالي السائد في معظمها.
وموضوع الصراع كما هو في كل زمان ومكان هو الافكار .. أي ان كل اشكال المعارك التي سوف تخوضها القوى الاجتماعية ما هي الا لتثبيت افكار هذه الفئة او تلك، ومن تتمكن من تثبيت افكارها تقيم البناء الفوقي بما يخدم مصالحها .. ولا عزاء للمهزومين.
ولما كانت المسالة بمجملها هي صراع افكار .. بين افكار ماضوية لها جذور ضاربة بالتاريخ وتشكل ثقافة وسلوك غالبية الجماهير .. يسندها مالك السماوات والارض .. وبين افكار حديثة ليس لها جذور مادية على الارض .. مما يجعل ميزان القوى بين الطرفين يميل بشكل هائل لصالح الافكار البدائية القديمة .. وبالتالي فاذا لم يستخدم اصحاب الافكار الجديدة وسائل واساليب عصرية وحديثة لها من قوة التأثير ما يعادل قوة تأثير الراسخ والثابت من افكار الطرف الاخر فانها سوف تنهزم قطعا ودون أي لبس.
فكيف يتفادى الليبراليون الهزيمة بل وكيف يحققون الفوز .. علما بانه كلما طال الزمن كلما أصبحت المهمة اكثر صعوبة ..؟؟
على ضوء ما تقدم يصبح السؤال المركزي هو : كيف يتفادى الليبراليون الهزيمة .. او بالاحرى كيف يحققون الانتصار في معركتهم ضد الافكار الماضوية السلفية التي يروجها انصار واتباع تيارات الاسلام السياسي وفقهاء الدين ومشايخهم. .. والمتطرفون من الديانات الاخرى المسيحية واليهودية على وجه الخصوص الذي يرفضوا مبدأ التعايش بين الاديان من اساسه ؟؟
ولا بد من الاعتراف ان لا أحدا يدعي ان باستطاعته تقديم اجابة قاطعة على هذا السؤال .. لعدة اسباب اهمها ان طبيعة الصراع متداخلة و يشارك فيه قوى اجتماعية متعددة .. مما يفرض تحالفات في مرحلة .. ويتم تغييرها في مرحلة لاحقة .. بالاضافة الى دور قوى اقليمية ودولية في مجريات الصراع، الى جانب تعدد وتنوع ميادين الصراع سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وفكريا وفي ميادين العلوم والفنون وحتى ميادين الرياضة والانشطة الترفيهية.
ومع ذلك هناك اجابة توفر قدرا كبيرا من امكانية النجاح .. وهي البراعة في فن التسويق .
واول شرط تتطلبه البراعة التسويقية هو تحديد الهدف (العميل – المجموعة البشرية المستهدفة)
وثاني الشروط محاولة الانفراد بالعميل – المجموعة البشرية المستهدفة – وابعاد المنافسين عنها اثناء عملية التسويق (مثلا : اذا اراد شخص ان يسوق سيارة تويوتا فعليه الا يتطرق مطلقا لسيارة نيسان، حتى تنفرد سيارة تويوتا بالسيطرة على ذهنه وعقله.
ثالثا : على المسوق الابتعاد ما امكنه ذلك عن الاصطدام بثوابت راسخة عن العميل – الجمهور المستهدف .. لان العميل ومهما كان انبهاره بالبضاعة الجديدة فبمجرد الاصدام بما في ذاكرته سيضطر للدفاع عنه مما يقلل الى درجة العدم فرص شراء المنتج الجديد.
رابعا : الدوافع : يجب معرفة الدوافع التي يستجيب لها العميل – الجمهور المستهدف .. حيث تفيد معظم دراسات علماء النفس ان سلوك الانسان الطبيعي عادة ما يتجه نحو اشباع الحاجات الاساسية .. والحاجات الاساسية قد تكون مادية وقد تكون فكرية وثقافية (سلعا او فكرا) ، وهناك العديد جدا من الدراسات التطبيقية حول اثر الدوافع في ميدان التسويق، ومعظمها يثبت ان نجاح التسويق لسلعة معينة او فكرة معينة يعتمد على قدرتها على اشباع اكبر قدر من حاجات المستهلك دفعة واحدة.
خامسا : طريقة العرض لسلعة او فكرة تلعب دور مركزي شديد التاثير في نجاح عملية التسويق .. فبقدر ما يؤثر المسوق على ادراك العميل وتشكيل انطباعاته الذهنية حول السلعة – الفكرة وان تصبح تفاصيل المنتج جزء من الادراك المعرفي للمستهلك بقدر ما تحقق عملية التسويق اغراضها واهدافها. (لذلك يهتم مدراء التسويق في تصميم السلعة من حيث الشكل والمظهر وليس فقط من حيث الجودة بالاضافة الى اهتمام كبير في عملية التغليف ..
سادسا : التعلم المستمر من قبل رجال التسويق والعمل بجد وباستمرار للتعرف على اخر فنون واساليب التسويق التي تتطور بسرعة هائلة اسرع بكثير من انتاج المنتجات الجديدة
سابعا : دراسات السوق .. على المسوقين ان يجروا دراسات مستمرة للتعرف على المتغيرات في مزاج المستهلك وما هي تاثيرات السلع المنافسة ودرجة استجابة المستهلك للمثرات وهل ادى بعضها الى تغيير في السلوك .. ام ان المؤثرات الجديدة التي ترتبت على طرح سلع منافسة لم تحدث تغييرا كبيرا وبالتالي يكون الناس قد احبوا السلعة ورسخت صورتها في اذهانهم مما يمكن المنتج من طرح منتجات جديدة منطلقا من قبول المستهلك للعناصر الاساسية للمنتج (سلعا او فكرا).
ومن المعروف أن محاولة تغيير تصرفات الناس أصعب بكثير من محاولة تأكيدها أو تثبيتها، وتطبيقا لهذا يؤكد رجال التسويق صعوبة تحويل المعتادين على علامات معينة، ولكن من السهل تكوين مستهلكين جدد للسلعة الجديدة في الأسواق الجديدة.
ثامنا : شخصية المستهلك ..ان الاهتمام بشخصية المستهلك مسالة مركزية يتحدد على ضوئها موضوع العرض وشكل العرض ولغة العرض لأن شخصية الانسان تجعله يستجيب بطريقة معينة للمؤثرات.
تاسعا : يجب معرفة المفاهيم الاجتماعية السائدة ومن المعروف ان الفرد داخل الطبقة الاجتماعية يحاول ان يتوافق مع الجماعة حيث ان من اهم الدوافع لدى الانسان هي الانضمام لجماعة والابتعاد عن الشعور بالفردية وبالتالي الجماعة (الاجماع) هي التي تحدد ما هو مرغوب وما هو غير مرغوب مما يتطلب من المسوق اقصى درجات الاهتمام بمعرفة المفاهيم والقيم الاجتماعية للجماعة التي يرغب بتسويق منتج (سلعة او فكرا لها).
عاشرا : الطبقات الاجتماعية هي تعبير عن انقسام المجتمع الى فئات حسب قدرتها المالية (ثرية متوسطة فقيرة) فمن غير المعقول ان يتوجه مسوق ليبيع سلعة غالية الثمن في اوساط الطبقة الفقيرة .. لكن هذا قد لا ينطبق بدقة على ترويج الافكار الا انه لكل طبقة اجتماعية اسلوب وطريقة للعرض والاقناع .. وكذلك مراعاة في التمييز بين نوعية ومضامين الافكار التي تروج لدى هذه الطبقة او تلك .
احد عشر : البيئة الاجتماعية : بات معظم خبراء التسويق على قناعة بان الطابع الاجتماعي للفرد يجعل للبيئة والمجتمع تاثير كبير على تصرفات الافراد ورغباتهم ومدى تقبلهم لهذه السلعة او تلك او لهذه الفكرة او تلك.
وهناك هناصر اقل وزنا مما سبق ذكره .. يستطيع المسوق البارع ان يحدد اهميتها في كل لحظة من اللحظات وحسب الظروف والمتغيرات في كل حال على حدة.

الخلاصة : ان تسويق الفكر الليبرالي يجب ان يستند الى العلوم الحديثة في عالم التسويق ..
وعلى كل من لديه الرغبة بالمساهمة بنشر الفكر الليبرالي الا يعتقد ان نشر الليبرالية يقوم على نقد الدين الاسلامي .. او بازدرائه او ازدراء رموزه .. بل بالمناقشة والحوار واستخدام فنون علم التسويق لاقناع الجمهور بالبضاعة المرغوب بتسويقها .. فالليبرالية ليست ضد الاديان وانما هي ضد المتطرفين والمتعصبين من جميع الاديان .. فلينتبه الاخوة .. فقد لاحظت ان هناك مياه تجري من تحت اقدامهم دون ان ينتبهوا وان هناك من يستغفلوا بعض الليبر اليين بحثهم على استعداء فئة كبيرة من ابناء مجتمعاتنا لا يمكن باي حال من الاحوال ان تقام دولة مدنية ديمقراطية عصرية الا باقناعهم بها وبجدواها .

لكن هل امتلاك كافة مهارات علم التسويق كافية لتحقيق نجاح الليبراليين في معركة ترويج افكارهم بين صفوف المجتمع ... الجواب لا للاسف .. حيث لا بد من امتلاك ارفع فنون ومهارات العلاقات العامة الى جانب مهارات التسويق لتحقيق قدر اكبر من النجاح .. وهذا الموضوع (العلاقات العامة) سيكون محور المقال القادم .. وسوف يكون في سياق حوار مع السيدة الدكتورة وفاء سلطان واخوة اساتذة اخرين



#ابراهيم_علاء_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين ساهمت باعمار كنيسة ..
- لماذا ينجح دعاة الاسلام السياسي ..؟ ويفشل دعاة الليبرالية وا ...
- الليبرالية وحدها تقضي على التعصب الديني والعقائدي والمذهبي
- حوار مع صديقي شامل .. النهضة ليست فكرا فقط
- هل الديانة المسيحية فوق النقد ؟؟؟
- مشهد من كردستان العراق .. محمد معاق .. ولكن لديه عقل
- يوم اشتريت جارية
- انتبهوا ايها الليبراليون فانتم كفرة وقد حلت دمائكم
- الشربيني ليست -شهيدة حجاب ولا ما يحزنون-
- اوهام الشيوعيين الفلسطينيين والجبهة الديمقراطية
- سوزان .. ليتني قطعت اصبعي قبل التصويت لحماس ( ايهما المسؤول ...
- الخطاب الاسلامي متغلغل وراسخ في الخطاب اليساري ..؟؟؟ الرعاع ...
- مرة اخرى مسؤولية الشعوب عن تخلفها
- الحكومات العربية وشعوبها من منها اكثر تخلفا
- عينة من نساء العرب
- جاء الوقت لتصبح طهران تحت مرمى النيران
- الشيخ اللص الكذاب
- المسلمة في فرنسا .. انتفت العلة التي فرضت الحجاب ...
- يوم القيامة على الحدود الاماراتية السعودية
- حلاق بيروتي .. ليك يا عمي بدنا دولة وبس ..!!


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم علاء الدين - ليس بمهاجمة الاسلام تنتشر الليبرالية