أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سامي الاخرس - شركة الطاقة الفلسطينية تحتاج وسام لكن مصنو من جلد الأحذية البالية














المزيد.....

شركة الطاقة الفلسطينية تحتاج وسام لكن مصنو من جلد الأحذية البالية


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 2717 - 2009 / 7 / 24 - 09:53
المحور: كتابات ساخرة
    


شركة الطاقة الفلسطينية .... تستحق وسام مصنوع من جلد الأحذية البالية .. سامي الأخرس
اقل شيء يمكن أن يقدمه الإنسان في حالتنا المعاشة يومياً التي نصحو بها الساعة الثامنة صباحاً بلا كهرباء في مناخ تموز اللاهب حتى الساعة الثامنة مساءً، ثم التقطع في التيار الكهربائي كل خمس دقائق يدفع به المرء من أعصابه الكثير الكثير بعد يوم حار يلهب جسده وعقله، على العطل الذي يصيب حياته، وأجهزته الكهربائية التي لو أراد إصلاحها أو استبدالها يحتاج لثروة يرضى بها لعاب تجار الأنفاق، وجشع أشباه الرجال في جنة عدن القابعة تحت رحمة شركات الخصخصة والاستثمار بالبشر وبالخدمات، أمام هذه الحالة لا يسعني سوى الاقتراح بأن يكلل عنق القائمين على شركة الطاقة الفلسطينية من مديرها حتى غفيرها بوسام ولكن من نوع "الجلد المصنوع من الأحذية البالية" لأنه اقل ما يستحق هؤلاء اللصوص.
يعتقدون أن شعب غزة يقيم بفنادق خمسة نجوم، أو بفيلل وقصور بها مولدات كهربائية ضخمة لا تقف على مدار الساعة ومكيفات آخر طراز لا يبحثون عن كهرباء أو ضروريات وكلهم قادة ووزراء وأبناء أحزاب مدللون، فيتلاعبون بنا كيفما شاؤوا وهم محقين ولما لا وهم يدركون أن هذا الشعب مسدوح على قفاه ملكت منه البلادة حد اللامبالاة سوى بملء الأمعاء والاستلقاء بلحظة انتعاش بجوار هذه الزوجة يفرغ بها ما يضجره من شهوات، معتقداً إنه ملك كل ما يشبعه ويشبع عقلة وتفكيره الصغير، وإنه قهر الغيظ متناسياً إنه افرغ بوعاء مجرد من أي معاني الشعور والحياة.
أُدرك أن العديد سيتأفف من هذا المقال، ويخلق المبررات لشركة الطاقة الفلسطينية وكل شركات الاستثمار مرتدياً ثوب الوقار والعقلانية الأكذوبة التي يتجملون بها، ويرتدون شكلها الجمالي، ولكنها عفنة بداخلها يتكور جسد مجرد سوى من ألوان المكياج الزاهية اللامعة، البراقة، يعيش في خداعها كما تعيش الأنعام.
لست غاضباً وأنا أكتب تلك الكلمات، ولست في ثورة غضب وهيجان ولكنها نتاج حالة ترصد لأكثر من عام، أراقب بها ساعات استقبال الضيف العزيز" التيار الكهربائي"، فأحياناً أمنحهم العذر في فعل ما يشاؤوا لأنهم أمام شعب ارتضى الخضوع والخنوع والاستسلام، لا يقوى سوى على التصفيق كلما قطع التيار وأعيد مرة أخرى، مهرجين في حفلات ساخرة على أنغام الوجع والآه، وفي الختام يقولون لنا إصلاحات، هذه الإصلاحات اليومية لأكثر من ثلاثة أعوام كانت كفيلة بأن يقوم مبتدئين لا يفقهون بأعمال الصيانة من إمداد دولة جديدة في صحراء بشبكة كهرباء ، ولكنهم يتلاعبون بهذا الشعب لصالح كروشهم العفنة، ويتلاعبون بهذا الفقير الذي بالكاد يستحصل على قوته اليومي، ورغم ذلك فهو يستحق لأنه يدفن رأسه في وحل الخضوع والاستسلام، وهنا صدق رفيقنا المفكر " غازي الصوراني" وهو يحدثني بشجون عند سؤاله عن هؤلاء الفقراء، فيقول عن تجربة له في اقبية التحقيق بالأردن" في زمن السبعينات وأنا أعذب بالسوط بوضع اسماه الدجاجة" أي جعلوا من جسده دجاجة أرجلها عند رأسها" نظرت إلى الوجوه التي تضربني بالسوط فإذ هي عسكريان فقيران، فقلت بيني وبين نفسي يعذباني لأنني أدافع عنهم، وعن قضاياهم، هل ما افعله صواب؟!!
وهل نحن ما نفعله صواب في الدفاع عن هؤلاء وباسمهم "الفقراء" الذين دفنوا رؤوسهم في التراب واستلقوا في جهنم العذابات كأدوات تنفيذ؟
لست ميقناً أن النهاية ستكون هنا، بل هي ما ستمليه علينا الأيام عندما ننحدر لمزيداً من نار جهنم الحياة والاستزلام على نسائنا فقط إن كانت هذه النسوة في داخلها تنظر إلينا كرجال.
وآخر كلماتي وبكل قناعة وإصرار أتمني أن يأتي يوماً ونكلل أعناق شركة الطاقة الفلسطينية فعلاًُ أوسمة ولكنها مصنوعة من جلد الأحذية البالية لأنهم لا يستحقون أكثر من ذلك.



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القدومي إفراز للسباحة في السياسية الفلسطينية الآنية
- رفيقي سعدات لأنك صامت لا يريدوك
- انفلونزا الخنازير لا تعدي العرب
- فلسطين بين فتح وحماس
- الوحدة أم الهدنة أيهما أهم؟
- لا تهدموا آخرقلاع الكيانية الفلسطينية منظمة التحرير الفلسطين ...
- ما بعد غزة : خطابات النصر وخطابات الهزيمة ثقافة أم معركة ؟
- اياكم وجيل الغضب القادم
- السياسة تياسة شعار العرب
- رانية مرجية اليد على الجرح
- أعناقنا وذهب بكين
- وجع الموت لأهلنا في العراق من يشعر به؟
- محمود درويش فراقك كفراق وطن
- انقلاب موريتانيا عسكر وحرامية
- لماذا أفلت حزب العدالة والتنمية التركي من أنياب المحكمة الدس ...
- رحلة حياة في مطار الذاكرة
- دلال المغربي عذرا لقد ظلموك وسلبوا راحتك
- أين الأحواز يا عرب ؟
- أثمرت لتهدئة قبل موسم الحصاد
- حديث عابر مع صديق سوري


المزيد.....




- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سامي الاخرس - شركة الطاقة الفلسطينية تحتاج وسام لكن مصنو من جلد الأحذية البالية