أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد عبعوب - بعد أوروبا وأمريكا..المسلمون يخسرون الصين كساحة وحليف..















المزيد.....

بعد أوروبا وأمريكا..المسلمون يخسرون الصين كساحة وحليف..


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 2715 - 2009 / 7 / 22 - 06:49
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


تدفع مواقف الكثير من الدول والجماعات والمنظمات الاسلامية العاطفية والبعيدة عن العقلانية والفهم الصحيح للأحداث وطرق معالجتها، نحو تأزم و مفاقمة الأوضاع المتفجرة في المناطق الإسلامية وكذلك تغيير مواقف الدول وتباعا الشعوب غير الإسلامية من الإسلام كدين نحو الأسوأ، وذلك بما تكونه هذه المواقف العاطفية غير المدروسة من صور وقناعات خاطئة عن هذا الدين الذي انزله الله لعباده ليدفعهم نحو التحضر والسلام ونبذ العنف وحفظ كرامة الإنسان..

هذه التوطئة فرضتها وقائع كثيرة شهدتها مناطق مختلفة من العالم تسكنها أقليات وأحيانا أغلبية مسلمة، ومواقف بعض الدول والجماعات والمنظمات الإسلامية منها، وآخرها الوقائع العنيفة التي شهدها اقليم شينجيانغ الصيني الذي تسكنه اقلية مسلمة على مستوى الدولة الصينية، هذه الوقائع التي هي في حقيقتها أحداث عنف وصراع بين عرقية اليغور وهم سكان الاقليم الاصليين التي يدين أغلبها بالاسلام وعرقية الهان الوافدة على الاقليم في اطار سياسة عامة للدولة الصينية ترمي لتحقيق اندماج اعمق بين مكونات المجتمع .

هذه الاحداث منذ تفجرها حرصت وسائل الإعلام الغربية -ولغرض لا يخفى عن متابع حصيف- على ربطها بالإسلام من خلال الإشارة الى ديانة أقلية اليغور الثائرة ضد سياسات الدولة التي ترى انها غير منصفة لها أمام أغلبية الهان، هذا الربط المفخخ بين الاسلام وهذه الأحداث في خاصرة الدولة الصينية -التي تثير الرعب في العالم الغربي، والذي خلق حالة التباس في وعي الكثير من الساسة والقادة في العالم الاسلامي عن حقيقة وبواعث هذه الاحداث- من شأنه أن يسدد للإسلام كدين وحضارة ورسالة إنسانية ضربة موجعة وقاصمة في ساحة مهمة من العالم تشهد ثورة اقتصادية وعلمية تؤهلها لأن تكون في غضون عقد من الآن الدولة الأعظم في العالم.

الصين التي يسكنها ثلث سكان العالم تقريبا، وهي في طريقها للاستحواذ على الاقتصاد العالمي ، ومن ثمة السيطرة عليه، هذه الدولة على علاقة وطيدة بالعالم الاسلامي تضرب بجذورها في اعماق التاريخ، فالصين عرفت الاسلام منذ اكثر من الف عام تقريبا عن طريق التجار العرب والمسلمين، وعن طريق التجارة اعتنقت بعض قبائل الصين الاسلام ، ولم يصل هذا الدين الى تلك السهوب بحد السيف او العنف.. واليوم وبعد أن فتحت هذه الدولة نوافذها على العالم بعد أن ظلت مغلقة لأكثر من ستة عقود، وبعد أن نجحت في اقتناص الفرصة للتغلغل في مفاصل الاقتصاد العالمي والسيطرة عليه، أصبحت مستهدفة وبقوة من القوى الغربية الآفلة التي لم تدخر وسيلة لمحاربة هذا التنين الخارج من قمقمه، بوسائل اقتصادية وسياسية واثارة النعرات والاضطرابات بين مكونات سكانه.. وما جرى في اقليم شينجيانغ يعد أحد فصول معركة طويلة يقودها الغرب لقتل هذا التنين من جهة ، وضرب الإسلام كدين ورسالة حضارية من جهة أخرى وتلغيم الساحة الصينية أمامه من خلال خلق قناعات وصور نمطية مشوهة عن الإسلام في وعي الشعب الصيني أي وعي ثلث سكان العالم..

لنتصور جدلا أن منظمة المؤتمر الاسلامي قد اجتمعت منذ بداية انفتاح الصين على العالم ووضع مفكروها وعلماؤها تصورا لكيفية تسويق الاسلام الحضاري والمتنور والداعي للمحبة واحترام كرامة الانسان وتحقيق العدالة المطلقة للجميع في هذا البلد وبالتالي العمل على نشر هذا الدين على اوسع نطاق في هذه الدولة.. ولنتصور جدلا أيضا أن الدول الإسلامية كافة قد وقفت وراء هذا المشروع وعملت على ربط الصين بالعالم الإسلامي بروابط التعاون والتآزر ضد مؤامرات الغرب التي تستهدف تركيع هذه الدولة وإعادتها الى القمقم الذي ظلت حبيسة به لعقود، ترى كيف سيكون حال العالم الاسلامي والعربي بعد تحول الصين الى دولة عظمى!!

إن انسياق بعض الدول والمنظمات والجماعات الاسلامية وراء العرض الغربي المفخخ لأحداث العنف في الاقليم الصيني - ذلك العرض الذي استهدف إثارة عواطف ومشاعر في غير مكانها وزمانها- هو في الواقع خطأ كبير تقع فيه هذه الدول والمنظمات، يصب في مصلحة الغرب ويلحق ضرارا كبيرا: أولا بالإسلام كدين من خلال خلق صورة نمطية مشوه عنه في وعي الصينيين، باعتباره دين يحث على العنف وسفك الدماء ويدفع الى انتهاك خصوصيات وشؤون الدول الأخرى، وثانيا بعلاقات العالم الاسلامي بالصين، وما يرتبه هذا الضرر على القضايا الجوهرية للدول الاسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية..

إن ما جرى في اقليم شينجيانغ الصيني هو في حقيقة الامر صراع عرقي بالدرجة الاولى، ولا يمكن أن تكون المنظومة الغربية بعيدة عنه، فالإقليم غني بالنفط الذي هو إكسير الحياة اليوم وباعث الحضارة المعاصرة ، والزج بالإسلام كخلفية للصراع هو في الواقع خدعة لاستدراج العالم الإسلامي الى صراع مع الصين وخلق حالة توتر مزمنة بينهما وتلغيم الصين أمام الاسلام، لمعرفتهم بان هذه الساحة لو أحسن المسلمون كدول ومنظمات ومؤسسات التعامل معها ستكون ارضا خصبة لانتشار هذا الدين وبالتالي قيام روابط تعاون حقيقية وفاعلة بين العالمين الإسلامي والصيني ينهي الى الابد أي امل للغرب في استعادة زمام المبادرة الذي بدأ ينفرط من يديه.

إننا كمسلمين ، دولا وشعوبا ومنظمات، يجب علينا أن نكون على وعي كامل بحقيقة ما يرسم لنا، وأن نفهم حدود وتوقيت وأمكنة ترجمة عواطفنا واتخاذ مواقفنا تجاه بؤر التوتر التي تنفجر وتُفجٍٍَر بين الحين والآخر في هذه الدولة او تلك، فلا يعقل من كل النواحي السياسية والعاطفية والاستراتيجية أن ننساق وراء هذه الدعاية الغربية ونستعدي دولة بحجم الصين لمجرد أن جزءا من مكونها يدين بالاسلام ثار على النظام العام للدولة لاسباب ليس لها علاقة بالإسلام.. إننا بمواقفنا الانفعالية المؤيدة لعرقية اليغور بدوافع دينية، إنما نلحق الضرر أولا بهذه الأقلية التي لا يختلف اثنان على أن مستقبلها الأفضل لن يكون خارج الصين باي مقياس، كما أننا نلحق الضرر بعلاقاتنا مع سيد العالم القادم بدوافع وهمية، وخيالية صورها لنا الاعلام الغربي فصدقناه وسرنا وراءها بتعامي قل نظيره في العالم اليوم.. كما نلحق الضرر بمستقبل الاسلام كرسالة سماوية سمحاء اذا ما عرضت بطريقة صحيحة وبعيدة عن الاغراض السياسية فانها ستفوز بعقول الناس في هذا البلد الذي يعاني سكانه من فراغ روحي مزمن..



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لتكون تقدميا، هل يجب عليك التخلي عن ثوابتك ؟!!
- دعم التطرف ووأد الاعتدال.. حوادث يفرن نموذجا
- الدومن .. الى متى تبقى أسيرة اللعبة الأمريكية؟
- البحر الاحمر .. من المسؤول على تدويله
- انهيار الاقتصاد الأمريكي يؤذن بنهاية الرأسمالية، ويؤكد حاجة ...
- الصمود الاستراتيجي في وجه الشر الاستراتيجي
- حتى لا يتحول الأمازيغ الى حصان طروادة
- وما هي مصلحة العراق في مصافحة الإرهابي باراك؟!!
- الاتفاقية الامريكية الامريكية
- إسرائيل تتحصن داخل الاتحاد الأوروبي.. ماذا يفعل العرب؟!
- محكمة الحريري مدخل لتوسيع حزام النار في المنطقة..
- احب العراق.. آكو حد يعوف العراق!!!
- (وإذا ابتليتم فاستتروا..)
- الموسيقى هوية انسانية
- الحرية لآمنة منى
- ايها الفلسطينيون الزموا بيوتكم حتى يغادرها
- الحوار الاسلامي المسيحي : التسامح والحوار هو الطريق الى مستق ...
- الحوار الاسلامي المسيحي : التسامح والحوار هو الطريق لمستقبل ...
- هل المرأة انسان حقيقي!!!
- عندما يتحول الايمان الى عصاب


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد عبعوب - بعد أوروبا وأمريكا..المسلمون يخسرون الصين كساحة وحليف..