أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 11 -














المزيد.....

الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 11 -


ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2716 - 2009 / 7 / 23 - 08:52
المحور: الادب والفن
    


قبل أن أتطرق لوقائع بعينها والتي تخص علاقتي بوالدتي وما كان يشوبها من توتر وصدام وصراع يتنافى مع طبيعة الأمومة. أريد أن أ سجل الأسباب
التي لعبت دورا في تشكيل الحالة النفسية لما هي عليه من قسوة وحقد لا شعوري نحوي بصفتي الإبن الضحية.
إن والدتي نمت وترعرعت يتيمة الأب . فقد كانت جدتي متزوجة بوالدها وهو رجل دين وفقيه معروف في بيئته البدوية بورعه وتقواه وكرهه للإستعمار المحتل
المحتل لأرضه ووطنه. كانت جدتي تحبه حبا جما وقد أنجبت معه طفلة واحدة هي والدتي التي كانت لا زالت رضيعة آنذاك. وبسبب معارضته للإستعمار الغاشم
إ ستشهد وهو ببيته يتناول غذاءه على المائدة ذلك حدث على إثر قصف مدفعي مباغث لبيته أرداه قتيلا على الفور.أثناء تلك الفجيعة حسب حكاية جدتي
بقيت والدتي مهملة في ركن بحجرة من حجرات البيت الوا سع وكانت نجاتها من الموت بمثابة معجزة لأنها كانت بحجرة متاخمة للمكان الذي كان والدها
يتناول فيه طعامه وحيث بقي جالسا وهو جثة هامدة. وبعد الكارثة بسنين معدودة تزوجت جدتي وأنجبت طفلا وطفلة وكان الطفل الجديد مفضلا لدى
جدتي على بنتيها غير الشقيقتين . وذلك ما كنت ألاحظه شخصيا وأنا طفل صغير . كانت جدتي تحب إبنها( خالي ) بطريقة مبالغ فيها وكان زوجها
مستقرا مع خالتي المتزوجة . هذه الظروف حسب اعتقادي هي التي ساهمت في تكوين والدتي وجعلتها في حالة غير طبيعية فكانت قاسية علي
بينما مع شقيقاتي كانت حنونة . ربما كان حقدها على أخيها غير الشقيق الذي سرق منها حنان الأم ينصب لا شعوريا علي فكنت كبش الفداء والضحية
كانت تعاني من يتم مضاعف .
أتذكر وأنا صبي زرت البادية موطن الوالدة الأصلي فرافقت جدتي نحو مقبرة زوجها الأول ( الجد الشهيد ) وما أن وصلنا الضريح فوجئت بجدتي
تسقط أرضا وترتمي على القبر وهي تصرخ وتولول كالثكلى وتستعرض بكلامها تاريخ الأحداث السوداء. كانت تفعل ذلك بهستيرية
وكان صراخها يملأ المكان . كان ذلك بالنسبة إلي حدثا أدركت من خلاله مدى درجة الحب الذي كانت تكنه للراحل الشهيد.
أما زوجها الثاني الذي كنت أناديه - بابا سيدي - فقد كان رجلا لا مباليا وغير مسؤول البتة . فقد كان والدي قد وفر له دكانا مجهزا بالسلع لكي
يباشر فيه التجارة وذلك أثناء طفولتي لكنه كان يترك الدكان ويتلهى بلعبة - الضامة - مع رفاقه العاطلين الكسلاء ويهمل الزبناء والدكان مما جعل
الناس تنصرف عنه فكان باب الدكان دائما يتجمهر حوله الشيوخ مراقبين لعبة -الضامة -بينما أنا الطفل المشاغب كنت أتسلل حينئذ نحو الداخل
لأسرق بعض الدراهم أنفقها على رفاقي في تناول الحلويات ودخول سينما الحي . وفي المساء يكون الخبر بالبيت حيث العقاب ينتظرني.
حكت والدتي وأنا صغير عن زوج والدتها أثناء عام الجوع. فقامت العائلة ( جدتي وزوجها ووالدتي التي كانت طفلة وخالتي التي كانت رضيعة )
بالهجرة نحو تطوان . وأثناء الطريق أراد زوج جدتي أن يتخلى عن إبنته المريضة ويتركها لمصيرها بين أدغال الفلاة . لكن جدتي إمتنعت
وأصرت على الإحتفاظ بإبنتها . كان هذا الزوج عديم العاطفة . وقد نجت خالتي من الموت المحقق وهي لازالت لحد الآن على قيد الحياة .
كان الناس أثناء ذلك العام لا يجدون ما يأكلونه ولهذا أطلقوا على تلك السنة - عام الجوع - . كما أن والدتي عندما كانت تحكي عن هذه
الحادثة أوصتنا بأن نحافظ على السر كي لا نتسبب في تعكير العلاقة بين خالتي ووالدها المنعدم الضمير .تساءلت وأنا طفل صغير عن مصير
والدتي وهي في كنف هذا الزوج الدنيء. ولا زلت أتذكر عندما كان يشتغل بدكان والدي . فقد ضربني أحدهم بكرسي وكنت أبكي بفعل الألم
وكان هذا الجد ينظر ولم يحرك ساكنا وكذلك فعل إبنه ( خالي ) لكن جدتي تدخلت وشتمت ذلك الشخص الذي كان أكبر سنا مني ورافقتني نحو
البيت . من هنا أفهم اليتم الذي إفتقدته والدتي خلال فترة معاشرة جدتي لزوجها السيء .
لا زلت أتذكر أيام الصبا آنذاك كنت أجلب المتاعب للأسرة ولم تكن والدتي تتستر عن أخطائي أو تتجاوز شكايات الجيران .فقد كانت تخبر
والدي حال دخوله البيت . كنت ربما في سن الرابعة عشر عندما ضبطتني الوالدة أضاجع بنت الجيران بسطح البيت . ووصل الخبر لوالدي
الذي عاقبني بصرامة خوفا علي من السجن . وقد إنتقمت من والدتي عندما كانت نائمة أثناء قيلولتها في ظهيرة قائظة حيث د سست بين بنان رجليها ورقة
وأضرمت النار في طرف من الورقة وما أن وصلت الشعلة إلى البنان حتى قفزت الوالدة مذعورة وانتصبت واقفة من شدة الألم.وتمت معاقبتي من طرف
الوالد ونسيت الأمر. لقد كنت صبيا غير عادي لكنني كنت شاعرا بالفطرة أكتب الشعر دون أن أكون ملما به. خلال هذا الزمان بالذات
كتبت قصيدتي الأولى عنوانها ( عودي)
يامنية الغد عودي ياحلم الهوى ارجعي
ياجنة الصبا ياروضة الحياة
عودي وانشدي وتحت غصن حناني غردي
تعالي وخذي بيدي وهيا لمكان بعيد
نباهي أ شعة الشمس ونسيل مع خيوطها
لنقف على النرجس
نشرب من ندى الزهر ونأكل ثمار الأثير
وننام على العشب الأخضر ونغطي غطاء الطيور .
هذه القصيدة حددت المسار الطويل لإبداعي الشعري والأدبي حسب اعتقادي .



#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا- 6 -
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا -10-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-9-
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 7 -
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 8 -
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 1 -
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 2 -
- الجزء الثالث من البسيط والهيئة العليا - 3 -
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 4 -
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 5 -
- دهشة الركوع
- أنا والرياح
- الشوط الأخير
- طاء الوطن
- إشتهاء
- آخر سفر - إلى روح الراحل محمد -
- اللغز
- الأبواب الخلفية
- بالماء بلا ماء
- صه صه


المزيد.....




- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 11 -