أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيثم البوسعيدي - القراءة ....أقوى الأسلحة














المزيد.....

القراءة ....أقوى الأسلحة


هيثم البوسعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2716 - 2009 / 7 / 23 - 08:48
المحور: الادب والفن
    



القراءة هي السبيل نحو الإيمان والعلم والمعرفة، بها نفتح الأبواب المغلقة ونتحدى الجهل والقمع والإستبداد، وبفعلها الجميل نحول الأفكار الراكدة في العقول إلى أفعال مفيدة وسلوكيات نافعة يستفيد منها المواطن والوطن والمجتمع والأمة بحيث يتحول الخيال والحلم بفعل آثار القراءة إلى حقيقة ثابتة وواقع ملموس.

ولو تصفحنا التاريخ بمختلف مراحله سنجد أن الطغاة وأهل الظلام هم من حاربوا القراءة الهادفة وحاولوا أشاعة الجهل والفوضى في صفوف الناس وبذلوا قصار جهدهم لاحتكار الحقيقة، وعززوا تلك الحروب بأختلاق ممارسات عدة كانت تهدف بالأساس لاقتلاع حب القراءة ووأد روحها من نفوس الناس كحرق الكتب وتشويه صورة العلماء وتغييب المفكرين في غياهب السجون وإهمال طرق التدريس الصحيحة وإشغال المجتمع بقضايا السحر والشعوذة وأسباب اللهو والمجون، والأنكى من ذلك اختراع بعض الممارسات الدينية الشاذة وصناعة صور مزيفة للدين والحياة حتى تتناسب مع مخطاطتهم الخبيثة وأهدافهم التدميرية، لأن القراءة الواعية كانت عبر التاريخ بمثابة مصدر تهديد قوي لكل من يريد إذلال البشر وحجر عثرة في طريق كل ماضوي ودكتاتوري يسعى لتسيير البشر نحو أوهامه الذاتية ومصالحه الشخصية وثقافته الأحادية.

وما الحالة التي تعيشها اليوم الأمة من تردي وانحطاط وانكسار إلا لعدة أسباب من ضمنها تراجع نسب القراءة بين مختلف الشرائح والتي أكدتها كثير من الدراسات والأبحاث على الرغم من توافر كمية هائلة من المعلومات وتعدد مصادر ومشارب القراءة، حتى أصبح التوصيف المناسب لهذه الظاهرة التي أصابت روح الإنسان العربي في الصميم " بمفهوم موت القراءة "، والتي حدثت نتيجة عدة عوامل من ضمنها سوء تعامل الأسرة مع مفهوم القراءة وخلو المناهج التعليمية من الطرق المحببة للقراءة وتخاذل الدول عن الإهتمام بالقراءة وإهمال إبداعات المفكريين وإنجازات المثقفين بالإضافة إلى ظهور عصر القنوات الفضائية بما تقدمه من برنامج ثقافية ومواد ترفيهية، مع الأخذ بعين الإعتبار بعض القضايا الهامة مثل ضيق الظروف المعيشية وتهافت الناس بشكل كبير في هذا الزمان نحو صور وأشكال اللهو والتسلية والترفيه.

والحل رغم صعوبة تحقيقه يكمن في بذل جهود كبيرة من أجل غرس حب القراءة في عقلية الطفل والمراهق والطالب ، وهذا الحل يعتبر مسؤولية شاملة ومهمة صعبة تتحملها جميع الأطراف فليس سهلا تحويل النظرة السلبية للقراءة في الوقت الحاضر إلى نظرة إيجابية، بحيث تصبح بمرور الأيام عبارة عن متعة ولذة ورغبة عكس ما هو سائد اليوم بأنها مصدر للملل والكآبة ومضيعة للوقت.

أخيرا فالقراءة هي أولى الطرق نحو النجاح والإبداع وبناء الاوطان، وهي المحفز الأول نحو الفكاك من عقم العقول وتحجر القلوب وقيود المتطرفين على أختلاف مشاربهم، والمرشد نحو تلافي الأخطاء المرتكبة والمآسي المتكررة عبر التاريخ فردية أكانت أم جماعية.

وحتى تكون القراءة أقوى الأسلحة في حياتنا لابد أن نقرأ أفرادا وجماعات مئات الكتب ونتصفح عشرات المجلات ونقضي مئات الساعات في عملية المطالعة بشقيها الورقي والرقمي، عندئذ سيتكاثر أعداد المنظمين لحزب القراء في كل بلد عربي وسيتمهد الطريق نحو ثورة فكرية شاملة لتزول أسباب الإنحطاط ودواعي التخلف وسنحطم كافة القيود بل سنعود مثل ما كنا سابقا " أمة أقرأ "التي تقدس الورق والقلم والفكر.



#هيثم_البوسعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دقائق التأمل
- اضطهاد المبدع
- قصة قصيرة : حلم صعب
- حياتنا ونموذج المرسيدس
- ثقافة الألم وولادة الإبداع
- الوحدة الوطنية في مهب الريح
- السفيه والمسؤوليه
- قلم المثقف وعصا السلطة
- القدس في وجدان الإنسان العربي
- شهوة الكتابة
- المجلس
- صناعة الحب
- قصة : جراح بغداد
- إدارة الانسان : مفهوم غائب في عالمنا العربي
- القراءة والكتابة ....علاقة ترابط وتفاعل دائم
- رؤية نقدية : أهل الدين تحت المجهر


المزيد.....




- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيثم البوسعيدي - القراءة ....أقوى الأسلحة