أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هندي الهيتي - لا تترحموا على سارقي الاكفان















المزيد.....

لا تترحموا على سارقي الاكفان


هندي الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2714 - 2009 / 7 / 21 - 09:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحكى ان رجلا كان ينبش قبور الموتى فيخرج الجثث ليسرق الاكفان ثم يعيد دفنهم مرة اخرى وقد ضجر الناس وكثر الحديث عن هذا الرجل واعماله المشينة ولما مات سارق الاكفان هذا تنفس الناس الصعداء واخذوا يسبون هذا الرجل لإعماله الاجرامية مع الاموات لكن ما ان مرت ايام حتى اكتشفوا ان ولده قام بنبش القبور وسرقة اكفان الموتى وتركهم في العراء فاخذ سكان المدينة يترحمون على الرجل الذي كان يسرق الكفن لكنه يعيد دفن الجثة بعد ان تلمسوا قسوة ولده مع الموتى .. تذكرنا هذه القصة بتفكير الكثير من العراقيين فما ان يعانوا من تصرفات نظام ما نتيجة قسوته واستغلاله للشعب ومنعه لأبسط الحقوق والحريات حتى يترحموا على النظام الذي سبقه متناسين ما كانوا يعانون من ذلك النظام المقبور. كلنا يعرف ان النظام الملكي قد حكم العراق بقسوة طيلة فترة حكمه حين كان يتصدى للمظاهرات السلمية بالرصاص كما حدث ابان وثبة كانون المجيدة عام 1948 وضرب العمال المتظاهرين والمضربين عن العمل وقتل العديد منهم كما حدث مع عمال كورباغي في كركوك وكانت سجونه تغص بالوطنيين المعارضين كما وحكم بالإعدام على كثير منهم بسبب انتمائهم السياسي ومنع تشكيل الاحزاب المعارضة لنهج الحكام وقتذاك وكان الشعب يعاني الفقر والمرض والجهل وخيراته تسرق من قبل المحتل الانكليزي او توزع على حفنة من المنتفعين والاقطاعيين وبقية الشعب تعاني من البطالة والفقر وتفتقد لابسط مقومات الحياة الانسانية وان نسبة عالية جدا من ابناء الفقراء تحرم من اكمال تعليمهم رغم تفوقهم او لا يمكنهم دخول المدارس نتيجة عدم توفرها او بسبب الوضع الاقتصادي الذي تعاني منه عوائلهم . وفي انتخابات بداية الخمسينات لم يرق لا للوصي ولا لنوري السعيد ان يصل الى البرلمان احدى عشر نائبا من المعارضة من مجموع عدد النواب الذي يزيد عن 130نائب فأقدم الوصي على حل البرلمان واعاد الانتخابات الصورية لكي يزيح ممثلي الشعب الحقيقيين . ناهيك عن اسقاط الجنسية عن الكثير من العراقيين ونفي للكثير منهم خارج الوطن. ان هذه الظروف الصعبة هي التي وفرت الظروف الموضوعية للتغير وقادت الشعب ممثلا بحركاته الوطنية من القيام بثورة ضد هذا النظام الذي فقد كل مقومات وجوده . وقد بدأت ثورة 14تموز 1958 بتشريعات وانجازات ملموسة لصالح ابناء الشعب من تطبيق لقانون الاصلاح الزراعي وبناء مساكن للفقراء وتحرير الثروة النفطية من ايدي الشركات الاحتكارية وغيرها من الانجازات التي لا زال الكثير من العراقيين يتذكرها ويعتز بها لكن تأمر حلفاء النظام السابق من اقطاعيين ومنتفعين وبعض القوميين بمساندة القوى الاجنبية من دول الجوار وبلدان شركات النفط الاحتكارية تمكنت من اغتيال الثورة والعودة بالبلاد الى ظروف اقسى مما كان يعاني منه الشعب ابان النظام الملكي . وبدلا من نقد الوضع الحالي وتقيمه تقيما صحيحا والعمل على تغيره وتوجيهه الوجهة الصحيحة التي تخدم غالبية الشعب اخذ الكثير يترحم على نوري السعيد والوصي متناسين حقيقة ذلك النظام وما كان يعاني منه الشعب حتى وصلت الحالة بالبعض الى توجيه اللوم والنقد للثورة وزعيمها الخالد عبد الكريم قاسم واعتبروه هو السبب فيما آلات اليه اوضاع البلد وشبه البعض بين الثورة والانقلابات الدموية التي توالت بعد اغتيال الثورة متناسين كل ما بدأت به الثورة وما قدمته للشعب وما اسست له والكثير من تلك القرارات والانجازات لازالت موجوده ويتذكرها الناس رغم عمر الثورة القصير إضافة الى ما ذكرنا قامت الثورة باصدار قانون الاحوال الشخصية الذي لم يرقى اليه تشريع لحد الان ليس في العراق وحدة بل على مستوى المنطقة وتحديد ساعات العمل اليومي بثمان ساعات والضمان الاجتماعي للعمال وبناء المدارس والمستشفيات في اغلب مدن العراق . ان قيام الثورة ضرورة حتمية وان اغتيالها وتردي الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والانسانية الى ماكانت عليه قبل الثورة او اقسى منها في كثير من المجالات لا تبرر الترحم على نظام كان قد خلق اسباب موته وزواله بيديه . واليوم وبعد التغير الذي جرى بعد 9-4-2003 وما رافقه من حل لمؤسسات الدولة وانتشار الفوضى وفقدان الامن نتيجة لتصرفات المحتل وتعاون ازلام النظام السابق وقوى الارهاب الدولي بتشجيع من قوات الاحتلال ودول الجوار وبعض دول المحيط الاقليمي وبتنفيذ من بعض الحركات السياسية العراقية المعارضة وحتى القوى الداخلة في العملية السياسية واجه العراقيون وضعا لا يمكن وصفه من فوضى وارهاب وقتل الناس الابرياء بالجملة هذا الوضع قادة بالكثير الى الترحم على النظام السابق متناسين ان كل الذي يواجهونه ويعانون منه اليوم هو بسبب ذلك النظام ومتناسين كيف كان حالهم في تلك السنين العجاف من قتل لملايين الشباب في حروب عبثية ولعشرات السنين مع مكون من مكونات شعبنا وهي القومية الكردية ومع دول الجوار ايران والكويت وضرب انتفاضة شعبنا في الجنوب وفي كردستان والتهجير القسري للآلاف من الاكراد والتركمان وبقية الاقليات والمقابر الجماعية المنتشرة في كل ارجاء العراق .. نسوا ما فعله النظام ضد ابناء شعبنا من اعتقال واعدام الاف المعارضين وهجرة الملاين من العراقيين بسبب ظلم وقسوة النظام ونسوا الخوف والارهاب الذي كانوا يعيشونه من اعضاء الحزب الحاكم ورجال الامن والمخابرات وكيف كانوا يسوقونهم في افواج الجيش الشعبي وفدائي صدام وجيش القدس وكيف كانوا يعيشون في خوف ورعب من أي كلمة يتلفظون بها في مكان ما .. نسوا قوافل القتلى والمغيبين والمفقودين .. ونسوا الجوع وتردي الاوضاع الاقتصادية لكل ابناء الشعب عدا اقارب الطاغية وحاشيته الذين كانوا يعيشون في نعيم وبذخ وبقية الشعب يتذمر جوعا وحرمان لدرجة وصلت بالبعض الى بيع ممتلكاتهم القديمة واجبر البعض الى بيع شرفهم من اجل ان يبقوا على قيد الحياة .. كل هذه الجرائم وغيرها الكثير التي لا تعد ولا تحصى اجبرت الناس ان تتمنى حكم أي مجرم (شارون) مقابل خلاصها من ذلك النظام .. كل هذا ننساه لنتمنى العودة الى تلك السنين ؟ ان نقد الواقع الحالي يجب ان لا ينسينا الماضي ومرارته .. من حق الجميع نقد الواقع وتأشير سلبياته والعمل على تغيره نحو الأحسن لا ان نتمنى العودة الى نظام عشناه ولا زالت مرارته وخوفه وقسوته تراودنا في المنام .. ليس صحيحا اختيار احسن السيئين بل علينا ان نطالب بالأفضل والأحسن والأجود وان ننظر الى المستقبل لا ان نبقى نعيش في دوامة الماضي المقيت .. نعم ان الوضع الحالي لا يمكن وصفه الا بالوضع الأقسى والاسوء في حياة العراقيين ودمر الكثير من البنى التحتية والفوقية وأسس لتقسيمات طائفية مقيتة قد لا تزول بسهولة وزرع او كرس زرع الشقاق بين مكونات الشعب الذي كانت نتيجته الهجرات القسرية الداخلية والخارجية لملايين الناس .. لكن هذا لا يعني نسيان الماضي وجرائمه بل علينا ان نعمل لتأسيس الافضل والارقى وسوف ولن يفرق الميت بين من أعاده الى قبره ام تركه في العراء فهو سيرحل عن الدنيا عريانا في كل الأحوال ...



#هندي_الهيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صباح الخير يا تموز
- الشاقوفة دراسة في المكان
- عالم بلا عراق


المزيد.....




- دبي بأحدث صور للفيضانات مع استمرار الجهود لليوم الرابع بعد ا ...
- الكويت.. فيديو مداهمة مزرعة ماريغوانا بعملية أمنية لمكافحة ا ...
- عفو عام في عيد استقلال زيمبابوي بإطلاق سراح آلاف السجناء بين ...
- -هآرتس-: الجيش الإسرائيلي يبني موقعين استيطانيين عند ممر نتس ...
- الدفاع الصينية تؤكد أهمية الدعم المعلوماتي للجيش لتحقيق الان ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /20.04.2024/ ...
- ??مباشر: إيران تتوعد بالرد على -أقصى مستوى- إذا تصرفت إسرائي ...
- صحيفة: سياسيو حماس يفكرون في الخروج من قطر
- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هندي الهيتي - لا تترحموا على سارقي الاكفان